للبيع وطن .. لعدم التفرغ ( بوعسم )

مقال بوعسم ان شاء الله ما قراه محمد الميموني


أما قبل:
أَنَا فِي أُمَّةٍ تَـدارَكَهَا الـلَّهُ
غَريبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَـمُودِ
المتنبي

ابني "محمد محمد الميموني".. أنت تقرأ الآن مقالي هذا وأنت في ريعان الشباب.. بعد أن مرت علينا سنين سحيقة.. وأعوام مهولة.. ربما كاتب هذه السطور.. الآن قد ووري جثمانه الثرى.. أو لعله يقضي فترة حكمه في غياهب السجن.. أرجوك ابني ضع عينك في فمي.. وأنصت لي.. فإني مُخبرك.. بما لن يتجرأ المؤخرون على تدوينه!

ابني محمد.. إن والدك – يرحمه الله – لم يمُت بل عاش طويلا.. عاش في ضمائرنا.. في خلجات أنفسنا.. وأحيا في نفوسنا الجرأة.. حتى وإن فر من العقاب من يمتطي "اليوكن" الذي أظنه قد مات ميتة شنيعة بالوقت الذي تقرأ رسالتي إليك.. لأن الجبناء لا يموتون إلا كما تموت أنثى العنكبوت.. ولو أختبأ بالحياة الدنيا في باع خام اسمه "بشت" ودس رأسه في مواضع القدم.. فيومئذ إلى ربك المساق.. لسوف يـُشخص بصره..! ابني محمد.. أحدثك وأنا في عامي الثالث والعشرين.. كانت لدي أماني كثيرة.. وأحلام عديدة.. فقد كنت أحلم ولا أأمل.. لأن الأمنية أقرب منها إلى الحلم.. أن أسمع سمو الرئيس –الذي كان آنذاك- يُفند محاور استجواب في جلسة علنية .. ولكن حتى قراءتك لسطوري هذه لم تتحقق أمنيتي.. هذا لأن صوت الرؤساء "عورة".. مثله مثل أسماء اللصوص.. وتجار الأغذية الفاسدة.. التي ترى الحكومة أن أسماءهم من محارمها أو عوراتها.. فتستر وتتستر عليهم..!
لعلك قد درست في مادة التاريخ.. إنه مثلما تم إعدام "كوهين" سوريا في ساحة "المرجة" في دمشق عام 1965.. كذلك تم إعدام "كوهين" آخر.. في ساحة "الصفاة" بالكويت في عام 2020.. وتبرأ منه كل زمرته التي ألتفت حوله.. تلك البراغيث التي مصت دماء الناس وجيوبهم.. وعاثوا بالأرض "إعلاما فاسدا".. وكيف أصبحت "الوحدة" الوطنية مطية من لا مطية له!
ابني محمد.. لا أعلم إن كان لايزال.. صالح الفضالة.. رئيسا للجنة "البدون" وعلي البغلي رئيسا لحقوق الإنسان.. وفيصل القناعي رئيسا لجمعية الصحافيين.. وجاسم الخرافي رئيسا للبرلمان.. فنحن في أيامنا كنا نكتب خلف المناصب (يحفظ بعيدا عن متناول الأبطال) أم أنهم أورثوها لأبنائهم وأحفادهم!
ابني محمد.. أعذرونا أنت.. وأبناء جيلك.. على ما أورثناكم إياه.. من فوضى عارمة.. وفتنة بغيضة.. فهذه أوراق انتخاب فاسدة.. زُرعت في أرض طيبة.. وتولت سقايتها الحكومة.. فتحصدون أنتم اليوم حنظل ثمارها.. وتستظلون برمضاء ظلها في عهدكم..!
فلقد أشغلتنا الحكومة في "أفيون الفتنة" وذهبنا نتراشق الطعن بالولاء.. ونتبادل الشتائم.. وكأنها "كروت تعارف".. وذهبت الحكومة بأموال الشعب.. تتبرج أمام مرآتها وتضع المساحيق لتجمل نفسها من تجاعيد الفساد.. وتتسلل خلسة إذا جنح الظلام.. إلى عشيقها الليلي.. وانشغل الكل في سباته وكتبنا على سقف الوطن..(للبيع وطن .. لعدم التفرغ).
فاعذرنا.. رحم الله أبيك .. ورحمني ميتا كُنت أو مسجونا.
حرر في 23 مارس 2011.


صعلكة:
الحكومة لن تتخلى عن "نائب مُزور" لأنها ترى قطع الأعناق.. ولا قطع "الأبواق".




بوعسم - المستقبل


التعليق

ان شاء لين يكبر محمد تكون الامور احسن من جذي وكل الي بالاحمر يكونون راحوا ولا نشوفهم يارب

 

بصام

عضو مميز
مقال مؤثر وواقعي

الله يعوض محمد الميموني ويرحم والده

ولكن كوهين الخليج ليش 2020 اتوقع قبل بكثير لان المخطط كله تخربط بدخول قوات الجزيره

اكيد ان السيناريو تغير عن بكرة ابيه :)
 

Greis

عضو بلاتيني
مقال مؤثر ..
الله يحفظ محمد الصغير و لا يصبح بدنه كأبيه عجينه
دكها مجرم خبيث .

شكرآ
 

de novo

عضو ذهبي
الله يرحمك ويصبر اهلك
وعسي تكون هالحادثه خاتمه لكل الضلم والضلام بهالبلد
 

تابعه قفة

عضو فعال
وعلي البغلي رئيسا لحقوق الإنسان.. وفيصل القناعي رئيسا لجمعية الصحافيين.. وجاسم الخرافي رئيسا للبرلمان

احلي جزئية بالمقال :إستحسان::إستحسان::إستحسان::إستحسان::إستحسان: الشعب يريد الا يهان :إستحسان::إستحسان::إستحسان::إستحسان:
 
مقال مؤثر وواقعي

الله يعوض محمد الميموني ويرحم والده

ولكن كوهين الخليج ليش 2020 اتوقع قبل بكثير لان المخطط كله تخربط بدخول قوات الجزيره

اكيد ان السيناريو تغير عن بكرة ابيه :)

عقب الوفد الطبي ما اظنتي:(
 
أعلى