وزير الداخلية: لا يشــرفني ....... و نحن كذلك لا يشرفنـا

واقـعـي

عضو ذهبي
في ظل تداعيات الأزمة الأخيرة المتمثلة في تعذيب متهم حتى الموت، برزت بعض التصريحات و الاخبار السمجة و التي إن دلت فإنما تدل على دناءة و وضاعة مطليقها دون مراعاة لأي حس إنساني في هذه القضية و التي بدأت في بيان تم تضليل الوزير فيه قبل الرأي العام، ليأتي بعدها من يقول بأن الوزير إصلاحي، إذا ماذا نسمي كل هذا التضليل الذي مورس في وزارة كان على رأسها طوال أربع سنوات فلم تجف أقلامنا ولم تنسى ذاكرتنا ما حصل في ديوانية الحربش من مؤتمر صحفي أول يتهمون في الرصيف بطريقة تنم عن ازدراء عقليات المشاهدين و المواطنين و الإستخفاف بهم، و يأتوا بعدها بأقل من 3 أيام بمؤتمر ثاني يكذبون في أنفسهم من جديد!

عن أي إصلاح نتحدث هنا و اي كذب افضى و افضع من هذا، و هو بالمناسبة كذب على الهواء مباشرة و نسمع بوزير إصلاحي، فإذا كانت قيادة وزارة الداخلية تقاد ببيانات كاذبة، فحتما ما خفي أعظم و اشد.

إستقالة الوزير من باب المسئولية السياسية لم و لن تكون شجاعه إطلاقا فقد أساء لنفسه سابقا في عدة مناسبات عندما تم استخدام القوة المفرطة دون وجه حق و لو أن أي ممن استخدم ضده القوة مات لربما و أكرر لربما ألتفت الشعب و نوابه لوزارة الداخلية و محاولة تنظيفها من العناصر التي حطت من كرامة الناس، و ما محمد السندان عنا ببعيــد فهل ما تم في ديوان الحربش أمر يستحق الضرب لدرجة كادت تؤدي بحياته!

لذا من باب أولى أن يصمت بعض النواب ليس من أجل أهل المتهم المجني عليه ظلما بل من أجل باقي أهل الكويت الذين يتحدثون بإسمهم ليلا نهارا جورا و ظلما بأنهم يقفون خلف الوزير و يريدون بقائهم و هذه لمطالبة أربء نفسي عنها فمثلما قال الوزير: "لا يشرفني قيادة وزارة تعذب المواطنين" ايضا نحن لا يشرفنا بقاء أي وزير كان من كان حين يعلم بوجود فساد في وزارتهم و يبقى بها رغم علمه بهذا الفساد و أن يصلح بها.

اما الدعوات السمجة و التي تدل على سطحيتها و تدعوا الوزير بالبقاء لكي يقوم بإحالة المتهمين للمحاكمة و محاسبتهم فهذا إن دل فإنما يدل على سذاجة تنم عن سطحية مطلقاها ففي دولة المؤسسات منصب الوزير سياسي و بالتالي عندما يستقيل فإن ذلك لا يغير في قوانين أي وزارة و يسير العمل بها حسب الإجراءات المنظمة كل في وزارته و بالتالي بقاء الوزير من عدمه لن يغير شيء في إحالة المتسببين في هذه القضية للقضاء و يقع دور متابعة هذا الشيء في الدور الأول على الوزارة نفسها ثم الأعضاء الأشاوس ممن ينسون كل حادثة بسرعه.


بدأت صحيفة مشهورة بالعفن عبر كاتب لها يصيغ المقالات برائحة نتنه بالكتابة عن هذه الحادثة و وصلت الحقارة بأنها توهم القراء بأن القضية بلا سند ولا تهم حقيقة عبر الإدعاء بأن هذه القضية لا يوجد بها مدعي و بالتالي كيف يتم رفع قضية دون أن يوجد مدعي يبلغ عن جريمة، و هنا كل من يعرف بأبجديات القانون يعلم بأن مثل هذا الأمر تافهه و تشويه للحقيقة في قصد تسطيح التهم و تبرأة ساحة المباحث.







لا استبعد و لن استغرب عندما يصدر تصريح من أي من أفراد "كتلة إلا الريس" تطالب فيه الرئيس التونسي بالبقاء و الإستمرار بالحكم و أن الشعب التونسي كله يقف معه و يحبه و ما قامت به الجماهير التونسية مجرد غوغاء لا يمثلون الشعب التونسي الواعي!




بعيدا عن المقال:

قصيدة لشاعر تونس أبو القاسم الشابي، قبل سنين عديدة و لم يعلم بأن شعبه سوف يعيد إحياء شعره على أرض الواقع

إِذا الشَّــــــــــــعْبُ يوما أرادَ الحياةَ ..... فلا بُدَّ أنْ يَسْــــــــــــــتَجيبَ القدرْ

ولا بُـــــــــدَّ للَّيْــــــلِ أنْ ينجــــــلي ..... ولا بُـــــــدَّ للقيــــــدِ أن يَنْكَسِــــرْ
ومَن لم يعــــــــانقْهُ شَـــــوْقُ الحياةِ ..... تَبَخَّـــــرَ في جَوِّهـــــــــــا واندَثَرْ
فويــــــلٌ لمَنْ لم تَشُــــــــــقْهُ الحياةُ ..... من صَفْعَـــــــةِ العَــــدَمِ المنتصرْ
كــــــــذلك قــــــــالتْ ليَ الكـائناتُ ..... وحـدَّثَني روحُهــــــا المُســــــتَتِرْ
ودَمْـــــــدَمَتِ الرِّيــــحُ بَيْنَ الفِجـاجِ ..... وفـــوقَ الجبــــالِ وتحتَ الشَّــجرْ
إِذا مَــــــا طَمحْتُ إلى غـــــــــــايةٍ ..... رَكِـــبتُ المنى ونَســــــيتُ الحَذرْ
ولم أتجنَّبْ وُعـــــــورَ الشِّــــــعابِ ..... ولا كُبّــــَةَ اللَّهَبِ المُســـــــــــتَعِرْ
ومن لا يحـــبُّ صُعـــــودَ الجبـــالِ ..... يَعِـــــــــشْ أبَدَ الدَّهــرِ بَيْنَ الحُفَرْ
فَعَجَّــــتْ بقــــــلبي دمــــاءُ الشَّبابِ ..... وضجَّــــت بصـــدري رياحٌ أُخَرْ
وأطـــرقتُ أُصـغي لقصفِ الرُّعودِ ..... وعــــزفِ الرّيــــاحِ وَوَقْعِ المَطَرْ
وقـــــالتْ ليَ الأَرضُ لما ســـــألتُ ..... أيـــا أمُّ هـــــل تكرهينَ البَشَــــــرْ
أُبــــــــاركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ ..... ومَن يَسْـــــــــــتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ
وأَلعــــــنُ مَنْ لا يماشـــــي الزَّمانَ ..... ويقنعُ بالعـيـشِ عيـــــــشِ الحجرْ
هو الكـــــونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَــــــــاةَ ..... ويحتقـــــرُ الميْتَ مهمــــــــا كَبُرْ
فــــــلا الأُفقُ يَحْضُـنُ ميتَ الطُّيورِ ..... ولا النَّحْــــلُ يــلثِمُ مــتَ الـزَّهَــرْ
ولولا أُمــــومَةُ قـــــلبي الرَّؤومُ لمَا ..... ضمَّـــتِ الميْـــتَ تِـــــــلْكَ الحُفَرْ
فويــــــلٌ لمنْ لم تَشُــــــــــقْهُ الحَيَاةُ ..... منْ لعنـــــــــةِ العَـــــدَمِ المنتصرْ
وفي ليـــــــــــلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ ..... متقَّـــــــلةٍ بالأَســـــــــى والضَّجَرْ
سَـــــــــكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ ..... وغنَّيْتُ للحُــــزْنِ حتَّى سَــــــــكِرْ
ســــــــــألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ ..... لمــــــا أذبــــــــــــلته ربيعَ العُمُرْ
فــــــــلم تَتَكَلَّمْ شِــــــفاهُ الظَّـــــــلامِ ..... ولمْ تتــــرنَّمْ عَـــذارَى السَّـــــحَرْ
وقـــــــــال ليَ الغــــــــابُ في رقَّةٍ ..... محبَّبَـــــــةٍ مثـــــــلَ خفْقِ الوتــرْ
يجيءُ الشِّـــــــتاءُ شــــتاءُ الضَّبابِ ..... شـــــــــتاءُ الثّلوجِ شــــتاءُ المطرْ
فينطفئُ السِّــــحْرُ ســـحرُ الغُصونِ ..... وســــحرُ الزُّهورِ وســـحرُ الثَّمَرْ
وســــــحْرُ السَّـــماءِ الشَّجيّ الوديعُ ..... وســــــحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ
وتهـــــوي الغُصــــونُ وأوراقُــــها ..... وأَزهـــــــــــارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ
وتلهـــــو بهــــــا الرِّيحُ في كلِّ وادٍ ..... ويدفنهــــــا السَّـــــــــيلُ أَنَّى عَبَرْ
ويفنى الجميــــــــــــعُ كحــــلْمٍ بديعٍ ..... تــــــــأَلَّقَ في مهجــــــــةٍ واندَثَرْ
وتبقَى البُـــــــــــذورُ التي حُمِّــــلَتْ ..... ذخـــــــيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَـــــــبَرْ
وذكـــــرى فصـــولٍ ورؤيـــا حَياةٍ ..... وأَشـــــباحَ دنيا تلاشـــــــتْ زُمَرْ
معـــــــــانِقَةً وهي تحتَ الضَّبـــابِ ..... وتحتَ الثُّـــــــــلوجِ وتحتَ المَدَرْ
لِطَيــــــْفِ الحَيَـــــاة الَّذي لا يُمـــلُّ ..... وقلـــــبُ الرَّبيعِ الشـــذيِّ الخضِرْ
وحـــــــالِمةً بأغــــــــاني الطُّيـــورِ ..... وعِطْــــرِ الزُّهــــورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ
ويمشــــي الزَّمانُ فتنمو صـــروفٌ ..... وتذوي صــــروفٌ وتحيــــا أُخَرْ
وتَصبِـــــحُ أَحـــــــــــلامَها يقْظـــةً ..... موَشَّـــــحةً بغمـــوضِ السَّـــــحَرْ
تُســــــائِلُ أَيْنَ ضَبــــابُ الصَّبـــاحِ ..... وسِــــــحْرُ المســاءِ وضوءُ القَمَرْ
وأَســـــــرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيـــقِ ..... ونَحْــــــــــــلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُــــرْ
وأَينَ الأَشـــــــــعَّةُ والكـــــــــائناتُ ..... وأَينَ الحَيَـــــــــــــــاةُ التي أَنْتَظِرْ
ظمِئْتُ إلى النُّورِ فـــوقَ الغصـــونِ ..... ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحـتَ الشَّــــجَرْ
ظمِئْتُ إلى النَّبْـــــــعِ بَيْنَ المــروج ..... يغنِّي ويرقـــــــــــصُ فوقَ الزَّهَرْ
ظمِئْتُ إلى نَغَمــــــــــــاتِ الطُّيـورِ ..... وهَمْـــــــــسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ
ظمِئْتُ إلى الكــــــــونِ أَيْنَ الوجودُ ..... وأَنَّى أَرى العــــــــــــالَمَ المنتظَرْ
هُو الكــــونُ خلف سُـــبَاتِ الجُمودِ ..... وفي أُفقِ اليَقظــــــــــــــاتِ الكُبَرْ
ومــــــا هو إلاَّ كَخَفْقِ الجنـــــــــاحِ ..... حتَّى نمــا شـــــــــــوقُها وانتصَرْ
فصــــــدَّعَتِ الأَرضُ من فوقـــــها ..... وأَبْصـــرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ
وجــــــــــــــــــــاءَ الرَّبيعُ بأَنغامـهِ ..... وأَحــــــــــــلامِهِ وصِبـــاهُ العَطِرْ
وقبَّلهــــــــا قُبَلاً في الشِّـــــــــــــفاهِ ..... تُعيدُ الشَّـــــــــــبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ
وقـــــــــال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَــــــاةَ ..... وخُــــــلِّدْتِ في نَسْـــــلِكِ المدَّخَرْ
وبـــــاركَكِ النُّورُ فاســــــــــــتقبلي ..... شَـــــــبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ
ومــن تَعْبــــُدُ النُّـــورَ أَحــــــــلامهُ ..... يُبـــــــــــــارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَــرْ
إليكِ الفضــــــــــاءَ إليكِ الضِّيـــــاءَ ..... إليكِ الثَّرى الحـــــــــالمَ المزدهر
فميدي كما شــــــــئتِ فوقَ الحقولِ ..... بحُــــــــــلْوِ الثِّمـارِ وغضِّ الزَّهَرْ
وناجي النَّســــــــــيمَ وناجي الغيومَ ..... وناجي النُّجــــــــومَ وناجي القَمَرْ
وناجي الحيـــــاة وأشـــــــــــــواقها ..... وضنــــة هــــذا الوجــــود الأغر
وشــــــفَّ الدُّجى عن جمـالٍ عميقٍ ..... يُشِــــــــبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَـــرْ
ومُدَّ على الكونِ ســــــــحرٌ غريبٌ ..... يصرّفُهُ ســـــــــــــــــــاحرٌ مقتدِرْ
وضاءَتْ شـــــموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ ..... وضـــــــاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ
ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمـــــــــال ..... بأَجنحةٍ من ضيــــــــــــــاءِ القَمَرْ
وَرَنَّ نشـــــــــــــــيدُ الحَيَاةِ المقدَّس ..... في هيكلٍ حـــــــالِمٍ قدْ سُــــــــحِرْ
وأُعْلِنَ في الكـــــــــونِ أنَّ الطّموحَ ..... لهيبُ الحَيَـــــــــــاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ
إِذا طَمَحَتْ للحَيـــــــــــــــاةِ النُّفوسُ ..... فلا بُدَّ أنْ يســـــــــــــتجيبَ القَدَرْ
 
أعلى