م.محمد المطيري
عضو فعال
تعليق/ بيان الجمعية الفلكية بجُدة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا تعليق مختصر على البيان الصادر عن الجمعية الفلكية بجدة بشأن إمكانية رؤيةهلالشوال مساء الاثنين، فقد ورد فيه تشكيك الناس بالعيدوأن العيد -بحسب رأيهم- هو الأربعاء وليس الثلاثاء، فأقول:
1- بأن الهلالشرعا هو اسم لما يستهل به ويعلن، فإذا أعلن عن رؤيةالهلالمن الجهات الرسمية كان هلالا شرعا حتى ولو وقع الخطأ في ثبوته، ولهذا فقد اتفق الفقهاء على صحة الوقوف بعرفة في اليوم العاشر من ذي الحجة إن أخطأوا في دخول الشهر، وكان ذلك اليوم هو يوم عرفة في حقهم، وممن نقل هذا الاتفاق شيخ الإسلام ابن تيمية.
2- بأن العيدعندنا قد ثبت بطريق شرعي، وهو الرؤيةبالعين المجردة ولو من شاهد واحد، كيف وقد رؤي هلال شوال من ستة شهود ثقات؟ وفي الحديث:"صوموا لرؤيتهوأفطروا لرؤيته".
وهذا ما عملنا به ولله الحمد، فإنا لم نفطر إلا بتحققالرؤيةمن الثقاتالذين قبلت شهادتهم لدى القضاء الشرعي.
3- أن الحساب الفلكي موافق للرؤيةولله الحمد، فقد ذكر الفلكيون بأن الهلاليغيب بعد غروب الشمس، وهذا يعني أن رؤيتهممكنة، وخاصة في المكان الذي رُؤيفيه "حوطة سدير"، فهذه البقعة عبارة عن هضبة مرتفعة بدرجة كافية لرؤيةالهلالوقد كان الجو فيه صحوا.
نعم لو كان الحساب الفلكي يقطع بغياب الهلالقبل غروب الشمس أو معه لاعتبرنا ذلك قرينة على كذب الشاهد أو خطأه، لكن ثبت فلكيا غيابه بعد غروب الشمس.
4- أن عدم تمكن مرصد الجمعية المذكورة من رصد الهلالفي مطلع الهدا في الطائف إنما كان لكون السماء ملبّدة بالغيوم.
5- أن التلسكوبوإن كان فعلا يتفوق على العينالمجردة في تحديد مكان الهلالإلا أنه لا يتفوق عليها في رؤيته، لأن التلسكوبلا يكبّر الأجرام كما يتوهمه البعض، بل يزيد من كمية ضوئها، ولما كان طلوع الهلالقريب جدا من الشمسفإن أشعتها لا تتيح رؤيةواضحة للتلسكوب، فكانت العينالمجردة متفوقة هنا، فإن ضُم إليها خبرة الرائي في تحديد مكان طلوعه صارت رؤيتهقوية.
6- زعمت الجمعية في بيانها أن الشهود قد أخطأوا، وذلك باحتمال أن يكون الكوكب الذي رؤيهو زحل، وقولهم هذا لا يعدو أن يكون ظنا، فهم لم يقطعوا به وإنما ترجح لديهم، ولما كان الشهود الذين رأوا الهلالمن أهل الخبرة، وهم يعرفون موضع طلوعه فإن قولهم مقدم على قول من ادعى خطأهم في الرؤية.
7- أن الجمعية المذكورة ذكرت رأيها قبل نهاية رمضان بأن العيديوم الأربعاء، وقد خولفت من فلكيين مشهورين، منهم العجيري وعيسى رمضان، فقد ذكرا بأن العيدالثلاثاء حساباورؤية، وهذا الاختلاف في أوساط الفلكيين يدل على صدق شهادةالشهود إذا وافقها عدد كبير من الفلكيين.
وبناء على ما تقدم؛ فإن فطرنا قد تم بطريقة شرعية سليمة، فلا يجوز لأحد أن يشكك فيه انتصارا لذاته ودفاعا عن رأيه، كيف وقد أفطر المسلمون؟ والنبي صلى الله عليه وسلم:"صومكم يوم يصوم الناس، وفطركم يوم يفطرون".
فينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يطمئن لفطره ويهنأ بعيده، ولا يلتفت إلى هذا الرأي المشكك، ولا يزيّن لهم الشيطانفكرة القضاء احتياطا، وإن كان قد بدأ بصيام ست من شوال هذا اليوم فليتم صومه، وإني صائم.
والله أعلم.
كتبه/
د. نايف العجمي
تعليق/ بيان الجمعية الفلكية بجُدة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا تعليق مختصر على البيان الصادر عن الجمعية الفلكية بجدة بشأن إمكانية رؤيةهلالشوال مساء الاثنين، فقد ورد فيه تشكيك الناس بالعيدوأن العيد -بحسب رأيهم- هو الأربعاء وليس الثلاثاء، فأقول:
1- بأن الهلالشرعا هو اسم لما يستهل به ويعلن، فإذا أعلن عن رؤيةالهلالمن الجهات الرسمية كان هلالا شرعا حتى ولو وقع الخطأ في ثبوته، ولهذا فقد اتفق الفقهاء على صحة الوقوف بعرفة في اليوم العاشر من ذي الحجة إن أخطأوا في دخول الشهر، وكان ذلك اليوم هو يوم عرفة في حقهم، وممن نقل هذا الاتفاق شيخ الإسلام ابن تيمية.
2- بأن العيدعندنا قد ثبت بطريق شرعي، وهو الرؤيةبالعين المجردة ولو من شاهد واحد، كيف وقد رؤي هلال شوال من ستة شهود ثقات؟ وفي الحديث:"صوموا لرؤيتهوأفطروا لرؤيته".
وهذا ما عملنا به ولله الحمد، فإنا لم نفطر إلا بتحققالرؤيةمن الثقاتالذين قبلت شهادتهم لدى القضاء الشرعي.
3- أن الحساب الفلكي موافق للرؤيةولله الحمد، فقد ذكر الفلكيون بأن الهلاليغيب بعد غروب الشمس، وهذا يعني أن رؤيتهممكنة، وخاصة في المكان الذي رُؤيفيه "حوطة سدير"، فهذه البقعة عبارة عن هضبة مرتفعة بدرجة كافية لرؤيةالهلالوقد كان الجو فيه صحوا.
نعم لو كان الحساب الفلكي يقطع بغياب الهلالقبل غروب الشمس أو معه لاعتبرنا ذلك قرينة على كذب الشاهد أو خطأه، لكن ثبت فلكيا غيابه بعد غروب الشمس.
4- أن عدم تمكن مرصد الجمعية المذكورة من رصد الهلالفي مطلع الهدا في الطائف إنما كان لكون السماء ملبّدة بالغيوم.
5- أن التلسكوبوإن كان فعلا يتفوق على العينالمجردة في تحديد مكان الهلالإلا أنه لا يتفوق عليها في رؤيته، لأن التلسكوبلا يكبّر الأجرام كما يتوهمه البعض، بل يزيد من كمية ضوئها، ولما كان طلوع الهلالقريب جدا من الشمسفإن أشعتها لا تتيح رؤيةواضحة للتلسكوب، فكانت العينالمجردة متفوقة هنا، فإن ضُم إليها خبرة الرائي في تحديد مكان طلوعه صارت رؤيتهقوية.
6- زعمت الجمعية في بيانها أن الشهود قد أخطأوا، وذلك باحتمال أن يكون الكوكب الذي رؤيهو زحل، وقولهم هذا لا يعدو أن يكون ظنا، فهم لم يقطعوا به وإنما ترجح لديهم، ولما كان الشهود الذين رأوا الهلالمن أهل الخبرة، وهم يعرفون موضع طلوعه فإن قولهم مقدم على قول من ادعى خطأهم في الرؤية.
7- أن الجمعية المذكورة ذكرت رأيها قبل نهاية رمضان بأن العيديوم الأربعاء، وقد خولفت من فلكيين مشهورين، منهم العجيري وعيسى رمضان، فقد ذكرا بأن العيدالثلاثاء حساباورؤية، وهذا الاختلاف في أوساط الفلكيين يدل على صدق شهادةالشهود إذا وافقها عدد كبير من الفلكيين.
وبناء على ما تقدم؛ فإن فطرنا قد تم بطريقة شرعية سليمة، فلا يجوز لأحد أن يشكك فيه انتصارا لذاته ودفاعا عن رأيه، كيف وقد أفطر المسلمون؟ والنبي صلى الله عليه وسلم:"صومكم يوم يصوم الناس، وفطركم يوم يفطرون".
فينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يطمئن لفطره ويهنأ بعيده، ولا يلتفت إلى هذا الرأي المشكك، ولا يزيّن لهم الشيطانفكرة القضاء احتياطا، وإن كان قد بدأ بصيام ست من شوال هذا اليوم فليتم صومه، وإني صائم.
والله أعلم.
كتبه/
د. نايف العجمي