عمر الأنصاري
عضو مميز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
والصلاة والسلام على قدوتنا القائل: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ)
أما بعد:
خرجت علينا الحكومة السلولية قبل أيام بمسرحية جديدة من سلسلة مسرحياتها الهزلية المستمرة والتي تفتقد دائما إلى المخرج الناجح في إتقان الكذب والاستخفاف بعقول الدهماء.
هذه المسرحية الجديدة كان عنوانها:
محاكمة "الارهابيين"
فبعد سنوات من العذاب والسجن بلا تهم ولا محاكمة قرر خدم الصليبيين محاكمة إخواننا والسماح للإعلام بمتابعة المحاكمات!
وقد علم كل من له مسكة من عقل عن هدف هذه المسرحية منذ الإعلان عنها قبل أشهر.
وقد ظهرت أهداف تلك المسرحية للجميع منذ أول جلسة عندما أصبحت أخبار الجلسات تنقل بواسطة الفضائيات والصحف العلمانية، ظنا من الطواغيت أن أخبث وأرذل خلق الله قد صاروا مرجعا يتلقى منه المسلمون الأخبار.
بدأت أهداف تلك المسرحية بالسعي لتشويه صورة المجاهدين الموحدين والافتراء عليهم بتهم يكذبها ويرفضها عوام المسلمين قبل غيرهم من أهل العلم والإنصاف.
تسابق العلمانيون للافتراء على إخواننا واصفينهم تارة بتعاطي المخدرات وتارة باللواط وغيرها من الافتراءات التي لا يقبلها مسلم ولا يقرها عاقل، والتي هي من أهم أهداف تلك المسرحية.
وهذه والله هي طريقة أعداء ملة الإسلام منذ أن بعث الله الأنبياء.
قال تعالى:
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}
فما من نبي إلا حورب وأوذي وشوهت صورته وصورة أصحابه وأتباعه، وإن كان نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام الصادق المصدوق الذي يوحى إليه قد قيل عنه أشد مما قيل عن إخواننا اليوم، فماذا ننتظر من أعداء الله..؟!
لقد فشلت محاولات آل سلول في ثني شباب الأمة عن ذروة سنام الدين، وخابت بفضل الله كل مساعيهم، بدأً بمسرحيات التراجعات المزعومة داخل أسوار المعتقلات مرورا بالترويج للمنتكسين الذين ملوا طول وصعوبة الطريق انتهاءً بمسرحية المحاكمات "العلمانية".
وكل ذلك استخفافا من الطواغيت بعقول أتباعهم من الدهماء والسذج أتباع كل ناعق.
{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}
فأقول للطواغيت:
والله إنكم لتعلمون أننا نعلم أنكم تكذبون.
يا طواغيت:
قد علم القاصي والداني والمحب والمبغض عن صدق وسلامة منهج المجاهدين وعن ثباتهم على مبادئهم حتى يلقون ربهم قد صدقوا ما عاهدوه عليه من نصرة دينه وجهاد أعدائه.
وإن كنتم تشكون في ذلك يا كلاب صيد أمريكا فانظروا إلى أشلاء ودماء مجاهدينا وقادتهم التي أرخصت وبيعت ولا زالت تباع لله في أسواق الجهاد.
وأقول لعلماء الأمة ودعاتها:
قد استخف بعقولكم الطواغيت حتى أوصلوكم إلى مكانة لا ينبغي لأهل العلم الوصول إليها.
ومن تجرأ منكم بكلمة الحق فليس له عند الطاغوت إلا المعتقلات وتسليط رؤوس العلمنة عليه كأمثال عدو الله وعدو العفة والطهر المدعو: خالد التويجري، عليه من الله ما يستحق.
أيها العلماء:
إني لا أطالبكم بالذب عن أعراض إخواني المجاهدين الذين تعلمون جيدا أنهم ما حملوا السلاح إلا لوصية قضت مضاجعهم وحالت بينهم وبين ملذاتهم:
(أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)
فأولئك الرجال قد تكفل الله بنصرتهم في الدنيا والآخرة، ويكفيهم من الدنيا نيلهم الشهادة وفوزهم بالجنة ونجاتهم من النار بإذن الله، وهم ليسوا بحاجة لي ولا لكم فقد رفعهم الله ولن يضرهم من خالفهم أو خذلهم.
هكذا نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا.
هلا تساءلتم أيها الفضلاء..
لماذا لا يحاكم من يسبون الله وكتابه ورسوله بين ظهرانيكم..؟! ممن هم الآن مستشارون ومقربون عند الطواغيت!!
لماذا لم نسمع عن محاكمة - سرية أو علنية - للرافضة الذين دنسوا قبور الصحابة وتظاهروا في القطيف؟!
بل للأسف عفي عن أولئك الأنجاس بينما الطاهرات العفيفات زج بهن في المعتقلات لمجرد أنهن طالبن بمحاكمة أبنائهن وإخوانهن!
فإلى الله وحده المشتكى.
لماذا لا نرى إيقافا لفضائيات العلمنة والعهر والانحطاط والتي تدار بأموال حكامكم من أجل تغريب أبناء الأمة ونزع الطهر والحياء عن بنات المسلمين وتشجيعهن على كل ما يغضب الله؟!
أيها العلماء:
قد صار جلكم جسرا يعبر عليه الطواغيت حتى أضفيتم الشرعية على أعداء الله، وحتى وصل الأمر أن يثني عليكم وعلى فتاواكم قادة جيوش الصليب!
وصار جلكم أيها العلماء مهزلة وأضحوكة للعالم أجمع حينما حولكم الطواغيت إلى أشياء تستخدم للحاجة، وفور الانتهاء منها ترمى ولا يهتم بها.
وأنتم تفهمون جيدا ما أعني!
وحتى الرافضة أعداء الله نجح الطواغيت باستعطافكم واستعطاف عوام المسلمين عندما أعلنوا عن عداوتهم ليضمنوا الحفاظ على عروشهم، وعندما نجحوا بذلك عادوا مجددا لمد يد العمالة للمجوس!
وما تصريح وزير خارجيتكم عنكم ببعيد.
ولا أظنكم بحاجة لمن يذكركم بفتح سيدكم أحضانه لرفسنجاني ونجاد والصدر والحكيم وبري وغيرهم ممن لا يخفاكم.
كفى أيها العلماء خذلانا لدين الله.
كفى سكوتا على الظلم والباطل.
كفى إيثارا للسلامة وشهوات الدنيا على ما عند الله عز وجل.
كفاكم تشويها لمكانة ورثة الأنبياء الموقعين عن الله..
وما زلتُ منحازاً بعرضي جانباً ... من الذل أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا مشربٌ قلت: قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنهنهها عن بعض ما لا يشينها ... مخافة أقوالِ العدى فيم أولما
فأصبح من عتب اللئيم مسلماً ... وقد رحت في نفس الكريم مكرما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمتهُ عزة النفس أكرما
ولم أقض حقَّ العلم إن كان كلما ... بدا طمعٌ صيرته لي سلما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلةً ... إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظِّما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبتْ ... أقلبُ كفي أثره متندما
ولكنه إنْ جاء عفواً قبلته ... وإنْ مال لم أتبعهُ هلا وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظٍ كثيرة ... إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً ... وأن أتلقى بالمديح مذمما
وكم طالب رقي بنعماه لم يصل ... إليه وإنْ كان الرئيس المعظما
وما كل برقٍ لاح لي يستفزني ... ولا كل من في الأرض أرضاه منعما
ولكن إذا ما اضطرني الأمرُ لم أزل ... أقلب فكري منجداً ثم متهما
إلى أن أرى من لا أغص بذكره ... إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
وكم نعمةٍ كانت على الحر نقمةً ... وكم مغنمٍ يعتدهُ الحر مغرما
يا علماء الأمة.. لا يغرنكم إمهال الله للظالمين، وتذكروا أن الجنة حفت بالمكاره والابتلاءات، واسألوا أنفسكم وأنتم تعيشون في القصور وسط أبنائكم وزوجاتكم في ظل شهرة دنيوية ومناصب فاتنة:
هل أبتليتم يوما في سبيل الله؟! كما أبتلي من قبلكم الصاقون.
هل قدمتم شيئا لشريعة الله المحكومة لا الحاكمة؟!
أخبروني يا فضلاء..
لا صدقة ولا جهاد.. فبم ندخل الجنة؟!
إن خذلانكم لأسرى المسلمين وللمستضعفين في كل مكان عاقبته وخيمة وستذكرون ما أقول لكم..
وقد بدت نتائج ذلك الخذلان تلوح أمامكم من تسلط العلمانيين والرافضة على رقابكم ورقاب المسلمين.
فيا أيها العلماء.. ما كتبنا لكم إلا مناصحة لكم ولما تحملونه في صدوركم من ميراث نبوي قد يكون حجة لكم أو عليكم.
فقوموا لله ولشريعته قومة رجل واحد وطلقوا الدنيا ومناصبها وفضائياتها وشهرتها التي كبلتكم عن جنة عرضها الأرض والسموات أعدت للمتقين.
وتيقنوا مهما نالكم من الأذى والأسر والبلاء فإنه سيزول من أذهانكم من أول غمسة في الجنة.
يا علمائنا وأحبابنا.. أنتم متبوعون لا متبِعون، وأنتم أولى بالأخذ بالعزيمة من غيركم.
فإن لم تنصروا أنتم شريعة الله في زماننا فمن تنتظرون أن ينصرها......؟!
اللهم اشهد بأني قد بلغت.
كتبه: عمر الأنصاري