محاورة الروح بعيداً عن العقل

abo-3li

عضو فعال
من هو المتحكم بالانسان ؟ هل هو العقل ام الروح التي تسكن فيها مشاعرنا وأحاسيسنا؟
هل جربت في يوماً من الايام ان تفصل بينهم؟ واذا جربت ! مالذي إستنتجته من ذلك ؟

يعيش الانسان في عالم غريب وخفي لايرى منه إلا ظاهره أما باطنه فلا يراه ... ولكن يمكن له ان يلامسه ويحس فيه ...

في محاوله مني لإكتشاف عالمي المخفي الذي لا اراه ولكن احس فيه ...جلست في غرفه مغلقه ...ذات إضائه خافته ... وهنا اخبرني علقلي بأنه على اتم الاستعداد للإنفصال عن روحي ... ولكن روحي أبت ذلك ...وبعد محاولات حثيثه بائت بالفشل ... اخبرني عقلي بان لا سبيل لإخراجها إلا بستفزازها ... ففعلت ذلك ... وذلك بتعريضها لكوارث واحداث قديمه ألمت بها
...وكان يساعدني بذلك عقلي ... اه ياله من شرير ... وفجأة ... تحولت هذه الغرفه التي اجلس بها إلي صحراء قاحله ... خاف عقلي من ما حدث وأختباء خلفي ... ماهذا الذي يحدث من بعيد
... إنه إعصار قادم نحوي بحجمه الهائل ... اعجبي شكله ولكن إستغربت ... لماذا لا اشعر بالخوف منه ...احسست بأني اعرف هذا الاعصار بالرغم من اني أراه لأول مرة ... لا حظ عقلي ماكنت اشعر به وقرأ افكاري ... فأبلغني بأن هذا الاعصار ماهو إلا روحي وهي غاضبتاً منه لكشفه لي احد اسرارها ... ويقترب هذا الاعصار ويزداد خوف عقلي منه ... فكيف لا يخاف من هذا الاعصار وهو يعلم مدى غضب روحي التي تشكلت بشكل هذا الاعصار من شدة غضبها منه ...عرفت بأن هذا الاعصار يريد ان يجتث عقلي من الارض ويقذفه بأحد وديان القمر السحيقه ومن ثم يدفنه بغبار إعصاره ... هددني عقلي ... بأن ابتعاده عني له عواقب وخيمه احدها ... الجنون ... وذكرني بأن بين الجنون والعقل ... حفرة ... واني سأقع فيها اذا ابعدته روحي عني ... وبأني لن اجد له طريق ... وفي هذه الاثناء ... اصبحنا في منتصف الاعصار وعقلي متشبثاً فيني ... من هول المنظر ... شعرت بالخوف من نفسي على نفسي فرجوت روحي ان توقف إعصارها وبعد لحظات ... إختفا هذا الاعصار و اختفت معه الصحراء ... اظلمت الدنيا في عيني ... وعاد النور إليها وانا ابحث عن مكاني ... نعم إنها غرفتي التي اخرجتني منها روحي إلي صحرائها ... جلست على الكرسي من شدة التعب ... فقد خارت قواي من شدة تشبث روحي فيني وتشبثي فيه ... إنها المرة الاولي التي ارى عقلي منهار من الخوف بهذه الدرجه ... وأثناء محاولتي لتهدئه عقلي من روعه ... لفتت إنتباهي إحدى زوايا الغرفه ... لأنها اصبحت مظلمه ... تركت عقلي على الطاولت المكتب لانه كان يحاول ان يلتقط انفاسه ...
فذهبت إلي الزاويه المظلمه لأستكشف مافيها ... وأثناء إقترابي منها لمحت شخصا يجلس في هذه الزاويه ... سألته عن هويته ... فصاح بي وامرني بعدم الاقتراب منه اكثر من ذلك ... لقد كانت صرختاً مدويه حولت شعر رأسي إلي لون البياض ...وسقط عقلي بأثرها من سطح الطاوله ... احترت بدايتاً ... هل أقترب اكثر من هذه الزاويه ... او ارجع إلي عقلي الذي يئن من اثر السقوط والخوف معاً ... تذكرت تحذير عقلي لي بالجنون في حال فقدانه فذهبت لأنقذه ... حملته من الارض وانا انتفض منه غبار الاعصار وأعدته إلي الطاوله ... عرفت من هوية هذا الشخص الجالس في زاوية الغرفه ... إنها روحي ... سمعت صوتاً اعرفه جيدا ... انه صوتي ... لكن هذا الصوت يحدثني انا ولا يحدث شخصاً اخر ... سألتني روحي ... ماذا تريد مني


تأخر الوقت كثيراً وحان موعد النوم
وللحديث بقيه
 

abo-3li

عضو فعال
سألتني روحي ... ماذا تريد مني؟ ... فأخبرتها بأني اريد ان اعرف اسرارها وعن سبب صراعها

مع عقلي ... استفزتها كلماتي فخرجت من زاويتها المظلمه وجلست امامي ... فكاد منظرها

المرعب ان يقتل عقلي فأغمي عليه ... حاولت إيقاض عقلي وظننت بأنه قد قُتل فطمئنتني روحي

عليه وأخبرتني روحي بأن عقلي سيستعيد عافيته بعد ساعات وبأنها تعرف هذا المشاكس المغمى

عليه اكثر مني ...تحول منظر هذا الوحش المرعب إلي طفل يبلغ من العمر 9 سنوات ... من هذا

الطفل ... انه يشبهني... احسست بأن الزمن قد عاد بي إلي الوارء عشرون عام ... نظر إلي وكانت

دموعه تتساقط كالمطر الذي يروي الارض ... آلمتني دموعه فأدمت قلبي... تبادلنا الحوار ... ولكن

كان حواري معه بتبادل الخواطر ... سألته عن سبب بكائه ... فقال لي ... بأنه اسيراً لمدة عشرين

عام ... وان عقلي هو آسره ... آه ... ابكتني معاناته ... فمالذنب الذي من الممكن ان يقترفه طفل

في التاسعه من عمره ويستحق عليه هذا السجن ... رفع رأسه ونظر في عيني ... جذبتني عينا هذا

الطفل لداخل عقله فأصبحت اعيش عالمه ... آه ... لقد اعادني لعالم طفولتي ... أنه بيتنا القديم ...

وشريط الاحداث كان يمر امامي ... اعيش لحظاته ... ولكن بطفولته ... احداث جميله ... تمنيت ان

لا تنتهي ولكن لكل شيئ نهايه ... ذهب هذا الطفل يجري ... ولم اكن اعرف إلي اين يجري فيني ...

اعيش برأسه واشاهد بعينيه الصغيرتين وأشعر بأحاسيسه كان وهو يجري تغمره سعاده بالغه

اسعدتني معه ... فتح الباب لكن لمن ... انه والدي رحمة الله عليه... بكيت وهو كان يشعر بالسعاده

تمنيت ان احتظنه لكن كنت حبيس هذا الطفل ولا استطيع ان افعل شيئ ... ابلغ والدي هذا الطفل

يبدل ملابسه إستعداداً للذهاب ... فعرفت لماذا كان هذا الطفل سعيد ... فقد كان ينتظر والدي لكي

يقوموا بالذهاب إلي مدينة ألالعاب ... ذهب هذا الطفل بسرعه لكي يبدل ملابسه وانا ارجوه ان يعود

لوالدي فقد اشتقت إليه لكن لسعادته البالغه لم يكن يجيب ...

اصبحت سجيناً لتصرفات هذا الطفل ... ذهبنا لهذه الرحله ... شعور غريب تمتزج فيه السعادة

والحزن والاشتياق في آن واحد ... كنت احادث والدي ولم يكن يجيبني ... احسست بالغيره من هذا

الطفل ... لان والدي كان يجيبه هو فقط ... انتهت الرحله وكان هذا الطفل تغمره السعاده وانا

يغمرني الالم والحزن ... كانت الساعه تشير إلي العاشرة مساء وقد حان موعد نوم هذا الطفل ...

رجوته ان لا يفعل وان يذهب لوالدي ويجلس معه ... فقد اعياني فراقه ... نام هذا الطفل بسعاده ...

ونمت انا ايضا من شدة البكاء ... واثناء نوم هذا الطفل بسعادة ونومي معه بحزني ... ايقضته

والدتي واستيقظت معه ... نظرت إلي الساعه وكانت تشير إلي السادسه والنصف صباحاً ... مالذي

يحدث ... فقد كانت والدتي مرتبكه جدا وتحاول إخفاء دموعها عني ... احس هذا الطفل بأن مصيبتناً

قد حلت ولكنه لم يكن يعرف مالذي يحصل ... فذهب مسرعاً لوالدي رحمة الله عليه ... يسأله مالذي

يحدث ... كان والدي غاضباً جداً ومرتبكاً ايضا ... سأله هذا الطفل عم مايحدث فلا يجيبه ... فقد كان

ينتظر هاتفاً ... ورن جرس الهاتف ... وكان على الطرف الاخر احد اصدقائه ... تحدث والدي مع

صديقه بكلمات لم يكن يفهمها هذا الطفل ... اما انا فكنت اعرف ماذا كان يدور الحديث حوله ... انه

الغزو العراقي الغاشم ... آه يالها من احداث قد قتلت طفولت هذا الطفل ... اخبر والدي والدتي

بضروره الذهاب إلي بيت عمي وكان له ما اراد ... وفي الطريق كنت اشاهد الارتباك ظاهراً على

الناس واصوات دوي إنفجارات ... يسأله هذا الطفل والده عن هذه الاصوت فيجيبه والدي بأنها

رعد ... نظر هذا الطفل إلي السماء ولم يجد الغيوم ... كانت الشوارع مغلقه ومن كانوا يغلقونها

يرتدون لباس غريب ... سأل هذا الطفل والده ... من هؤلاء فأجابه بأنهم شرطه ... اخبر الطفل

والده بأن لباس الشرطه يختلف عن ما كان يرتديه هؤلاء ... لكن لم يرد والدي عن سؤاله ... في

هذه الاثناء ... شاهد هذا الطفل دبابات وآليات عسكريه تجوب الشوارع ... فسأل هذا الطفل

والدي ... من هؤلاء فأجابه بأنهم من الجيش الكويتي ... ولكن هذا الطفل ذكي ولم يقتنع بهذه

الاجابه ... فقد كانت على هذه الاليات اعلام لم يكن من بينهم علم الكويت الذي كان يحيه كل يوم

بالمدرسه ... سكت هذا الطفل واحس بالاعياء ... لقد إرتفعت درجه حرارته من شدة الرهبه

والخوف ... كان ذكياً جدا ولكن ماكان يحدث اكبر من إستيعابه ... وصلنا إلي بيت عمي ودخلنا إلي

البيت ... كان الجميع خائف والاطفال يبكون من اصوات الانفجارات ...
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
من هو المتحكم بالانسان ؟ هل هو العقل ام الروح التي تسكن فيها مشاعرنا وأحاسيسنا؟


هل جربت في يوماً من الايام ان تفصل بينهم؟ واذا جربت ! مالذي إستنتجته من ذلك ؟

يعيش الانسان في عالم غريب وخفي لايرى منه إلا ظاهره أما باطنه فلا يراه ... ولكن يمكن له ان يلامسه ويحس فيه ...

في محاوله مني لإكتشاف عالمي المخفي الذي لا اراه ولكن احس فيه ...جلست في غرفه مغلقه ...ذات إضائه خافته ... وهنا اخبرني علقلي بأنه على اتم الاستعداد للإنفصال عن روحي ... ولكن روحي أبت ذلك ...وبعد محاولات حثيثه بائت بالفشل ... اخبرني عقلي بان لا سبيل لإخراجها إلا بستفزازها ... ففعلت ذلك ... وذلك بتعريضها لكوارث واحداث قديمه ألمت بها
...وكان يساعدني بذلك عقلي ... اه ياله من شرير ... وفجأة ... تحولت هذه الغرفه التي اجلس بها إلي صحراء قاحله ... خاف عقلي من ما حدث وأختباء خلفي ... ماهذا الذي يحدث من بعيد
... إنه إعصار قادم نحوي بحجمه الهائل ... اعجبي شكله ولكن إستغربت ... لماذا لا اشعر بالخوف منه ...احسست بأني اعرف هذا الاعصار بالرغم من اني أراه لأول مرة ... لا حظ عقلي ماكنت اشعر به وقرأ افكاري ... فأبلغني بأن هذا الاعصار ماهو إلا روحي وهي غاضبتاً منه لكشفه لي احد اسرارها ... ويقترب هذا الاعصار ويزداد خوف عقلي منه ... فكيف لا يخاف من هذا الاعصار وهو يعلم مدى غضب روحي التي تشكلت بشكل هذا الاعصار من شدة غضبها منه ...عرفت بأن هذا الاعصار يريد ان يجتث عقلي من الارض ويقذفه بأحد وديان القمر السحيقه ومن ثم يدفنه بغبار إعصاره ... هددني عقلي ... بأن ابتعاده عني له عواقب وخيمه احدها ... الجنون ... وذكرني بأن بين الجنون والعقل ... حفرة ... واني سأقع فيها اذا ابعدته روحي عني ... وبأني لن اجد له طريق ... وفي هذه الاثناء ... اصبحنا في منتصف الاعصار وعقلي متشبثاً فيني ... من هول المنظر ... شعرت بالخوف من نفسي على نفسي فرجوت روحي ان توقف إعصارها وبعد لحظات ... إختفا هذا الاعصار و اختفت معه الصحراء ... اظلمت الدنيا في عيني ... وعاد النور إليها وانا ابحث عن مكاني ... نعم إنها غرفتي التي اخرجتني منها روحي إلي صحرائها ... جلست على الكرسي من شدة التعب ... فقد خارت قواي من شدة تشبث روحي فيني وتشبثي فيه ... إنها المرة الاولي التي ارى عقلي منهار من الخوف بهذه الدرجه ... وأثناء محاولتي لتهدئه عقلي من روعه ... لفتت إنتباهي إحدى زوايا الغرفه ... لأنها اصبحت مظلمه ... تركت عقلي على الطاولت المكتب لانه كان يحاول ان يلتقط انفاسه ...
فذهبت إلي الزاويه المظلمه لأستكشف مافيها ... وأثناء إقترابي منها لمحت شخصا يجلس في هذه الزاويه ... سألته عن هويته ... فصاح بي وامرني بعدم الاقتراب منه اكثر من ذلك ... لقد كانت صرختاً مدويه حولت شعر رأسي إلي لون البياض ...وسقط عقلي بأثرها من سطح الطاوله ... احترت بدايتاً ... هل أقترب اكثر من هذه الزاويه ... او ارجع إلي عقلي الذي يئن من اثر السقوط والخوف معاً ... تذكرت تحذير عقلي لي بالجنون في حال فقدانه فذهبت لأنقذه ... حملته من الارض وانا انتفض منه غبار الاعصار وأعدته إلي الطاوله ... عرفت من هوية هذا الشخص الجالس في زاوية الغرفه ... إنها روحي ... سمعت صوتاً اعرفه جيدا ... انه صوتي ... لكن هذا الصوت يحدثني انا ولا يحدث شخصاً اخر ... سألتني روحي ... ماذا تريد مني


تأخر الوقت كثيراً وحان موعد النوم

وللحديث بقيه



الروح هذا العالم الخفي .. لا يستطيع أن يكمل مسيره بدون العقل .. وهذا لا يعني أن العقل هو السيد ..​

بل كلاهما سيد على الآخر ..​

أتعلم أخي الموقر ابو علي ؟​

كنتُ لا أفهم روحي جيداً ولا أعرف ماذا تريد ..​

لكنني بعدما قرأت كتاب العقيدة الاسلامية والتهمت كل أبوابه وإيمانياتها خاصة فيما يتعلق في باب القضاء والقدر .. عرفت من هي روحي وماذا تريد ..​

وعرفت ايضاً كيف اتعامل مع عقلي الذي كان سعيداً جداً بأسلوبي معه ..​

قد نختلف نحن الثلاثة .. وقد نتشاجر ..​

قد نتخاصم ..​

لكن بالنهاية يحدث تنازل من أحد الأطراف ليُرضي البقية ويعود السلام إلى جسدي ..​



عقلك اخي الطيب ابو علي متخم بالصدمات .. وهذا ما جعلك تبدأ بمحاورة الروح بعيداً عن العقل ..​


لا تريده أن يسمع ماذا سيدور بينكما ..​

عقولنا ليس لها عقول وسهل ان نقتادها لما نريد ..​

أما الروح فهي ذكية جداً وتفكر بأسلوب مختلف لذا يصعب اقتيادها لما نريد ..​


لذا اعتقد جداً أن نفهم ماهية الروح .. حتى نستطيع أن نصل بالإثنين إلى بر الأمان ..​

فإن تعثر أحدهما سنقع نحن وإن وقعنا نحن يصعب نهوضنا من جديد ..​
 

abo-3li

عضو فعال

مالذي يحدث

لا اعرف كيف اصف ما اشاهده انها الحرب التي كان هذا الطفل يسمع

من الكبار يتحدثون عنها ... إنها الدمار ... اشفقت على هذا الطفل اكثر

فكيف لهذه البريئ ان يشاهد مايحدث ... احاول التدخل لكني عاجز تماماً

فلا احد يسمعني ولا يشاهدني احد ... كنت حبيس لتحركات هذا الطفل ...

تنتابني مشاعر الغضب ... بعكس هذا الطفل الذي يكاد ان يلقى مصرعه

من كثر خوفه ... وانا التفت من حولي فأذا بهذا الطفل يجري ذاهباً لأمه

لقد سمع صوت بكائها وهي ترجوا والده بالبقاء ... فتكمسك هذا الطفل بقدم

والده وهو يصيح ... فقد كان يدرك بأن من الممكن انه لا يرى والده بعد ذهابه

حاولت وقتها ان ابعد هذا الطفل عن والدي وابعد والدتي عن ابي لكن لا احد يسمعني

رجوت والدي وانا اعرف بأنه لا يسمعني بأن يذهب وأذهب معه بالرغم من اني لا

اعرف وجهته ... تركنا والدي ... انا والطفل ووالدتي وذهب ... احسست وقتها بأني كالغريق

اهوي بعمق بالبحر ... ولا استطيع الصعود لسطح البحر لأنقذ نفسي ... لقد طال غياب والدي

مرت الساعات ولم يكن هناك خبراً عنه... رأيت مأساتنا تخنقني وتقتلني كل دقيقه ...

آه... اني احس بالاحتضار ولكن روحي لا تستطيع الخروج من جسد هذا الطفل ...

ويمر يومان فأذا بجرس الهاتف يرن ... اسرع جميع من كان بالبيت لرفع سماعه الهاتف

انه والدي رأيت عمي يذرف الدموع ويحاول إخفائها لقد كان على هاويه الجنون وهو لا يدرك

مصير والدي إلتقطت والدتي سماعه الهاتف وتحدثت معه ومن ثم اعطت السماعه إلي هذا الطفل

 

abo-3li

عضو فعال
الروح هذا العالم الخفي .. لا يستطيع أن يكمل مسيره بدون العقل .. وهذا لا يعني أن العقل هو السيد ..​


بل كلاهما سيد على الآخر ..​

:إستحسان:
أتعلم أخي الموقر ابو علي ؟​

كنتُ لا أفهم روحي جيداً ولا أعرف ماذا تريد ..

لكنني بعدما قرأت كتاب العقيدة الاسلامية والتهمت كل أبوابه وإيمانياتها خاصة فيما يتعلق في باب القضاء والقدر .. عرفت من هي روحي وماذا تريد ..

سبحان الله العظيم
لقد كنت امر بنفس تجربتك
لقد كنت ضائعاً ... لا اعرف ضالتي
قرأت كتاباً واحد عن العقيدة ولكنها
لم تكن عن الدين بل كانت عن شئن آخر
مع العلم بأن العقيدة الاسلامية مكمله لها
...
إلي ان رزقني الله بالحج لبيته الحرام فكانت
مفاجئتاً لي لم اعرف حلاوة الايمان إلا بعدها
والحمدالله الذي اكرمنا بنعمة الإسلام
قال الله جل وعلى بسورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
(( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))


وعرفت ايضاً كيف اتعامل مع عقلي الذي كان سعيداً جداً بأسلوبي معه ..​

قد نختلف نحن الثلاثة .. وقد نتشاجر ..​

قد نتخاصم ..​

لكن بالنهاية يحدث تنازل من أحد الأطراف ليُرضي البقية ويعود السلام إلى جسدي ..
إنه عالم غريب نسعى لفهمه لكي انسيطر عليه ونعيش بسلام معه

عقلك اخي الطيب ابو علي متخم بالصدمات .. وهذا ما جعلك تبدأ بمحاورة الروح بعيداً عن العقل ..​


لا تريده أن يسمع ماذا سيدور بينكما ..

وضعتي يدك على الجرح
فقد كان عقلي هو المسيطر دائما
لذا اردت ان اعطي روحي فرصه للتعبير عن نفسها ولفهم ماضيها
ومداوات جروحها
لقد كنت اظن ان روحي تخجل من الظهور عاريتاً امامي بحقائقها
ولاكني كنت مخطئ
بل كانت تخشى من عقلي ان يراها عاريه امامه
لذا
اردت إحترام خصوصيتها وعزلت عقلي من مشاركتنا

عقولنا ليس لها عقول وسهل ان نقتادها لما نريد ..​

أما الروح فهي ذكية جداً وتفكر بأسلوب مختلف لذا يصعب اقتيادها لما نريد ..​


لذا اعتقد جداً أن نفهم ماهية الروح .. حتى نستطيع أن نصل بالإثنين إلى بر الأمان ..​


اعتقد بأن ماذكرته يختلف بطبيعه جنس الانسان فالمرأة تسيطر عليها عواطفها بأغلب الاحيان والروح هي من يمثل العاطفه بعكس الرجل الذي غالبا يسيطر عليه عقله فيبدأ الصراع امامه ويحتار ... بأي جانباً يقف

تشرفت بمشاركتك أستاذتي الفاضله فقد اتحفتي الموضوع وأعطيتيني معلومات وافكار جديده:وردة:
 

رُبـّـمــا

عضو مخضرم
مالذي يحدث

لا اعرف كيف اصف ما اشاهده انها الحرب التي كان هذا الطفل يسمع

من الكبار يتحدثون عنها ... إنها الدمار ... اشفقت على هذا الطفل اكثر

فكيف لهذه البريئ ان يشاهد مايحدث ... احاول التدخل لكني عاجز تماماً

فلا احد يسمعني ولا يشاهدني احد ... كنت حبيس لتحركات هذا الطفل ...

تنتابني مشاعر الغضب ... بعكس هذا الطفل الذي يكاد ان يلقى مصرعه

من كثر خوفه ... وانا التفت من حولي فأذا بهذا الطفل يجري ذاهباً لأمه

لقد سمع صوت بكائها وهي ترجوا والده بالبقاء ... فتكمسك هذا الطفل بقدم

والده وهو يصيح ... فقد كان يدرك بأن من الممكن انه لا يرى والده بعد ذهابه

حاولت وقتها ان ابعد هذا الطفل عن والدي وابعد والدتي عن ابي لكن لا احد يسمعني

رجوت والدي وانا اعرف بأنه لا يسمعني بأن يذهب وأذهب معه بالرغم من اني لا

اعرف وجهته ... تركنا والدي ... انا والطفل ووالدتي وذهب ... احسست وقتها بأني كالغريق

اهوي بعمق بالبحر ... ولا استطيع الصعود لسطح البحر لأنقذ نفسي ... لقد طال غياب والدي

مرت الساعات ولم يكن هناك خبراً عنه... رأيت مأساتنا تخنقني وتقتلني كل دقيقه ...

آه... اني احس بالاحتضار ولكن روحي لا تستطيع الخروج من جسد هذا الطفل ...

ويمر يومان فأذا بجرس الهاتف يرن ... اسرع جميع من كان بالبيت لرفع سماعه الهاتف

انه والدي رأيت عمي يذرف الدموع ويحاول إخفائها لقد كان على هاويه الجنون وهو لا يدرك

مصير والدي إلتقطت والدتي سماعه الهاتف وتحدثت معه ومن ثم اعطت السماعه إلي هذا الطفل





أحداث صعبة .. من قرأها سيتعب فكيف بالله عليك بمن عاشها وعايشها ..










وماذا بعد ؟

أنتظر البقية أخي المحترم ابو علي ..​
 

abo-3li

عضو فعال

وهنا تذكرت كلمات والدي قبل ان يبوح بها لهذا الطفل ... آه... لم اكن اعرف ان كلماته كانت

تعيش في عقلي إلي الان ... فقد طلب من هذا الطفل ان يحرص على والدته وأخوانه وبأنه رجل

وهو يعتمد عليه في حمايتهم ... وفي نهايه هذه المكالمه ... ولد هذا المارد المسمى بالعقل في

رأس

هذا الطفل الصغير ... لقد اجهضت روحي هذا العقل لانه لم يكتمل نموه بعد ... ولكن كانت مسؤليته

كبيره على روحي ... لانها وببساطه لم تكن على أتم الاستعداد لحتضان هذا الطفل الوليد لصغر

سنها ... ولم تكن تعرف كيفيه التعامل معه فقد كانت تأبى ان تنتزع منها طفولتها ... انتفض هذا

جسد هذا الطفل الصغير ... ورتفعت درجه حرارته إلي حد الغليان ... فقد عانى من عمليه مخاض

كبرى لولادة عقله ... لقد كان يصرخ بصمت ... ولاكني كنت اسمع صرخاته ... إنها بدايه المعركه

مابين عقلي وروحي ... مسكين هذا الطفل ... فقد كان يعيش احداثاً لا يستطيع فهمها ... سمعت

صوت أنين بداخل رأس هذا الطفل ... فعرفت بأن صوت هذا الانين هو من عقله ... وماهي إلا

لحظات ... فإذا بعقل هذا يأمره بالتوقف عن بكائه وان يلتقط انفاسه وان يبتعد بعيداً عن والدته

لكي لا ترى دموعه وضعفه ... ابتعد هذا الطفل بعيد عن من هم حوله ... وجلس لوحده وهو يستمع

لهذا العقل مالذي يجب ان يفعله ... آه لهذا العقل الشرير... فقد كان لا يحترم طفولة هذا الطفل

الصغير ... في هذه الاثناء إزداد حجم هذا العقل برأس هذا الطفل وكان نموه سريع جدا ولم يتسع

لي مكان بداخل رأس الطفل ... لقد دفعني عقله من رأسه وسقطت خارجاً ... نظرت إلي هذا الطفل

ورأيت شيئ غريب من حوله ... إنها هالتاً كبيره جدا نسبتاً لحجمه الصغير ... لقد اصبح هذا الطفل

اسيراً لهذا العقل ... يسمع اوامر هذا العقل فيستجيب لها من غير اي تردد ... لقد مر وقتاً طويل لم

اكن استطيع إحصائه ... لقد نهظ هذا الطفل من مكانه وترك طفولته جالستاً مكانها ... ببساطه

تركها ... إنها نهاية مرحله وبداية مرحلتاً اخرى ... لقد اتى والدي وهو يعتصر الألم في قلبه

فذهب الجميع يجري له ... إلا هذا الطفل فقد كان يمشي ببطئ شديد... لاحظ والده ذلك ... لانها كانت

بغير عادته ... فقد كان يجري إلي والده لمجرد رؤيته ويقفز عليه ليداعبه ... ترك والده الجميع

وذهب إليه ووقف امامه ... لقد كان يدور بينهم حوار ... لكن بصمت ... سأله والده ... مالذي

اصابك ولماذا لم تأتي إلي بسرعه كعادتك ... فأجابه بأنه رجل وهذه التصرفات ما هي إلا للأطفال

لقد كان المرة الاولي التي ارى دموع والدي ... لم يكن يعرف هذا الطفل سبب هذه الدموع ...

ولكني عرفت سببها ... إنه يتألم لما حل بطفله ... احتضنه والده ... لكنه كان كالجماد ولا يتفاعل مع

والده ... بل إنه محرج امام الجميع بسبب إحتضان والده له ... إنه رجل قاسي القلب ولكنه بهيئة

طفل
 

abo-3li

عضو فعال
أحداث صعبة .. من قرأها سيتعب فكيف بالله عليك بمن عاشها وعايشها ..​










وماذا بعد ؟​


أنتظر البقية أخي المحترم ابو علي ..​

اجمل ما بالموضوع هو متابعتك له أستاذتي الفاضله

انها قصتاً طويله سأكتبها على مراحل لضيق الوقت

وشكراً لمتابعتك
:وردة:
 

سور الوطن

عضو بلاتيني
سألتني روحي ... ماذا تريد مني؟ ... فأخبرتها بأني اريد ان اعرف اسرارها وعن سبب صراعها

مع عقلي ... استفزتها كلماتي فخرجت من زاويتها المظلمه وجلست امامي ... فكاد منظرها

المرعب ان يقتل عقلي فأغمي عليه



من أجمل المواضيع في الحره موضوع الزميل,

بالفعل دائما نسال انفسنا وبحيرة شديده لماذا لا نستطيع معرفة ماهية الروح!!!

وهل هناك ارواح شريرة وآخري طيبة,

ولماذا عند العبادات نجد انفسنا نميل لاحاديث الروحانية ونعيش باجواء روحانية مميزه؟؟؟

هناك اسئلة كثيره عن الر وح


ولكن علينا ان نتذكر قول الله تعالي: " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا "

موضوع رائع متابعين لك بشغف:وردة:
 

abo-3li

عضو فعال
من أجمل المواضيع في الحره موضوع الزميل,

اشكرك جزيل الشكر اخي العزيز على هذا الثناء واسمح لي بأن اختلف معك بأن هذا الموضوع من اجمل المواضيع بالحرة فهناك الكثير من المواضيع الجميله والتي لا استطيع مقارنه مستواها بمستوى موضوعي المتواضع
واحاول جاهد بأن اتقترب ولو بالقليل من ثقافه كتابها الرائعين
:وردة:​


بالفعل دائما نسال انفسنا وبحيرة شديده لماذا لا نستطيع معرفة ماهية الروح!!!

وهل هناك ارواح شريرة وآخري طيبة,



هل تعتقد يا زميلي العزيز بأن هناك ارواحاً اخرى قد تحمل الصفتين معاً

انا اعتقد ذلك

ولماذا عند العبادات نجد انفسنا نميل لاحاديث الروحانية ونعيش باجواء روحانية مميزه؟؟؟

هناك اسئلة كثيره عن الر وح


ولكن علينا ان نتذكر قول الله تعالي: " و يسألونك عن الروح .. قل الروح من أمر ربي .. و ما أوتيتم من العلم إلا قليلًا "

بسم الله الرحمن الرحيم
(( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))

أسألك اخي الفاضل بأن تطرح تساؤلاك لكي نبحث عن إجاباتها



موضوع رائع متابعين لك بشغف:وردة:

تشرفت بمرورك اخي العزيز ولي عودة لإكمال الروايه والتي تحتاج كتابتها لطقوس خاصه :)
 

abo-3li

عضو فعال
إنه رجل قاسي القلب ولكنه كان بهيئه طفل ... لقد احس ولده بأن هناك خطباً ما بطفله لكنه كان

على امل ان يعود طفله لأحظانه بعد زوال هذه المصيبه ... وتمر احداث طويله ومؤلمه لا يسعني

ذكرها ... إلي ان تم تحرير الكويت لقد كانت فرحتاً لاتوصف للجميع ... لكن اثرها لم يمحى على هذا

الطفل ... لقد كان والده يراقب تصرفاته ويتمنى ان يعود طفله لحياته الطبيعيه ... لكن كان هذا

الطفل يحترف التمثيل على والده ... لقد كان يصطنع دور الطفوله امام والده إلي ان توفى

والده ...فكانت الصدمه الثانيه له... وكان واقع هذه الصدمه لا يوصف... مالذي يفعله وقد فقد

والده ... كيف يحمي عائلته وهو في سن الرابعه عشر ... لقد كان هاجس الغزو يعيش في مخيلته

كل يوم ... حتى بعد مرور خمس سنوات على هذه حادثه الأليمه التي قد افقدته طفولته ... لقد عاش

ذنباً كبير بسبب قسوة قلبه على والده لكي يظهر لوالده روجولته الطفوليه ... لقد اصبح الان مسؤلاً

عن حماية عائلته ... آه يالهذا الطفل المسكين ... لقد كان فهمه للحياة خاطئ ...

 
أعلى