لا أعرف كيف سأبدأ , ولكن تأبى النفس إلا أن تقول [ قل موتوا بغيظكم ] الكل يعرف الحرب التي لن تنتهي مع الخير والشر , فذاك يأمر بالفضيلة , وغيره يأمر بالرذيلة , وذاك يأمر بالخيرية , وذاك يأمر بالشرية , وهذا قدر الله في خلقهِ , لتتم مكافأة الفاضل , ومعاقبة السيء المفضول .
منع الإختلاط , هناك حجج واهية لا تخرج إلا من بليد فكرٍ وعديم حيلة , يتشبث بأي قشة أو نتف يسيرة من الشبه التي لا تروغ إلا للعامة والبسطاء من نفس الميول .
قبل أن أبدأ , كان سعد بن عبادة رضي الله عنه إذا ركبت زوجته فرساً لا يبيع الفرس , بل كان ينحرها .
وكان إذا طلق إمرأة , لا يتجرأ أحدهم على أن يتزوجها , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول { أتعجبون من غيرة سعد , وإنَّ الله لأغير منه , وغيرة الله أن تُنتهك محارمه } .
نبدأ ببعض الشبه التي لا تخرج إلا من ساذج :
الشبهة الأولى يقول أولئك القوم أنَّ الإختلاط في كل مكان , ولم يعد هناك سوق أو مجمع أو مستشفى إلا وبه إختلاط , وحتى الأمكان والإدارات الحكومية .
وهنا الرد والإحتجاج يكون بالوضع الخطأ , فمن يحتج بصورة خاطئة لا يكون حاله إلا كحال الذي يقول { الكل يأكل يُرابي , وماذا يعني لو رابيت , الكل يسرق , أتحرمه علي أنا فقط } .
وهنا أقول أن تقليل الخطأ والحد منه والعمل بالقليل فضيلة , يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ خير العمل أدومه وإن قل ] .
فكون الإختلاط في كل مكان , فهل هذا يعني أن [ نعميها بالجامعة أيضاً ] ونجعلهم [ نار تاكل حطبها ] بلا حساب ولا مراقبة .
الشبهة الثانية : المسجد الحرام مختلط , وفيه النساء والرجال معاً .
عندما نقرأ نصوص التشريع الإسلامي نعلم علم اليقين بأن المسجد الحرام لم يكن مختلطاً يوماً ما , وما يحدث الآن من إنسكاب الملايين هو حاجة ماسة لا تستطيع فيها المملكة العربية السعودية التفريق فيها بين النساء والرجال .
ثم إن المسجد الحرام لا توجد إمرأة إلا ومحرمها معها لتطوف أو تسعى أو تصلي , ثم إن النصوص الشرعية قطعية بحقيقة العزلة بين الرجال والنساء [ شر صفوف النساء أولها , وخير صفوف النساء آخرها ] وهذا واضح جداً يدل على أن المرأة كلما كانت بعيدة عن الرجل , كلما كانت أكثر فضيلة وأكثر خيرية .
ثم إن المسجد الحرام تؤدي فيه المرأة النسك في غالب أمرها , فبالله كيف يتم التفريق بين المرأة والرجل في أهوال الزحام في الحرم .
ثم إن النساء إن أردن الصلاة يصلين خلف ساتر يسترهن وليست المسألة [ تكسير سوالف بينهم بالحرم ] .
ثم لو قلنا أن هناك وجود مظاهر منحطة من بعض الساقطين في وسط الحرم يحاولون المعاكسة , وكذلك بعض الساقطات في الحرم ممن [ تلاقط عيونهم ] ويبحثن عن المتعة في الحرم , فوجود هذه الظواهر لا تدل على أن هناك إختلاط فعلي في الحرم , بل ربما يحدث ذلك في الطريق وفي الممشى وفي المستشفى .
ولكن ما الحاجة لتواجد الفتاة مع الشاب وخلق الزمالة بينهم في الفصل لينشأ بعد ذلك ما لا يُحمد عقباه .
الشبهة الثالثة : يقول أحد الأعضاء , [ تبي تعقدون بناتنا وبعدين مايعرفون يتكلمون مع الرياييل ] :
الحمدلله الذي أنعم على الإنسان الخوف على المحارم كما سلبها من الحيوانات , الحمدلله الذي جعل الإنسان يخشى على عرضه كما سلب ذلك من الحيوان , والحمدلله الذي توج الإنسان برسالة وضوابط ومعايير ومنهج يسير عليه كما سلب ذلك من الحيوان فأقول :
إن المدح في النساء لا يكون إلا بالحياء , عندما أرادوا أن يمدحوا حياء النبي صلى الله عليه وسلم قالوا [ إنه لأشد حياءً من العروس في خدرها ] .
والمعلوم لدى كل ذي عقل ولب أن المرأة بلا حياء , تكون جنس رابعاً , بمعنى لا هي أنثى ولا هي رجل ولا هي ختثى مشكل , بل هي جنس آخر سُلب قلب الأنوثة النابض .
وما يدلل على كلامي هذا قوله تعالى [ ووجد من دونهم امرأتين تذودان , قال ما خطبكما , قالتا لا نسقي حتى يُصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ] .
وهتان الفتاتان كانتا ينتظرن حتى ينتهي الرجال من ماء مدين , وكان موسى ينظر إليهم وتعجب من عدم إختلاطهم بالرجال , فما كان منه إلا أن [ فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ] .
ثم ماذا أيها الأفاضل , ثم [ فجاءته إحدهما تمشي على إستحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ] .
فالحياء مبعث روح الأنوثة , ولب الحياء إحجام المرأة عن أي إختلاط بأي رجل أياً كان , إن كان من غير ذي المحارم .
فإن كان التعقيد هو التمسك بحياء المرأة وعفتها , فأنعم به من تعقد وأكرم .
لا يخفاكم وأنتم أهل القرآن وأهل الملة ما قاله ابن عباس عن الفتاة وكيفية دلالة المرأة لموسى , كانت تمشي خلفه وترمي بالحصى تجاه الجهة التي تُريد , وهنا سؤال مطرح وبعنف كما تعودت :
لو رأى أولئك القوم هذه المرأة وكيف تدل موسى على طريق أبيها , هل سيقولون هذه عاقلة ؟
سيقول أحدهم : والله ماعندها سالفة , يبه إخذي موسى بيده وسولفي وياه ووديه لبيت أبوج , والله مو صاحية تبي تدله وتمشي وراه , صج خبال ؟
عذراً على الألفاظ السابقة , إنما هي وصف لحال مقالهم , وعلى موسى أزكى السلام , وحاشى أمنا زوجة موسى أن تصنع ذلك , ولكنهم قوم يجهلون .
الشبهة الرابعة :
يقولون بأن منع الإختلاط هو طعن بالثقة , وأنك بمجرد أن تمنع الإختلاط فأنت شاك بأهلك وأختك وهكذا , فأقول :
سحقاً لمن يفكر بهذه الطريقة , وسبحان من قال [ وإذا سالتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب , ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ] وهنا سؤال , عندما قال ربنا هذه الآية التي موجهة لأفضل النساء , أمهات المؤمنين , فبالله عليكم هل هناك شك فيهم ؟
قال تعالى على لسان إبراهيم [ ربي أرني كيف تحي الموتى , قال أولم تؤمن , قال بلى ولكن ليطمن قلبي ] فهل شك إبراهيم خليل الرحمن بربه أم ماذا ؟
الجواب أراد الإطمئنان , وزيادة اليقين , وترسيخ الإيمان , فكوني أفرق بين الرجل والمرأة فهذه سُبل الشريعة .
الإنسان شديد التأثر بطبعه , فهو كتلة من الأحاسيس والمشاعر التي تتأثر بالمحسوسات , ويدلل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم [ ولولا أن ثبتناك , لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا ] .
فتخيل معي , أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخليقة قاطبة كاد أن يتأثر بالبيئة المشركة , ولكن الله سلمه وثبته .
ثم هذا يوسف الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم , ابن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم , يقول تعالى [ ولقد همت به وهم بها لو لا أن رأى برهان ربه ] .
على اختلاف رواية التفسير في لفظة هم بها , إلا إن الكثير رجح أن يوسف عليه السلام أتاه ما يأتي أي رجل من الجبلة والطبيعة , ولكن الله حفظه ووقاه شر ذلك الفعل بصدق يوسف وإخلاصه .
وهذا مصداق قوله تعالى على لسان يوسف [ وإلا تصرف عني كيدهن أصبوا إليهن وأكن من الجاهلين ] فصرف عنه كيدهن ربنا .
فهؤلا الأنبياء تأثروا وهم كتلة أحاسيس ومشاعر , والخطاب الأول الذي قلناه [ وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ] وهذا موجه لأفاضل النساء , وأفاضل الرجال , في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موجود , والوحي ينزل , وفي خير القرون .
فبالله عليكم ألسنا أحوج منهم بهذه النصوص وأن نطبقها الآن كل تطبيق وبحذافيرها
الشبهة الخامسة , بصراحة لم تكن في بالي , ولكن [ جات والله جابها ] وذلك عند تصفحي للكاتب [ ولفظة الكاتب تطلق على أي أحد , حتى على من يكتب ذكرى سالم بو خوصة على المحولات ] رأيت أن الرجل ذكر أن منع الإختلاط هو بسبب الجانب العاطفي والميول العاطفي الذي يعيشه مجتمعنا بعيدا عن العقلانية .
وهذا نص كلامه :
وهنا نحن بين أمرين , الأول ماهو تفسير الجانب , وماهي العقلانية , الأخ محمد عبدالقادر الجاسم يرى بأن الإختلاط فيه عقلانية لأسباب هو يراها , ولم يذكر منها شيئاً في المقال .
وكان ينقم الرجل على الرموز الإسلامية وعلى مواقفها المضروبة , ولكن تلك الرموز تمثل نفسها , وتمثل مصالحها , فنحن عندنا الحديث المشهور [ فإن أصبت من الله وحده , وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ] .
فما ينقمه الاخ وغيره وأنا أنقمه أيضاً على الكثير من الأعضاء الملتحين , هو ما يمثلهم ولا يمثل التشريع , وليس معنى ذلك أن ننسف الخيرية التي فيهم .
بالنسبة للعقلانية التي يتحدث عنها الفاضل والمدنية , أقول أين العقلانية في أن نؤدي خمس صلوات في المسجد وبوقت محدد ونترك الحياة المدنية التي في معاشنا ؟
أليس من المدنية التي ينادي بها أن نترك الصلوات الخمس ونستثمر حياتنا المدنية بكل دقيقة وثانية ونجعل مو بلدنا يابان العرب .
أليس من المدنية واستثمار الوقت التي يتكلم عنها وينادي بالعقلانية , ألييسا يدعوان إلى ترك الفطر والأضحى وجعل تلك الأيام أيام عمل لتنتفع حركة التجارة وتزدهر حركة الإقتصاد في البلد .
لماذا يؤدي الموظف عمله وهو صائم
لذلك أقول أن على هذا الرجل وغيره أن يفهم أن دين الدولة الإسلام , وبمقتضى ذلك على الجميع أن يقبلوا بنصوصه وبما شرع الله , وهذا ما يقبله الغالبية العظمى , وأقرته الغالبية تحت قبة البرلمان ولكن يأبى الشرذمة [ والشرذمة تطلق على أقل التجمعات , إن هؤلاء لشرذمة قليلون ] إلا أن يعكروا الصفو بأطروحات مزعجة تضيق بالغالية ذرعا , وتؤجج الفتنة .
وعلى من يقبل الإسلام أن يقبله كافة [ ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ] .
التشبيه على الناس بمسألة أن الطرح ديني , فأقول أن ملزوم بالطرح الديني , فالدولة نعم دولة مؤسسات , ولكنها أشارت لرأي الأغلبية , والأغلبية الساحقة تؤيد الطرح الديني [ صبها واحقنها ] فاللبرالية هي اتساع الأفق , ولكنها عند البعض اتساع الأفق حتى تصل الدين , هنا يضيق الأفق ويجمح كما يجمح الحصان الأهوج .
لقد أسلف الكفاية في الرد والوفاية على بعض الشبه التي أتذركها , وليعذرني كل لبرالي وكل يساري إن نسيت بعض الشبه , فوالله لم أتناساها , بل حقا نسيتها , ومن يتذكر بعض الشبه فليلقي علينا بسحره إن الله سيبطله .
الكاتب البربهاري / عبدالله بن خدعان المطيري
منع الإختلاط , هناك حجج واهية لا تخرج إلا من بليد فكرٍ وعديم حيلة , يتشبث بأي قشة أو نتف يسيرة من الشبه التي لا تروغ إلا للعامة والبسطاء من نفس الميول .
قبل أن أبدأ , كان سعد بن عبادة رضي الله عنه إذا ركبت زوجته فرساً لا يبيع الفرس , بل كان ينحرها .
وكان إذا طلق إمرأة , لا يتجرأ أحدهم على أن يتزوجها , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول { أتعجبون من غيرة سعد , وإنَّ الله لأغير منه , وغيرة الله أن تُنتهك محارمه } .
نبدأ ببعض الشبه التي لا تخرج إلا من ساذج :
الشبهة الأولى يقول أولئك القوم أنَّ الإختلاط في كل مكان , ولم يعد هناك سوق أو مجمع أو مستشفى إلا وبه إختلاط , وحتى الأمكان والإدارات الحكومية .
وهنا الرد والإحتجاج يكون بالوضع الخطأ , فمن يحتج بصورة خاطئة لا يكون حاله إلا كحال الذي يقول { الكل يأكل يُرابي , وماذا يعني لو رابيت , الكل يسرق , أتحرمه علي أنا فقط } .
وهنا أقول أن تقليل الخطأ والحد منه والعمل بالقليل فضيلة , يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ خير العمل أدومه وإن قل ] .
فكون الإختلاط في كل مكان , فهل هذا يعني أن [ نعميها بالجامعة أيضاً ] ونجعلهم [ نار تاكل حطبها ] بلا حساب ولا مراقبة .
الشبهة الثانية : المسجد الحرام مختلط , وفيه النساء والرجال معاً .
عندما نقرأ نصوص التشريع الإسلامي نعلم علم اليقين بأن المسجد الحرام لم يكن مختلطاً يوماً ما , وما يحدث الآن من إنسكاب الملايين هو حاجة ماسة لا تستطيع فيها المملكة العربية السعودية التفريق فيها بين النساء والرجال .
ثم إن المسجد الحرام لا توجد إمرأة إلا ومحرمها معها لتطوف أو تسعى أو تصلي , ثم إن النصوص الشرعية قطعية بحقيقة العزلة بين الرجال والنساء [ شر صفوف النساء أولها , وخير صفوف النساء آخرها ] وهذا واضح جداً يدل على أن المرأة كلما كانت بعيدة عن الرجل , كلما كانت أكثر فضيلة وأكثر خيرية .
ثم إن المسجد الحرام تؤدي فيه المرأة النسك في غالب أمرها , فبالله كيف يتم التفريق بين المرأة والرجل في أهوال الزحام في الحرم .
ثم إن النساء إن أردن الصلاة يصلين خلف ساتر يسترهن وليست المسألة [ تكسير سوالف بينهم بالحرم ] .
ثم لو قلنا أن هناك وجود مظاهر منحطة من بعض الساقطين في وسط الحرم يحاولون المعاكسة , وكذلك بعض الساقطات في الحرم ممن [ تلاقط عيونهم ] ويبحثن عن المتعة في الحرم , فوجود هذه الظواهر لا تدل على أن هناك إختلاط فعلي في الحرم , بل ربما يحدث ذلك في الطريق وفي الممشى وفي المستشفى .
ولكن ما الحاجة لتواجد الفتاة مع الشاب وخلق الزمالة بينهم في الفصل لينشأ بعد ذلك ما لا يُحمد عقباه .
الشبهة الثالثة : يقول أحد الأعضاء , [ تبي تعقدون بناتنا وبعدين مايعرفون يتكلمون مع الرياييل ] :
الحمدلله الذي أنعم على الإنسان الخوف على المحارم كما سلبها من الحيوانات , الحمدلله الذي جعل الإنسان يخشى على عرضه كما سلب ذلك من الحيوان , والحمدلله الذي توج الإنسان برسالة وضوابط ومعايير ومنهج يسير عليه كما سلب ذلك من الحيوان فأقول :
إن المدح في النساء لا يكون إلا بالحياء , عندما أرادوا أن يمدحوا حياء النبي صلى الله عليه وسلم قالوا [ إنه لأشد حياءً من العروس في خدرها ] .
والمعلوم لدى كل ذي عقل ولب أن المرأة بلا حياء , تكون جنس رابعاً , بمعنى لا هي أنثى ولا هي رجل ولا هي ختثى مشكل , بل هي جنس آخر سُلب قلب الأنوثة النابض .
وما يدلل على كلامي هذا قوله تعالى [ ووجد من دونهم امرأتين تذودان , قال ما خطبكما , قالتا لا نسقي حتى يُصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ] .
وهتان الفتاتان كانتا ينتظرن حتى ينتهي الرجال من ماء مدين , وكان موسى ينظر إليهم وتعجب من عدم إختلاطهم بالرجال , فما كان منه إلا أن [ فسقى لهما ثم تولى إلى الظل ] .
ثم ماذا أيها الأفاضل , ثم [ فجاءته إحدهما تمشي على إستحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا ] .
فالحياء مبعث روح الأنوثة , ولب الحياء إحجام المرأة عن أي إختلاط بأي رجل أياً كان , إن كان من غير ذي المحارم .
فإن كان التعقيد هو التمسك بحياء المرأة وعفتها , فأنعم به من تعقد وأكرم .
لا يخفاكم وأنتم أهل القرآن وأهل الملة ما قاله ابن عباس عن الفتاة وكيفية دلالة المرأة لموسى , كانت تمشي خلفه وترمي بالحصى تجاه الجهة التي تُريد , وهنا سؤال مطرح وبعنف كما تعودت :
لو رأى أولئك القوم هذه المرأة وكيف تدل موسى على طريق أبيها , هل سيقولون هذه عاقلة ؟
سيقول أحدهم : والله ماعندها سالفة , يبه إخذي موسى بيده وسولفي وياه ووديه لبيت أبوج , والله مو صاحية تبي تدله وتمشي وراه , صج خبال ؟
عذراً على الألفاظ السابقة , إنما هي وصف لحال مقالهم , وعلى موسى أزكى السلام , وحاشى أمنا زوجة موسى أن تصنع ذلك , ولكنهم قوم يجهلون .
الشبهة الرابعة :
يقولون بأن منع الإختلاط هو طعن بالثقة , وأنك بمجرد أن تمنع الإختلاط فأنت شاك بأهلك وأختك وهكذا , فأقول :
سحقاً لمن يفكر بهذه الطريقة , وسبحان من قال [ وإذا سالتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب , ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ] وهنا سؤال , عندما قال ربنا هذه الآية التي موجهة لأفضل النساء , أمهات المؤمنين , فبالله عليكم هل هناك شك فيهم ؟
قال تعالى على لسان إبراهيم [ ربي أرني كيف تحي الموتى , قال أولم تؤمن , قال بلى ولكن ليطمن قلبي ] فهل شك إبراهيم خليل الرحمن بربه أم ماذا ؟
الجواب أراد الإطمئنان , وزيادة اليقين , وترسيخ الإيمان , فكوني أفرق بين الرجل والمرأة فهذه سُبل الشريعة .
الإنسان شديد التأثر بطبعه , فهو كتلة من الأحاسيس والمشاعر التي تتأثر بالمحسوسات , ويدلل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم [ ولولا أن ثبتناك , لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلا ] .
فتخيل معي , أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخليقة قاطبة كاد أن يتأثر بالبيئة المشركة , ولكن الله سلمه وثبته .
ثم هذا يوسف الصديق الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم , ابن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم , يقول تعالى [ ولقد همت به وهم بها لو لا أن رأى برهان ربه ] .
على اختلاف رواية التفسير في لفظة هم بها , إلا إن الكثير رجح أن يوسف عليه السلام أتاه ما يأتي أي رجل من الجبلة والطبيعة , ولكن الله حفظه ووقاه شر ذلك الفعل بصدق يوسف وإخلاصه .
وهذا مصداق قوله تعالى على لسان يوسف [ وإلا تصرف عني كيدهن أصبوا إليهن وأكن من الجاهلين ] فصرف عنه كيدهن ربنا .
فهؤلا الأنبياء تأثروا وهم كتلة أحاسيس ومشاعر , والخطاب الأول الذي قلناه [ وإذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب ] وهذا موجه لأفاضل النساء , وأفاضل الرجال , في عهد النبي صلى الله عليه وسلم موجود , والوحي ينزل , وفي خير القرون .
فبالله عليكم ألسنا أحوج منهم بهذه النصوص وأن نطبقها الآن كل تطبيق وبحذافيرها
الشبهة الخامسة , بصراحة لم تكن في بالي , ولكن [ جات والله جابها ] وذلك عند تصفحي للكاتب [ ولفظة الكاتب تطلق على أي أحد , حتى على من يكتب ذكرى سالم بو خوصة على المحولات ] رأيت أن الرجل ذكر أن منع الإختلاط هو بسبب الجانب العاطفي والميول العاطفي الذي يعيشه مجتمعنا بعيدا عن العقلانية .
وهذا نص كلامه :
لا أظن أن هناك فرصة واقعية لموافقة مجلس الأمة على الاقتراح بقانون المقدم من النواب محمد الصقر وعلي الراشد وفيصل الشايع في شأن إلغاء قانون منع الاختلاط. فالأغلبية النيابية، ومعها الحكومة، لن تجرؤ على تمرير هذا الاقتراح لأسباب عدة. ولست هنا مهتما بمستقبل الاقتراح ولا بأسباب توقع فشله، لكنني مهتم جدا في الاقتراح كونه يشكل سابقة مهمة جدا في بروز صوت لديه الجرأة في تحدي التوجه العاطفي العام السائد في المجتمع. أقول توجه عاطفي لإدراكي أن الموقف من الاختلاط في المدارس والجامعات هو موقف عاطفي لا موقف عقلانيا. وقد جرت العادة على خضوع أعضاء مجلس الأمة والحكومة أيضا في القضايا ذات البعد الديني حتى وإن كان هذا البعد قد تم حشره حشرا في المسألة المطروحة.
وهنا نحن بين أمرين , الأول ماهو تفسير الجانب , وماهي العقلانية , الأخ محمد عبدالقادر الجاسم يرى بأن الإختلاط فيه عقلانية لأسباب هو يراها , ولم يذكر منها شيئاً في المقال .
وكان ينقم الرجل على الرموز الإسلامية وعلى مواقفها المضروبة , ولكن تلك الرموز تمثل نفسها , وتمثل مصالحها , فنحن عندنا الحديث المشهور [ فإن أصبت من الله وحده , وإن أخطأت فمني ومن الشيطان ] .
فما ينقمه الاخ وغيره وأنا أنقمه أيضاً على الكثير من الأعضاء الملتحين , هو ما يمثلهم ولا يمثل التشريع , وليس معنى ذلك أن ننسف الخيرية التي فيهم .
بالنسبة للعقلانية التي يتحدث عنها الفاضل والمدنية , أقول أين العقلانية في أن نؤدي خمس صلوات في المسجد وبوقت محدد ونترك الحياة المدنية التي في معاشنا ؟
أليس من المدنية التي ينادي بها أن نترك الصلوات الخمس ونستثمر حياتنا المدنية بكل دقيقة وثانية ونجعل مو بلدنا يابان العرب .
أليس من المدنية واستثمار الوقت التي يتكلم عنها وينادي بالعقلانية , ألييسا يدعوان إلى ترك الفطر والأضحى وجعل تلك الأيام أيام عمل لتنتفع حركة التجارة وتزدهر حركة الإقتصاد في البلد .
لماذا يؤدي الموظف عمله وهو صائم
لذلك أقول أن على هذا الرجل وغيره أن يفهم أن دين الدولة الإسلام , وبمقتضى ذلك على الجميع أن يقبلوا بنصوصه وبما شرع الله , وهذا ما يقبله الغالبية العظمى , وأقرته الغالبية تحت قبة البرلمان ولكن يأبى الشرذمة [ والشرذمة تطلق على أقل التجمعات , إن هؤلاء لشرذمة قليلون ] إلا أن يعكروا الصفو بأطروحات مزعجة تضيق بالغالية ذرعا , وتؤجج الفتنة .
وعلى من يقبل الإسلام أن يقبله كافة [ ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان ] .
التشبيه على الناس بمسألة أن الطرح ديني , فأقول أن ملزوم بالطرح الديني , فالدولة نعم دولة مؤسسات , ولكنها أشارت لرأي الأغلبية , والأغلبية الساحقة تؤيد الطرح الديني [ صبها واحقنها ] فاللبرالية هي اتساع الأفق , ولكنها عند البعض اتساع الأفق حتى تصل الدين , هنا يضيق الأفق ويجمح كما يجمح الحصان الأهوج .
لقد أسلف الكفاية في الرد والوفاية على بعض الشبه التي أتذركها , وليعذرني كل لبرالي وكل يساري إن نسيت بعض الشبه , فوالله لم أتناساها , بل حقا نسيتها , ومن يتذكر بعض الشبه فليلقي علينا بسحره إن الله سيبطله .
الكاتب البربهاري / عبدالله بن خدعان المطيري