مفاجآت غير متوقعة
مفاجآت غير متوقعة
السلام عليكم
دخلت في خضم العمل ورأيت بعيني بعض الخلل في الإدارة على الرغم من كون الإنتاج يعمل بكفاءة كبيرة وكما هو مخطط له , ولكن هذا الخلل في الإدارة يرفع من شأن الشريك الأجنبي حتى صار أي أجنبي في العمل يتعدى اختصاصاته إلى غيرها ويهابه الكثير من الناس , وهذا التدخل العجيب قد انعكس على العمل نفسه في أمور معينة , وزاد من الأعباء على بعض المصريين في مقابل راحة هذا الموظف الأجنبي , بل وزاد على ذلك..
المهم كان علي في هذا الوقت أن أثبت نفسي في عملي بطريقة تجعلني لو تدخلت أو اصطدمت مع هذه العيون الزرقاء التي كرهت وجودي , اقول تجعلني في منزلة تعلمني بما لي وما علي , فوضعت دارة صغيرة وهي أن أحصل كل المعلومات الضرورية في عملي , وكان الأمر كبيرا حتى إنهم ليضعون شهرا كمرحلة سياحية تعريفية في العمل , لا يعيبون على المخطئ الجديد في هذه الفترة إذا أخطأ , ولهذا اجتهدت حتى أضبط أموري وأعرف أسرار عملي والواجب علي في هذا الموقع...
لم أكن أهتم إلا بهذا الهدف الأولي الذي وضعته , وكنت أعامل هؤلاء الأجانب كما يأمرنا الإسلام , فلا أعبس في وجهه ولا أظلمه وليس بيني وبينه إلا كل أخلاق حسنة , ولكني كنت أقرأ في أعينهم خصوصا كبيرهم أنه يلتمس فرصة لكي يفرض ارادته على شخصي على الرغم من كوني بعيد عن مجاله , وهذا ما لم أكن اقبله لا من ناحية الإدارة والمهنية ولا حتى من الناحية الدينية لما أقرأه في نفسه من كراهية , وما عندي شيء اخاف عليه...
المهم ركزت في عملي وكنت أصعد وأنزل وأتعب حتى فهمت المسألة , وابتكرت بعض المستندات والأمور ولم أدري أن هناك عين من الشركة تراقبني وتراقب عملي , حقيقة لم أكن أدري ذلك وحينها حدثت المفاجأة الأولى
بعد خمس وعشرين يوما بالتمام والكمال ناداني المدير الكبير , ثم ناولني عقد جديد وراتب مضاعف , فاستغربت في الحقيقة لأنهم أخبروني بأنها فترة لا تقل عن ستة أشهر حتى أحصل الترقية , وهو بدوره أخبرني أن هذا أمر نادر قليلا ولكننا نريدك معنا وقد أعجبنا جدا بما فعلته في هذه المدة , واستغربت عندما وجدت أنه يعلم الكثير من تفاصيل عملي في الفترة القصيرة الماضية , وأنه بنفسه رفع التزكية وسعى فيها حتى استغربت الشركة من هذا الطلب ولكنها لثقتها في مديرها وافقت على الفور...
وفي الحقيقة سعدت لهذا التأثير السريع ورأيت الغيرة في العيون الزرقاء والخضراء , وكنت أعلم أنه لابد من صدام , طالما بقي هذا الرجل يتابعني ويتابع أخباري ويُتابعني... ولكني لم أكترث لذلك إلا أني كنت مستعدا لأي تعدي إذا حدث وقد ابتعدت المسافة قليلا لما علم من سعادة الشركة بي حتى أن الشريك الأجبني استغرب هذا الأمر ولكنه أبدى ارتياحا , فمجال عملي تحت الأضواء وعليه مسئولية كبيرة جدا , بل إن الثقة فيمن يعمل في مجالي تحتاج إلى وقت ومتابعة ولهذا كان هناك استغراب من هذه الترقية السريعة..
دفعتني هذه الثقة إلى بذل المزيد من الجهد وإلى محاولة التميز أكثر وأكثر , وزاد الإعتماد علي في عملي في مجالات كثيرة , وكنت أسعد بأي معلومة آخذها في أي مجال حتى في مجال " الخواجات " لأنه يزيد من قوتي في عملي ويرفع من قيمة عملي ويكسبه نوعا من العمق , على العموم زدت من قوتي وحمدت ربي على هذا التميز الذي ندر أن يكون في الشركة , ورفعت من تدخلي في العمل حتى الأمور اليدوية التخصصية التي آمر بها في عملي , كنت اشارك بها العمال وأساعدهم فيها وآخذ الخبرة بسرعة من خلال هذه المشاركات..
وكنت أعامل العمال كإخوان لا أترفع عليهم ولا أنزل إليهم إلا بعين الرحمة لما أجده من تعب وإجهاد يواجهونه في عملهم , ولكن بعد شهرين ونصف من عملي جاءتني المفاجأة الثانية..
يتبع إن شاء الله
..