مدنيو الداخلية يا وزير الداخلية!
نواف فهد البدر
في البداية أوجه كلامي لموظفي وزارة الداخلية المدنيين قبل وزير الداخلية الموقر، أين انتم عن المطالبة بحقوقكم المشروعة؟ أين انتم من مطالباتكم بإقرار البدلات والمكافأة التشجيعية والامتيارات (نظير تحصيل الرسوم والمخالفات) وزيادة الراتب الاساسي، واعطائكم مناصب رسمية وفق التسلسل الوظيفي، لا اجد مبررا لتقاعسكم وصوتكم الخافت في المطالبة بحقوقكم.
في الأول من ابريل دعت لجنة العدل والمساواة الموظفين المدنيين في وزارة الداخلية للاعتصام أمام مجلس الأمة، لايصال صوتهم للنواب والحكومة ولفت الانظار لمطالبهم المشروعة والمحرومين منها، وتوفرت لديّ قناعة بحقوق الموظفين المدنيين في الداخلية نظرا لانهم يحاسبون على أي أخطاء يقومون بها سواء كان ذلك عن قصد او غير قصد ومحاسبتهم أشد العقاب وبطريقة قاسية جدا من حيث الخصومات والتحويل للنيابة العامة والتحقيق معهم في الأخطاء وكأنهم مجرمون، وأيضا عقابهم أحيانا بالنقل خارج الادارة لأبسط الأسباب وحسب مزاجية المسؤولين العسكريين وأيضا لو نظرنا لأماكن عملهم وحساسيتها وأهميتها، فهم موظفون في الادارة العامة للمرور والادارة العامة للهجرة وادارة مراكز الخدمة والادارة العامة للمنافذ والفحص الفني والعديد من الادارات التي لا تسعفني ذاكرتي بها، وهذا يجعل الجميع يحرص على أداء عمله بدقة شديدة لحساسية عملهم وأماكنهم ولا تقبل الأخطاء في مثل هذه الادارات لأنها مهمة وحساسة لذلك يجب إعطاؤهم كافة الحقوق دون تأخير أوتعطيل، فهم لا يختلفون عن العسكريين كثيرا من ناحية الأهمية والمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقهم.
أكثر ما يزعج فعلا الحسد والمحسوبية والعنصرية، وهذا للأسف ما قام به البعض في لجنة التواصل التي عارضت اعتصام الموظفين الذين يطالبون للجميع دون استثناء ولا أرى بأي مطلب من مطالبهم ما يدعو للوقوف ضد الاعتصام!
لكن كما أسلفت، الحسد والعنصرية اللذان دفعا بالبعض من موظفي الداخلية المدنيين وبكل أسف لمحاولة افشال الاعتصام، وأيضا العمل على الاساءة للداعين له، كذلك لا نغفل دور النقابة الغافلة عن الموظفين، وهي نقابة العاملين المدنيين في وزارة الداخلية التي لم نسمع لها لا صوتا ولا حسا ولا خبرا، ولم نر لها تحركات فعلية على أرض الواقع، بل عملت على إجهاض مساعي الموظفين المدنيين المطالبين بحقوقهم .
أين كانت هذه النقابة طوال السنين الماضية؟! وهناك اسئلة عدة يجب إثارتها: كم عدد أعضاء هذه النقابة وهل هي مشهرة أم لا؟ أوجه أسئلتي للنقابة ولوزارة الداخلية ايضا.. وسأضع ردود النقابة إن أرادت ذلك، نقابة لا نعلم عن عدد أعضائها علما، انها تمثل او لنقل تدعي تمثيل الموظفين المدنيين بالداخلية علما أن عدد موظفي الداخلية يفوق الـ 15 ألف موظف!
يا ترى كم عضوا في النقابة، والسؤال الأهم: لماذا لا يتم قبول عضوية أي موظف بالنقابة ولماذا يتم منع البعض من التسجيل والمماطلة والتأخير والتأجيل والمواعيد غير الصحيحة لمنع الموظفين من التسجيل بناء على توجه عنصري وفق المعادلة التالية:
(قبلي + طائفي + فئوي) لن أحدد أي الأطر وهم يعلمون ذلك جيدا، التعنصر والوقوف ضد الموظفين ومطالبهم مرفوض.
منذ سنوات طويلة والنقابة تدّعي أنها تعمل وتقوم بدورها ولم تطالب بحقوق الموظفين ولم تتحرك إلا بعد تحركات لجنة المساواة والتغيير وبعد ان نظموا اعتصاما دعوا الموظفين المدنيين له وايضا بعد دعم مجموعة من النواب لهذه المطالب تحركوا أخيرا وقابلوا وزير الداخلية الذي وعد بإقرار المطالب، ونداؤنا لوزير الداخلية المحترم الشيخ احمد الحمود بإنصاف أبنائه من موظفي الداخلية المدنيين ونتمنى منه دعم اقرار حقوقهم في مجلس الوزراء وبشكل عاجل، أما النقابة فلا نلومها فهي تعمل منذ سنوات ولم تقم بشيء وأعتقد حتى موظفو الداخلية المدنيون ربما لا يعلمون بوجودها أصلا!