التوعد بمحاسبة النواب عبر صناديق الاقتراع.. لاينفع!

BOFATMAH

عضو فعال

بالرغم من أني لم أعد أعبأ كثيراً بمجلس الأمة ونوابه او الدستور وأبوابه، ولم اعد أؤمن تماماً بما هو قانوني ومشروع في بلادي! إلا أني في الأيام القليلة الماضية وجدت قبولاً لدى كثير من الناس الغاضبة (ومتنفساً) لفكرة الايمان بضرورة استبدال النواب غير المضروبين وغير المهانين بآخرين يضربون ويهانون..! فقلت ان كان الناس فاعلين ولابد، مقتنعين بفكرة الاستبدال لاريب.. فليبدأوا على الأقل بما سيقترح عليهم أخوهم المحبط.. والأمر لهم.

إن التهديد بمحاسبة النواب بعد كل فترة طويلة تُستقطع من مستقبل بلادنا وأبنائها لايفيد!.. إذ أن فترة الأربع سنوات (المنقوصة من سنواتنا لاتمام سنواتهم) فترة كافية جداً لمن أسس نفسه ورسخ بنيانه، بعد أن كان غرضه فقط الصيد (القنص والوناسة!) بممتلكات الغير! نعم، هي فترة كافية بالنسبة للشاطر منهم! حتى وان لم تكتمل شكلياً مدتها بحل المجلس..! فلعل موقف واحد لهذا النائب الشاطر، كان قد أرضى به الوزير "الكريم" أو الرئيس "الأكرم" في يوم من الايام (ولو كان تدليكاً أو توليعة زقارة أو سرفسة معينة!) سيكون كفيلاً بإطعام وإبلاع جنابه وجناب أبناءه وأبناء أبنائه بملاعق من ذهب.. في ضاحية بيفرلي هيلز! (لاسيما وأن حكومتنا علمتنا سابقاً - قبل موضي الحمود - أن نكران الجميل عيب.. فكيف لو تجرأ خيالنا وقال - لاسمح الله - بأن حكومتنا الكريمة تنسى جمايل الناس القديمة!)

إذن.. ومن منظوري القاصر في توارث هذا العرف العضال.. أرى بأن الحل السهل تطبيقه والوارد نجاحه (في ظل مجتمع لايملك افراده إلا حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم ومجاملاتهم لبعضهم وروابطهم الأسرية التي لا مفر منها ولا منسلَخ عنها) هو حرق هؤلاء النواب "مجتمعياً" حرقاً جماعياً لا رحمة فيه..! فلا ديوانية حرة تتشرف باستقبالهم، ولا ابتسامة – نرجوا أجرها - تطلق بوجوههم، ولا أي واجب يقام بحقهم، بل والامساك عن ذكر أي حسنة كانت بملفاتهم! وسواء كان ذلك بحضورهم أو حتى حضور من يهتم لأمرهم..! نعم، يجب أن يسمعوها جريئة مدوية من أفواه الصغار والكبار، النساء والرجال.. من يومهم هذا إلى يوم يبعثون! يجب أن يروا الشرر يتطاير من عيونٍ لم تعد تبكي قلة الحيلة وضياع الوسيلة!

هذا وليعلم هؤلاء النواب، بأن القادم ليس به ضحك ولعب كما في السابق (روح عزاهم وافتر بعروسهم يطيح الحطب وامورك اتصلح والناس تنسى! لا لا.. اليوم مو مثل امس يا حياتي!) وليعلموا أيضاً بأن ليس هناك ملاذ يفرون به من ناخبيهم.. فأين سيهربون؟ أسيهرب بدويهم ويشد رحاله الى الرميثية والمنصورية؟ أم سيفعل حضريهم ويهرب الى الصباحية والفردوس؟! أسيغيرون أسماءهم وكنياتهم في المحاكم؟ أم سيغيرون حتى مذاهبهم ليُقبلوا في بيئات جديدة..؟! فلجيبوا.. الى أي بيتٍ لنا سيفرون اليه منا؟!.. هذا ما جنيتموه على أنفسكم.. هذا جزاؤكم وأقل عندما بكينا وضحكتم، أوذينا وفرحتم، وصدقنا و زوروا شهدتم! فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا.. إنا نسيناكم!

وليكون مرشحي الغد ونواب المستقبل حذرين.. وليحاسبوا أنفسهم قبل أن يُقبلوا على حمل ثقيل المسئولية لطموح بخس! وليخشون على أبنائهم وبناتهم وذرياتهم من أن يجنوا عليهم فيذبحونهم – كما ذبحنا سلفهم - بسكين الخذلان! لن يراهن بعد ذلك اليوم احد منهم على ضعف الأمة وارضائها..! وسينشغل المتراهنون بكف أذى أنفسهم عن انفسهم، حينما تلاحقهم لعنة الشعب ودعاء الصالحين..!

.
 
أعلى