عنزة ليست كما يتوقع عنها البعض انه تعيش في البادية بمعزل عن الإحداث السياسية التي كانت تدور وقتها وفي هذه العجالة نتحدث عن دور ( الشعلان السياسي ) كما هو معروف الشعلان شيوخ قبيلة الروله من قبائل عنزة التي كانت تسكن شمال الجزيرة العربية والأردن وسوريا والعراق .وهي الامارة الوحيدة في عنزة .ولعل قوة الشعلان وسطوتهم تاتي من الرولة وكثرتهم والانتشار الجغرافي الواسع لهم كسب الشعلان
عدا مع الدولة التركية .ولم يخضع االشعلان للأتراك .بل وصل الامربالشعلان للاغارة علي ديار بكر وهي داخل الأراضي التركية وقريبة من مركز الامبرطورية العثمانية ...
عندما حدث خلاف بين الشعلان بين فهد واخية النوري وحيث قتل النوري اخية فهد وجود العثمانيين فرصة في لاقتصاص من الشعلان واضعاف شوكتهم وذلك من خلال السيطرة علي فارس
ابن فهد وقد تقدم بشكوي علي عمه ..وسجن علي الفور في استنبول وصدر حكم بالاعدام فوري ..وقبل ليلة تنفيذ الحكم سال مدير السجن ووالذي تكونت بينه وبين النوري صداقة قال له لقد اصدر سامي باشا حكم الاعدام ...ماهي وصيتك ..فقال له النوري ليس لدي وصية فقال ماهذا نصه ( يعيشون من دون مثلما عشنا دون من قلبنا ) ..وهو في منتصف ليل قتل سامي باشا ..وجاه الخبر فقال هذه الأبيات
الحمد للي قتـل سامـي
الرب ماأحسـن تدابيـره
أمسيت المـوت قدامـي
وأصبحت في نازح الديره
أصدر عن القوم باعدامي
واذبح وصرات لنا خيره
ومن قصائد النوري في سجنة قصيدة ارسالها لابنه وابن اخيه ممدوح بالجوف بعد ان اضراب عن الطعام واكتفي بالقهوة
فقال
ياطير يـا مشـرف التلـه
سلم علي حاكـم الجـوف
نـواف يامـالـك العـلـة
جعلك علي القبر مزفـوف
ممـدوح خذالقضـا كـلـه
اللي علي الغوش بك نوف
البارحـة العيـن منشـلـه
عودة الرمدطايف طفـوف
ماني امعلل سـوى الدلـة
البـاب ظلمـة ولاأشـوف
درزيـة عنـدنـا سـلـة
وعقب السطر صابني خوف
بعد ذلك خرج النوري من السجن بعد سقوط سامي باشا
وبعد دخول الملك فيصل ابن الحسين سورية عام 1918م
بانشغال الحكومة العثمانية في حرب البلقان واحتلال طرابلس الغرب من ايطاليا وإعلان الدستور في بعض البلدان العربية
تشكلت 3 جمعيات
الأولي :
جمعية العهد . وأسسها مجموعة من الضباط العرب
الثانية :
جمعية النادي العربي : أسسها مجموعة من الطلاب العرب في جامعات اسطنبول 0
الثالثة :
الجمعية العربية : وأسسها مجموعه من العرب من آهل الجاه والمال .
ومن دخل في الجميعه الأخيرة الشيخ محمد الملحم من عنزة والشيخ فواز الفايز شيخ بني صخر
ولقد اجتمعت الجمعية وطالبت من فايز الغصين وهو من مستشاري الملك فيصل ..بان يذهب لابن شعلان النوري ويطلب من الدعم ..وفعل ذهب لطلب الدعم من الشيخ النوري وابنه حاكم الجوف نواف ..ووافق النوري فوراً وذلك الكره للعثمانيين والخلاف الذي كان بينهم وفعلا أشار فايز أن يرسل ابنة نواف وقال له أنت ادخل من جهة ونواف ومن جهة ثانية وكانت ذكاء وفطنة منه حيث انه لوذهب النوري لشام لعرف الأتراك أن هناك مخطط .
دخول ابن شعلان لشام فاتحاً
يقول رؤوف البحراني وزير الشئون في حكومة عالي الكيلان عام 1941م في مذكراته (1900- 1920)
انه عندما كان ضابطا في الجيش العثماني يقاتل في صفوف الأتراك ضد الثوار العرب ..وبعد هزيمة الأتراك في معان وبعد انسحاب الأتراك من جبه القتال باتجاه دمشق ...
علمانا هجوم بقيادة النوري بن شعلان علي دمشق كان وشيك وقويا وذلك ان ابن شعلان تعهد للحلفاء وللجيش العربي الشمالي علي انتزاع دمشق من الأتراك وتدمير قوتهم بشرط (
وهو ان له نصف الأرضي لتي سوف يقوم بتحريرها وبما فيها .
ويقول روؤف البحراني أنني أيقنت بالهزيمة وخوفا علي نفسي توجهت للشيخ ابن شعلان عندما شاهدني عربيا رحب بي وأجلسني قربه وقلت له أنني أطلقت سراح جميع الجنود العرب معي وأنهم ذهبوا لبيوتهم ومعي من الضباط والجنود الأتراك 150 يحرسهم مجموعة من الجنود العرب أو المتطوعين ..وعندما رجعت لهم تجمعوا حوالي يستفسرون عن مصيرهم خصوا وإنهم يعرفون العداء بين النوري والعثمانيين ..فأقلت لهم لأعليكم وأننا اعتمدت علي الشهامة العربية المتحلية في ابن شعلان ...وكنت قدر جوته قبل ذلك بالرحمة بهم ..ماهي الا لحظات حتي اقبل ابن شعلان علي فرسه وحله رجاله وأطلق من تبقي من الجنود العرب لأهلهم وذهبت معه وخلفنا الأتراك حتى سلمهم المعسكر اسمه الحميدية اعد للأتراك وعدنا أدرجنا إلي مقر الحكومة وكان الجيش العربي بقيادة رضا الركابي ..
الدولة العثمانيـة :
كانت العلاقات فيما سبق جيدة. إلا أنهم أخذوا على الأمير النوري بعض المآخذ؛ الذي جعلهم ينفونه إلى الأناضول، وبعد مدة عاد فازدادت قوته ومنعته، فاحتالوا عليه واعتقلوه وأرادوا قتله؛ لكن سلمه الله منهم. وهم بهذا يريدون أن يسيطروا على الوضع، وما علموا أنهم بهذا قد فقدوا الأمير النوري؛ حيث ما إن هبت رياح الثورة العربية حتى وقف معها بكامل قوته، وما كانت لتنجح هذه الثورة؛ لولا وقوف سلطان البادية الأمير النوري معها.
بريطانيـا :
خطبوا وده من البداية، ووافق هذا هوى في نفسه، فقد أبغض الدولة العثمانية إلا أنه لم يكن يثق في بريطانيا. قال (لورنس): أحضر لي الأمير نوري الشعلان ملفاً يحتوي على وثائق كان يحتفظ بها في خيمته، وسألني: أي من التعهدات البريطانية يجب أن نصدق ؟! فمن خلال نبرته منتظراً جوابي، كان يكمن نجاح أو فشل الثورة. وكانت إجابتي أو نصيحتي - مع ما كان يتملكني من أسى فكري - بأن يثقوا بالوعود البريطانية بالرغم من التناقضات التي تشوبها.
فرنسـا :
لم يقف ضدها ولم يقف معها عندما احتلت سوريا ولبنان وأسقطت الحكومة العربية في معركة ميسلون سنة 1338هـ/1920م، وكان هدفه هو اكتفاء شرها كقوة عظمى في ذلك الزمن ولا زالت. ومساعدته لها كان في تأمين طرق البادية. وبحكم موقفه هذا فقد منحوه في سنة 1345هـ/1927م وسام جوقة الشرف من درجة فارس، ثم رفعوا هذا الوسام إلى درجة كوماندور، وجعلوا الأمير النوري ممثلاً لعشيرته في جميع المجالس التمثيلية والنيابية في دمشق .
