abo thamer
عضو
عندما يتفوق «البدون»
ناصر المطيري naserkmt@hotmail.com
بين الطموح وبين واقع حياتي
تبقى الأماني في خيالي اسيره
مليت افكر في وجودي واحاتي
وحكم القدر يفرض علينا مسيره
«ن. م»
في كل عام تضم قائمة الفائقين في الثانوية العامة اعدادا من الطلاب والطالبات البدون من ابناء هذا الوطن الذي تنفسوا هواءه ولهجت حناجرهم تحية لعلم الكويت الغالي في كل صباح منذ براءة طفولتهم حتى مقتبل شبابهم فتشربوا الوطن حبا يجري في شرايينهم ثم ارتقوا بالعلم اعلى الدرجات فأهدوا تفوقهم للكويت وأميرها بنبرة صادقة معبرة تستدر مدامع العيون.
مشاعر الانسان الطبيعي تجاه الفائقين الأوائل من اخواننا البدون تختلط بين الفرحة والشفقة والأمل والحسرة، ويضمر كل منا الدعاء لهم بظهر الغيب ان يفرج كربتهم ويرفع معاناتهم كونهم شبابا متطلعين للمستقبل طامحين للعلم ولخدمة الكويت باخلاص وعفوية..
علينا ان ندرك ان تفوق الطلبة البدون مختلف عن تفوق غيرهم من الكويتيين او الوافدين العرب لأن الطالب الكويتي او الوافد امامه رؤية واضحة المعالم لمستقبله في وطن يكفل له التعليم والعمل، غير ان الوضع مختلف للطالب البدون الذي يتعلم ويكافح ويسهر الليالي في حين انه يحلم بستقبل غامض مشوش تتيه فيه الخطى وتتبدد الأحلام.
عشرات من الفائقين البدون منذ سنوات مضت حصلوا على نسب عالية لم يتمكنوا من الحصول على مقعد لا في جامعة الكويت ولا في التعليم التطبيقي الا اعداد قليلة جدا منهم، ووجدوا انفسهم على رصيف المستقبل بعد ان اصابهم الاحباط وانكسار النفس، هم نجحوا وتفوقوا في كل موادهم الدراسية ولكنهم واجهوا اصعب امتحان في انتمائهم للوطن.. فبقيت الكويت التي يحبونها غصة في نفوسهم، ومهما حاولوا اغتيال احلامهم فانهم لن يغتالوا ولاءهم الفطري لأرض الكويت التي خطوا احرفها على كراريسهم ونقشوا اسمها على مقاعدهم الدراسية.
نأمل ان يتبنى الوزير «الأب» احمد المليفي بو انس، مبادرة انسانية لأحتضان الطلبة الفائقين من البدون وفتح مقاعد الدراسة الجامعية لهم ليشعل بذلك شمعة امل في طريق كفاحهم ويستثمر عقولهم وطاقاتهم من اجل الكويت.. لو فعلها بو انس لوجد جزاءها عند ربه خيرا في الآخرة، وفي الدنيا ثمرة طيبة في اولاده.
بل ان من الأمل بالوزير المليفي ان ينظر في اوراق هؤلاء الفائقين البدون والعمل على تجنيسهم ليكونوا مكسبا للوطن بدلا من ان تفرط الكويت بهم فتجني بعض الدول ثمرتهم اليانعة.. نعم ان تكسب الكويت مثل هذه الكفاءات الشابة فهي تطبق التنمية البشرية الحقيقية، فالأوطان تبنى بالبشر لا بالحجر.