على الرغم من تأثيرهم النفسي والمعنوي على الجنود الراجلين في العراء ، الدبابات Tanks كانت أبعد ما يكون من قابلية استحالة دحرها أو هزيمتها ، فنقاط ضعفها أصبحت مكشوفة ومعروفة لخصومها في ساحة الميدان ، وفي الكثير من الأحيان لم يتطلب الأمر أكثر من قادة بتقديرات وقرارات سليمة ، وتكتيكات خداع وتضليل مدروسة ، مع استغلال التضاريس ، وأخيراً توفر السلاح المناسب ... وهذا ما يتوفر حقيقتاً لرجال الثورة الليبية .
الدبابات تواجه مصاعب عند نقلها لمناطق القتال ، بسبب الجهود الكبيرة المطلوبة لنقلها لمسافات بعيدة من قبل شاحنات النقل . فجنازيرها لا تستطيع السير وقطع مسافات طويلة دون أن تكتسب نسبة مئوية لا بأس بها من الأعطال الميكانيكية mechanically disabled كالتلف والإهتراء ، قبل وصولها لساحة المعركة . الدبابات تحتاج لإنجاز تحركها ومهامها ، طابور طويل من معدات الدعم الفني والوقود ومواد التشحيم وقطع الغيار والذخيرة .. بالإضافة لموظفي وفرق الصيانة .
أفضل الطرق التي يمكن لأفراد المقاومة الليبية اتباعها يتمثل في إنشاء فرق متخصصة لاستهداف وقتل الدروع Armor Killing Teams ، مجهزة بمنظومات خفيفة مضادة للدبابات ، خصوصاً الكتفية منها . هذه الفرق ستتولى إعداد وتنفيذ الكمائن ambushs للدبابات والعربات المدرعة المعادية في المناطق والمدن الحضرية urban areas ، واقتناص الدبابات الحكومية المعادية وتقييد حركتها في الامتدادات القريبة ، وكذلك حرمانها من مميزاتها وخصائصها القتالية ، مثل الحركية ومدى المواجهة standoff range . وعادة ما يتطلب من هذه الفرق إختيار مواضعها الدفاعية داخل عمق المدن ، بدل الحافات والأطراف edges ، وهذا يوفر لها حماية ممتازة من نيران الدبابات والمدفعية المباشرة المؤثرة . إذ تقوم تكتيكات عمل عناصر هذه الوحدات على الانتشار في الخط الأمامي الرئيس للمقاومة ، وإعداد الكمائن المتقدمة ، خصوصاً في المواضع القريبة المتوقعة من خط سير العربات المدرعة والدبابات الحكومية . في حين تستعد فرق أخرى في الخطوط الخلفية – احتياطي فوري من حدات ثانوية sub-units– لمهاجمة الدبابات المخترقة والنافذة عن الخط الأمامي .
ويبقى الخطر الرئيس والأكبر الذي يهدد مصير بقاء هذه الفرق ، وهو أفراد المشاة المساندين supported والمرافقين لدبابات المعركة الرئيسة الليبية من طراز T-72 . ويكلف هؤلاء عادة بحماية العربات والدبابات المتقدمة عن طريق تأمين المباني والأزقة في المدن والمناطق الحضرية ، لذلك يتوجب على الرماة الحرص على التهديف والتسديد على الدبابات المعادية التي هي خارج مدى دعم المشاة المباشر . ويتمثل أحد أشكال التأمين الذاتي والمساندة الذي توفره هذه الفرق لأفرادها ، في اصطحابها لأسلحة القناصة والمدافع الرشاشة والبنادق الهجومية (يمكنها كذلك حمل القنابل اليدوية وقنابل الدخان والألغام) هذه المعدات والتجهيزات التي يبدوا أنها متوفرة للمقاومة الليبية ، مهمة لحماية مطلقي القواذف الكتفية من نيران المشاة المعادي ، خصوصاً عند العمل من مواقع غير مهيأة أو محضرة مسبقاً prepared positions ، بحيث يغير هؤلاء مواقعهم بعد كل رمية (تصبح هذه المتطلبات مهمة عند الإخفاق في إصابة الهدف من أول إطلاقه ، أو تواجد دعم من أي نوع للدبابات المتقدمة) وعادة ما يعمل أفراد هذه الفرق وفق مبدأ "Keep yourself hidden" أي أحتفظ بنفسك مختبئاً وبعيداً عن نظر ووسائل رصد العدو ، مع استخدام وسائل التمويه والخداع Camouflage لأقصى حد . إن الظروف الميدانية تفرض في أحيان كثيرة عدم الالتزام والتقيد بسياقات الخطط المحددة أو التخطيط المنظم ، حيث يفرض الموقف التكتيكي إجراء كمين فوري immediate action وعاجل .. وهكذا تبادر المجموعة المسلحة للهجوم متى ما سنحت لها فرصة اقتناص دبابة من دبابات العدو .