ترانيم قلب

تمتمات عيدي

تمتمات عيدي



مقالة العيد من كتاب ترانيم قلب ص 63

كنت أسير في أحد الأروقة فإذا بي أجد مجلساً خالياً من الناس فجلست فيه لأستريح وأكمل المسير بعد ذلك ، وبينما أنا جالس في هذا المجلس إذ برجل عليه سمات الوقار يلبس العمامة وهيئته لا تدل على أنه من أهل هذا الزمان .. اقترب مني فإذا به يلقي السلام علي ويستأذن بالجلوس ، فعجبت من أمره : لم يستأذن وهذا مكان عام!! وارتفع عندي هرمون الفضول فسألته : من أنت ، ومن أي البلدان جئت ؟ فقال : أنا محمد بن جرير الطبري ، ألا تعرفني! فقلت : وكيف لا أعرفك فأنت شيخ المؤرخين صاحب كتاب " تاريخ الأمم والملوك" وهو من المراجع عندنا ، فما سبب زيارتكم لنا يا شيخ ؟

فقال : إنما زرتكم بهذا الزمان لأني لم أرض عن عيدكم ! وبما أنني مؤرخ وعشت الأحداث بروحي وإن لم أعشها بجسدي فقد رأيت العيد عندنا أفضل ، ألم تر كيف خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم لفتح مكة في رمضان ، وكيف جيّش الجيوش وأعد العدة في رمضان ، ولم يكونوا يأبهون بأهوال البحار أو لطول الأسفار ، وعندما عسكر الجيش بقيادة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم جاء أبو سفيان بن حرب ورأى ما رأى من عظمة الجيش فقال : سبحان الله ؟ ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، وطلب الأمان له وكان له ما أراد ، فأوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينادي بالناس : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ) ، وسار الجيش وفتح مكة وكان لهم ما أرادوا ، وجعلوا عيدهم عيدين فكان الأول فتحهم لمكة والثاني عيد الفطر في المسجد الحرام .. وأنتم اليوم ما بال العيد عندكم ؟!

فراودتني أفكار ، أأقول له بأن الأعياد عندنا زادت فلم نعد نحس بعيد الفطر والأضحى ، أم أشرح له حال الأمة في زماننا ، وكيف تكالبت علينا الأمم ، أم أبادره بسؤال كسؤاله؟! فاستحسنت الأخيرة فبادرته بقولي : يا شيخ ما بال الأندلس ، لعلي قرأت بكتابك أخباراً عنها؟

فقال : وكيف لا ، ففي السنة الثانية والتسعين وبعدما استقرت المغرب لموسى بن النصير خرج مولاه طارق بن زياد إلى الأندلس في ليلتين بقيتا من رمضان ، دخل طارق للأندلس ولكن قبل ذلك مهد الطريق التي لم يكن بينهم وبينها إلا خليج يسير ، وكان ميناء سبتة هو أقرب المدن إليه ، وكان حاكمها هو الكونت يوليان الذي كان نائباً للإمبراطور البيزنطي لذريق حاكم طليطلة ، ولكنه تحرر من سلطان الدولة البيزنطية ، وأصبح كالحاكم المستقل في سبتة وما حولها ، بسبب أحقاد كانت بينهما ، وذلك أن لذريق اعتدى على عِرض ابنة يوليان بعد أن بعث بها إليه لتخدمه واستأمنه عليها . وقد استفاد موسى من هذه الخصومة وراسل يوليان حتى كسب وده ، وصار دليلاً لهم في تلك البلاد ، وكان ذلك في السنة الحادية والتسعين للهجرة ، وتوالت الانتصارات... ولسنا بصدد الحديث عنها ، وعندما جاء رمضان للسنة الثانية والتسعين كان المواجهة الكبرى بين لذريق الإمبراطور البيزنطي وبين جيوش المسلمين في معركة نهر لكه ، وكان للمسلمين النصر العظيم ففتحوا الأندلس رغم أن عيد الفطر قد حان وهم في القتال ، ولكن عيدهم أيضاً قد كان عيدين على منهاج نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فالأول عيد الفطر والثاني اتساع رقعه الدولة الإسلامية بفتح الأندلس .

ولكن لم تجبني أنت عن سؤالي : كيف حال عيدكم اليوم ؟!

فأصابتني ضيقة شديدة وهممت بالجواب ، فإذا بي أسمع أحدهم يسلم علينا فالتفت إليه فإذا هو رجل يشبه الإمام الطبري من حيث الهيئة واللهجة فقلت : حياك الله فمن أنت؟! فقال : ألم تعرفني وأنت من مرتادي هذا المكان ، فانتابني الحرج فقلت : لو عرفت بنفسك وكفيتني الحرج ، فقال وقد رأى على وجنتي احمرار الخجل : أنا إسماعيل بن عمر بن كثير ، فمن الشيخ الذي عندك ؟ فقلت : أما عرفته رعاك الله ، فقال : لا وقد اعتراه ما اعتراني من الخجل ، فقلت : هذا الإمام الطبري ، فقام فعانقه وقال : جزاك الله عنا خير الجزاء ، فقد حفظت لنا التاريخ ، وقد ساهم كتابك مساهمة كبيرة في مساعدتي على إتمام كتابي البداية والنهاية فجزاك الله عني وعن المسلمين خيراً ..

وجلسا يتبادلان أطراف الحديث ، وإذا بالإمام ابن كثير يسألني : كيف حال عيدكم أأنت مستعد له ولبهجته؟! فقلت في نفسي : وهل هذا السؤال مكتوب على جبيني ؟ لم يصرون على هذا السؤال ؟ فقلت : أجيبك شرط أن تذكر لي حال عيدكم ؟

فقال : عيدنا فيه الكثير من الانتصارات ، فقد كان زماننا زمان ريادة وعزة ، ولعلي أذكر لك حادثةً وقعت في العيد ، فبعد دخول المسلمين الأندلس سنه 92 انساح الجيش العرمرم المظفر يعلي كلمة الحق بفتحه المدن والديار داخل بلاد الأندلس ، وكان على رأس الجيش المجاهد الكبير عبد الرحمن الغافقي ، وعندما كان رمضان سنه 114 للهجرة سار الجيش حتى بلغ مكان يسمى بلغه الفرنجة بواتيه ودارت معركة عظيمة بين المسلمين والفرنجة خلدها التاريخ وسميت بمعركة بلاط الشهداء ، وبما أن المعركة لم تكن في صالح المسلمين لعلك تتساءل : لِمَ أذكرها لك ؟! أذكرها لك لكي تعلم ويعلم جيلك أنها سنة المغالبة والمدافعة ، فالغافقي وصحبه فازوا بعيدين أيضاً عيد التمكين للمسلمين بأرض الأندلس وعيد الشهادة وهي المبتغى والمنى ، ولعل العيد عندنا كان به العديد من الجولات والصولات فيأتينا عيد به هزائم ولكنا نفرح به لأنه شُرع للفرح ، وكذلك لإيماننا بأن ذلك مقدر ومكتوب علينا ، فقلت : ليتنا نحس ونعي ما كنت تعونه.

وبينما نحن جلوس إذ أقبل علينا رهط فحيونا ، فقلنا : من القوم ؟ فقال : شعراء من عصور مختلفة استرقنا السمع لحديثكم فشاقنا ، وأحببنا أن نشارككم فهلا سمحتم لنا ؟ فقلنا : لكم ما أردتم ، ولكن أسمعونا بعض قصائدكم في العيد , فتبسم الإمام ابن كثير وقال : وهل تتوقع عيد الشعراء كعيدنا !! فعيدهم دائماً ذو سواد لأن محبوبهم غير موجود فيه، فضحك القوم وقام أولهم قائلاً:

هنيئا لك العيد الذي أنت عيده * وعيد لكل من ضحى وعيدا
ولازالت الأعياد لبسك بعده * تسلم مخروقاً وتعطي مجددا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى* كما كنت فيهم أوحداً كنا أوحدا

فقلت : أنت المتنبي ، ولقد أصاب منك سيف الدولة الشيء الكثير وأعطاك القليل ، فتأوه وسكت .

فقال آخر من القوم : اسمع ما عندي ، فقلت له : هات ، فقال:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا * فجاءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة * في لبسهن رأيت الفقر مطمورا
معاشهن بعيد العز ممتهن * يغزلن للناس ما يملكن قطميرا

يا الله ! أهذا أنت يا معتمد ؟ أين عز الملوك ؟ أين بناتك اللاتي كن يسر على المسك والكافور ! سبحانك يا ملك الملوك ، وحدك الباقي وغيرك في زوال . وعلقت على حال المعتمد : لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك ولكن هذه الدنيا يوم لك ويوم عليك.

وبينما أنا أنظر إلى الوفود القادمة إذ بصوت نشاز يدخل بين الأصوات إنه حارس المكتبة المركزية يوقظني من حلم اليقظة الذي أنا به قائلاً : هنا مكان العلم لا النوم . وإذا بالأئمة والشعراء يختفون ولا يبقى أمامي إلا كتبهم ، فهم أحياء بيننا وإن فنيت أجسادهم ، فقلت له : ليتك كنت معي في حلمي لتعلم أني كنت أتعلم ، فهل وعيتم الدرس أيها القراء؟!

وكل عام وأنتم بخير ، وعيدكم مبارك كأعيادهم!!
 

نسج الورود

عضو مخضرم
tranem22.jpg


صدر بحمد الله كتاب أدبي

بعنوان



" ترانيم قلب"



وهو كتاب يحتوي على مقالات أدبية فلسفية وهو من تقديم الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف المشرف العام على منتدى التاريخ الذي قال عنه

((عرض علي الأخ عبدالرحمن كتابه وهو باكورة ثماره وفاتحتة انتاجة وبدء الغيث وتململ الليث والكتاب يعد بقدوم مؤلف جاد قادر على تفتيق المعاني وقد سلك في الكتاب مسلك الحديث مع النفس ومن خلال هذا المسلك حاول علاج مشكلات عديدة في السلوك وقد ذكرتني طريقته في بعض مسالكها بطريقة ا...لشيخ الطنطاوي ولا عجب في هذا فالكاتب ذكر تأثرة بالشيخ علي الطنطاوي مرات في كتابه ،وأدعوه وهو في صدر شبابة للإستزادة من قراءة كتب التراث والكتب الأدبية لأن أفكارة أجود من أسلوبة وليس اسلوبة بالسيئ لا بل هو جيد لكن الأفكار أجود)).


والأستاذ الدكتور محمد مؤنس عوض أستاذ التاريخ في جامعة الشارقة الذي قال عن الكتاب

((يسعدني أن أقدم للقارئ العربي باكورة أعمال الأديب الكويتي عبد الرحمن الإبراهيم وهو بالفعل أديب مفاجأة فقد قدم لي أوراقا أدبية رفيعة المستوى ، وكاتبنا أديب مطبوع يمتلك قاموسا ثريا لا نجده لدى الكثيرين من أقرانه ،ما يؤخذ على الكتاب الأنا الزائدة فيه لكن هذا ليس بالعيب الكبير اذا ...ما لا حظنا أن الكتاب خواطر تأمليه ومكاشفات نابعة أصلا من الذات ختاما هنيئا للحياة الأدبية الكويتية بالأديب الشاب وأتوقع أن نجمة سيتألق خلال الأعوام القادمة وأتمنى أن أراه في مؤلفات قادمة ينظر إلى الآخرين من خلال نفسه )).


الكتاب متوفر في الكويت عن طريق المكتبات التاليه:

المكتبة العامرية ، مكتبة دار المعارف ، مكتبة العجيري ، مكتبة التواصل ، مكتبة ابن كثير ، مكتبة آفاق ، مكتبة المنار

مكتبات الجمعيات التالية:جمعية الروضة التعاونية جمعية اليرموك جمعية القادسية جمعية الفيحاء جمعية صباح السالم وقريبا في فيرجن وجرير.


وكذلك متوفر في مكتبة النيل والفرات على الإنترنت.

وللكتاب صفحة على الفيس بوك لمن أراد المشاركة فيها :

http://www.facebook.com/group.php?gi...9702755&ref=mf


وسأعرض بعضا مما كتب في الترانيم على شكل فقرات متفرقة
smile.gif


(جف نبع مشاعري وذبلت أزهار روضي ومالت للغروب شمس طموحي وأسدل الحزن ستاره على حلمي وجلست أتأمل منارة أحلامي وهي ترسل ضوءها مخترقا هيبة بحر اللامبالاة المحيط بمينائي وكلما وقعت خيوط الضوء على إحدى السفن القادمة ناحيتي غادرت مسرعة لأنها فهمت إشارتي فأعود أنا إلى جزيرتي التي أجبرت على العيش فيها متأملا الأ...مواج وأنظر إلى سفينتي آملا أن تمطر السماء وقودا يكفيني لإداراك هدفي)).


(أراها من بعيد أشتاق للحديث معها أبادلها نظرات التقدير والإحترام ترجوا أن أبادرها بالحديث فلا تجد سوى الصد والإعراض تتعجب من رده فعلي وتلقي اللوم ربما على تعكر مزاجي أو خوفي من المبادرة تظل النظرات فيما بيننا حائرة كل نظرة ترجوا بأن تكون النظرة الظافره يسير كل منا في طريقة وتبقى العبرةمختنقة وسط الحسره.).


كثيرون ممن حولي يقولون لي هل جننت لتقرأ ونسوا أنهم جنوّا لأنهم تركوا غذاء عقولهم استبدلوه بغذاء السموم والأسقام هل يا ترى فهم الآخرون الخطر الذي عم وادلّهم هل عرفوا قيمة العلم أم غرتهم شهادات زور علقوها على حوائط بيوتهم فخراً بها قد أوصلهم لها بريق الدنانير بعد أن باعهم إياها بعض السفهاء المغفلين!!)

((إعلم أن التاريخ ما سطر إسم شخصٍ إلا كان ذا همه عالية خالية من الكسل والدعه وما دُون في عيون الشعر من قصيدة فخرٍ إلا كان قائلها رجلا مميزا صاحب طموح تجاوز الحدود))





لفتني اسمه , متأكدة أنه سيلامس شغاف قلوبنا كما الغلاف الجميل

ماشاء الله يبدو أنّه مميّز ومبروك عليك نجاح الإصدار

لن يفوتني مع جملة كتب سأشتريها بإذن الله

رائعة ومحبطة هذه المفارقة في تمتمات عيدك

شكرا لك ووفقك الله وإلى الأمام دوماً
 
لاهل الكويت

قدمت مكتبة افاق خدمة توصيل الكتب للمنازل وهي خدمة راقيه رائعة تُشكر عليها مكتبة افاق

بامكانكم طلب

كتاب

أعرابي في بلاد الانجليز

وغيره من الكتب من خلال هذا الهاتف

22256141
 
أعلى