النائب العام
عضو مميز
بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، أنهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة . فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني)
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتله فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه ,
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين رضي الله عنه و كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه رضي الله عنه، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً .
وبنظرة واقعية لهذه الفاجعة بعيدا عن التعصب الأعمى والعواطف المتفجرة نجد أنه لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة يحاول البعض دسها إلي التاريخ لكسب التعاطف وشحن المشاعر فقد مات الرسول الكريم وقتل الإمام علي وقتل الحسن بل أن رأس سيدنا يحي بن زكريا أهدي إلي بغي من بغايا بني إسرائيل وهؤلاء كلهم خير وأفضل من الحسين بإجماع أهل العلم في جميع المذاهب الإسلامية ولم يحصل أيا من تلك الأمور ولكن ومع الأسف فإن هذه الأكاذيب وجدت لها آذانا مصغية فنجد أن بعض الطوائف الإسلامية يجدون ان سب وقذف بني أمية من اقرب القربات عند الله متناسين انه مهما وصف بعض المؤرخين يزيد بن معاوية فهو كان خليفة للمسلمين وله بيعة منعقدة في رقاب المسلمين والخروج علي الإمام من أكبر وأهم الأسباب التي تسببت في ضعف الدولة الإسلامية علي مر العصور,صحيح أن الإمام الحسين خير من يزيد ولكن هذا لا يجب أن ينقص من قدر يزيد وأبيه وجده والبيت الأموي عامة,فجدة أبو سفيان هو رأس قريش وصاحب الأمر والنهي فيها وليس أدل علي ذلك من قول الرسول الكريم يوم الفتح (من دخل دار أبو سفيان فهو آمن) ومن مآثرة أيضا قصته مع الإبل التي بعثها كسري إلي قريش وقال لا يذبحنها إلا اعز العرب ,فمكثت في مكانها أسبوعا كاملا حتى خرج أبو سفيان وذبحها,وكان يقول :والله ما نحرها أحد غيري إلا نحرته ,.ولا ننسي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختار يزيد بن أبي سفيان واليا علي الشام ولما مات يزيد ولي أخاه معاوية مكانة والأهم من هذا وذاك كان اختيار الرسول(صلعم)لمعاوية كاتبا للوحي, وهذه الأسباب وغيرها الكثير تدل علي موقع البيت الأموي من قريش ومن العرب عامة,فإذا حصل وتولي أحد من بني أمية الخلافة وهذا ما حصل فعلا فلا يجب أن يكون ذلك مستغربا .فالسيادة كانت لهم في الإسلام عن طريق عثمان بن عفان وفي الجاهلية عن طريق أبو سفيان الذي أسلم وحسن إسلامه وفقئت عينة يوم اليرموك.
والسؤال الذي يجب طرحة هنا هو:هل يدخل قتلة الحسين النار بقتلهم إياه فقط حني لو لم يكن لهم ذنب آخر غيره؟
الجواب طبعا لا,فقد أخبرنا الرسول الكريم أنه لا يدخل النار إلا المشرك أما أصحاب الذنوب الكبيرة(ولا شك أن قتل الحسين منها) فأمرهم إلي الله,والدليل الآخر أن جبريل عليه السلام أخبر الرسول الكريم عندما سأله :أتحب الحسين؟قال صلوات الله وسلامه عليه:نعم,قال جبريل عليه السلام :أما وإن أمتك ستقتله,نلحظ من ذلك الحوار أن جبريل عليه السلام لم يخرج قتلة الحسين من كونهم من أمة محمد عليه السلام,والرسول اخبرنا أن له شفاعة لأمته.
والدليل الآخر قول سيد التابعين سعيد بن المسيب :لو أني كنت من قتلة الحسين ودخلت الجنة لاستحييت أن أنظر في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم,أي أن هذا الفقيه الزاهد والتقي وسيد التابعين يري أنه من الممكن لقتلة الحسين دخول الجنة علي عظم ذنبهم.
أخيرا نقول أنه لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط وذلك بإجماع أهل العلم والتاريخ.
عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة . فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني)
وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتله فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه ,
ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين رضي الله عنه و كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه رضي الله عنه، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً .
وبنظرة واقعية لهذه الفاجعة بعيدا عن التعصب الأعمى والعواطف المتفجرة نجد أنه لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة يحاول البعض دسها إلي التاريخ لكسب التعاطف وشحن المشاعر فقد مات الرسول الكريم وقتل الإمام علي وقتل الحسن بل أن رأس سيدنا يحي بن زكريا أهدي إلي بغي من بغايا بني إسرائيل وهؤلاء كلهم خير وأفضل من الحسين بإجماع أهل العلم في جميع المذاهب الإسلامية ولم يحصل أيا من تلك الأمور ولكن ومع الأسف فإن هذه الأكاذيب وجدت لها آذانا مصغية فنجد أن بعض الطوائف الإسلامية يجدون ان سب وقذف بني أمية من اقرب القربات عند الله متناسين انه مهما وصف بعض المؤرخين يزيد بن معاوية فهو كان خليفة للمسلمين وله بيعة منعقدة في رقاب المسلمين والخروج علي الإمام من أكبر وأهم الأسباب التي تسببت في ضعف الدولة الإسلامية علي مر العصور,صحيح أن الإمام الحسين خير من يزيد ولكن هذا لا يجب أن ينقص من قدر يزيد وأبيه وجده والبيت الأموي عامة,فجدة أبو سفيان هو رأس قريش وصاحب الأمر والنهي فيها وليس أدل علي ذلك من قول الرسول الكريم يوم الفتح (من دخل دار أبو سفيان فهو آمن) ومن مآثرة أيضا قصته مع الإبل التي بعثها كسري إلي قريش وقال لا يذبحنها إلا اعز العرب ,فمكثت في مكانها أسبوعا كاملا حتى خرج أبو سفيان وذبحها,وكان يقول :والله ما نحرها أحد غيري إلا نحرته ,.ولا ننسي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختار يزيد بن أبي سفيان واليا علي الشام ولما مات يزيد ولي أخاه معاوية مكانة والأهم من هذا وذاك كان اختيار الرسول(صلعم)لمعاوية كاتبا للوحي, وهذه الأسباب وغيرها الكثير تدل علي موقع البيت الأموي من قريش ومن العرب عامة,فإذا حصل وتولي أحد من بني أمية الخلافة وهذا ما حصل فعلا فلا يجب أن يكون ذلك مستغربا .فالسيادة كانت لهم في الإسلام عن طريق عثمان بن عفان وفي الجاهلية عن طريق أبو سفيان الذي أسلم وحسن إسلامه وفقئت عينة يوم اليرموك.
والسؤال الذي يجب طرحة هنا هو:هل يدخل قتلة الحسين النار بقتلهم إياه فقط حني لو لم يكن لهم ذنب آخر غيره؟
الجواب طبعا لا,فقد أخبرنا الرسول الكريم أنه لا يدخل النار إلا المشرك أما أصحاب الذنوب الكبيرة(ولا شك أن قتل الحسين منها) فأمرهم إلي الله,والدليل الآخر أن جبريل عليه السلام أخبر الرسول الكريم عندما سأله :أتحب الحسين؟قال صلوات الله وسلامه عليه:نعم,قال جبريل عليه السلام :أما وإن أمتك ستقتله,نلحظ من ذلك الحوار أن جبريل عليه السلام لم يخرج قتلة الحسين من كونهم من أمة محمد عليه السلام,والرسول اخبرنا أن له شفاعة لأمته.
والدليل الآخر قول سيد التابعين سعيد بن المسيب :لو أني كنت من قتلة الحسين ودخلت الجنة لاستحييت أن أنظر في وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم,أي أن هذا الفقيه الزاهد والتقي وسيد التابعين يري أنه من الممكن لقتلة الحسين دخول الجنة علي عظم ذنبهم.
أخيرا نقول أنه لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط وذلك بإجماع أهل العلم والتاريخ.