الحربش الصغير..مشروع مواطن صالح

بــ يوسف ــو

مشرف سابق
الحربش الصغير..مشروع مواطن صالح

د.عصام عبد اللطيف الفليج :
لم أستغرب ما حصل في الندوة التي أقامتها احدى مدارس وزارة التربية حول «العنف» عندما لم يتسع صدر ادارة المدرسة لرأي أحد الطلبة، مع ان فكرة هذه الملتقيات التثقيفية تشجيع «الحوار»، والذي من أصوله قبول الرأي الآخر، وينطلق عدم استغرابي لأمرين:
الأول: ان الوزارة لا تحمي معلميها ولا ادارييها لأي موقف أو اجتهاد، ولا تقدر ان ما حصل – أيا كان الأمر - ربما يكون موقفاً خارجياً أو اضطرارياً أو أمراً واقعاً، وبالتالي ستكون ردة فعل الادارة المدرسية والتعليمية سلبية لحماية الذات!
الثاني: ان الوزارة لا تنتهج مفهوم الحوار ونقد الذات كسياسة تربوية مع الطلبة بشكل خاص، ومع الاداريين والمعلمين بشكل عام، فالأصل هو الاتباع والاقرار، ومن يخالف مصيره الاقصاء أو تقدير منخفض!
فقد تعود الجميع – الا ما قل - تقديم الولاء الى الأعلى، فالمعلمة تتعب وتنجز المشروع، وتكتب عليه من الخارج «اشراف مديرة المدرسة فلانة الفلانية» وهي لا تعرف عنه شيئا..فقط لتكسب رضاها، ليس تزلفا..بل هي هكذا تنشأت وتعلمت من زميلاتها حتى أصبح أمرا طبيعيا، وبالمقابل لا تنكر المديرة ذلك وتقول لها هذا نشاطك، بل تثبت اسمها، وتوقع عليه، وتقدمه للمراقب ومدير المنطقة وهي لم تنجز فيه شيئا!
كما تعود الطلبة على ان الحوار سوء أدب مع المعلم، والرأي الآخر عدم احترام، ومن يخالف المعلم قد لا يسلم من العتاب واللوم..والمحاسبة، فما بالك من يخالف رأي المدير أو المديرة؟!
لذا..لم أستغرب عدم تحمل مديرة المدرسة وتدخلها لايقاف كلام الحربش الصغير، وهي هنا ليست مديرة الندوة، وفي تدخلها اهانة لمدير الندوة، فضلا عن كونها اهانة للطالب!
ولكن ما أستغرب له هو عدم اتساع صدر المحاضرين لاستماع رأي الطلبة، فهم جزء من المجتمع، والمفترض التعامل معهم بالحوار واحترام الرأي الآخر، وعدم التهرب من الحوار.
لقد تعودنا منذ كنا طلبة ان المحاضرين في واد والواقع في واد آخر، فالتربوي يدعو لعدم التدخين ثم يدخن، والضابط يدعو للالتزام بالقانون، ثم يكون أول من يخرق القانون، ويتكلمون عن المدينة الفاضلة، مما يجعل الطلبة غير منسجمين معهم.
من أهداف هذه اللقاءات التعرف على ما يفكر فيه الطلبة، الذين هم من جيل مختلف، وهم جيل المستقبل، وتحليل هذا التفكير، فقد يكون فيه فوائد وابداعات، وقد يكون فيه نقد وملاحظات لسلبيات ألفها المسؤولون، ولم يعودوا يشعرون بها لكثرة المداحين!
لقد عاش الطالب عبدالله الحربش صورة سلبية يوم اقتحمت القوات الخاصة حرمة منزل والده، واعتدوا على ضيوفه بالجملة بسبب رأي شاذ لشخص لا يمثل الا نفسه، ورأى ممارسة العنف (موضوع الندوة) نموذجا سلبيا في المجتمع، وستبقى هذه الصورة في مخيلته حتى يكبر، فكان لزاما عليه ايصال رأيه والتنبيه لهذا الخطأ، وكان لزاما على المحاضرين الاستماع له، ومقارعة الحجة بالحجة، لا مقاطعته واسكاته لتأكيد مفهوم الحوار والرأي الآخر.
الطالب عبدالله جمعان الحربش أو «الحربش الصغير» مشروع مواطن صالح يجب استثماره لهذا الوطن، فهو ثمرة تربية صالحة من أبوين صالحين، ونحن بانتظارك يا عبدالله في المستقبل القريب، وأسأل الله ان يقر عين والديك بك.



د.عصام عبد اللطيف الفليج​




التعليق :​

مقاله رائعه ونعم وزاره التربيه لم يتسع صدرها لكلام الشبل الصغير​

ما أدى إلى إيقاف كلامه ومقاطعه حواره​

فعلا كلام الحق مزعج :إستحسان::وردة:​
 

شاليش

عضو فعال
ياليت يتعلمون منه عيال الاعضاء

مو الي عندنا بالخامسه

واحد اذا جيته بالدوانيه قال جاي مصلحه والا مسير

واضن الدائره الخامسه كلها عرفته

وواحد 24 ساعه بالصناعيه يقحص وهو عمره 14 سنه


والله ياولد الحربش لو يدرسهم كان زين .
 
أعلى