التفاحة الأولى
كنتُ معها يوم الخميس الفائت 23 / 12 / 2010 م
وكانت هي معي بوجهها فقط أما روحها فقد كانت طريدة .. الموبايل لم يسقط من يديْها وأصابعها لم تركد عن طباعة أحرفٍ له ..
هي سبب صريح لأن أكتب ,,
( إفشاء أسرار تُفاحة ) .
تزوجت زوجها بعد عشق شاهق امتد لسنين طويلة , بقيت معه سبعة أعوام لم يتسلل جنين إلى أحشائها ,علاج بحث سؤال لم تحبل , استأذنها للزواج عليها من إحدى قريباته فأمّهُ تلِحْ ,, فطْرتُه تلِح , وعدَها بأن الجديدة ستكون مجرد وعاء يُخفي به جروحه , وأما هي فجلده اللصيق بجسده و ما ملكت روحه , وافقت فهو كل الناس في عينيْها , هو من علّمها أبجديات الحياة وأصول الحب .. وكيف يتنفسان في ذات اللحظة .
جهّزته لعروسه , اختارت معه غرفة النوم .
لم تكن تفكر بل كانت تستنشق ( هو ) و ( هو ) كان يستنشقها ( هي ) أحبَّ كل تضاريس حياتها وساح داخلها بكل رجولة .
بعد زواج زوجها بأشهر لم تحتمل الأنثى بداخلها رؤية أخرى تتغنج لحبيبها , ودون سابق إمهال تفجرت الغيرة الخجولة, حتى كادت تصيبها بجنون عارض , قالت له :
طلقني يا فلان مني لن تنتشي أبوّه .
تحاورا تجادلا تناقشا .. وما كان مقدّر ومكتوب حصل .
افترقا عام , كانت طوال العام تتخذ كرسياً وطاولة في إحدى المقاهي لها منفى , فوق وجوه الناس تسكن لتنسى عشقه وتتسلى . حاولت تطويع نزعاتها السلبية لخدمة أرَقها وحاجاتها النفسية , حاولت الارتماء في أحضان رجال آخرين لتنسى حبيبها , لكن خوفها من الله منعها , فكانت تُعذب نفسها بثوبه الذي احتفظت به ..
ولما يشتري ويبيع فيها شوْقها كانت ترتدي ثوبه وتنام .
قبل فترة بدأ حبيبها بإرسال رسائل شوق عبر الموبايل .. لم تُصدق نفسها , حتى أنها لم تكمل قراءة بقية أول رسالة .. فكتبت له : من بعدك انتهيت .
قضيا أسبوعين والتواصل رسائل هاتفية , قال لها :
_ سآتي الليلة أبيت عندكِ ..
_ كيف تبيت عندي وانا لستُ على ذمتك ؟ خرجتُ من عهدة حلالك .
_ أنا مشتاق إليك
_ إذاً أعِدْني إلى عصمتك
توقف هو عن إرسال المزيد .. لم يقبل لم يرفض , مازَجَها وهن عظيم ,
_ هو لم يعد يحبني الآن ..فماذا افعل أنا مع كل الحب في قلبي ؟
انهمرت عليه بالرسائل تذكّرهُ تَأجج لياليهما معاً كان يصد عن ثلاثون رسالة ويلتفت لواحدة فقط ليكتب ردّها بكل فسق الاختصار :
_ سأبيت عندكِ الليلة , والأيام تتكفل بإعادتنا لبعض .
تجن هي مرة أخرى ,
_ يريدني خليلة بعد أن كنت حليلة ..
تكاد تضعف , تكاد تقول له لا تساوم فأنا سلعتك الرخيصة .
.... لازالت هي تتقاسم الأرق ما بين عشق حلال وحلال صار حرام ....
ومع كلمة حرام ..
انتهى الحديث عن التفاحة الأولى ,,
لكن ,,
كم تفاحة تعيش هذا المشهد في حياتنا اليومية ؟
كم تفاحة ذلّلها الحب وذلّها ؟
كم تفاحة عشِقَت زوجها وافترقت عنه ولازال عشقه يتسلل روحها رغماً عنها ؟
كم تفاحة وَصَلَت الناس بجسدها وانفصلت روحها تحت أقدام ( هو ) ؟
لمَ يا ( هو ) حينما تملأ جعبتك العاطفية من خير أنثاك وتتثبت مجون جنونها العاطفي عليك تبرد مشاعرك تجاهها ؟
لماذا بعدما ينفذ وقودها تتخلى عنها لتملأ وقود أخرى ؟
أفِالوقت زمن لتبني مجد عاطفي جديد ؟
لمَ لا ترحم ضعفها ؟ لقد سطوتَ أنت على كل مخزون الحب في قلبها .. فأين لها بوريد جديد يسري به غيرك ؟
___
ولتفاحة هذا الصنف اقول :
إرمي العظمة بعيداً .. لا تتركيها قريبة .. إنهم يحبون كل شيء تسبقه الحواجز .