نامور ... بلدة من رخــام ..!

البريكي2020

عضو فعال
نامور ... بلدة من رخــام ..!
بقلم : أحمد مبارك البريكي
Twitter : @ahmad_alburaiki

حواف الطــريق مغطــاة بغابات تخترقهــا أنهار ملتويــة، يأخذنا الطريق بين تلك الأشجــار من إطارات سيارتنـا إلى قريـة لها طلـة من تركواز، محاجـر الرخــام تسكـن هضبـة (آردن) التي تسكنهـا نامـور، كانت السمــاء في ذلك النهــار تشــع رذاذا من ضيــاء مخترقــا غيــوما لا تنــام!
كانت رحلة عودتنــا من دوقيـة لوكسمبورغ باتجاه العاصمـة بروكسل عندمـا طلعت كواكب تلك القريـة التي يخترقها نهر ميـز أحد رافدي مملكة بلجيكـا وحياتهــا، مصانع الزجاج تنتشــر كالضوء في كل اتجاه، وكأنهـا تعلن أن هذه البلدة بيت للزجاج فلا ترموهــا بحجــر..!
نامور الغافيــة على التقاء نهريــن كانت لهـا حكايـة (مأساة) مدمرة عندما اجتاحتها جحافل رايخ هتلـر في الحرب العالميـة الثانية لتستأصلها عن بكرة أبيها، فتمحيها بالقنابل من الوجود، لكن الشعب الحي أعاد عجلـة البناء سريعا بعد الدمار، فطوى مطوية الحزن ووضعهــا في أحد متاحف البلدة
للتاريخ وللذكرى.
توقف بنــا الوقت قليـلا عند جســر يصل بين ضفتي النهــر ليكون منظرا جذابا لا تقاومــه عدسات تصويرنـا، نهر داكن الزرقـة أسفل أقدامنــا وجبال شديدة الخضار في آفاقنــا، كانت الشمس تنشر لون الليمـون في زاوية من السمـاء، وكأنهـا تسقط فاكهــتها على (مرمر) بلاد الرخـام، اصطفت الغيـوم بعدهـا كاصطفاف العسكـر في نهار الوغى، فانهمـرت سيول السمـاء بالمـاء المطري شديد الكثافـة، عندهــا قررنـا الانسحاب من ذلك
المنظـر الخلاب..!

 
أعلى