حاتم الطائي
عضو فعال
,
,
,
اخوتي الكرام , اقدم لكم قصيدة شهر رمضان الكريم
قال : عبد الله بن علي
خليلَيَّ شهرُ الصَّومِ زُمَّت مَطَايَاهُ ** وسارَت وفودُ العاشِقِينَ بِمَسراهُ
فقُومَا بِنا نَبكي على حُسنِ عَهدِهِ ** وما فاتَنا مِنهُ ونذكُرُ حُسنَاهُ
وَيَا حادِيَي أَظعَانِهِ لَو وَقَفتُمَا ** فَنقضِي مِنَ الأَوطارِ ما قَد نَسِينَاهُ
وَيَا حادِيَي أَظعَانِهِ لَو وَقَفتُمَا ** فَنقضِي مِنَ الأَوطارِ ما قَد نَسِينَاهُ
فَيا شهرُ لا تبعُد لَكَ الخَيرُ كلُّهُ ** فأَنتَ رَبيعُ الوَصلِ يا طِيبَ مَرعَاهُ
تَرَى زُمَرَ الأَحبابِ في ظِلِّ ليلِهِ ** وُقوفاً عَلى أَقدامِ ذُلٍّ بِهِ تَاهُوا
يُنادُونَهُ يا مَن إِلَيهِ مَلاذُنا ** وليسَ يلوذُ العَبدُ إِلا بِمَولاهُ
فَما كانَ أحلاهُم إِذا ما تمَثَّلُوا ** لَدَيهِ صُفُوفاً بالمعاذِيرِ قَد فَاهُوا
وما كانَ أَحراهُم بِنَيلِ مُناهُمُ ** فَقَد أَدلَجُوا عاصٍ مُنيبٌ وأَوَّاهُ
مساجِدُنا مَعمورةٌ فِي نَهارِهِ ** وفي ليلِهِ واللَّيلُ يُحمَدُ مَسرَاهُ
فَمِن قائِمٍ خوفُ الإِلهِ شعَارُهُ ** ومِن عاكفٍ خوفُ الحَبيبِ حُمَيّاهُ
مُنَوَّرَةٌ فيها المَصابيحُ أُوقِدَت ** تُضيءُ لَدى السَّارِينَ في جَوفِ ظَلمَاهُ
فيا سُنَّةٌ مِن سُنَّةِ اللَّهِ سَنَّها ** أَبُو حَفصٍ الفاروقُ فاقَ بِمَسعَاهُ
وغادَرَهَا في أُمَّةِ الحَقِّ بَعدَهُ ** أَلا رَضِيَ الرَّحمَنُ عنهُ وَأَرضَاهُ
عَليكَ سلامُ اللَّهِ يا شَهرُ إِنَّنا ** رأَينَاكَ معنىً للزَّمانِ استَفَدنَاهُ
ويا شهرُ لا تبعُد فأَنتَ وسيلَةٌ ** وَذُو قَدَمٍ عندَ الحَبيبِ ادَّخَرنَاهُ
ويا شهرُ لا تبعُد لكَ الخيرُ كلُّهُ ** فيا رُبَّ محرومٍ بِبِرِّكَ أَولاهُ
ويا شهرُ لا تبعُد لَكَ الخيرُ كلُّهُ ** فيا رُبَّ مطرودٍ لجا منكَ آواهُ
ويا شهرُ لا تبعُد لَكَ الخيرُ كلُّهُ ** فيا رُبَّ حِبٍّ تحتَ ظلِّكَ ناجَاهُ
عليكَ سلامُ اللَّهِ شهرَ صيامِنا ** وشَهرَ تلاقينا بِدَهرٍ أَضَعنَاهُ
عَليكَ سلامُ اللَّهِ شهرَ قِيامِنا ** وشَهراً بِهِ القرآنُ يزهُو بقُرّاهُ
تَطيبُ بِهِ الأَصواتُ مِن كلِّ وجهَةٍ ** وتعذُبُ مِنهُ بالدِّراسةِ أَفوَاهُ
وَتُصغِي لَهُ الأَسمَاعُ مِن كلِّ قارئٍ ** ويذهَبُ بالألبَابِ في بُعدِ أَنحَاهُ
ويَلهُو بِهِ اللاهِي لحُسنِ سِياقِهِ ** ويستَيقِظُ السَّاهِي بقُوَّةِ فَحوَاهُ
وَيَزدادُ بالتَّكرَارِ حُسناً وبَهجَةً ** كأن لم يكُن قبلَ السَّماعِ سَمِعنَاهُ
فلِلَّهِ شهرٌ عظَّمَ اللَّهُ فَخرَهُ ** بِتَنزِيلِهِ لم يحظَ بالذِّكرِ إِلَّاهُ
وَلِلَّهِ شهرٌ في لَياليهِ ليلَةٌ ** بأَلفِ هلالٍ كَيفَ تُحصَى مَزَايَاهُ
تُفَتَّحُ أَبوابُ السَّماءِ كَرَامةً ** وجَنّاتُ عَدنٍ قد أُعِدَّت لِلُقيَاهُ
ونادى مُنادٍ باغِيَ الخَيرِ أَقبِلَن ** وَيا باغِيَ العُدوانِ لا تَنسَ عُقبَاهُ
فَيا لَيتَ شِعرِي أَيُّنا مُتَقَبَّلٌ ** فقُومُوا نُهَنِّيه فما كانَ أَهنَاهُ
وَمَن ذا الذي أَضحَى بَعيداً مُطَرَّداً ** فقُومُوا نُعَزِّيهِ فَيا كَسرَ قَلبَاهُ
عليكَ سلامُ اللَّهِ يا شهرُ لا تَكُن ** بآخِرِ عَهدٍ مِن لِقَاكَ عَهِدنَاهُ
برزقٍ مَزِيدٍ ثمَّ سَعيٍ مُضَاعَفٍ ** وَمَن يَدعُ فيهِ لَم يُرَدَّ دُعَاهُ
فنَحنُ جميعَ العامِ بينَ مُفَجَّعٍ ** عَلى بَينِهِ أَو وَالِهٍ يتحَرّاهُ
وصلَّى إِلهُ العَالَمِينَ صَلاتهُ ** عَلى الصادِقِ المصدُوقِ خيرِ برايَاهُ
محمدٍ الهادِي إِلَى خَيرِ مِلَّةٍ ** وفِي الحشرِ بينَ الرُّسلِ يُعزَى لَهُ الجَاهُ
كذا الآلُ والأصحابُ طُرّاً وَمَن قَفَى ** سبيلَهُمُ مُستَمسِكاً بِهُدَاهُ
,
,
,