AboJasim13
عضو ذهبي
كأن الموضوع خرج قليلا عن هدفه..ماعلينا, لي تعقيب باسهاب وليتحملني الزميل:
أولا...حتى نكون واقعيين يا زميلي فإننا في اقليم يفرض علينا التفاعل, برضانا او من غيره, لا مجال للانعزال, فالفكر الآن لا حدود له, وطبيعة البشر منذ الازل التأثير والتأثر, فالفكر الشيوعي مثلا تم تصديره وتلقفه من تلقفه, وكذلك الفكر القومي العربي وغيره.
وكما أن المنبر الديمقراطي كان يساريا يوما ما, وهناك تكتلات وجماعات تأثرت بافكار اخرى كالاخوان والسلف فهناك ايضا الشيعه, ولا مجال لترويج فكر خاص ببلد كالكويت عارية تماما من الإرث الثقافي والأدبي والديني والسياسي.
نحن شعب متلقي...لا نصنع الافكار ولا الاحداث بل متلقين.
يجب ان نعترف بهذه.
ثانيا..
نحن في الخليج نتمازج مع بعضنا البعض وكل منا امتداد للآخر تاريخيا وفكريا واقتصاديا وسياسيا, تختلف الانظمة نسبيا ولكنها متشابهة شعبا وحكاما...ولذلك كان مجلس التعاون ترجمة للشعور المشترك.
ثالثا..
في البحرين لايوجد وهابية, ومن رأيناهم يتحدثون بحرقه من رجال ونساء غير مؤدلجين من شعب البحرين, لم يكن متأثرين بالوهابية, وهي شماعه انطلت على بعض مثقفي الخليج وباتوا يرددونها لأهداف فكرية وسياسية بحته, واظن مثلك يعلم ذلك.
فالمؤسسة الدينية في السعودية محكومة بأدبياتها التي لا تجيز الخروج على الحاكم, وتمنع القفز على السلطة, وهي نقطة مطمئنة...يبقى الفكر وترويجه, والفكر يقابل بالفكر.بينما في المقابل هناك فكر ثوري يخطط بدهاء ويتغلغل اقتصاديا وسياسيا وفكريا وهو فكر متشدد اقصائي...أدبياته نسمعها من على المنابر الحسينية يوميا..وهو فكر مخيف دموي احادي النظرة , يستعير الخطاب في كل بلد حسب الموجه..ومنهم من أسميتهم" بالليبروخيمينيين".
رابعا..
هناك عِند من الشيعة, وتبعية عمياء تحاول فرض ثقافة يراها كثير من شعوب الخليج وقادتها غريبه متطرفة, وهي بالمناسبة جميلة وغير متشدده لدى متبنيها , تماما كما يرى الفريق الآخر المحسوبين عليه.
وكلنا نعلم انها خرجت بقوة بعد ثورة الخميني...وقبل ذلك كان الجميع يعيش في جو مقبول من الطرفين.
صحيح ان هناك فريق آخر متشدد من السنة يقابل هذا الفريق, ولكنه خرج كرد فعل للثورة ولا زال...ولا اتمنى ان يتصدر الواجهة, ولكنه على كل حال تصدّر, ويجب التعاطي معه بطريقة تكبح جماحه, بشرط ان نقدم البديل.
ونحن في الحقيقة لم نقدم أي بديل فاستفردوا بالساحه ووجهوا الجماهير, ومثقفينا "من أردى مثقفي المنطقة والعالم العربي" على عكس المصريين أصحاب الاعتزاز بموروثهم وحضارتهم وهم القادرين على قيادة الامة في مواجهة الثقافات والافكار الأخرى...مهما تنوعت مشاربهم السياسية, فهم يتلمسون مكامن الخطر ويتعاملون معه بحرفنه على عكسنا في الكويت.
خامسا...
أظنك تعلم توجهي جيدا, ولو قلته لرجمني الكثير هنا, لمحت عنه احيانا, ومع ذلك لو خيرت بين الفريقين بحيث لاثالث لهما لاخترت من انتمي له مورورثا وثقافة..على الأقل من الناحية القومية- سأكون واقعي قليلا-, وسيكون قلمي باتجاه من أراهم يحاولون عزلي عن عمقي, وبقاء كل منا مرتبط ببقاءالآخر.
سادسا...
لي تكملة ..الآن يغلبني النعاس..
بعد إذن أخي وأستاذي صانع التاريخ
جميل جدا أن تلتقي العاقلين ولو اختلفت معهم , فالكل غايته أن يرتقى أكثر نحو الحقيقة والكمال ولا يحدث ذلك إلا بتلاقح الأفكار ومشاركة الرجال في عقولهم
أجيبك بارك الله بحيث كل نقطة تجيب عن أختها في مشاركتك بحسب الترتيب:
أولا كلامك صحيح حاليا بعد الردة الحضارية والثقافية التي تعرضت لها الكويت, لكن ذات يوم كان يوجد النموذج الكويتي الذي يشع على صحراء الخليج والذي كان شوكة في بلعوم بيت الحكم السعودي خصوصا , فكلنا نسمع ولو أنه كلام دواوين كيف أنهم ينتهزون أي أزمة سياسية في الكويت للإنتقاص والإستهزاء من التجربة الكويتية,, كما سعوا إلى تكفير الناس بنموذجهم من خلال عدة وسائل أهمها اللعب بورقة الدين والترويج للفكر الوهابي , لاتنس أن كلية الشريعة بداية كانت ترفض المحاضرين الخريجين من جامعات السعودية وقد كان الغزو فرصة العمر لهم لنشر مذهبهم بين شعب الكويت والذين نزحوا إلى هناك فكانت مصيبة الغزو صدمة عاطفية جعلت الكثير منهم يلجأ إلى التدين الرد-فعلي , وبالطبع على النسق الوهابي حيث أنه الوحيد والمسموح به هناك.. ومن ضمنهم أنا العبد الفقير إلى الله سابقا
ثانيا
أوافقك جدا,, لاتنس أن الكويت هي حمامة وديعة بين ثلاث عمالقة إذا عطس أحدهم يكاد يتهدم عشها,,, لذا كان أولى بالكويت تشكيل لوبي ضاغط في عراق مابعد صدام, والترويج للتجربة الكويتية في السعودية على الأقل التجربة الحضارية وليس بالضرورة التجربة الديمقراطية نظرا لحساسية السلطة هناك, ثم تفعيل التضامن الخليجي بشكل أقوى وأكبر لمواجهة إيران ذات الأطماع التوسعية
ثالثا
بطبيعة حال شعب البحرين لاتوجد أدلجة سنية سابقا, لكن حسب علمي المتواضع بدأت الأدلجة منذ سنين قليلة سابقة بعد بروز تيار سلفي في البرلمان البحريني تبنى الخطاب الطائفي للصعود من أبرز وجوهه عادل المعاودة الذي نادى بمنع المواكب الحسينية التي كان يمارسها البحارنة لمئات سنين سابقة وحسين السعيدي الذي رفع السيف ليقتل به أعداء الله كما ظهر في اليوتيوب , أما التيار الوهابي في السعودية فهو منشق بين رسمي مهادن للسلطة محرم للمظاهرات والخروج على ولي الأمر وجهادي محارب لها, (سمعت كذلك عن تيار سلفي إصلاحي أقرب للواقعية من سالفيه لكن لو وجد شيء كذلك فهو بالطبع مقموع من الإثنين) ويكاد يكون هذا هو الفرق الوحيد بينهما, أما فيما عدا ذلك فهما متطابقان تماما, ينطلقان من نفس المباديء والأدبيات ويتشابهان في الممارسات والأهداف, فما بالك لو كانت المواجهة مع الشيعة عدوهم اللدود وخصمهم الذي يمنحهم علّة الوجود؟جدير بالذكر أن التلفزيون الرسمي البحريني لعب دورا كبيرا جدا في أدلجة الصراع حاليا من خلال تبنيه للطرح الطائفي والترويج لثنائية الشيعة ضد السنة
رابعا
هذا الإستدعاء المفاجيء للتطرف عند الشيعة في الثمانينات سببه الخلط بين الولاء الديني والسياسي , مرد هذا الخلط هي نظرية الولي الفقيه والتي هي في حقيقتها إخراج الناس من تعبد الله إلى تعبد الدين أو المذهب, نفس النظرية تجدها حاضرة لدى الوهابية حيث يخلط الناس بين عبودية الله وعبودية المذهب إذ يتم الترويج بشدة إلى طاعة أولي الأمر ( ويستعمل نفس المصطلخ للحكام وللعلماء) طاعة عمياء ودعم ذلك بنصوص مقدسة (قرآنية ونبوية) , وذلك يؤدي لديهم إلى ولي فقيه بلبوس سني, خلط ولاء ديني بسياسي...وقد كان ظهور الثورة الخمينية ثم الغزو السوفيتي لأفغانستان نعمة كبرى للمدرسة الوهابية وللحكم السعودي أولا من أجل توحيد الصف ضد العدو الخارجي ثانيا لتوجيه طاقة التيار الديني هناك نحو الخارج وحفظها من الإنفجار داخليا فكلنا نعلم التراث الوهابي الزاخم بالإستعداء والإحتراب, وقد كانت السلطات هناك تحتار في كيفية تفريغ الشحن الإستعدائي الذي يتعرض له أتباع المدرسة الدينية هناك خصوصا بعد معركة السبلة في العشرينات فتم استحداث الهيئة هناك, وبقية التفاصيل ستحيد بنا وبالموضوع
خامسا
أقول مثل ما قلته للتو في ثانيا وأضيف عليه أن المملكة تبقى هي الأقرب إلي نظرا لميولي القومية وانتماءاتي الوطنية, فاستقرار المملكة هو استقرار للكويت بل واستقرار اقتصاد العالم كله إذ أن الاضطرابات هناك ستصعد بأسعار النفط إلى مستويات فلكية , والعاقلون يعرفون معنى ذلك
سادسا
وأنا كذلك للتو ابتلعت حبتين بانادول أزرق ...بانتظارك .. ونوما سعيدا لنا ولكم