هذا نداء عاجل إلى سمو والدنا الأمير حفظه الله وإلى كل غيور على هذه البلد من وزراء وأعضاء ومحامين وكتاب ونخب سياسية وشعبية..
ما جرى للشاب الكويتي محمد بن غزاي المطيري من تعذيب حتى الموت هو أمر يجب أن لا يمر مرور الكرام على تاريخ الكويت والكويتيين.
فليست القضية قضية مساءلة وزير وسجن للمعذبين ومن ثم تطوى هذه الصفحة للأبد ، بل يجب على الجميع الوقوف عند هذه الحادثة والتفكر طويلا.
ترى كم محمد غزاي عذب في سراديب المباحث؟!
ترى كم محمد غزاي أنتزعت منهم الإعترافات بالتعذيب والقهر والإذلال؟!
ترى كم محمد غزاي كاد أن يقتل؟!
ترى كم محمد غزاي داخل السجن المركزي الآن؟!
كلنا يذكر ما جرى منذ فترة عندما قام أفراد المباحث بتعذيب أحد الوافدين ليعترف بقتله أحد الوافدات وبالفعل اعترف وقام بتمثيل الجريمة.. ثم فجأة تظهر تلك الوافدة ولم تقتل!!!
ترى كم مظلوم داخل السجن الآن من ضحايا المباحث؟!
ألف.. ألفان.. ثلاثة؟!
اسمعوا هذا الخبر حتى تكونوا بالصورة:
اليوم اخبرني قريبي أحد أفراد الشرطة في حماية السجون أن هناك أوامر عليا من وكيل المؤسسات الإصلاحية بإيداع ضباط المباحث قتلة المطيري بزنازين لوحدهم وأن لا يختلطوا مع المساجين خوفا على حياتهم.
وعندما سألته عن السبب قال:
أن أغلب السجناء يتوعدون هؤلاء الضباط وأن المباحث هم من ظلمهم وزج بهم في السجون بناء على اعترافات باطلة أخذت تحت سياط التعذيب والتعليق والسحل والإذلال.
وقال: بحثنا عن آمن مكان يمكن أن نضع فيه هؤلاء الضباط فلم نجد إلا زنازين انفرادية بقرب عنبر أمن الدولة عنبر الإسلاميين وقررت إدارة السجن وضعهم فيه رغم التخوف من الإسلاميين أبناء قبيلة مطير الذين لهم صلة قرابة بمحمد غزاي.
إني أتوجه بالنداء إلى أهل الكويت جميعا قائلا:
إن عواقب الظلم وخيمة والظلم ظلمات يوم القيامة والله يمهل ولا يهمل.
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
وقد قال ربنا تعالى في الحديث القدسي عن دعوة المظلوم:
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
فتخيلوا معي كم هناك من ضحايا التعذيب داخل سجوننا؟!
كم هناك من شاب كويتي ساجد لله الآن يدعو على من ظلمه وسجنه وعذبه؟!
كم هناك من أم مكلومة وأب مقهور زج بإبنهم ظلما في السجون؟!
كم هناك من أطفال رضع وزوجات محرومات حيل بينهم وبين أحبابهم؟!
ألم نتفكر في دعوة المظلوم.
إن الظلم إن لم يرفع فإن غضب الله سيحل علينا وعلى بلادنا لا محالة عاجلا أم آجلا.
وإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
وإن الذي جرى لمحمد غزاي وما جرى قبله من أحداث كثيرة لهي مؤشر خطير وحري بأهل الغيرة أن يقفوا عندها لإستخلاص العبر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الآوان وقبل أن يحل بنا غضب العزيز الجبار.
وإني أناشد سمو الأمير حفظه الله ونحن على أبواب احتفالات عظيمة أن يتكرم على أبناءه السجناء بالعفو والغفران وأن يفتح لأبناء الكويت صفحة جديدة من حياتهم.
فالعفو من شيم الكرام والرحماء يرحمهم الرحمن.
ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.
وإن العفو عن السجناء ليس بأمر مستغرب على والد الجميع الذي أثلج صدور الكويتيين بمكرمته الأخيرة ، وإن الآلاف من أمهات وأباء وزوجات وأبناء السجناء ينتظرون أن تكتمل فرحتهم برؤية أبنائهم السجناء بينهم.
والنداء موصول إلى كل محب للكويت من أعضاء ومحامين وكتاب وإعلاميين ومثقفين بمحاولة إيصال رسالتنا إلى سمو الأمير ، حتى نفتح جميعا عقدا جديدا من الحرية والمودة والإخاء ، وحتى تتنزل علينا رحمات الله حينما رفعنا الظلم عن آلاف المظلومين ، وحتى نبدأ مرحلة جديدة في حياتنا بعيدا عن إهدار كرامات الناس والتعدي على الحقوق وإنتزاع الإعترافات بالتعذيب ومن ثم الزج بأبناء الكويت في غياهب السجون بناء على باطل.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد
المواطن: عبدالله المجروب العجمي