عقيلة بني هاشم زينب بنت علي بن ابي طالب عليهم السلام

الموسوي

عضو مخضرم
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

السيدة زينب عليها السلام

الموضوع عبارة عن سرد تاريخي لمسيرة عقيلة بني هاشم السيدة زينب بنت الامام

علي عليهما السلام , بطلة كربلاء ام المصائب زينب ...

ولتبيان لم سميت ام المصائب زينب ... نريد ان نسرد هذه النقطة ثم نشرع بالنبذة التاريخية .

السيدة زينب عليها السلام ...

انتقل جدها للرفيق الاعلى رسول الله صلى الله عليه واله امامها وهي طفلة ...

ثم استشهدت امها فاطمة الزهراء عليها السلام متاثرة بكسر ضلعها من الظالمين

امامها وهي طفلة ...

ثم استشهد ابوها علي بن ابي طالب عليهما السلام ورأت الدم ينزل من راسه بسبب

ضربة بن ملجم لعنه الله ... لما كان يصلي بالناس صلاة الفجر ..

ثم رأت اخاها الحسن عليه السلام والسم قد قطع احشاءه ورمى كبده بطشت ...

ثم رأت بكرلاء ما رات عليها السلام ... اي الامور نذكر وايها نخلي ؟!

رأت اولادها يقتلون ... اخوانها ... ابناء عمومتها ... يقتلون واحدا بعد واحدا .. !!

رأت حسينا يقتل وبعد القتل يداس بحوافر الخيول ...

رأت ابن اخيها العليل كيف يسبى معها وبقية بني هاشم ...

رأت اهلها يسبون من منطقة الى منطقة .. !!

رأت راس اخيها على رمح مرفوع كذلك اخوانها وانصار بني هاشم...!!

رأت يزيدا ينكث ثنايا اخيها الحسين عليه السلام ...

آه يا زينب ... كان حقا ان تسمي بام المصائب ..

الان نبدأ بسرد النبذة التاريخية لحضرتها عليها السلام ...

نسبها عليها السلام

أبوها هو: أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجلين إلى جنات النعيم،

أبو الحسن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ابن عم رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي رباه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طفلاً، وعلمه علم ما

كان وما يكون شاباً، ونصبه من بعده علماً لامته وخليفة على المسلمين، وفضائله لا تحصى،

ومناقبه لا تستقصى، وبحار علمه لا تنزف، وأطواد حلمه لا تتزعزع، أعلم الناس بعد رسول الله

(صلى الله عليه وآله وسلم) وأحلمهم، وأجودهم وأكرمهم، وأزهدهم وأشجعهم، وأعبدهم وأوفاهم،

وأورعهم وأقضاهم.

وأما أمها (عليها السلام) فهي: البضعة الطاهرة، سيدة نساء العالمين، الصديقة الكبرى، فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف (صلوات الله عليه وآله)، وهي أصغر بنات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الهجرة بسنة واحدة.
وتوفيت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمس وتسعين يوماً، وقيل بخمس وسبعين، وفضائل فاطمة (عليها السلام) كثيرة ومناقبها لا تعد .

ولادتها عليها السلام

وكانت ولادة هذه الميمونة الطاهرة زينب (عليها السلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة.
وروي أن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما ولدت أخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء إلى منزل فاطمة (عليها السلام) وقال: يا بنتاه! إيتيني بنيّتك المولودة، فلما أحضرتها أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمها إلى صدره الشريف، ووضع خده المنيف على خدها فبكى بكاءً عاليا، وسال الدمع حتى جرى على كريمته الشريفة.
فقالت فاطمة (عليها السلام): مم بكاءك، لا أبكى الله عينيك يا أبتاه؟
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بنية يا فاطمة! اعلمي أن هذه البنت بعدك وبعدي تبتلى ببلايا فادحة، وترد عليها مصائب ورزايا مفجعة.
فبكت فاطمة (سلام الله عليها) عند ذلك، ثم قالت: يا أبه! فما ثواب من يبكي عليها وعلى مصائبها؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بضعتي ويا قرة عيني إن من بكى عليها وعلى مصائبها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها، ثم اختار لها اسم: (زينب).

القابها عليها السلام

وتلقب بالعقيلة، وعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين ـ والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها، وزينب (سلام الله عليها) فوق ذلك ـ وبالموثقة، والعارفة، والعالمة غير المعلمة، والفاهمة غير المفهمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة.
وهي أول بنت ولدت لفاطمة (صلوات الله عليها) وكانت ولادة هذه الميمونة الطاهرة زينب (عليها السلام) في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة.

تزويجها عليها السلام

لما بلغت زينب (صلوات الله عليها) مبلغ النساء، ودخلت من دور الطفولة إلى دور الشباب، خطبها الأشراف من العرب ورؤساء القبائل، فكان أمير المؤمنين(عليه السلام) يردّهم ولم يجب أحدا منهم في أمر زواجها، وانما دعى بابن أخيه عبد الله بن جعفر، وشرفه بتزويج تلك الحوراء الإنسية إياه على صداق أمها فاطمة (عليها السلام) أربعمائة وثمانين درهما.
ولقد كان لعبد الله بن جعفر بن ابي طالب، بن هاشم بن عبد مناف يوم ذاك مفاخر لم تتوفر في أحد من قريش سواه، وهي عبارة عن:
انه كان عالما فقيها، وفي نفس الوقت مفسرا قديرا، مضافا الى معرفته الكاملة بإمامة إمام زمانه (عليه السلام)، كما انه كان فصيحا بليغا، ويشهد لذلك محاوراته ومناظراته التي اتفقت له في مجلس كل من معاوية ويزيد بن معاوية، وخطبته في حق الحكمين، وقد رويت عنه روايات في صحاح العامة و الخاصة ايضا.

و كان كريما من حيث النسب، اذ هو ابن جعفر وحفيد ابو طالب وعبد المطلب (عليهما السلام) وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن اخ الإمام امير المؤمنين(عليه السلام) فهو من حيث النسب قريب جدا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكفى بذلك فخرا.

و كان كريما جواد النفس، سخي الكف، غني الطبع، كثير الندى، عظيم البذل يعطي بلا حساب، ويمنح السائلين بلا ملل، حتى دعي بالجواد، ومدحه الشعراء، كما قال فيه أحدهم:
ألِفتَ نعم، حـــتى كانــــــك لم تـــــكن عـــــــرفت من الأشياء شيئا سوى نعـمِ
وعاديتَ لا، حتى كــانك لـــــم تــــكن سمعـتَ بـ: لا، في سالف الدهر والاممِ
وقصص كرم عبد الله وجوده في التاريخ كثيرة، كما ان اشعار شعراء عصره في مدحه ملأت كتب العامة و الخاصة، نترك التوسع فيها مخافة التطويل.

و كان صبيح المنظر، جميل الوجه، حتى انه كان يشبه عبد الله والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذلك سمي باسمه ايضا.

انه ازداد عزا وشرفا حيث وافق الإمام امير المؤمنين(عليه السلام) على مصاهرته ورضي به زوجا لابنته و عقيلته: السيدة زينب (عليها السلام) فنال شرف الزواج منها (عليها السلام) وشرف مصاهرته على عمه الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فازداد بذلك شرفا.

وكان عمر السيدة زينب (عليها السلام) حين انتقلت إلى بيت عبد الله إحدى عشرة سنة تقريبا.
وكان عبد الله بن جعفر ممن صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفظ حديثه، ثم لازم أمير المؤمنين والحسنين (عليهم السلام) وأخذ منهم العلم الكثير.

وكان أبوه جعفر بن أبي طالب من أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هاجر إلى الحبشة بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه , و لقبه جعفر الطيار .

وفاتها عليها السلام

اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها (عليها السلام)، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين انها توفيت في سنة 62 هـ، لكن ذهب آخرون الى ان وفاتها سنة 65هـ.
واتفق المؤرخون على ان وفاتها (عليها السلام) كانت في يوم الخامس عشر من شهر رجب المرجب.

ومن اشراقات عظمة السيدة زينب (عليها السلام) ان تتنافس البقاع والبلدان على ادعاء شرف احتضان مرقدها ومثواها، ففي اكثر من بلد تقام الأضرحة وتشمخ القباب والمنائر باسم السيدة زينب (عليها السلام).

ولقد اختلف الباحثون في مكان وفاة السيدة زينب (عليها السلام) ومحل قبرها، وشاء الله تعالى ان يكون ذلك سبباً لاظهار عظمتها وابراز شأنها ومجدها.

ولكن تشير بعض الروايات الى ان عبد الله بن جعفر رحل من المدينة، وانتقل مع السيدة زينب (عليها السلام) الى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها (راوية) وقد توفيت السيدة زينب (عليها السلام) في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها .
سلام عليك يوم ولدت ويوم تموتين ويوم تبعثين حية ..

تحياتي للجميع

:وردة:







يتبع ...


 

الموسوي

عضو مخضرم
تسميتها
وحملت زهراء الرسول وليدتها المباركة إلى الإمام فأخذها وجعل يقبّلها، والتفتت إليه فقالت له:
(سمّ هذه المولودة).

فأجابها الإمام بأدبٍ وتواضعٍ: (ما كنت لأسبق رسول الله).

وعرض الإمام على النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يسمّيها، فقال: (ما كنت لأسبق ربّي).

وهبط رسول السماء على النبي، فقال له: سمّ هذه المولودة (زينب)، فقد اختار الله لها هذا الاسم.

وأخبره بما تعانيه حفيدته من أهوال الخطوب والكوارث فأغرق هو وأهل البيت في البكاء.
كنيتها
وكنيت الصدّيقة الطاهرة زينب بـ(اُمّ كلثوم)، وقيل: إنها تكنى بـ(اُمّ الحسن)

ألقابها
أما ألقابها فإنّها تنمّ عن صفاتها الكريمة، ونزعاتها الشريفة وهي:

عقيلة بني هاشم:

و(العقيلة) هي: المرأة الكريمة على قومها، والعزيزة في بيتها، والسيّدة زينب أفضل امرأة، وأشرف سيّدة في دنيا العرب والإسلام، وكان هذا اللقب وساماً لذرّيتها فكانوا يلقّبون بـ(بني العقيلة).

العالمة:

وحفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) من السيّدات العالمات في الاُسرة النبوية، فكانت فيما يقول بعض المؤرخين: مرجعاً للسيّدات من نساء المسلمين يرجعن إليها في شؤونهن الدينية.

عابدة آل عليّ:

وكانت زينب من عابدات نساء المسلمين، فلم تترك نافلة من النوافل الإسلامية إلاّ أتت بها، ويقول بعض الرواة: إنها صلّت النوافل في أقسى ليلة وأمرّها وهي ليلة الحادي عشر من المحرم.

الكاملة:

وهي أكمل امرأة في الإسلام في فضلها وعفّتها وطهارتها من الرجس والزيغ.

الفاضلة:

وهي من أفضل نساء المسلمين في جهادها وخدمتها للإسلام، وبلائها في سبيل الله. وهذه بعض ألقابها التي تدلّل على سموّ ذاتها وعظيم شأنها.


من كتاب السيدة زينب رائدة الجهاد في الاسلام

تاليف باقر شريف القرشي

=========

يتبع تحياتي للجميع

:وردة:
 

الموسوي

عضو مخضرم
الصبر
من النزعات الفذة التي تسلّحت بها مفخرة الإسلام وسيّدة النساء زينب (عليها السّلام) هي الصبر على نوائب الدنيا وفجائع الأيام، فقد تواكبت عليها الكوارث منذ فجر الصبا، فرزئت بجدّها الرسول (صلّى الله عليه وآله) الذي كان يحدب عليها، ويفيض عليها بحنانه وعطفه، وشاهدت الأحداث الرهيبة المروعة التي دهمت أباها وأمّها بعد وفاة جدّها، فقد اُقصي أبوها عن مركزه الذي أقامه فيه النبي (صلّى الله عليه وآله)، وأجمع القوم على هضم اُمّها حتى توفيت وهي في روعة الشباب وغضارة العمر، وقد كوت هذه الخطوب قلب العقيلة إلّا أنّها خلدت إلى الصبر، وتوالت بعد ذلك عليها المصائب، فقد رأت شقيقها الإمام الحسن الزكي(عليه السّلام) قد غدر به أهل الكوفة، حتى أضطر إلى الصلح مع معاوية الذي هو خصم أبيها وعدوّه الألد، ولم تمض سنين يسيرة حتى اغتاله بالسمّ وشاهدته وهو يتقيأ دماً من شدة السمّ حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وكان من أقسى ما تجرعتّه من المحن والمصائب يوم الطف، فقد رأت شقيقها الإمام الحسين(عليه السّلام) قد استسلم للموت لا ناصر له ولا معين، وشاهدت الكواكب المشرقة من شباب العلويين صرعى قد حصدتهم سيوف الاُمويين، وشاهدت الأطفال الرضع يذبحون أمامها.
إن أي واحدة من رزايا سيدة النساء زينب لو ابتلي بها أيّ إنسان مهما تذرّع بالصبر وقوة النفس لأوهنت قواه، واستسلم للضعف النفسي، وما تمكن على مقاومة الأحداث، ولكنّها سلام الله عليها قد صمدت أمام ذلك البلاء العارم، وقاومت الأحداث بنفس آمنة مطمئنة راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على بلائه، فكانت من أبرز المعنيين بقوله تعالى: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون‌‌‌ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)، وقال تعالى: (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقال تعالى: (ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانو يعملون)، لقد صبرت حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأظهرت التجلّد وقوة النفس أمام أعداء الله، وقاومتهم بصلابة وشموخ، فلم يشاهد في جميع فترات التأريخ سيدة مثلها في قوة عزيمتها وصمودها أمام الكوارث والخطوب.

يتبع

تحياتي للجميع

:وردة:
 
أعلى