قصيدة لابن الزبير في مقتل عثمان رضي الله عنه

قال عبد الله ابن الزبير الاسدي
في مقتل عثمان رضي الله عنه

.



تأَوَّبَ عينَ ابنِ الزبيرِ سُهودُها [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]وَوَلّى عَلى ما قَد عَراها هُجودُها
كأن سوادَ العَينِ أَبطنَ نَحلَةً [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]وَعاوَدَها مِمّا تَذكَّرُ عِيدُها
مُخَصَّرةً مِن نَحلِ جيحانَ صعبَةً [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]لَوى بِجناحَيها وَليدٌ يَصيدُها
مِن اللَيلِ وَهناً أَو شَظيَّةَ سُنبلٍ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ يُذري حَصيدُها
إِذا طُرِفت أَذرت دُموعً كَأَنَّها [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]نَثيرُ جُمانٍ بانَ عَنها فَريدها
وَبتُّ كَأَنَّ الصَدرَ فيهِ ذُبالَةٌ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]شَبات حَرّها القِنديل ذاكٍ وَقودُها
فَقُلتُ أُناجي النَفسَ بَيني وَبَينَها [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]كَذاكَ اللَيالي نَحسُها وَسُعودها
فَلا تَجزَعي مِمّا أَلَمَّ فانَّني [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]أَرى سنةً لَم يَبقَ إِلّا شَريدُها
أَتاني وَعُرضُ الشامِ بَيني وَبَينَها [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]أَحاديثُ وَالأَنباءُ ينمي بَعيدُها
بِأَنَّ أَبا حَسّانَ تَهدمُ دارَهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]لُكَيزٌ سَعَت فُسّاقُها وَعَبيدُها
جزت مُضَراً عَنّي الجَوازي بِفعلِها [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]وَلا أَصبحت الا بِشَرٍّ جُدودُها
فَما خَيرُكُم لا سَيِّداً تنصرونَهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]وَلا خائِفاً ان جاءَ يَوماً طَريدُها
أَخذلانَهُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]وَمسألة ما أَن يُنادي وَليدُها
لأمكُمُ الوَيلاتُ أَنّى أُتيتُمُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]جَماعاتِ أَقوامٍ كَثيرٍ عَديدُها
فَيالَيتَكُم مِن بَعدِ خُذلانِكم لَهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]جوارٍ عَلى الأَعناقِ منها عُقودُها
أَلَم تَغضَبوا تَبّاً لَكُم إِذا سطت بكم [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]مَجوسُ القُرى في دارِكُم وَيَهودُها
تَرَكتم أَبا حَسّانَ تُهدَمُ دارُهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]مُشَيَّدَةً أَبوابُها وَحَديدُها
يهدِّمُها العِجُليُّ فيكم بشُرطةٍ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]كَما نَبَّ في شَبلِ التُيوسِ عتودُها
لَعَمري لَقَد لَفَّ اليَهويُّ ثَوبَهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]عَلى غَدرةٍ شَنعاءَ باقٍ نَشيدُها
فَلَو كانَ مِن قَحطانَ أَسماءُ شَمَّرَت [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]كَتائبُ مِن قَحطانَ صُعرٌ خُدودُها
فَفي رَجَبٍ أَو غُرَّةِ الشَهرِ بَعدَهُ [FONT=Times New Roman, serif]** [/FONT]تَزوركُمُ حُمرُ المَنايا وَسودُها


,
 
أعلى