جنون العظمة منهج غبي لدى قيادينا

امة

عضو فعال
thumbnail.php


ننشر إليكم مقال للكاتب المهندس / عـادل عبداللـة القناعي خص به
wh_53130941.jpg
مقاله بعنوان ((جنون العظمة منهج غبي لدى قيادينا)) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-

يعتقد البعض بأنه حين يترقى إلى منصب يكون قد ملك الدنيا وما فيها ويعتقد بأنه قد يتحكم بأنفس وعقول البشر ، وانه باستطاعته أن يشترى ذمم الناس الأبرياء والمخلصين لعملهم ، ويعتقد بان جميع الناس عبيدا له وانه هو الملك المسيطر على دفة العمل ، ويتصور بان جميع أفكاره الغبية هي التي ستطبق مهما كانت خاطئة وغير مدروسة وتحتاج فعلا إلى إعادة تنوير في العقل والفكر ، ويعتقد بان هذا الكرسي الذي يجلس علية هو ملكه وإمبراطوريته الخاصة ، ومن يقترب منه أو يحاول الوصول إليه يقذفه بأشد الاتهامات والإشاعات المقرضة والدسائس القذرة ، ويتملكه ويصيبه الغرور والكبر ويتطاول على الناس ويتعالى عليهم ويتناسى أن الأصل في المسلم هو التواضع لله ، وباعتقاده انه ملك وتربع على العرش واخذ يتسلط على الناس بفكره المجنون والمختل الناجم عن جنون العظمة وهوس الشهرة وانه هو الوحيد والقادر على تولى هذا المنصب والباقي أغبياء ومرضى لا يستطيعون المجابهة أو الوصول إليه ، وهو لا يعتقد في باله بأنه مريض نفسيا وعقليا وانه يحتاج إلى عدة دورات تاهيلية تؤهله لمعرفة التواضع والصدق والإخلاص في العمل وحب المنافسة الشريفة والاحترام المتبادل بين البشر ومساعدة الغير بما يرضى الله ورسوله ، ولكن للأسف هذا هو حال مسئولينا وقيادينا في دولانا العربية .
إنهم لا يعرفون ولا يفكرون بان هذه الدنيا زائلة وان مناصبها ذاهبة وان عروشها فانية وإنهم باعوا رضي الله واشتروا فيه مصالحهم الرخيصة من اجل أموال ومصالح أنانية يبغون فيها فسادا وجهلا مما يعملون ، ولكن نحن نعلم بأنهم جبناء وخوفهم المستمر من رؤسائهم هو الكف الذي سياتى يوما من الأيام على وجوههم القذرة وحين ذاك سيتذكروا تلك الأبيات يوم لا ينفع فيه الندم " قد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياه لمن تنادى " .
فهذا هو حال من يتملكة جنون العظمة والغباء حين يتولى منصب ما ، فانه يصم أذانيه عن السمع حين يعظه أو يرشده احد ما إلى فعل الصواب أو لتقوى الله في العمل وإتباع الحق والمشورة في العدل بين الناس ، ولكن للأسف فأنهم باعوا مبادئهم وقيمهم لاجل المادة ولأجل نفوسهم الشريرة والمتملكة للعفن الادارى الذي هم فيه سيتخبطون ، وإنهم لا يعرفون بان كل تلك المؤسسات والوزارات هي تم عملها ووضعها لخدمة الناس والمواطنين من كل الأجناس ولرعاية مصالحهم الدنيوية وتوفير الخدمات اللازمة لهم فنصيحتي إليكم يا حكومة ويا رؤساء بان لا تضعوا الرجل الغير مناسب في المكان المناسب ، وان يتم تأهيل هذا الشخص بعدة دورات تثقيفية عن الاحترام والإخلاص والتواضع وحب العمل قبل تولى اى شخص لمنصب معين ، فالتواضع جميل جدا حين يحذوا به الإنسان ، ومن تواضع لله رفع من شانه ومن مركزة ومن ماله ، واهدائى إلى كل متكبر ومتغطرس في منصبة أن يسمع تلك الكلمات فأربع تجعل منك إنسانا سعيدا في دنياك وتبعث السرور في نفسك " الجمال .. التواضع .. العفة .. الطهارة " وكما قال الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه " التواضع رأس العقل .. والتكبر رأس الجهل " .
adel_alqanaie@hotmail.com

المصدر
http://www.alhakea.com/home/index.php?news=6091
 
أعلى