سعود الجهراوي
عضو مميز
استبعد الكاتب السياسي الكويتي عبدالله النفيسي قبول المغرب الإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي موضحا أنه من أنصار فكرة الكونفدرالية بين دول المجلس الست وانه من المروجين لتلك الفكرة، مضيفا أن من يرفض فكرة الكونفدرالية الخليجية "يكون واحد من اثنين اما غبي أو جاهل".
في الجزء الثاني والأخير من حواره مع "إيلاف" تطرق الكاتب السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي إلى مسألة انضمام المغرب والأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا الى انه لا يعتقد أن المغرب ستقبل الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي موضحا أنه من أنصار فكرة الكونفدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست وانه من المروجين لتلك الفكرة، مضيفا أن من يرفض فكرة الكونفدرالية الخليجية "يكون واحد من اثنين اما غبي أو جاهل".
وأشار النفيسي إلى أنه لا يميل الى فكر الإخوان المسلمون، مؤكدا أنهم يعتبرون قوة لا يمكن أن يتم قهرها وكبتها على الإطلاق. وفيما يلي نص الحلقة الأخيرة من الحوار:
إيلاف: هل كانت الكويت مرشحة للانضمام للاتحاد التساعي الذي سعى القادة الخليجيين إلى إنشائه في الستينات ليصبح الاتحاد العشاري؟
عبدالله النفيسي: نعم كلامك صحيح كانت الكويت مرشحة لذلك ولكن لم يكتب لها الانضمام. وأؤكد أن أي شكل من أشكال الوحدة والكونفدرالية بيننا نحن دول الخليج ستحقق فوائد عظيمة للشعوب والحكومات الخليجية كما سيردع ذلك اي تهديد خارجي.
إيلاف: هل تتوقع أن يكون هناك بوادر لإنشاء مثل هذه الكونفدرالية الآن؟
عبدالله النفيسي: والله أنا قدمت أفضل ما لدي في الترويج والتبشير لهذه الفكرة واشعر ان هناك نية لذلك خاصة من وزير خارجيتنا الكويتي ووزير خارجية البحرين.. اعيد واكرر أن خيار الكونفدرالية مهم جدا جدا جدا لدول الخليج وهو حل مقبول دوليا ومحليا ويجلب فوائد كبيرة للغاية... أنا اعتقد أن من يرفض تلك الفكرة سيكون واحد من اثنين إما غبي أو جاهل لأنه لن يفهم دلالات هذه المطالبات.. وما يؤكد أهمية تلك التحالفات الكونفدرالية أن ألمانيا ذات الثقل الكبير في العالم تقول دائما أنها جزء من الاتحاد الأوروبي.. وفرنسا تقول إنها مضطرة أن تتصالح مع ألمانيا وأنها لا تستطيع أن تواجه التحديات بمفردها.. فما بالك بالبحرين والإمارات والكويت هذه تحالفات إقليمية لابد منها.
ايلاف: هل تفاجئت بقرار مجلس التعاون الخليجي بضم المغرب والأردن؟
عبدالله النفيسي: تفاجأت كثيرا واستنكرت هذا القرار
ايلاف: الغريب أن نتيجة الاستفتاءات التي أجرتها بعض الصحف المغربية على الراي العام المغربي كانت رافضة لهذا الانضمام بالرغم من أننا توقعنا عكس ذلك؟
عبدالله النفيسي: طبعا كان المغاربة هم الرافضين للانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي لأن الشعب المغربي انتماؤه وولائه لمنطقة البحر المتوسط وليس لمنطقة الخليج، كما ان المغاربة لديهم حياة سياسية ديمقراطية مزدهرة وقديمة وعريقة.. انني اعرف المغرب جيدا حتى العرش الملكي في المغرب يتصرف بذكاء شديد وخارق.. فالمغاربة لا يمكن ان يرضوا بهذه الهيكليات الكرتونية في الخليج المغاربة متدربين في فرنسا ولديهم واجهه مع أوروبا ويرون أنفسهم أفضل من الخليج.
أنا شاركت عبدالرحمن اليوسفي في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في عام 1982 مع مجموعة من العرب واطلعت من خلال اتصالي بهذا الرجل على الحياة في المغرب وسياسات المغرب واتضح لي ان المغاربة متقدمون جدا نتيجة قرب موقعهم الجغرافي من الإرث الفرنسي. وأريد ان أوضح ان الاستعمار الفرنسي الذي احتل المغرب يختلف عن الاستعمار البريطاني الذي احتل منطقة الخليج. حيث أن الاستعمار الفرنسي استعمار ثقافي يدمغ ثقافته هو في الدولة المستعمرة ويدمر الثقافات الأصلية لتلك الدول ويحل محلها كما يعمل على إلحاق تلك الدول حضاريا وتاريخيا بفرنسا، أما الاستعمار البريطاني فهو استعمار سياسي "تأخذ منك النفط وتتركك على حالك". ولذلك لا أتوقع ان يقبل المغاربة بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي. أما عن فكرة انضمام الأردن الى دول المجلس فإنني لا أعتبر ان الاردن دولة انما اعتبرها شركة أميركية للخدمات الأمنية، حيث يوجد في الأردن سجون تابعة للمخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه" و هناك مراكز اعتقال وتعذيب تخضع مباشرة ل "سي آي ايه" كما أن ضباط وعملاء السي اي ايه يدخلون إلى الأردن ويخرجون منها بدون تأشيرات أو أية إجراءات رقابية و لديهم كذلك مطارات خاصة وطائرات خاصة. الانجليز أنشأوا الأردن ارضاءا للشريف حسين حيث قالوا له "سنقطتع لك جزء من فلسطين ونعطيها لك"
ايلاف: ماذا تعرف عن مقابلة الشريف لتشرشل عندما رغب الشريف في أن تكون له دولة ؟
عبدالله النفيسي: أنا ذهبت إلى مدينة اوكسفورد فى شارع بامبرى رود، كان هناك فيلا خاصة تجمع فيها كل الاوراق الخاصة بتشرشل وأخذت تصريح لدخول هذه المكتبة التي هي عبارة عن فيلا فوجدت الكثير من الأوراق المهمة.. الأمر الغريب الذي اكتشفته من اطلاعي على مستندات تشرشل أنه كان يعين ويفصل من حكام العرب ما يشاء. انجلترا كانت تحكم منطقة الشرق الأوسط من خلال استخدام القوة الناعمة على خلاف فرنسا. وكما جاء في الكتاب الذي يحمل عنوان "القوه الناعمة" فإن بريطانيا تستطيع أن نغزو العالم بالقوة الناعمة من خلال الثقافة والإعلام والبرجر وخطوط الأزياء والموضة بدلا من الدخول في حروب طاحنة.
إيلاف: إلى من تميل أكثر.. الإخوان المسلمون أم السلفيين؟ وهل تعتقد أن الإخوان المسلمون يسعون الى السلطة؟
عبدالله النفيسي: لا أميل إلى الإخوان المسلمون، ولكني أقول أن الإخوان لا يمكنك أن تكبتهم أو تقهرهم أو تنهي فكرهم على الإطلاق..لأن الفكر كلما قمعته كلما ازدهر. واعتقد أن الإخوان يغلبون المعيار السياسي على المعيار الشرعي والسلفيين متمسكين بالمعيار الشرعي أكثر كما أنهم أكثر أمانة في الانتماء الشرعي من الإخوان.. ولا اعتقد أن "الإخوان المسلمون" لديهم مشروع سلطة ولكن يكمن نجاحهم في شعبيتهم الكبيرة وتنظيمهم القوي أكثر من السلفيين فهم مثقفون ولديهم قبول كبير في بعض الدول العربية ومنها الجزائر والمغرب.
إيلاف: هل أنت ممنوع من دخول أي دولة خليجية أو عربية ؟
عبدالله النفيسي: للأسف نعم أنا ممنوع من دخول الإمارات حيث دعتني وزارة الداخلية الإماراتية منذ عام ونصف تقريبا الى ندوة حول علم القيادة وتطبيقاتها فى الخليج وذهبت إلى أبو ظبي وتم استقبالي أنا وزوجتي غاية في الروعة وتمت استضافتنا في قصر الإمارات. وأتذكر أنني قلت في المحاضرة "أنه لدينا أزمة قيادة فى الخليج والجزيرة العربية وهي أزمة الأسر الحاكمة وأن الأوان قد آن حتى تعيد الأسر الحاكمة النظر في عدة موضوعات ولابد وأن يعطوا للشعوب دور.. وضمن هذا الكلام ذكرت أن المشكلة الرئيسية في الإمارات ستكون دبي.. وقلت ان ماليزيا كانت دولة واحدة وكانت سنغافورة جزء من ماليزيا ولكن عندما رغب الانجليز في الخروج من سنغافورة قاموا بفتح الهجرة الصينية الى سنغافورة ولكن عندما تضخمت تلك الهجرة قال لهم الانجليز طالبوا الأمم المتحدة بحق تقرير المصير فقامت الامم المتحدة بعمل استفتاء وأيدت الأغلبية الصينية في سنغافورة الانفصال عن ماليزيا وانفصلت وشكلت دولة جديدة عام 1965 اسمها سنغابور..
المقارنة هنا أن دبي أيضا فتحت باب الهجرة على مصراعيه فالآن يوجد في دبي مئات الجنسيات من أوروبيين وأميركان وفلبينيين وهنود وغيرهم وهم يشكلون نسبة اكبر من العرب في دبي وسوف يأتي وقت من الأوقات تطالب فيه هذه الفئات بحق تقرير المصير.. ثم تأتي الأمم المتحدة وتقول لهم ماذا تريدون يقولون نريد الانفصال عن الإمارات ومن ثم يشكلون دولة لوحدهم تسمى دولة دبي يحكم فيها الأميركي والانجليزي والكوري والهندي.. وبعد ان ذكرت هذا الكلام وقف أحد الحضور برتبة لواء وقال لى اجلس.. فقلت له من أنت؟.. قال انا وكيل وزارة الداخلية.. قلت له "انا جاي من الكويت لكي استمر فى حديثي ..أنا مدعو من الكويت علشان أتحدث برأي حر".. ثم وقع شد وجذب بيني وبينه فجلس وأكملت الحديث.. فقام مره أخرى وقال "هذا يرغب بالفتنة".. فقلت له أنتم أهلى وأنا أخشى على الامارات كلها.. لا توجد فتنه بين أبو ظبي ودبي". ولكن بعد المحاضرة أتى إلي هذا الشخص وطلب معرفة اسمي الرباعي فأعطيته اسمي الخماسى وقالى لى "سنضع اسمك فى الحدود والمنافذ".
إيلاف تحاور المفكر الكويتي المثير للجدل (2-1)
في الجزء الثاني والأخير من حواره مع "إيلاف" تطرق الكاتب السياسي الكويتي الدكتور عبدالله النفيسي إلى مسألة انضمام المغرب والأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا الى انه لا يعتقد أن المغرب ستقبل الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي موضحا أنه من أنصار فكرة الكونفدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي الست وانه من المروجين لتلك الفكرة، مضيفا أن من يرفض فكرة الكونفدرالية الخليجية "يكون واحد من اثنين اما غبي أو جاهل".
وأشار النفيسي إلى أنه لا يميل الى فكر الإخوان المسلمون، مؤكدا أنهم يعتبرون قوة لا يمكن أن يتم قهرها وكبتها على الإطلاق. وفيما يلي نص الحلقة الأخيرة من الحوار:
إيلاف: هل كانت الكويت مرشحة للانضمام للاتحاد التساعي الذي سعى القادة الخليجيين إلى إنشائه في الستينات ليصبح الاتحاد العشاري؟
عبدالله النفيسي: نعم كلامك صحيح كانت الكويت مرشحة لذلك ولكن لم يكتب لها الانضمام. وأؤكد أن أي شكل من أشكال الوحدة والكونفدرالية بيننا نحن دول الخليج ستحقق فوائد عظيمة للشعوب والحكومات الخليجية كما سيردع ذلك اي تهديد خارجي.
إيلاف: هل تتوقع أن يكون هناك بوادر لإنشاء مثل هذه الكونفدرالية الآن؟
عبدالله النفيسي: والله أنا قدمت أفضل ما لدي في الترويج والتبشير لهذه الفكرة واشعر ان هناك نية لذلك خاصة من وزير خارجيتنا الكويتي ووزير خارجية البحرين.. اعيد واكرر أن خيار الكونفدرالية مهم جدا جدا جدا لدول الخليج وهو حل مقبول دوليا ومحليا ويجلب فوائد كبيرة للغاية... أنا اعتقد أن من يرفض تلك الفكرة سيكون واحد من اثنين إما غبي أو جاهل لأنه لن يفهم دلالات هذه المطالبات.. وما يؤكد أهمية تلك التحالفات الكونفدرالية أن ألمانيا ذات الثقل الكبير في العالم تقول دائما أنها جزء من الاتحاد الأوروبي.. وفرنسا تقول إنها مضطرة أن تتصالح مع ألمانيا وأنها لا تستطيع أن تواجه التحديات بمفردها.. فما بالك بالبحرين والإمارات والكويت هذه تحالفات إقليمية لابد منها.
ايلاف: هل تفاجئت بقرار مجلس التعاون الخليجي بضم المغرب والأردن؟
عبدالله النفيسي: تفاجأت كثيرا واستنكرت هذا القرار
ايلاف: الغريب أن نتيجة الاستفتاءات التي أجرتها بعض الصحف المغربية على الراي العام المغربي كانت رافضة لهذا الانضمام بالرغم من أننا توقعنا عكس ذلك؟
عبدالله النفيسي: طبعا كان المغاربة هم الرافضين للانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي لأن الشعب المغربي انتماؤه وولائه لمنطقة البحر المتوسط وليس لمنطقة الخليج، كما ان المغاربة لديهم حياة سياسية ديمقراطية مزدهرة وقديمة وعريقة.. انني اعرف المغرب جيدا حتى العرش الملكي في المغرب يتصرف بذكاء شديد وخارق.. فالمغاربة لا يمكن ان يرضوا بهذه الهيكليات الكرتونية في الخليج المغاربة متدربين في فرنسا ولديهم واجهه مع أوروبا ويرون أنفسهم أفضل من الخليج.
أنا شاركت عبدالرحمن اليوسفي في المنظمة العربية لحقوق الإنسان في عام 1982 مع مجموعة من العرب واطلعت من خلال اتصالي بهذا الرجل على الحياة في المغرب وسياسات المغرب واتضح لي ان المغاربة متقدمون جدا نتيجة قرب موقعهم الجغرافي من الإرث الفرنسي. وأريد ان أوضح ان الاستعمار الفرنسي الذي احتل المغرب يختلف عن الاستعمار البريطاني الذي احتل منطقة الخليج. حيث أن الاستعمار الفرنسي استعمار ثقافي يدمغ ثقافته هو في الدولة المستعمرة ويدمر الثقافات الأصلية لتلك الدول ويحل محلها كما يعمل على إلحاق تلك الدول حضاريا وتاريخيا بفرنسا، أما الاستعمار البريطاني فهو استعمار سياسي "تأخذ منك النفط وتتركك على حالك". ولذلك لا أتوقع ان يقبل المغاربة بالانضمام لمجلس التعاون الخليجي. أما عن فكرة انضمام الأردن الى دول المجلس فإنني لا أعتبر ان الاردن دولة انما اعتبرها شركة أميركية للخدمات الأمنية، حيث يوجد في الأردن سجون تابعة للمخابرات المركزية الأميركية "سي آي ايه" و هناك مراكز اعتقال وتعذيب تخضع مباشرة ل "سي آي ايه" كما أن ضباط وعملاء السي اي ايه يدخلون إلى الأردن ويخرجون منها بدون تأشيرات أو أية إجراءات رقابية و لديهم كذلك مطارات خاصة وطائرات خاصة. الانجليز أنشأوا الأردن ارضاءا للشريف حسين حيث قالوا له "سنقطتع لك جزء من فلسطين ونعطيها لك"
ايلاف: ماذا تعرف عن مقابلة الشريف لتشرشل عندما رغب الشريف في أن تكون له دولة ؟
عبدالله النفيسي: أنا ذهبت إلى مدينة اوكسفورد فى شارع بامبرى رود، كان هناك فيلا خاصة تجمع فيها كل الاوراق الخاصة بتشرشل وأخذت تصريح لدخول هذه المكتبة التي هي عبارة عن فيلا فوجدت الكثير من الأوراق المهمة.. الأمر الغريب الذي اكتشفته من اطلاعي على مستندات تشرشل أنه كان يعين ويفصل من حكام العرب ما يشاء. انجلترا كانت تحكم منطقة الشرق الأوسط من خلال استخدام القوة الناعمة على خلاف فرنسا. وكما جاء في الكتاب الذي يحمل عنوان "القوه الناعمة" فإن بريطانيا تستطيع أن نغزو العالم بالقوة الناعمة من خلال الثقافة والإعلام والبرجر وخطوط الأزياء والموضة بدلا من الدخول في حروب طاحنة.
إيلاف: إلى من تميل أكثر.. الإخوان المسلمون أم السلفيين؟ وهل تعتقد أن الإخوان المسلمون يسعون الى السلطة؟
عبدالله النفيسي: لا أميل إلى الإخوان المسلمون، ولكني أقول أن الإخوان لا يمكنك أن تكبتهم أو تقهرهم أو تنهي فكرهم على الإطلاق..لأن الفكر كلما قمعته كلما ازدهر. واعتقد أن الإخوان يغلبون المعيار السياسي على المعيار الشرعي والسلفيين متمسكين بالمعيار الشرعي أكثر كما أنهم أكثر أمانة في الانتماء الشرعي من الإخوان.. ولا اعتقد أن "الإخوان المسلمون" لديهم مشروع سلطة ولكن يكمن نجاحهم في شعبيتهم الكبيرة وتنظيمهم القوي أكثر من السلفيين فهم مثقفون ولديهم قبول كبير في بعض الدول العربية ومنها الجزائر والمغرب.
إيلاف: هل أنت ممنوع من دخول أي دولة خليجية أو عربية ؟
عبدالله النفيسي: للأسف نعم أنا ممنوع من دخول الإمارات حيث دعتني وزارة الداخلية الإماراتية منذ عام ونصف تقريبا الى ندوة حول علم القيادة وتطبيقاتها فى الخليج وذهبت إلى أبو ظبي وتم استقبالي أنا وزوجتي غاية في الروعة وتمت استضافتنا في قصر الإمارات. وأتذكر أنني قلت في المحاضرة "أنه لدينا أزمة قيادة فى الخليج والجزيرة العربية وهي أزمة الأسر الحاكمة وأن الأوان قد آن حتى تعيد الأسر الحاكمة النظر في عدة موضوعات ولابد وأن يعطوا للشعوب دور.. وضمن هذا الكلام ذكرت أن المشكلة الرئيسية في الإمارات ستكون دبي.. وقلت ان ماليزيا كانت دولة واحدة وكانت سنغافورة جزء من ماليزيا ولكن عندما رغب الانجليز في الخروج من سنغافورة قاموا بفتح الهجرة الصينية الى سنغافورة ولكن عندما تضخمت تلك الهجرة قال لهم الانجليز طالبوا الأمم المتحدة بحق تقرير المصير فقامت الامم المتحدة بعمل استفتاء وأيدت الأغلبية الصينية في سنغافورة الانفصال عن ماليزيا وانفصلت وشكلت دولة جديدة عام 1965 اسمها سنغابور..
المقارنة هنا أن دبي أيضا فتحت باب الهجرة على مصراعيه فالآن يوجد في دبي مئات الجنسيات من أوروبيين وأميركان وفلبينيين وهنود وغيرهم وهم يشكلون نسبة اكبر من العرب في دبي وسوف يأتي وقت من الأوقات تطالب فيه هذه الفئات بحق تقرير المصير.. ثم تأتي الأمم المتحدة وتقول لهم ماذا تريدون يقولون نريد الانفصال عن الإمارات ومن ثم يشكلون دولة لوحدهم تسمى دولة دبي يحكم فيها الأميركي والانجليزي والكوري والهندي.. وبعد ان ذكرت هذا الكلام وقف أحد الحضور برتبة لواء وقال لى اجلس.. فقلت له من أنت؟.. قال انا وكيل وزارة الداخلية.. قلت له "انا جاي من الكويت لكي استمر فى حديثي ..أنا مدعو من الكويت علشان أتحدث برأي حر".. ثم وقع شد وجذب بيني وبينه فجلس وأكملت الحديث.. فقام مره أخرى وقال "هذا يرغب بالفتنة".. فقلت له أنتم أهلى وأنا أخشى على الامارات كلها.. لا توجد فتنه بين أبو ظبي ودبي". ولكن بعد المحاضرة أتى إلي هذا الشخص وطلب معرفة اسمي الرباعي فأعطيته اسمي الخماسى وقالى لى "سنضع اسمك فى الحدود والمنافذ".