النزول إلى الشارع
كتب غسان سليمان العتيبي :
علماء النفس والمتخصصون يقولون «اذا كنت مكتئبا حزيناً فحاول ان تبتسم بشفتيك، كي تحدث عملية خداع للعقل الباطن فيصدق بانك سعيد.. فيرسل اشارة الى بقية الحواس فتشعر بالسعادة والوناسة».. وعلماء المعارضة يرددون مفردات كالعصيان المدني، وعدم التعاون، وسحب الثقة، فيصدقها الكويتي الغافل فيصبح الشعب كله مكتئبا حزينا..
المعارضة تدعي ان الاغلبية العظمى من الشعب غير راضين وساخطون وناقمون، ولكن لم نر افعالا تصدق تلك الاقوال.. فهل نزول سبعمائة نفر الى الشارع من ثلاثمائة الف ناخب هذا يعني ان الشعب كله معارض مما حدا النواب الكرام الى القول بان الشعب كله ناقم وساخط؟!! بالطبع هذا هراء، فالغضب الشعبي هو ما رأيناه في الثورة الفرنسية التي غيرت وجه فرنسا التاريخي، وهو ما رأيناه في نزول الناس الى الشارع تضامنا مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر حين أعلن تنحيه عن منصب الرئيس، وهو ما شاهدناه عند وفاة الشيخ عبدالله السالم، شيخ الدستور، اذ خرج الالاف من افراد الشعب بمختلف طوائفه يشيعون جثمانه الى مثواه الاخير.. اما هنا فمن الذي خرج؟ وكم عدد من نزلوا الى الشارع؟ ارقام لا تغني ولا تسمن من جوع.. ولهذا دلالة واضحة على ان الشعب راض كل الرضا عن الحكومة وممثليها.. ولا يرغب في طرح الثقة.. ولا يرغب في عدم التعاون..
لذا نقول لاقطاب المعارضة: بسكم وكفى.. ودعوا السفينة تسير.. فلا يعقل ان نستقبل العام باستجواب يشعرنا بالهم والغم.. والناس يبتهجون ويفرحون بقدوم العام الجديد.. ألسنا تابعين لهذا العالم؟. ام انه حرام على افراد شعبنا الفرح وحلال للافراد الاخرين من كل جنس.. لا اقول للمعارضة لا تعارضوا.. بل ان المعارضة هي روح الديموقراطية.. ولكنها المعارضة النزيهة.. المعارضة الراقية.. التي تخلو من اي اغراض شخصية.. او تصفية حسابات قديمة.. فالساحة الديموقراطية ليست مسرحا لتصفية الحسابات ولا التخطيط من اجل الفوز بالصفقات.
اقول ان الوطن بخير.. وان هذه سحابة سوداء وستنقشع باذن الله.. «لكن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين» والمؤمن كيس فطن.. وهذا يعني ان نتعلم من اخطائنا.. ولا نعاود الكرة نفسها في كل مرة.. وعل وعسى ان تصل الرسالة.. واياك اعني فاسمعي يا جارة