ازدهار الانصاري
عضو بلاتيني
حانت منها التفاتة إلى لوحة معلقة على جدار خرب من جدران بيتها الذي تآكلت قواعده بفعل الزمن والعاديات التي مرت عليه.. شعور بالوحشة والاغتراب خلفته
تلك النظرات المنبعثة من عينين شهلاوين تطالعاتها من تلك اللوحة النازفة بالبكاء.. اذهلتها تلك الدموع التي لا تزال منسابة على خد طفلة وحيدة.. واصابتها طائلة
الالم الموجع الذي يبعثه مرأى الدموع بالاكتئاب.
قررت الاتصال به لعل سماعها لصوته في الأقل يهدئ من روعها.. أدارت قرص الهاتف فاجأها صوت امرأة تنبعث منه اطياب دافئة طالما تحسستها وعاشتها، شعرت
بالحنق والغيرة تتقدان في احشائها، ومن دون أن تقرر أية وجهة تسلك وجدت نفسها تسير على اسفلت الشارع لا تلوي على شيء.. تمشي دون ادراك لما
يمكن أن يواجهها في ذلك الليل الموحش الذي اكتسى حلة رمادية مضيئة تبعث البرد في الاوصال.. شعرت في وحدتها الهرمة بأن ثمة اقدام تلاحقها.. صوت اللهاث
الذي احسته اثارها حد الجنون وتساءلت: من عساه يكون؟ أهو مجنون أثارته حمى الألم المفجوع في دخيلته فدفعته إلى السير في ذلك الشارع الكئيب؟ هل
تلتفت إليه أم تواصل سيرها؟ ولكن! إلى أين تراها تمضي وبلا مبالاة بما يمكن أن يحدث لها في ذلك الليل البهيم التفتت إليه صفعتها الدهشة..
- يا الهي اهذا أنت؟ كيف.. متى.. أين؟!
تدفقت سيول التساؤلات على لسانها وهي تطالع الوجه الذي احبته لوحة الحب الضائعة في متاهات الأيام.. كم تمنت لو تلقي بجسدها إليه وليكن بعد ذلك ما
يكون.. لكن الدموع سبقتها معترفة بعدم قدرتها على الكتمان.. انتظرت منه اجابة لتساؤلاتها لكنه بقي صامتاً محدقاً في وجهها متفرساً في الشحوب والأسى
الذي كانت تبعث به نظراتها اليه.. لم يبد حراكاً.. مدت يديها اليه لكنها اخترقت الهواء داخلها الفزع ولرهبة وهي ترى صورته تتلاشى مع الضباب الذي غطى المكان..
ولم تكن تدرك في تلك اللحظة انها وصلت إلى حافة الجسر الذي تهدلت أسواره بفعل الرياح العاتية التي أصابت المدينة.. صرخت جوارحها متوسلة بصمت ادمته
مشاعرها الضائعة.
- خذني إليك.. أرجوك لا تكن شبحاً أرسله الضباب ليعبث بي خذني بربك لا تتركني وترحل..
غير ان توسلاتها التي بقيت صامتة محترقة في داخلها تناثرت في الفضاء البهيم حين انزلقت قدماها من أعلى الجسر لتسقط في هاوية النهر العميقة مستدرجة
معها كل الاحلام والآمال والآلام التي حواها العمر.. في الوقت ذاته
كان هاتفها يعلن برنينه المتواصل رغبة رجل أضناه الشوق لسماع صوتها بلهفة مريرة..!
سلام
تلك النظرات المنبعثة من عينين شهلاوين تطالعاتها من تلك اللوحة النازفة بالبكاء.. اذهلتها تلك الدموع التي لا تزال منسابة على خد طفلة وحيدة.. واصابتها طائلة
الالم الموجع الذي يبعثه مرأى الدموع بالاكتئاب.
قررت الاتصال به لعل سماعها لصوته في الأقل يهدئ من روعها.. أدارت قرص الهاتف فاجأها صوت امرأة تنبعث منه اطياب دافئة طالما تحسستها وعاشتها، شعرت
بالحنق والغيرة تتقدان في احشائها، ومن دون أن تقرر أية وجهة تسلك وجدت نفسها تسير على اسفلت الشارع لا تلوي على شيء.. تمشي دون ادراك لما
يمكن أن يواجهها في ذلك الليل الموحش الذي اكتسى حلة رمادية مضيئة تبعث البرد في الاوصال.. شعرت في وحدتها الهرمة بأن ثمة اقدام تلاحقها.. صوت اللهاث
الذي احسته اثارها حد الجنون وتساءلت: من عساه يكون؟ أهو مجنون أثارته حمى الألم المفجوع في دخيلته فدفعته إلى السير في ذلك الشارع الكئيب؟ هل
تلتفت إليه أم تواصل سيرها؟ ولكن! إلى أين تراها تمضي وبلا مبالاة بما يمكن أن يحدث لها في ذلك الليل البهيم التفتت إليه صفعتها الدهشة..
- يا الهي اهذا أنت؟ كيف.. متى.. أين؟!
تدفقت سيول التساؤلات على لسانها وهي تطالع الوجه الذي احبته لوحة الحب الضائعة في متاهات الأيام.. كم تمنت لو تلقي بجسدها إليه وليكن بعد ذلك ما
يكون.. لكن الدموع سبقتها معترفة بعدم قدرتها على الكتمان.. انتظرت منه اجابة لتساؤلاتها لكنه بقي صامتاً محدقاً في وجهها متفرساً في الشحوب والأسى
الذي كانت تبعث به نظراتها اليه.. لم يبد حراكاً.. مدت يديها اليه لكنها اخترقت الهواء داخلها الفزع ولرهبة وهي ترى صورته تتلاشى مع الضباب الذي غطى المكان..
ولم تكن تدرك في تلك اللحظة انها وصلت إلى حافة الجسر الذي تهدلت أسواره بفعل الرياح العاتية التي أصابت المدينة.. صرخت جوارحها متوسلة بصمت ادمته
مشاعرها الضائعة.
- خذني إليك.. أرجوك لا تكن شبحاً أرسله الضباب ليعبث بي خذني بربك لا تتركني وترحل..
غير ان توسلاتها التي بقيت صامتة محترقة في داخلها تناثرت في الفضاء البهيم حين انزلقت قدماها من أعلى الجسر لتسقط في هاوية النهر العميقة مستدرجة
معها كل الاحلام والآمال والآلام التي حواها العمر.. في الوقت ذاته
كان هاتفها يعلن برنينه المتواصل رغبة رجل أضناه الشوق لسماع صوتها بلهفة مريرة..!
سلام