يمن جـديد بثقافـة جـديدة

لعدان

عضو فعال
وفي أسى مقلتيها يغتلي »يمن« = ثان كحلم الصبا... ينأى ويقتربُ
( الشاعر عبد الله البردوني )

يتشكل اليوم بفضل شباب اليمن التواق للحرية ولحياة حرة كريمة ،، بفضل أولئك الشباب الواعي المثقف من طلبة الجامعات والكليات ومن أساتذة الجامعات والمحامين والأدباء والسياسيين بفضل ثورة الشباب المباركة يتشكل يمننا جديدا يخلق من رحم هذه الثورة المباركة بعد معانات طويلة من الآلام والفتن والأزمات والحروب والإرهاب والتنكيل والفقر والفساد والفوضى والجهل والتخلف التي كانت كلها نتاجا لنظام مريض رمى بكل هذه الأمراض والآفات على هذا الشعب الذي أذاقه الويلات وتجرع مرارتها على مضض لسنوات طويلة وتفجر اليوم كالبركان ليقذف بهذا النظام وآفاته بعيدا .

اليوم ينتفض هذا الشعب بقيادة الشباب الأحرار ليضعون نهاية لكل هذه المعانات والأزمات ولكل تلك الممارسات والسياسات القمعية التي أوجدها هذا النظام وأدخل اليمن واليمنيين في نفق مظلم وكبد الشعب كثيرا من الخسائر والجراح والدماء والتخلف والعوز والمعانات التي دفع ثمنها غالياً من دمه ومن أمنه واستقراره ومن حياته وأحلامه .

اليوم يثبت شباب اليمن أن اليمن ليس كما يصوره هذا الطاغية وأن اليمنيين ليسوا كما ينعتهم هذا الطاغية بالفوضى والإرهاب والعنف والتخلف وأنهم لا يعرف غير لغة السلاح وان اليمن قنبلة موقوتة تشكل تهديدا للشعب وللجيران وللاستقرار العالمي يمكن لها أن تنفجر أذا تخلى عن السلطة هذا الطاغية وان اليمن سيكون وكر وملاذ للقاعدة وللعصابات وسوف يتقسم إلى دويلات والى صومال جديد بدونه ،، لذا فان شباب وشعب اليمن يردون على هذا الطاغية ويقولون له وللعالم أن كل هذه الفزاعات هي من إنتاجك وان كل هذه الآفات هي من صناعتك وهي أسلحتك التي تخوف بها الخارج للسكوت عن جرائمك ولدعم بقائك على الكرسي وهي في نفس الوقت الوسائل والتجارة القذرة التي تبتز بها جيرانك وأوربا وأمريكا.

اليوم الشعب اليمني المدجج بالسلاح والذي يمتلك أكثر من خمسون مليون قطعة سلاح يتخلى عن سلاحه وينزل للشوارع بدون السلاح التقليدي ليمتشق سلاح أخر هوالنضال السلمي وهم يرددون سلمية سلمية ،،

تخيلوا الإنسان اليمني الذي كان لا يفارق سلاحه لحظة واحدة حتى أن يترك سلاحه في صعده أو مأرب أو عمران وغيرها وينزلوا إلى صنعاء إلى ميادين الحرية عزل بدون سلاح ليواجهون آلة القتل بصدورهم العارية ليثبتوا لهذا الطاغية وللعالم إن هذا الشعب يرفض العنف ويرفض الاحتكام للسلاح ويؤمنون بسلاح أمضى وأقوى وهو النضال السلمي لانتزاع حقوقهم ويسقطون بصدورهم العارية وبالكلمة التي تنطلق من حناجرهم كالزلزال ،، ارحل،، هذا الطاغية ونظامه القمعي الفاسد المدجج بالأسلحة الثقيلة ومختلف أدوات القتل والقمع والتنكيل.

ما أروع وما أجمل اليمنيين وهم بدون سلاح وهم يستعيدون تاريخهم وأمجادهم وحضارتهم العريقة وعروبتهم الأصيلة ويقولون لهذا الطاغية نحن يمن الأيمان والحكمة ونحن من نصر الإسلام ونحن أصل العروبة ،، ولذلك فان هذه الثورة لا تستهدف إسقاط هذا الطاغية ونظامه الفاسد بل أنها تغير العقول وتؤسس لثقافة جديدة ومجتمع جديد خالي من السلاح وينسجون فيه أروع العلاقات الأخوية بين مختلف شرائحه وقبائله لتختلط دمائهم في ساحات الحرية من كل قرى ومدن اليمن ليس من أجل الثار ولا من اجل الدفاع عن هذا الطاغية بل من اجل صنع يمن جديد يمن الحرية والعزة والكرامة ما أجملهم وهم يجسدون بتآزرهم وتعاضدهم القيم والأخلاق الرفيعة لديننا ولعروبتنا الأصيلة والثقافة الإنسانية التي تحترم الإنسان وحريته.

نعم يقولون لهذا الطاغية ارحل وسوف نبني يمن ثان جديد بدون حروب بدون إرهاب بدون فساد بدون فتن بدون عصابات التهريب وتجارة المخدرات والسلاح والأطفال وبدون قراصنة البحر ،، يقولون له أرحل وسوف نبني يمن جديد بثقافة جديدة قائمة على قيم ديننا العظيم على التسامح والمحبة وعلى النضال السلمي والحرية والسلام ،، يمن ينعم فيه الكل بالحب والسلام والسعادة في دولة مدنية جديد تحقق العدل والمساواة يستعيد فيه اليمن واليمنيين مكانتهم ودورهم وكرامتهم وأمجادهم.

ما أجمل تلك المناظر الربانية المهيبة تلك اللحظات التي يؤدي فيها الملايين الصلاة الجماعية في ميادين الحرية ويرفعون أياديهم للسماء تضرعا لله ،، لذا نقول لشبابنا اصمدوا ورابطوا حتى يرحل هذا النظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،، ونقول لهم حافظوا على هذه الوحدة الوطنية التي تشكلت وعلى هذه الثقافة الجديدة ثقافة النضال السلمي ثقافة التسامح والتآخي ،، وتمسكوا بأهداف ثورتكم المتمثلة بقيام نظام وطني حر يحقق دولة النظام والقانون ينعم فيها الجميع بالعدل والمساواة والحرية والشراكة ،، واعلموا جيدا أن هناك تحديات وصعوبات شاقة تنتظركم بعد رحيل الطاغية الذي افرغ البنوك ونهب الثروات وخلق للنظام الجديد مشاكل كبيرة ومتعددة ولتكن القضية الجنوبية في أولويات دولة اليمن الجديد لحلها بما يرضي الجنوبيين ويعيد لهم الحرية والكرامة ،، وتمسكوا بقيم ديننا العظيم وبالاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى وكونوا مع الله يكون الله معكم وينصركم ويثبت أقدامكم انه نعم المولى ونعم النصير.



أبو وضاح الحميري 9 ابريل 2011م


 

لعدان

عضو فعال
تعليق

وفي أسى مقلتيها يغتلي »يمن« = ثان كحلم الصبا... ينأى ويقتربُ
( الشاعر عبد الله البردوني )


قلد آن الاوان ليغسل اليمنيون وطنهم من هذا النظام الخبيث الذي جعلهم أضحوكة عصرية وهم الاسطورة التاريخية

ولكل فاسد نهاية





 
أعلى