الأم الكويتية
عضو ذهبي
الام الكويتية...
عمل المحققين يتطلب الاستماع وكتابة كل ما تسمعه! واتخاذ اجراءات قضائية "شديدة" بهذا الخصوص...
لكِ ان تتخيلي الحد الذي سيصل اليه الشاكي رجل (او المرأة) من "القرقة" لما يكون جاي يشتكي؟ومن ثم تقوم انت بنفسك بالاستماع والتعاطف وبتسجيل هذا كله على الورق! واذا قلنا انه يوجد اكثر من اربع شاكين باليوم الواحد....ومعهم اربع متهمين يقابلهم سيدافعون عن انفسهم...واذا اضفنا عليهم سماع شهود النفي والاثبات بكل قضية تقريبا...ويقوم المحقق بنفسه بكتابة كل اقوالهم على الورق...!
وشوية سبع او ثمان حوادث مرورية بعد فوقهم!!! (وكل حادث يبيله كتابة مو طبيعية!...الوزارة مخلية اجراءات الحادث طويلة على الناس ورافضة تتبع اجراءات حتى الدول النامية اللي حوالينا بهذا المجال)!!!
وهالحوادث بعضها فيها قتلى وبعضها فيها اصابات واضرار مادية بمبالغ مالية ضخمة!
كل هالهوليلة بدوام محقق في يوم واحد فقط لا غير...!
وقد تستمع للشاكي وتصدقه ويمكن ما يكون لا في حقوق مسلوبة ولا شي والشخص اللي جاي يشتكي طلع جذاب (من باب ضربني وبكى سبقني واشتكى)....وخاب ظنك وشعرت بالاحباط من ذاك الاستقبال الرائع اللي استقبلت فيه شكوى الشاكي وتبسمت بوجهه وطمئنته (او طمئنتها) ومسحت دمعته باعتباره مظلوم!
وطلع كلكجي (او كلكجية) فتتعلم من تلك التجربة المريرة (وهي تتكرر كثيرا) وتحلف ألف يمين انك ما تصدق اي شخص يأتيك حتى لو كان شاكيا وذرف أنهار الدموع! المجرمون يكذبون...والمتهمون يكذبون والشاكين يكذبون والشهود كثير منهم ايضا يكذب وحتى اصحاب الحوادث البسيطة التافهة (ام عشر دنانير حق عام) يكذبون!! ويتعامل المحقق مع هذا الكم الكبير من الاكاذيب اليومية ومع مر السنوات...والخبرة....يصبح المحقق "شكيك"..يشك بكل شي حتى بنفسه! وتريده اذا دخلت عليه تكون نفسيته حلوة!
طبعا القصة ما انتهت الى هنا....فهناك اعمال اخرى يقوم بها المحقق في اوقات خارج الدوام الرسمي (في المنزل مثلا)وهي اكثر من الاعمال التي يقوم بها في وقت الدوام الرسمي نفسه!!!تتضمن تصفح كل القضايا التي بين يديه وقراءتها بدقة وفهمها ودراستها ووضع مذكرات خاصة بكل قضية وبيان ما يراه من تصرف سليم بشأنها...
وفوق هذا يعاني المحقق من دوام الشفتات المقرف (مثل الشرطة بالضبط رغم انه مدني)....ويداوم دوام كامل في كل المناسبات الرسمية (وبدون اي بدل نقدي عنها)...ما يمر عليه لا عيد وطني..ولا عيد التحرير...ولا عيد الاضحى ولا عيد الفطر ولا اي عطلة رسمية تعرفها الدولة!! حتى بحداد سمو الأمير الدنيا كلها معطلة الا المحقق مداوم وبدون بدل نقدي... ويداوم أيام الجمع والسبت صباحا وظهرا ومساءا.....ولا يُمنح المحقق بدل نقدي عن هذه الاجازات ولا تُضاف هذه الأيام والاجازات والعطل بإجازاته السنوية!!!
هناك موظف لو تسأله شنو تشكو منه يقولك أشكو من مقابلة الجمهور (كموظفين المرور)
وهناك موظف لو تسأله شنو تشكو منه يقولك أشكو من دوام الشفتات فقط (كالشرطة) <---لكن ما عنده اي شغل ياخذه البيت
وهناك موظف لو تسأله شنو تشكو منه يقولك أشكو من الكتابة الكثيرة (كاتب وكيل النيابة)
وهناك موظف لو تسأله شنو شغلك يقولك اقوم بالاتصالات بالاطراف وتحديد المواعيد للناس (مع المدير) وكذلك اقوم بكتابة السجلات في الادارة واعادة كتابتها في سجلات الوزارة (سكرتير مدير)
وهناك موظف لو تسأله شنو تشكو منه يقولك أشكو من ان شغلي ما يخلص بالدوام ولازم اشيله معاي للبيت (كالمدرس)
وهناك موظف لو تسأله شنو تشكو منه يقولك أكثر شي يتعبني اصلاح ذات البين بين الازواج والأهل (كالمشرف الاجتماعي)
وهناك مسؤول لو تسأله شنو تشكو منه يقولك انا مرتاح من كل شي ولكن عندي مشكلة واحدة فقط وهي اني شايل هم رقاب الناس وخايف اظلمهم (كالقاضي)
اما المحقق فيشكو من كل ما سبق مجتمعة!!!
وزارة الداخلية عبالها موظفة اخــــــطـــــــبـــــــوط مو محقق!!!!
شكرا للجميع
الله يعطيهم العافية و انا فاهمة تماما معاناتهم لان صعوبة التعامل مع كل انواع البشر و خاصة الكذابين و الغير محترمين و ذو الاخلاق التعسية مصيبة لا يشعر بها الى المتلقى لهذه النوعية و التعامل معهم متعب اكثر من الكتابة لاربع ساعات متواصلة.
لكن يا ناس يا عالم اليس ما نعاني منه هو التخلف البيروقراطي ؟
ليش ما يتم عندنا ما يتبع في الدول المتقدمة بان يسجل التحقيق صوتيا و من ثم يدون على الورق في الوقت المناسب؟
اما حقوق المحققين كموظف مدني و يداوم شفتات و لا بدل عطل الخ فهذا بخس حق ساري على شرائح اخرى لم يستمع احد لاصواتهم.
و مشكلتنا بالمخافر اننا لا يوجد لدينا ضباط اختصاص اشراف اجتماعي للتعامل مع القضايا الاجتماعية فقط.
المشكلة ان انظمة الوزارة بحاجة شديدة الى اعادة تشكيل و تحديث حتى يتم القضاء على المشاكل الموجودة.