" شكـــــوى بـــــــــــــدر "

بسم الله الرحمن الرحيم​

هذه قصيدة من التراث القطري قيلت في النوخذة بدر بن ماجد البدر قالها الشاعر (بودهيم المالكي) حين أتاه بدر يشتكي من أمر سرقة (جالي الصدر) من على ظهر سفينته(البوم)، وجالي الصدر هذا عبارة عن غطاء من الخشب يشبه الباب الصغير يغطى به الجزء الأمامي من السفينة.

القصة تبدأ من هنا حيث احتار بدر في بداية الأمر إلى من يشتكي بعد الله، فما كان منه إلا أن ذهب للشاعر (بودهيم) وهو شاعر معروف ومن أشهر شعراء الغوص في الدوحة في تلك الفترة وكان لديه مجلس عامر يجلس فيه مع رجال الحي .


q-1


لم ينتظر بدر حتى يأتي وقت اجتماع الشاعر (بودهيم) مع رجال الحي في مجلسه فأخذ يبحث عنه حتى وجده وهو في طريقه إلى السوق، فاستوقفه بدر وحكى له القصة وطلب منه بأن يساعده في معرفة السارق حيث جميع رجال الحي يجتمعون عنده في المجلس فقد يكون السارق أحدهم!.

q-2


وفي المساء وبعد صلاة العصر جلس (بودهيم) ومعه بدر وحضر جميع رجال الحي وحكى لهم قصة بدر وسرقة (جالي الصدر) وبناء عليه ألقى هذه القصيدة أمام الجالسين:

فاض مابي والسبب شكوى بدر
ويجيه قول من ضميري منحدر

مخطي اللي ماخذٍ (جالي الصدر)
ماخذه ويقول بيسويه بـــــــــاب

من جهنم فج (1) له تسعين باب
كل فعال الخطا يدري العـــــذاب

والأجر مكتوب عند المحسنـــين
طالبك ياخوي إنك مستجـــــــاب

في غرايض السوق مربات العيال (2).

q-3



وبعد أن ألقى القصيدة وسمعها الرجال في المجلس أخذوا يمتدحون الشاعر ويرثون لحال بدر ويدعون على السارق .

وفي اليوم التالي وبينما كان بدر خارجاً للاطمئنان على سفينته فإذا به يفاجأ بإعادة (جالي الصدر) المسروق إلى مكانه!!.. فحمد الله وشكره فقد كانت المفاجأة أن السارق كان من بين الحاضرين فأنبه ضميره وأعاد ما قام بسرقته !.

q-4




______________________________
(1) فج : فتح .
(2) كان الشاعر على عجلة من أمره يريد شراء بعض المؤن لأهله فوعد بدر بتلبية طلبه ولكن في الوقت المناسب حين يجتمع مع الرجال في مجلسه.

* الشاعر (بودهيم) هذا لقبه واسمه الحقيقي هو ارحمه بن غانم بن عيسى بن غانم المالكي من شعراء قطر القدامى ومن شعراء أسرة البودهيم ولد سنة 1807م تقريباً.

* النوخذه بدر بن ماجد البدر وهو من نواخذة الدوحة وكبير أسرة البدر القطرية في ذلك الوقت واصله يرجع للمناصير فرع البورحمة .

مرجع القصة والقصيدة :
الوالدة رحمها الله / شريفة بنت حسن البدر.
 
أعلى