(عبيد بلا أغلال)..الحرية وأزمة الهوية في الخليج..(3) (الخليجيون بين احتلالين) د.حاكم

مستفيد

عضو ذهبي
(عبيد بلا أغلال) ..الحرية وأزمة الهوية في الخليج والجزيرة العربية (3)
(الخليجيون بين احتلالين)
بقلم د. حاكم المطيري


يتردد سؤال خطير في جنبات الساحة الثقافية والسياسية الخليجية ما سبب هذه السلبية التي تعيشها شعوب المنطقة؟ وما هذه الروح الممسوخة التي تعيق شعوبها عن الحراك كما يجري في كل بلدان العالم العربي؟
وهو سؤال مشروع يحتاج إلى فهم عميق لتاريخ المنطقة والتشوهات الفكرية والدينية والثقافية التي تعرض لها الإنسان العربي الخليجي!
لقد كان للاستعمار البريطاني منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى اليد الطولى في رسم خريطة المنطقة على هذا النحو الحالي، وتقسيم الخليج العربي إلى دويلات تخدم مصالحه الاستعمارية، وبعد الحرب العالمية الثانية، وبعد ضعف النفوذ البريطاني وازدياد النفوذ الأمريكي حلت أمريكا محل بريطانيا في المنطقة، بعد أن سلمت بريطانيا العهدة للولايات المتحدة التي أصبحت تعد الخليج والجزيرة العربية منطقة استراتيجية حيوية بالنسبة لها، وقد تزامن دخولها مع ازدياد موجة التحرر والاستقلال في العالم كله بعد الحرب العالمية الثانية، غير أنها استطاعت بالعمل الدبلوماسي، والضغط السياسي، والنفوذ الاقتصادي، السيطرة على المنطقة من جديد بشكل غير مباشر، وقد كانت اتفاقية (كامب ديفد) مع مصر أول خطوة على طريق عودة الاستعمار المباشر للمنطقة، ثم كانت حرب الخليج الأولى، ثم الثانية، سببا رئيسا في لجوء دول المنطقة إلى عقد معاهدات الحماية مع أمريكا التي ظلت تتحين الفرصة للسيطرة على العراق، فلم تجد إلا اللجوء إلى الحرب والاحتلال العسكري المباشر، تماما كما فعلت بريطانيا التي بدأت سيطرتها على المنطقة بمصر سنة 1882، ثم بالخليج العربي عن طريق معاهدات الحماية، وانتهت بالسيطرة على العراق بالقوة العسكرية بعد ثلاثين سنة، من 1882 إلى 1916م، وهي تقريبا نفس المدة التي احتاجتها أمريكا لإكمال سيطرتها على المنطقة منذ كامب ديفد مع مصر سنة 1978م، إلى احتلال العراق سنة 2003؟!
لقد باتت الجزيرة العربية اليوم تحت سيطرة الاستعمار الأمريكي الجديد بشكل جلي مباشر سياسيا وعسكريا من خلال القواعد العسكرية التي تحيط بالجزيرة والخليج العربي وتوجد في جميع دوله، وهو ما يعني فقدان السيادة والاستقلال لعدم تكافؤ القوى بين الطرفين الحامي والمحمي، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي السابق نيكسون إلى تأكيد أهمية السيطرة على المنطقة عسكريا بقوله(سيتحتم على أمريكا أن تتولى مسئولية ضمان أمن الخليج بقوتها العسكرية، وأن نواصل تكديس المواد مسبقا، ويفرض الواجب علينا تعزيز تسهيلات الإنزال البحري والجوي للقوات الأمريكية في منطقة الخليج العربي)[1].
وتعود الأسباب التي أدت إلى قابلية شعوب الخليج والجزيرة للاستعمار الأجنبي الأول البريطاني والثاني الأمريكي إلى:
1-حكم الفرد الذي رسخته بريطانيا في المنطقة، وغياب الحرية، والاستبداد السياسي الذي صادر حق الأمة في المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية، وتهميش حق الشعوب في الرقابة على السلطة وممارساتها السياسية واتفاقياتها الدولية، وتخلي الأمة عن القيام بما أوجب الله عليها في مجال اختيار السلطة، ومشاركتها المسؤولية والرأي، ومراقبتها، ومحاسبتها في كل ما تأتي وتذر وهو أول وهن دخل على الأمة سهل للاستعمار التنفذ تدريجيا في شؤون المنطقة.
2-قابلية شعوب المنطقة للخضوع للاستبداد الداخلي جعلها أكثر قابلية للخضوع للاستعمار الخارجي وأكثر تأقلما معه، ولهذا لم تعرف المنطقة حركة تحرر وطني من الاستعمار البريطاني الذي سيطر على المنطقة كلها مدة قرن كامل، ولم تجد الشعوب والحكومات خلالها مشكلة في وجوده والتعامل معه وخدمته، كما تؤكد ذلك وثائق الخارجية البريطانية، على خلاف الوضع في أكثر دول العالم آنذاك التي رفضت شعوبها الاستعمار وتصدت له حتى تحررت وحصلت على استقلالها!
لقد تأقلمت شعوب المنطقة سريعا مع الاستعمار البريطاني آنذاك نفسيا وثقافيا، واستطاع المندوب البريطاني أن يدير وحده شئون الخليج والجزيرة والعراق دون كبير عناء؟!
ولعل أخطر ما في الأمر نجاح الاستعمار في توظيف بعض علماء الدين المسلمين في خدمته وخدمة مخططاته الاستعمارية، وإضفاء الشرعية عليها، والتعامل معه كمعاهد لا كمستعمر؟
لقد كانت الروح القومية في ستينات القرن الماضي هي التي كان لها أكبر الأثر في استثارة الشعوب في الجزيرة العربية ضد الوجود الاستعماري في المنطقة في الوقت الذي استطاع الاستعمار والحكومات الحليفة له تدجين الدين وعلمائه وتحطيم الروح الإسلامية التي ترفض رفضا قاطعا الخضوع للأجنبي وترى الدخول تحت حكمه وسيطرته كفرا يخرج من الإسلام ويصطدم بأصوله القطعية؟
لقد تحدث دكسون المسئول البريطاني في الخليج عن أثر المد القومي على شعوب المنطقة فقال والمؤسف في ذلك كله أنه في الوقت الذي يتزايد فيه شعور الشبان المتطرفين القوميين ضد الأجانب وضد البريطانيين بصورة خاصة، فإن عرب الصحراء القدامى وكبار تجار المدينة النافذين الذين مازالوا يحبون ويحترمون الإنجليز بدءوا يتحولون ببطء ضد الغربيين لأسباب تختلف تماما، فهؤلاء وهم مؤمنون متدينون يرون في التأثير الغربي بماديته خطرا يهدد عاداتهم وأخلاقهم وتقاليدهم وديانتهم.... وهكذا نجد أن العربي المرح! الذي ينتمي للمدرسة القديمة أصبح ضد الأجنبي على الرغم من أن الأسباب الموجبة لهذا الشعور ليست مماثلة للأسباب الدافعة لأبناء الجيل الجديد؟!) [2].
ويظهر جليا من كلام دكسون قابلية المجتمعات الخليجية المحافظة للاستعمار والخضوع للأجنبي التي تكنّ له مشاعر الحب والاحترام! وأن تحول هذه المشاعر لم يكن بسبب رفضها للاستعمار أو تطلعها للحرية والاستقلال، بل السبب خوفها من قيم الغرب المادية على عاداتها ودينها لكونها مجتمعات مؤمنة متدينة؟! وأنه لولا المد القومي في العالم العربي آنذاك الذي ألقى بظلاله على المنطقة كلها ودفع الشباب في المجتمعات الخليجية للتطلع للحرية والاستقلال لما تغيرت أوضاع المنطقة عما هي عليه قبل ذلك، إذ كان عرب الصحراء وكبار التجار المؤمنون المتدينون يكنون للمستعمر مشاعر الحب والاحترام، ولم تحل ثقافتهم الإسلامية، ولا تدينهم دون الخضوع للأجنبي واحترامه ومحبته مدة قرن كامل بعد تدجين الحكومات دين المجتمع وثقافته على يد بعض رجال الدين أنفسهم، لتصبح المجتمعات أكثر قابلية واستعدادا للخضوع للاستبداد من جهة والاستعمار من جهة أخرى وإضفاء الشرعية على ذلك الواقع باسم الدين؟!
وما زالت هذه العقدة هي المتحكم في الوعي الجمعي وبالخطاب ديني، فالخليجيون بعلمائهم ودعاتهم وشيوخ دينهم لا يهمهم كثيرا أن تبقى القواعد الأجنبية في المنطقة، ولا يهمهم أصلا أن تكون حكوماتهم تحت النفوذ الأجنبي، ولا يهمهم كثيرا أن تنهب ثروات المنطقة، بقدر ما يهمهم المحافظة على تقاليدهم وعاداتهم!
فهم يخشون أن تؤثر الحضارة الغربية فيهم وفي سلوك شبابهم ونسائهم أشد من خشيتهم على استقلال دولهم، لأنهم أصلا لا يشعرون فيها بالمواطنة، ومن ثم لا يهمهم استقلت أم اضمحلت!
وهذا ما يفسر لنا سبب تقبل المجتمعات الخليجية عودة الاستعمار الأمريكي وقواعده العسكرية وسيطرته السياسية من جديد على شؤون المنطقة كلها بعد ضعف التيار القومي وانحساره بعد الغزو العراقي للكويت سنة 1990م ونجاح الاستعمار مرة ثانية في توظيف الدين الإسلامي في خدمته بصدور الفتاوى التي تضفي الشرعية على وجوده وتحرم رفضه أو مقاومته ولو بالكلمة الحرة والوسائل السلمية، حتى خرج دعاة الفتنة باسم السنة وبإيعاز من السلطة ليقولوا للخليجين (أمريكا لا تمثل خطرا على ديننا إنما جاءت للنفط فقط وهو لا يهمنا مادام دين محفوظ)؟!
3-عدم إدراك هذه الشعوب أوضاع دول المنطقة إدراكا حقيقيا وأنها ما زالت منذ وجدت صناعة استعمارية من الألف إلى الياء، بل عدم معرفة ماهية الاستعمار وطبيعته، وعدم استشعار وجوده، وعدم معرفة أساليبه، وقد تحدث العلامة السيد محمود شاكر الحسيني عن وسائل الاستعمار البريطاني لمصر فقال(دخلت بريطانيا بلادنا غازية سنة 1882م، وادعت أنها جاءت لكي توطد لنا أركان عرشنا، وتطفئ نار الفتنة العرابية - نسبة إلى قائدها أحمد عرابي - كما يسمونها، وزعمت أن بقاءها لن يطول، فلم تمض خمسة أيام حتى ألغت الجيش المصري، ومزقت البحرية المصرية، وأغلقت مصانع السلاح، وسرحت الجنود، وجردت الضباط الصغار من رتبه، وقدمت كبار الضباط للمحاكمة، ووضعت الشرطة كلها تحت سيطرتها المباشرة، وتتبعت الأحرار الذين اشتركوا في الثورة، فقبضت عليهم أو شردتهم..)[3].
إن وجود الحكومات الصورية في نظر الخليجيين كاف في نفي وجود الاستعمار في الثقافة الزائفة! دون إدراك أن الاستعمار أحرص منهم على بقاء مثل هذه الحكومات لتنفيذ مخططاته من خلالها، وأن الأمر كما يقول محمود شاكر(يجب أن نفرق بين الشعب والحكومة، فالحكومة في البلاد المنكوبة بالاحتلال جزء من نظام الاستعمار، ولو زعمت أنها مستقلة في تصريف سياستها، ومن خداع النفس أن يتصور إنسان أن الحكومة تمثل إرادة الشعب، وبخاصة إذا ثبت ثبوتا قاطعا أن جميع حكومات الاستعمار، لم تستنكف أن تعاونه مرات، وأن تخضع لما أراد أن يخضعها له، وأن تبقى في مناصب الحكم وهي تعمل بأمره وتخطب في هواه، فالحكومة والشعب شيئان مختلفان في عهد الاستعمار، وكل معاهدة بين الحكومة والاستعمار باطلة من أساسها، لأنها معاهدة بين المستعمر وصنيعته، لا تتعدى أن تكون معاهدة عقدها المستعمر بينه وبين نفسه) [4].
4-قدرة الاستعمار على توظيف الدين في خدمته بشكل مباشر أو من خلال توجيه الحكومات للمنابر العلمية، والتعليمية، بل وحتى المساجد، نحو ما يريده الاستعمار، وكما استطاع الاستعمار الفرنسي في الجزائر توظيف علماء الدين المسلمين والطرق الصوفية في خدمته، وتحويل المنابر العلمية إلى منافذ للاستعمار الثقافي تحرم مقاومته وتجيز الخضوع له باسم الدين، تارة بدعوى طاعة أولي الأمر[5]، وتارة بدعوى المصلحة، وتارة بدعوى عدم القدرة على مواجهته، ومن ثم سقوط الواجب، بل وحرمة المقاومة بدعوى وقوع المفاسد...الخ
ومثلما نجح البريطانيون في توظيف بعض المرجعيات الشيعية والسنية في العراق بعد احتلاله في الحرب العالمية الأولى، كما قالت (المس بيل) التي كانت المسئول الأول البريطاني لإدارة شئون العراق بعد احتلاله في الحرب العالمية الأولى(كما إن الذين اشتركوا منا بالدراما (المسرحية) سوف لن ينسوا العضد والمؤازرة اللذين قدمهما لنا كل من النقيب - السيد عبد الرحمن الكيلاني نقيب بغداد السني - والسيد محمد كاظم اليزدي -المرجع الشيعي الأعلى - على أن فائدة الدرويش - أي النقيب الصوفي - مثل فائدة المجتهد - أي المرجع الشيعي - في هذا الشأن لها حدودها، حيث لم يكن بوسع كل منهما أن يكون في المقدمة، أو أن يجازف بتحمل النقد)[6].
كذلك استطاع الاستعمار الأمريكي الجديد في الخليج العربي من خلال الحكومات توظيف الدين، والحركات الإسلامية، والقوى السياسية، والمدارس السلفية، والحوزات الشيعية، في خدمته، وإضفاء الشرعية على وجوده، وتحريم مقاومته، تارة بدعوى أن له حكم المعاهد! وتارة بدعوى طاعة ولي الأمر؟! وتارة بدعوى عدم القدرة على مقاومته!
لقد استطاع الاستعمار أن يوظف الدين في كل خطوة يخطوها في المنطقة ابتداء من الإفتاء بمشروعية الصلح مع إسرائيل، ثم الإفتاء بتحريم العمليات الاستشهادية في فلسطين، ثم الإفتاء بمشروعية المنع من الدعاء على الأعداء في المساجد، دون إدراك خطورة تدخل الاستعمار إلى هذا الحد في مساجد المسلمين وعباداتهم، وخطورة توجيه ثقافة المجتمع من خلال المساجد نحو ما يخدم وجوده، ويزيل الحاجز النفسي الرافض له، ثم تبرير تطوير المناهج التعليمية لحذف كل ما يعزز روح المقاومة للوجود الأجنبي، ثم صدور الفتاوى في تجريم كل من يتعرض لهذا الوجود واتهامه بالإرهاب - بينما لا يصدر في المقابل ما يدعو إلى إخراجه ولو بالطرق السلمية، ولا ما يندد بجرائمه ضد المسلمين في كل مكان - ثم في صدور الفتاوى التي تبرر مشروعية ضرب أفغانستان، ثم الإفتاء بمشروعية إعانته على احتلال العراق[7]!
وهكذا استطاع الاستعمار توظيف الإسلام ذاته في إضفاء الشرعية على وجوده وممارساته وتجريم مقاومته ولو بالطرق السلمية!
5-ضعف الحس القومي والوطني لدى شعوب المنطقة وهو ما أدى إلى قبول الوجود الأجنبي لغياب الروح القومية التي ترفض بطبيعتها أي وجود أجنبي على أرضها، وكذا ضعف الحس الوطني الذي يربط الأفراد بأرض الوطن حيث لا يشعر الخليجيون بارتباطهم بأوطانهم بسبب الثقافة القبلية الصحراوية من جهة، حيث الشعور بالانتماء إلى القبيلة مع امتدادها في عدة دول أقوى من الشعور بالانتماء للوطن المصطنع الذي قسم القبيلة الواحدة ومزق كيانها، وبسبب شعورهم باكتساب جنسياتهم بالمنح لا بالاستحقاق، وأن حصولهم عليها ونزعها من حق الحكومات التي لم يكن له وجود ولا حدود إلا في ظل الاستعمار البريطاني، بينما وجود الشعوب على هذه الأرض يمتد إلى آلاف السنين وكلها تعود إلى أصل واحد، فأصبحت بعد الاستعمار وقيام الدول الحديثة لا تشعر بالمواطنة لها، إذ لا تمثل هذه الدول قوميات محددة، ولا تعبر عن هوية حقيقية لهذه القبائل التي توجد على أرض الجزيرة والخليج العربي منذ آلاف السنين؟!
ولم تستطع هذه الكيانات المصطنعة إيجاد هوية وطنية بديلة تعزز الانتماء إليها، ومع ضعف الحس القومي من جهة، والحس الوطني لشعوب المنطقة من جهة أخرى، لم يستطع الحس الديني أن يحول دون قبول الوجود الأجنبي بسبب إمكانية تأويل الدين وتوظيفه، وهو ما لا يمكن مع الشعور القومي والوطني حال وجوده، ولهذا نجح الشيخ عمر المختار في ليبيا، والسيد عبد القادر الجزائري، والشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي والسيد المهدي، في قيادة القبائل في ليبيا والجزائر والمغرب والسودان في حرب تحرير ضد الاستعمار بالروح الدينية، والحمية الإسلامية، وهي الروح التي تم السيطرة عليها اليوم بالخطاب الديني في الجزيرة والخليج العربي، كما سبق للحكومات السيطرة على الروح القومية في الخمسينيات من القرن الماضي لصالح المشروع الاستعماري!
6-انعدام التاريخ النضالي لشعوب المنطقة في العصر الحديث، وعدم وجود القيادات التاريخية المعاصرة التي تلهم الأجيال الجديدة، وتلهب حماسها، وتكون نبراسا لها على طريق الحرية، فعدم قيام حركات تحرر ضد الاستعمار البريطاني جعل ذاكرة المجتمع الخليجي خلوا وصفرا تماما من ثقافة المقاومة، وثقافة الرفض للاستعمار التي يمكن استثمارها لصالح حركة تحرر ضد الاستعمار الجديد، ففي الوقت الذي تحفظ فيه ذاكرة الشعب الجزائري والمصري والمغربي والسوداني والليبي والسوري مئات الأبطال والقيادات التاريخية التي تصدت للاستعمار كعمر المختار، ومصطفى كامل، وأحمد عرابي، وعبد القادر الجزائري، وعبد الكريم الخطابي، ويوسف العظم، وعبد القادر الحسيني...الخ بالإضافة إلى عشرات المواقف البطولية، والحروب الجهادية ضد الاستعمار، تخلو في المقابل ذاكرة شعوب الخليج والجزيرة العربية من كل ذلك، بل صار صنائع الاستعمار الصليبي هم الأبطال التاريخيين للمجتمعات الخليجية على نمط بطولة كرزاي في أفغانستان والجعفري والجلبي والمالكي في العراق؟!
7-غياب الوعي السياسي وعدم معرفة المنطقة بالأحزاب السياسية والعمل الجماعي المنظم، ورفض ثقافة المجتمع لها باسم الدين أيضا، مع أنه لا يمكن أن تقوم حركة تحرر ضد الاستعمار، ولو بالضغط السياسي السلمي إلا بتنظيمات سياسية تعمل على حشد الجماهير لتنتظم صفوفها خلفها، وتجعل هدفها إخراج الاستعمار، والعمل على تحقيق استقلالها عن الوجود الأجنبي، ولو عن طريق المقاومة السلمية.
8-تشرذم المنطقة وشعبها الواحد إلى سبع دويلات في الجزيرة العربية التي هي مهد العروبة ومهبط الإسلام الذي جاء بالتوحيد، بعد أن كانت قبل الحرب العالمية إقليما واحدا تابعا للخلافة العثمانية!
وقد استطاع الاستعمار البريطاني، ترسيخ هذا الواقع ليسهل عليه السيطرة على المنطقة كلها وفق سياسة فرق تسد، وازداد الوضع تعقيدا بتقبل الشعوب هذا الواقع وتأقلمها معه، مع عدم شرعيته، ومع خطورته، فلم يعد لشعوب المنطقة التي تمثل شعبا واحدا وأرضا واحدة منذ آلاف السنين أي قدرة على تغيير واقعها إلى الأفضل، مع أن تعدادها مع اليمن يبلغ أكثر من خمسين مليون نسمة، وتحولت الجزيرة كلها إلى أكبر قاعدة عسكرية تنطلق منها أكبر الحملات الصليبية على العالم العربي والإسلامي دون أن يكون لشعوبها أي أثر في مجريات الأحداث؟!
فهذه الأسباب الثمانية ساهمت كلها في خلق أزمة الهوية ومن ثم شيوع الروح الانهزامية والسلبية السياسية والقابلية للاستعمار، والقابلية للاستبداد، وقد أدت كل هذه الأسباب إلى سهولة سقوط المنطقة مرة ثانية تحت سيطرة الاحتلال الأجنبي بشكل مباشرة، بعد أن استطاعت أن تتخلص منه إلى حد كبير منذ سبعينات القرن العشرين، تأثرا منها بالأوضاع الخارجية، كالمد القومي الذي اجتاح العالم العربي كله، وحركة تحرر الشعوب واستقلال الدول بعد الحرب العالمية الثانية، وهو ما يقتضي دراسة تاريخ شعوب المنطقة وأطوارها التي مرت بها حتى آلت بها الحال إلى ما هي عليه اليوم من سلبية سياسية، لفهم أبعاد هذه الإشكالية..
وللحديث بقية ..
___________________
[1] ما وراء السلام ص 155 .
[2] الكويت وجاراتها ( 2/273) .
[3] جمهرت مقالات محمود شاكر الجزء الثاني ص 916 ، وقد قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بعد احتلال العراق سنة 2003م والسيطرة على الخليج العربي بالكامل، باتباع نفس السياسة القديمة، فتم حل الجيش العراقي، وتم إلغاء التجنيد الإجباري في الكويت، وتم تقليص عدد أفراد السلك العسكري في كل دول الخليج، وتم إلغاء قوات درع الجزيرة العربية!
[4] المصدر السابق ص 961.
[5] انظر تفاصيل هذا الموضوع في كتاب (دور العلماء في ثورة الجزائر) للنعيمي.
[6] فصول من تاريخ العراق للمس بيل ص 471. وراجع مذكرات بريمر الحاكم العسكري للعراق سنة 2003م وغيره من المذكرات التي تتحدث عن خدمات مراجع الدين في العراق لمشروع الاحتلال!
[7] انظر فتوى عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت محمد الطبطبائي في صحيفة الوطن عدد 9734 بتاريخ 16/3/2003 حول وجوب القتال مع الجيش الأمريكي في حرب احتلال العراق وأن القتال معهم من الجهاد في سبيل الله، ثم فتواه بعد ذلك بأن ما تقوم به المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال هو إرهاب!
وانظر فتاوى عبد المحسن العبيكان في القنوات الفضائية والصحف السعودية حول الموضوع ذاته!


http://www.dr-hakem.com/
_____________________

صدقت ياشيخ لقد نجح الاستعمار في توظيف بعض علماء الدين المسلمين في خدمته وخدمة مخططاته الاستعمارية، وإضفاء الشرعية عليها، والتعامل معه كمعاهد لا كمستعمر
وهؤلاء أقرب ما يكونون من القديانية حتى إن أحدهم يحرم غيبة الجيش الأمريكي
ويحث الأولاد بالسلام عليهم !
فالأزمة عميقة فالله نسأل أن يحيينا
 

افنيوز

عضو فعال
منو الشيخ ؟؟ حاكم المطيري شيخ؟


انا استغرب بصراحه كيف امن الدوله يسمحون لحزب الامه بممارسة نشاطه بالرغم من ان الاحزاب ممنوعه بالكويت هذا اولا.


ثانيا .. دراسة ال د حاكم مبنيه على شنو بالضبط .. ؟


ثالثا .. ماذا يريد حاكم هل يريدنا نحارب الأميركان .؟

اذا كان سيحمينا هو من الايرانيين فسنقول للأمريكان باي باي مانبيكم بخ


اسمحلي يا حاكم .. حكم عقلك اولا وطبق القانون قصدي احترم القانون لان الاحزاب ممنوعه بالكويت ثانيا وفرلي بديل للحمايه ثم تعال وقول الامريكي موزين.


ندري موزين بس وين البديل؟


اما الدين فهذا امر آخر ومشكلتنا الأولى هي أنت وربعك د حاكم .. يامن تستغلون الديموقراطيه وأنتم ياحاكم تكرهونها اساسا وتعتبرون الدساتير حرام.


.

يتبع
 

menkom

عضو ذهبي
غريب فعلا د حاكم ... بعض كلماته وجمله وكانها خرجت من فمى :
-"1-حكم الفرد الذي رسخته بريطانيا في المنطقة، وغياب الحرية، والاستبداد السياسي الذي صادر حق الأمة في المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية، وتهميش حق الشعوب في الرقابة على السلطة وممارساتها السياسية واتفاقياتها الدولية"
صحيح
-"
2-قابلية شعوب المنطقة للخضوع للاستبداد الداخلي جعلها أكثر قابلية للخضوع للاستعمار الخارجي وأكثر تأقلما معه،"
صحيح
-"
وكذا ضعف الحس الوطني الذي يربط الأفراد بأرض الوطن حيث لا يشعر الخليجيون بارتباطهم بأوطانهم بسبب الثقافة القبلية الصحراوية من جهة، حيث الشعور بالانتماء إلى القبيلة مع امتدادها في عدة دول أقوى من الشعور بالانتماء للوطن المصطنع الذي قسم القبيلة الواحدة ومزق كيانها، وبسبب شعورهم باكتساب جنسياتهم بالمنح لا بالاستحقاق، وأن حصولهم عليها ونزعها من حق الحكومات التي لم يكن له وجود ولا حدود إلا في ظل الاستعمار البريطاني، بينما وجود الشعوب على هذه الأرض يمتد إلى آلاف السنين"
الاكثر صحة .. واكثر ملامسة للواقع ...
فاغلبنا ينظر الى "محيطه" الاقرب , القبيلة او العائلة او المذهب , بعد راى جفاءا شديدا من الحكومات له ك "فرد"
وهنا اسال كل من يعترض على كلام الدكتور حاكم : هل الجنسية هى حق مكتسب لنا ؟؟؟ ام هى "عطية" ؟؟
واذا قلت انها "حق مكتسب" , فباى حق يجوز "للسلطة" التجريد منها ؟؟؟
كيف يمكن لاى كان ان يزعم ان له الحق فى تجريدى من "هويتلى" ؟؟ ولاى سبب كان ؟
 
ياعالم والله تعبنا عبيد بلاغلال وعبيد بدون اغلال وعبيد قبل الاغلال...ياخوي فك الديره و الدكتور عبيد من سوالفك واحنا بالف خير نار حكومتنا ولاجنة ربعك الارهابيين..انا ابنطاحي اذا دخل بالسالفه الطالبان واسود الجزيره..شباب مثل الورد راحو من تحت راسك انت والجلاهمه وحامد العلي اعدامات ومؤبد وانتم عايشين حياتكم مناصب وبيوت وعيال..
 

مستفيد

عضو ذهبي

3-عدم إدراك هذه الشعوب أوضاع دول المنطقة إدراكا حقيقيا وأنها ما زالت منذ وجدت صناعة استعمارية من الألف إلى الياء، بل عدم معرفة ماهية الاستعمار وطبيعته، وعدم استشعار وجوده، وعدم معرفة أساليبه، وقد تحدث العلامة السيد محمود شاكر الحسيني عن وسائل الاستعمار البريطاني لمصر فقال(دخلت بريطانيا بلادنا غازية سنة 1882م، وادعت أنها جاءت لكي توطد لنا أركان عرشنا، وتطفئ نار الفتنة العرابية - نسبة إلى قائدها أحمد عرابي - كما يسمونها، وزعمت أن بقاءها لن يطول، فلم تمض خمسة أيام حتى ألغت الجيش المصري، ومزقت البحرية المصرية، وأغلقت مصانع السلاح، وسرحت الجنود، وجردت الضباط الصغار من رتبه، وقدمت كبار الضباط للمحاكمة، ووضعت الشرطة كلها تحت سيطرتها المباشرة، وتتبعت الأحرار الذين اشتركوا في الثورة، فقبضت عليهم أو شردتهم..)[3].
____________________________________________
[3] جمهرت مقالات محمود شاكر الجزء الثاني ص 916 ، وقد قامت الولايات المتحدة وبريطانيا بعد احتلال العراق سنة 2003م والسيطرة على الخليج العربي بالكامل، باتباع نفس السياسة القديمة، فتم حل الجيش العراقي، وتم إلغاء التجنيد الإجباري في الكويت، وتم تقليص عدد أفراد السلك العسكري في كل دول الخليج، وتم إلغاء قوات درع الجزيرة العربية!

.......................
 

الأغريق

عضو مميز
كلام جميل من الدكتور حاكم وانا متابع لكل ماهو جديد اختلف معاه ببعض الامور واتفق معاه بجانب اخر ماهو السبب لي يخلي حاكم كل يوم مقاله ؟ يادكتور لاتترجى من الشعب الكويتي شي شعب ينبطح بسرعه
 

الأغريق

عضو مميز
متى ينزل كتاب عبيد بلا إغلال ؟ اقدر اقعد مع الدكتور حاكم بسأله جم سؤال فقط لكي تتضح الصوره معي
 

Lucky Abdullah

عضو فعال
ارجو من الدكتور اعادة النظر في الابطال الي ذكرهم خصوصا عبدالقادر الجزائري
أما حياته السياسية فقد تعرَّضت لأكثر من تقويم – سلباً وإيجاباً. وليس في ذلك ما يدعو إلى الغرابة: فهو الأمير الذي حارب فرنسا لأكثر من خمسة عشر عاماً؛ وهو، في نفس الوقت، الذي أقام علاقة حميمة مع نابليون الثالث الذي رصد له ميزانية سنوية تُصرَف له ولأتباعه؛ إنه صاحب الحظوة عند الباب العالي؛ وهو – إلى جانب ذلك – الطَّموح لأن يغدو أميراً على بلاد الشام عبر مباحثات مع الغرب.

وقد ظل طوال حياته يعامَل كرجل دولة. فقد كُلِّف بحماية المسيحيين في أثناء الفتنة الطائفية في سوريا العام 1860. وبشهادة ميخائيل مشاقة فإن عبد القادر الجزائري أنقذ ستة عشر ألف نسمة من المسيحيين.[1] كان واحداً من المدعوين لحضور حفل افتتاح قناة السويس، وقد تردد اسمه في تقارير القناصل الأجانب بصفته صديقاً لفرنسا وشخصية عربية–إسلامية مرموقة.[2] ولا شك أن حياته السياسية الغنية، وتجواله في أصقاع أوروبا والتعرف على مظاهر حضارتها، سيكون لها أثر في تكوين معتقداته التي خضعت هي الأخرى لإرثه الإسلامي، وخاصة التصوف.

وليس أدل على أثر الغرب في فكر الجزائري من انتسابه إلى الحركة الماسونية. والحق أن المحافل الماسونية التي تأسَّست في نهاية القرن التاسع عشر إنما كانت تعبيراً عن نزوع تحرري تنويري لدى النخبة العربية في مصر وبلاد الشام. ولهذا ليس غريباً أن تجد أن جلَّ رواد النهضة، من مسلمين ومسيحيين، كانوا أعضاء في هذه المحافل أو من مؤسِّسيها، كالأفغاني والكواكبي وجرجي زيدان وأديب اسحق ويعقوب صروف إلخ.

وقد أشار كراتشكوفسكي إلى أنه كان لبطاقة "ماسوني" في المشرق العربي في منتصف القرن التاسع عشر نفس الأهمية التي كانت لكلمة "فولتيري" في روسيا في بداية القرن التاسع عشر.[3] أي أن قوى المعارضة من النخب المثقفة للنظام التقليدي قد تحلَّقت حول الماسونية، بما طرحته آنذاك من أفكار حول التسامح الديني والحرية والمساواة والإخاء. بمعنى آخر، وجد المثقفون العرب في القرن التاسع عشر في ليبرالية الماسونية سنداً إيديولوجياً لمواجهة المجتمع التقليدي والتحرر منه.

يورد الباحث حسين عمر حمادة قصة انتساب عبد القادر الجزائري إلى الماسونية، مستنداً إلى أكثر من مصدر. من ذلك قول جرجي زيدان إن "الماسونية دخلت دمشق بمساعي الأمير عبد القادر الجزائري. وأن أول محفل تأسَّس فيها هو محفل سوريا بشرق دمشق"[4]، وقول شاهين مكاريوس أن عبد القادر الجزائري اغتنم فرصة مروره بالإسكندرية في أثناء عودته من الحجاز سنة 1864، فانتظم في سلكها في 18 حزيران بمحفل الأهرام التابع للشرق الشامي الفرنسوي.[5]



وينقل عن عبد الجليل التميمي قول الأمير عبد القادر الجزائري: "إني أعتبر منظمة البنَّائين الأحرار [الماسونية] كأول مؤسسة في العالم. وفي رأيي أن كل رجل لا يجاهر بالعقيدة الماسونية يُعَدُّ رجلاً ناقصاً. وأؤمل يوماً ما أن أرى انتشار مبادئ الفرماسونية في العالم. ويومئذٍ فإن كل الشعوب ستعيش في سلام وأخوة.[6]

وأهمية أن يكون الجزائري ماسونياً – وهذا ما تُجمِع عليه المصادر – تكمن في فهم كتابه الذي نحن بصدده، سواء أكتبه قبل انتسابه أو بعده. فالظاهر أنه كان على دراية كافية بها قبل الانتساب إليها. ولكن الأفكار الماسونية وحدها، في صيغتها الغربية، ليست كافية لفهم ما كتبه الجزائري من أفكار في ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.

وقصة كتاب ذكرى العاقل وتنبيه الغافل أن عبد القادر الجزائري قد اختير مراسلاً لمجمع الخالدين في باريس؛ فكتب هذا النص إليهم، وقد تُرجِم إلى اللغة الفرنسية. وإلى هذا الأمر أشار الجزائري نفسه في تصدير الكتاب حيث قال: "أما بعد، فإنه بلغني: أن علماء باريز – وفَّقهم العليم الحكيم العزيز – كتبوا اسمي في دفتر العلماء ونظموني في سلك العظماء، فاهتززت لذلك فرحاً ثم اغتممت ترحاً: فرحت من حيث ستر الله عليَّ، حتى نظر عبادُه بحسن الظنِّ إليَّ، واهتممت من كون العلماء استثمنوا ذا ورم، ونفخوا في غير ذي ضرم. ثم أشار عليَّ بعض المحبين منهم بإرسال بعض الرسائل إليهم. فكتبت هذه العجالة للتشبُّه بالعلماء الأعلام، ورميت سهمي بين السهام، وسمَّيت هذه الرسالة ذكرى العاقل وتنبيه الغافل."[7]

إن تواضع الجزائري لهو تواضع الأمير وتواضع نفسٍ متصوفة، تضع حالها في قدر أدنى حتى لا ينال منها الغرور المذموم من قبل الصوفية.

2. الطريق إلى الحقيقة:

ينطلق الجزائري من فكرة أن الحقيقة ليست وقفاً على جماعة معينة أو فرد محدد؛ إنما هي ثمرة جهد البشر بمعزل عن اعتقادهم وانتمائهم الإثني.

فالعالِم لا يهمُّه ما إذا كان الحق صادراً عمَّن حَسُن الاعتقادُ بهم أم لا؛ ذلك أن الحق يُعرَف بالدليل لا بالتقليد. وفي ضوء هذه الفكرة يقسم الجزائري الناس إلى قسمين: قسم عالِم مُسعِد لنفسه ومُسعِد لغيره – وهو الذي عرف الحقَّ بالدليل لا بالتقليد؛ وقسم مُهلِك لنفسه ومُهلِك لغيره – وهو الذي قلَّد آباءه وأجداده فيما يعتقدون ويستحسنون، وترك النظر بعقله، ودعا الناس لتقليده.[8] بله إن الجزائري يرى أن بهيمة تُقاد أفضل من مقلِّد ينقاد.[9]

ولعمري إن هذا الهجاء للمقلِّدين من قبل عالِم عاش فترة أهم سماتها التقليد إنما يدل على ريادته لتأسيس النزعة العقلية في مواجهة عصره – وهو الذي قال بكل شجاعة: "إن أقوال العلماء والمتديِّنين متضادة متخالفة في الأكثر، واختيار واحد منها، واتباعه بلا دليل، باطل."[10]

فالأساس إذاً في امتلاك الحق هو العقل الذي لا يرضى بأي مظهر من مظاهره إلا بالدليل العقلي. إذ ذاك فإن معيار الحقيقة – لدى مؤلف ذكرى العاقل وتنبيه الغافل – هو العقل، لا سيما وأن لدى البشر استعداداً لإدراك الحقائق. فإذا كان الأمر كذلك فكيف ينشأ الجهل إذاً؟

عن هذا السؤال يجيب الجزائري، مبرزاً أسباباً خمسة لنشأة الجهل:

1. نقصان في ذات القلب، كقلب الصبي. ولكلمة "القلب" هنا دلالة عقلية من حيث هو مكان المعرفة.

2. كُدُورات الأشغال الدنياوية والخبث الذي يتراكم على وجه القلب منها.

3. العدول بالقلب عن جهة الحقيقة المطلوبة.

4. الحجاب. والحجاب هو أن يكون العقل محجوباً باعتقاد مسبق، نشأ وقت الصبا أو عن طريق التقليد. وهذا، كما يقول الجزائري، حجاب عظيم حَجَبَ أكثر الخلق عن الوصول إلى الحق، لأنهم محجوبون باعتقادات تقليدية رسختْ في نفوسهم وجمدتْ عليها قلوبُهم.

5. الجهل بالجهة التي يقع فيها العثور على المطلوب.[11]

هذه الأسباب تمنع العقل من معرفة الحقائق.[12]

3. محاولة في تحديد العقل:

ولكن ما هو "العقل" من وجهة نظر هذا الأمير المستنير؟

يُطلَق اسم العقل – كما يرى الجزائري – على أربعة معانٍ بالاشتراك:

1. الوصف الذي يفارق الإنسانُ فيه جميع البهائم؛ وهو الذي استعد به الإنسان لقبول العلوم النظرية.

2. والعلوم التي تخرج إلى الوجود في ذات الطفل المميِّز بجواز الجوازات واستحالة المستحيلات، كالعلم بأن الإثنين أكثر من واحد، وأن الشخص الواحد لا يكون في مكانين في آنٍ واحد؛ وتسمية هذه العلوم عقلاً ظاهرة، فلا تُنكَر.

3. والعلوم التي تُستفاد من التجارب بمجاري الأحوال؛ فإن من جرَّب الأمور وهذَّبَه تخالفُ الأحوال يقال إنه عاقل في العادة. وهذا نوع آخر من العلم يسمى عقلاً.

4. وأخيراً معرفة الإنسان عواقب الأمور. فالإنسان الذي يقمع الشهوة الداعية إلى تناول اللذة المضرة يقهرها؛ فإن حصلت هذه للإنسان سُمِّيَ عاقلاً.[13]

واضح إذاً أن العقل عند الجزائري هو جملة من الخواص التي يتمتع بها الإنسان؛ وبلغة أكثر وضوحاً: هو السمة التي تميز الإنسان عن الحيوان (أرسطو)، من حيث إن الإنسان حيوان عاقل؛ كما أن له أفكاراً فطرية سابقة على التجربة – وهذا مذهب معظم العقليين في الفلسفة؛ كما أنه ثمرة التجربة، كما هي الحال عند لوك وغيره من الفلاسفة الاختياريين؛ وهو أيضاً القدرة على التمييز بين الخير والشر، وهو معنى أخلاقي للعقل.

والعقل، بما هو على هذا النحو، متفاوت بين الناس، من جهة، ومشترك بينهم، من جهة أخرى. أما سبب التفاوت، كما يرى الأمير، فهو بحسب خلقة الله تعالى. فعقول الأنبياء ليست كعقول سائر الناس، وعقل أبي علي بن سينا فائق على كثير من العقول.[14]

ويظهر التفاوت في علم التجارب. فالناس متفاوتون في كثرة إصابة الرأي وسرعة الإدراك، ومتفاوتون في استيلاء القوة العقلية على قمع الشهوات؛ وسببُ ذلك التفاوتُ في العلم. وهناك تفاوت غريزي، أي فطري؛ ومردُّ ذلك إلى حركة الشمس، أي إلى الأحوال المناخية–الجغرافية.[15] ولهذا يقسم الجزائري سكان الأرض إلى ثلاثة أقسام:

1. القسم الذي يسكن تحت خط الاستواء إلى ما يقرب من المواضع التي يحاذيها ممر السرطان؛ واسمهم العام السودان. وهم أضعف الناس عقلاً وأوحشهم أخلاقاً.[16]

2. القسم الثاني هو الذي يسكن على رأس ممر السرطان إلى محاذاة بنات نعش؛ وهم وسط المعمورة، كأهل العراق والشام وخراسان وأصبهان. وهؤلاء أكمل الناس عقلاً وألطفهم أذهاناً. وهم مختلفون بالكمال؛ يليهم في الكمال سكان فرنسا، لأنهم وسط الإقليم الخامس؛ ويليهم في الكمال سكان الأندلس.

3. والقسم الثالث منهم سكان المنطقة المحاذية لبنات نعش؛ وهم الروس والصقالبة. فعقولهم ناقصة وأخلاقهم وحشية وطباعهم باردة.[17]

إن أثر ابن خلدون واضح في هذا التقسيم المناخي–الجغرافي للبشر وانعكاسه على عقولهم وأخلاقهم وعاداتهم[18] – وهو أمر، على أية حال، يسهل دحضُه.

والعقل نوعان: نظري وعملي. أما العقل النظري فهو المدرك للكلِّيات؛ بينما العقل العملي هو العلم، أي القوة العقلية باعتبار استنباطها للصناعات الفكرية. والحكمة هي في استخدام العقل النظري و العملي معاً. ولهذا فإن الجزائري، رغم تقديره وإعجابه بعلماء فرنسا، فإنه يأخذ عليهم إهمالهم للعقل النظري.[19]

4. في التمييز بين العلوم العقلية والعلوم الشرعية:

يرى الجزائري أن العلوم التي تحل في العقل تنقسم إلى عقلية وشرعية.[20] وتنقسم العلوم العقلية إلى قسمين: علوم ضرورية، كعلم الإنسان بأن الشخص الواحد لا يكون في مكانين في آن واحد – وهذا بلغتنا المعاصرة هو المنطق؛ وعلوم مكتسبة، وهي علوم مستفادة: بالتعليم والاستدلال والنظر.

أما العلوم الشرعية فهي المأخوذة عن الأنبياء. وذلك يحصل بتعلُّم كتب الله المنزلة مثل: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وفهم معانيها بعد السماع؛ وبها يكمل العقل ويسلم من الأمراض.[21] ولا غنى للعلوم العقلية عن الشرعية، ولا للشرعية عن العقلية. ولهذا كتب الجزائري قائلاً: "فالذي يدعو الناس إلى التقليد المحض، مع عزل العقل، جاهل. والمكتفي بمجرد العقل عن العلوم الشرعية مغرور. فإياكم أن تكونوا من أحد الفريقين، وكونوا جامعين بينهما."[22]

هل هناك من تناقض بين العلوم الشرعية والعلوم العقلية؟ يجيب الجزائري بالنفي، رغم وجود التمايز بينهما.

إذا كانت العلوم الشرعية هي المأخوذة عن الأنبياء والكتب المنزلة جميعها، وإذا كانت العلوم العقلية وحدها غير كافية، فعلى الجزائري إذاً أن يدلِّل على النبوة ويعرفنا عليها.

فالنبوة "طور تنفتح فيه عينٌ أخرى زائدة على طور العقل ونظره"[23]، عين ينظر بها النبي ما يكون في المستقبل من أمور لا يدركها العقل. هذه العين خاصة بالأنبياء، كخاصية ذوق الشعر في قوم من الناس وحرمان البعض منه.

ولكن مفهوم النبي لا ينفصل عن مفهوم الله: "فإذا ثبت أن الله تعالى فاعل مختار، لا علَّة موجبة، وثبت أن إرسال الأنبياء ممكن غير محال في حقِّه، وجاء الأنبياء بما يصدِّقهم من المعجزات الخارقة للعادة، لزم تصديقُهم."[24]

ولما كان الجزائري يرفض التقليد ويعوِّل على الدليل العقلي فإنه يقدم الدليل العقلي التالي على أن الله فاعل مختار: فالأجسام الموجودة متناهية، وكل متناهٍ فهو مشكَّل، فالأجسام الموجودة مشكَّلة. والأشكال قسمان: أشكال حصلت على سبيل الاتفاق من غير أن يحتاج حصولها إلى فعل فاعل حكيم؛ والأشكال التي يشهد صريح العقل بأنها لم تحصل إلا بقصد فاعل حكيم. والأشكال من النمط الثاني تدل على تدخل الإرادة الإلهية، لما فيها من مصالح ومنافع. وبما أن الأشكال التي حصلت بفعل فاعل حكيم تدلِّل على الفاعل المختار، ثَبَتَ حدوث العالم. ومن عرف هذا سهل عليه معرفة النبي.[25]

إن هذا الدليل لهو دليل مشهور، وهو الانطلاق من النظام إلى المنظِّم. إذ يعتقد أصحاب هذا الدليل أنه لا يُعقَل أن تجري الأمور في الكون، على ما هي عليه من نظام، دون عقل مدبِّر لها هو الله.

ثم، بعد أن يعرض الجزائري حُجَجَه في إثبات النبوة بعامة، ينبري للتدليل على دحض الشك في شخص النبي. ولا يحصل اليقين فيما إذا كان شخص ما نبياً أم لا إلا بمعرفة أحواله، إما بالمشاهدة أو بالتواتر والتسامع. ولما كانت المشاهدة غير ممكنة دائماً فهي ليست وسيلة التحقق، وإلا طال الشكُّ كل ما لا يقع في حقل المشاهدة. وبالتالي لا بدَّ من الاعتراف بصحة التواتر.[26]

5. في أساس الدين:

أساس الديانة وأصولها لا خلاف فيها بين الأنبياء، من آدم إلى محمد. ذلك أنهم كلهم يدعون الخلق إلى توحيد الإله وإلى حفظ النفس والعقل والنسل والمال.[27] هذه الكلِّيات – كما يقول الجزائري – لا خلاف فيها. أما الخلاف بين الأنبياء فيكمن في كيفية حفظها ووضع القوانين لدوام بقائها محفوظة.[28] وهذا ما هو معرَّض للنسخ.

وفائدة النسخ إما على تقدير كون الأحكام الشرعية معلَّلة بمصالح العباد – فيمكن أن تختلف مصالح الأوقات فتختلف الأحكام بحسبها؛ وإما على تقدير أن الأحكام الشرعية مستندة إلى محض إرادة الله من غير مراعاة مصلحة – فيمكن أن يضع حكماً ويرفع حكماً.

فالأحكام إذاً هي القابلة للنسخ بسبب تفاوت الأعصر في المصالح، من حيث إن كلَّ واحد من الأحكام حقٌّ بالإضافة إلى أهل زمانه؛ أما "الدين فواحد، باتفاق الأنبياء، وإنما اختلفوا في بعض القوانين الجزئية. فتكذيب جميعهم أو تكذيب البعض وتصديق البعض قصورٌ."[29] واستناداً إلى هذه الأطروحة، لا يرى الجزائري خلافاً بين المسلمين والنصارى: "ولو أصغى إليَّ المسلمون والنصارى لرفعتُ الخلاف بينهم."[30]

وعلوم الأنبياء، من حيث خطابهم للعامة، دائرة على ما يصلح الناس في معاشهم ومعادهم؛ وبالتالي لا تناقض بين خطابهم والفلسفة أو العلوم. "وما جاءوا ليجادلوا الفلاسفة، ولا لإبطال علوم الطب ولا علوم النجم ولا علوم الهندسة."[31] ومن يعتقد أن العلم يناقض الدين فقد جنى عليه.[32]

***

لقد حاولنا – بقدر ما أوتينا من موضوعية – أن نُبرِز الأفكار الأساسية التي جاء بها الجزائري عبر كتابه الآنف الذكر، دون أن نقف منها موقفاً نقدياً. وليس أسهل على ناقد ينتمي إلى معارف أول القرن الواحد والعشرين من أن يُبرِز جوانب الضعف في هذا الخطاب الذي ينتمي إلى القرن التاسع عشر! لكن دلالة هذا الخطاب الراهنة تجعله حاضراً في مرحلة يعود فيها الاختلاف على أشده حول مسائل كنَّا نعتقد أنها أصبحت في خانة الماضي. من هنا تبرز الوظيفة الإيديولوجية لمفكِّر كالجزائري لتحقيق نوعٍ من التراكم الضروري للحوار.



فالجزائري – العربي المسلم – يدافع في وقته عن العقل وحقِّ العقل في النظر إلى المسائل، ويعيب التقليد الأعمى للسلف الصالح، ولا يرضى بالسلف، إلا إذا أحاله إلى محكمة العقل. فالدفاع عن العقل وحقِّه في تأكيد هذه الفكرة أو تلك أو نفيها لهو دفاعٌ عن الحرية في بعض جوانبها. والحرية إنما تقف موقفاً مناهضاً لكلِّ أشكال التعصب القائمة على الاستمساك بالماضي بدعوى التقليد الأعمى. ولهذا ففي فكر الأمير نزعة تسامح نكاد نفتقدها في مستهل القرن الواحد والعشرين وفي وطننا العربي.

ولأن فكرة العقل التي يدافع عنها الجزائري فكرةٌ عامة ومشتركة بين الناس فإن للحقيقة طابعها الإنساني العام، حيث إن الحقيقة جهد البشر جميعاً، بمعزل عن انتماءاتهم الإثنية والقومية. لهذا لا يسأل الجزائري عن مصدر الحقيقة، بل عن الحقيقة لذاتها. فانتماؤه إلى الإسلام كثقافة ودين لا يمنعه من اكتساب الحقائق ممَّن هم على غير دينه وثقافته.

والحقيقة عامل توحيد بين البشر، رغم اختلافهم. وهذا ما ينزع عن الدين صفة التعصب التي هي أحد أسباب الانقسام الطائفي. ومن هذه الزاوية فإن الجزائري، إذ يميِّز بين الحقيقة الإلهية (كالتوحيد مثلاً) وبين الأحكام التاريخية، فإنه يبحث عن ذاك الذي يزيل الاختلاف بين المنتمين إلى الأديان المختلفة التي توحِّدها حقيقة واحدة.

والنقطة الأبرز في خطاب الجزائري هي العلاقة بين العقل والنقل التي دفعته للحديث عن العلاقة بين الأحكام الشرعية والتاريخ. فالأحكام تتغير بتغير "الأعصُر" والأزمان. أما الذي يُعيب من يقول بالنسخ فهو جاهل بتدبُّر الأحوال.

وإلى جانب هذا وذاك، يمسُّ الجزائري مسألةً سيجري حولها نقاشٌ طويل فيما بعد، وخاصة على يد طه حسين، ألا وهي العلاقة بين الدين والعلم. فليس من الدين في شيء أن تدحض حقائق العلم، بله الفلسفة باسم الدين. ولهذا فهو مع حرية البحث العلمي والتأمل الفلسفي، يدافع عن المنطق والعلوم المكتسبة كما يدافع عن الإيمان عن طريق العقل.



الجزائري، بهذا المعنى، رشدي النزعة العقلية، خلدوني النزعة الاجتماعية، ديكارتي في الدفاع عن العقل، بيكوني في الهجوم على الأوهام، وخاصة التقليد، ماسوني في عالميَّته، إسلامي في توحيده.

وإذا كان الجزائري يهدف إلى تجاوز تناقضات عصره عبر هذه المنظومة الجديدة (في مرحلته) من الأفكار فإن تجاوز تناقضات عصرنا هو في الوقت تجاوز الجزائري على نحو أرقى، وليس نكوصاً بالقياس إليه أو وقوفاً عنده. وما كان من المجدي العودة إلى الجزائري إلا لأنه متقدِّم على عدد كبير ممَّن يعتقدون أنهم يبحثون عن الخلاص.

إن روح التجديد هي التي تجعله قريباً من روح العصر. ولهذا فإن أفكار الجزائري هي "ذكرى للعاقل وتنبيه للغافل" حقاً!

*** *** ***

نقلاً عن مجلة النهج، العدد 38، السنة 11، شتاء 1995




[1] أنظر ميخائيل مشاقة، منتخبات من الجواب على اقتراح الأحباب، تحرَّى نصوصها ووضع مقدمتها وفهارسها أسد رستم وصبحي أبو شقرا، بيروت 1985، ط 2، ص 19.

[2] أنظر وجيه كوثراني، الاتجاهات الاجتماعية والسياسية في جبل لبنان والمشرق العربي، بيروت 1982، ص 143.

[3] نقلاً عن كتاب كوتلوف، تكوُّن حركة التحرر في المشرق العربي، دمشق 1981، ص 255.

[4] حسين عمر حمادة، الماسونية والماسونيون في الوطن العربي، دمشق 1986، ص 103.

[5] المصدر ذاته، ص 104.

[6] المصدر ذاته، ص 106.

[7] عبد القادر الجزائري، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، بتحقيق وتقديم د. ممدوح حقي، بيروت 1966.

[8] المصدر السابق، ص 34.

[9] المصدر السابق، ص 35.

[10] المصدر ذاته، ص 3.

[11] المصدر ذاته، ص 36–37.

[12] تذكِّرنا أسباب الجهل عند الجزائري بالأوهام لدى بيكون، مع الاختلاف طبعاً في زاوية النظر إليها والاتفاق في مسألة مهمة جداً، ألا وهي التقليد.

[13] المصدر ذاته، ص 49–50.

[14] المصدر ذاته، ص 52. ويورد الجزائري الحادثة التالية على سبيل الفكاهة الدالة على تفاوت العقول: إن الرازي قال يوماً للآمدي: "لِمَ حَسُن إهلاكُ الحيوانات وذبحُها للإنسان؟" فقال الآمدي: "إهلاك المفضول لمصلحة الفاضل هو عين العدل." فقال الرازي: "إذاً يحسُن ذبحُك أنتَ لأبي علي بن سينا."

[15] المصدر ذاته، ص 54.

[16] المصدر ذاته، ص 54–55.

[17] المصدر ذاته، ص 55–56.

[18] راجع مقدمة ابن خلدون، ص 44–87.

[19] الجزائري، المصدر المذكور، ص 67.

[20] المصدر ذاته، ص 82.

[21] المصدر ذاته، ص 82–83.

[22] المصدر ذاته، ص 82. لاحظ أن الجهل، كصفة للمقلِّد، هي أشد بكثير من الغرور الذي هو صفة للمكتفي بمجرد العقل.

[23] المصدر ذاته، ص 91.

[24] المصدر ذاته، ص 93.

[25] المصدر ذاته، ص 97.

[26] المصدر ذاته، ص 100.

[27] المصدر ذاته، ص 101.

[28] المصدر ذاته، الصفحة ذاتها.

[29] المصدر ذاته، ص 107.

[30] المصدر ذاته، الصفحة ذاتها.

[31]المصدر ذاته، ص 108.

[32] المصدر ذاته، الصفحة ذاتها.
 
ياعالم والله تعبنا عبيد بلاغلال وعبيد بدون اغلال وعبيد قبل الاغلال...ياخوي فك الديره و الدكتور عبيد من سوالفك واحنا بالف خير نار حكومتنا ولاجنة ربعك الارهابيين..انا ابنطاحي اذا دخل بالسالفه الطالبان واسود الجزيره..شباب مثل الورد راحو من تحت راسك انت والجلاهمه وحامد العلي اعدامات ومؤبد وانتم عايشين حياتكم مناصب وبيوت وعيال..

يا اخي يبدو لي انك تعلق من غير لا تقرا

مادخل عبيد في الموضوع
 

مستفيد

عضو ذهبي

شكرا لمرورك الأخ
Lucky Abdullah

بغض النظر عن عقيدة عبد القادر الجزائري وما آل إليه حاله
إلا أنه يبقى رمزا للنضال والجهاد ضد المسعمر في ذاكرة الجزائريين
وهذا هو محل الشاهد من ذكر هؤلاء الرموز
ولهذا نجد اليوم الشعب الليبي اليوم يفتخر بأنه من أحفاد عمر المختار ولم يخطر بباله ماهي عقيدته .
وهذا بخلاف أهل الجزيرة العربية
كما ذكر الدكتور حيث انعدام التاريخ النضالي لشعوب المنطقة في العصر الحديث، وعدم وجود القيادات التاريخية المعاصرة التي تلهم الأجيال الجديدة، وتلهب حماسها، وتكون نبراسا لها على طريق الحرية، فعدم قيام حركات تحرر ضد الاستعمار البريطاني جعل ذاكرة المجتمع الخليجي خلوا وصفرا تماما من ثقافة المقاومة، وثقافة الرفض للاستعمار التي يمكن استثمارها لصالح حركة تحرر ضد الاستعمار الجديد.
شكرا لمرورك
 

Lucky Abdullah

عضو فعال

شكرا لمرورك الأخ
Lucky Abdullah

بغض النظر عن عقيدة عبد القادر الجزائري وما آل إليه حاله
إلا أنه يبقى رمزا للنضال والجهاد ضد المسعمر في ذاكرة الجزائريين
وهذا هو محل الشاهد من ذكر هؤلاء الرموز
ولهذا نجد اليوم الشعب الليبي اليوم يفتخر بأنه من أحفاد عمر المختار ولم يخطر بباله ماهي عقيدته .
وهذا بخلاف أهل الجزيرة العربية
كما ذكر الدكتور حيث انعدام التاريخ النضالي لشعوب المنطقة في العصر الحديث، وعدم وجود القيادات التاريخية المعاصرة التي تلهم الأجيال الجديدة، وتلهب حماسها، وتكون نبراسا لها على طريق الحرية، فعدم قيام حركات تحرر ضد الاستعمار البريطاني جعل ذاكرة المجتمع الخليجي خلوا وصفرا تماما من ثقافة المقاومة، وثقافة الرفض للاستعمار التي يمكن استثمارها لصالح حركة تحرر ضد الاستعمار الجديد.
شكرا لمرورك

اي نعم صاج اخوي
تحياتي لك و للدكتور
 

الفودري1

عضو فعال
ياعالم والله تعبنا عبيد بلاغلال وعبيد بدون اغلال وعبيد قبل الاغلال...ياخوي فك الديره و الدكتور عبيد من سوالفك واحنا بالف خير نار حكومتنا ولاجنة ربعك الارهابيين..انا ابنطاحي اذا دخل بالسالفه الطالبان واسود الجزيره..شباب مثل الورد راحو من تحت راسك انت والجلاهمه وحامد العلي اعدامات ومؤبد وانتم عايشين حياتكم مناصب وبيوت وعيال..


اذا في أحد فهم يقـول؟؟؟؟؟؟؟
 
أعلى