~~ قطعة من حياتي ~~

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السفر واستلام الوظيفة

السفر واستلام الوظيفة

السلام عليكم...

أحاول أن أختصر المقدمة على قدر ما يمكنني حتى أدخل على بعض التجارب العملية المنشودة من هذا الموضوع , ولكني لا أقدر على أقل من ذلك كونها تعطي تصورا على ما كان في ذهني في الدخول في هذه التجربة ثم النتائج التي خرجت بها...

اتصالا بالسابق أكمل هذا الجزء , فقد تجهزت للسفر في اليوم المحدد , واتفقت مع أصدقائي على أن أذهب إليهم في حدود الثامنة أو التاسعة صباحا , ولكن في الساعة السادسة جاءني أول خبر مؤسف في ذاك اليوم , وهو أن اتصالا أخبرنا بأن أخي الأكبر مني سنا قد اصيب في حادثة تصادم وهو يرقد في المستشفى , عرفنا بعض التفاصيل وتجهزنا للخروج ولكن أبي لم يوافقني على هذا كوني سوف أسافر إلى عملي بعد ساعتين أو ثلاث ساعات , فضلا عن أن الحالة مستقرة نوعا ما وأن هناك من الإخوان ما سوف يقومون بالمساعدة ولن يكون غيابي مؤثرا..

توكلنا على الله وسافرنا إلى الوجهة المقصودة , ثم أنهيت اجراءاتي , وافترقنا أنا واصدقائي ورجعوا إلى القاهرة مرة ثانية , وبالليل عندما استقر الوضع قليلا في منطقة عملي أخذت أتصل لأعرف أخبار أخي وفوجئت بأن أصداقي قد وقعت لهم حادثة هم أيضا على الطريق , ولكن لم يصب أي منهما بسوء والحمد لله , فكان هذا خبرا آخرا مؤسفا في نفس اليوم , ولما تحدث مع أبي قال لي ( البلاء لا يأتي فرادى ) وطمأنني على أن الأحوال كلها " تحت السيطرة " والحمد لله , فارتحت هذه الليلة وأنا مطئمن غير منشغل البال , قد وجهت آمالي ورفعت من جاهزيتي لليوم الجديد وهو الأول في العمل...

النقطة الهامة في هذا الجزء هو أني قصدت ذكره لأن بعض الناس يسألون دائما عن الإستخارات ويحسبون أن أي اعمال تقع قد تكون نافية للإستخارة أو مبينة لفساد التوجه , حتى أن بعضهم يحسب أنه يجب عليه أن يرى رؤيا في المنام أو غير ذلك , وهذا كله غير صحيح , فالإستخارة يكون لها أثرا في الصدر من إنشراح , ثم تيسير في الطريق الموصلة إلى الأمر , فلا يجب أن يختلط العقل في ربط هذه الحوادث بالإستخارة لأنها مختلفة ومنفصلة عنها لا دخل لها بها...

المهم نمسك بزمام هذه المسألة ونعود إلى موقع العمل , كان جميلا نظيفا راقيا إلى حد ما , الناس يعملون بدقة وفيه الكثير من التكنولوجي الحديثة , فكان العمل قريبا من مخيلتي العلمية ولكنها بعيدة عن العملية . وجدت رؤسائي مصريين وكانوا على درجة طيبة من الأخلاق والوعي , والتخلق بالأخلاق الحسنة , ولكن كان هناك عيب في الإدارة اكتشفته مع مرور الأيام , وسوف أتناوله إن شاء الله تعالى..


ثم وجدت الجزء الأجنبي , وكان من الجنسيات الأوروبية التي لا تحب المسلمين أصلا و بل وكانوا كبارا في السن من الذين تربوا على مشاعر معادية للإسلام , فكانوا من اليونان القريبون من الصرب اجتماعيا وثقافيا , وعلى الرغم من كون اليونان عاشوا في مصر سنينا طويلا ونهلوا من خيراتها لما كانت اليونان لا تساوي شيئا إلا أن الأمور الآن مغايرة ومتغايرة...

رأيت في عينهم الكراهية لما شاهدوه مني مظهري , وعلمت أنهم شبه متحكمين في كل شيء , وانهم " عفاريت " يرهبون الناس بقدر كبير , فيقدرون على فصل من يشاوؤن حتى لو كان رئيسه في العمل شخصيا لأنه مصري الجنسية , وعلى أقل تقدير هم بمثابة " صداع " ولو كانوا أقل درجة من رئيسي المصري الذي هو بمثابة المدير العام للموقع....

وحتى وإن كانوا بعيدا عن تخصصي إلا أن هذه القوة تمنحهم يدا طولى في العمل , ولا يمنع أن يتوغلا في شأني أو يصطدما بي , فهل سيحصل التصادم فعلا ؟

يتبع إن شاء الله

.

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاركاتي في المنتدى قليلة ولكن لفت انتباهي هذا الموضوع..!!

أكمل بارك الله فيكم

هل حصل تصادم معهم؟؟؟
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاركاتي في المنتدى قليلة ولكن لفت انتباهي هذا الموضوع..!!

أكمل بارك الله فيكم

هل حصل تصادم معهم؟؟؟


وعليكم السلام ورحمة الله ..

أهلا بكم أختنا الكريمة , وتشرفنا بالمتابعة , فعلا حصل الكثير من التصادمات وسوف أذكر بعضها وكيف حدث والأسباب في ذلك..

في المشاركات القادمة إن شاء الله تعالى..

...
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
مفاجآت غير متوقعة

مفاجآت غير متوقعة

السلام عليكم


دخلت في خضم العمل ورأيت بعيني بعض الخلل في الإدارة على الرغم من كون الإنتاج يعمل بكفاءة كبيرة وكما هو مخطط له , ولكن هذا الخلل في الإدارة يرفع من شأن الشريك الأجنبي حتى صار أي أجنبي في العمل يتعدى اختصاصاته إلى غيرها ويهابه الكثير من الناس , وهذا التدخل العجيب قد انعكس على العمل نفسه في أمور معينة , وزاد من الأعباء على بعض المصريين في مقابل راحة هذا الموظف الأجنبي , بل وزاد على ذلك..

المهم كان علي في هذا الوقت أن أثبت نفسي في عملي بطريقة تجعلني لو تدخلت أو اصطدمت مع هذه العيون الزرقاء التي كرهت وجودي , اقول تجعلني في منزلة تعلمني بما لي وما علي , فوضعت دارة صغيرة وهي أن أحصل كل المعلومات الضرورية في عملي , وكان الأمر كبيرا حتى إنهم ليضعون شهرا كمرحلة سياحية تعريفية في العمل , لا يعيبون على المخطئ الجديد في هذه الفترة إذا أخطأ , ولهذا اجتهدت حتى أضبط أموري وأعرف أسرار عملي والواجب علي في هذا الموقع...

لم أكن أهتم إلا بهذا الهدف الأولي الذي وضعته , وكنت أعامل هؤلاء الأجانب كما يأمرنا الإسلام , فلا أعبس في وجهه ولا أظلمه وليس بيني وبينه إلا كل أخلاق حسنة , ولكني كنت أقرأ في أعينهم خصوصا كبيرهم أنه يلتمس فرصة لكي يفرض ارادته على شخصي على الرغم من كوني بعيد عن مجاله , وهذا ما لم أكن اقبله لا من ناحية الإدارة والمهنية ولا حتى من الناحية الدينية لما أقرأه في نفسه من كراهية , وما عندي شيء اخاف عليه...

المهم ركزت في عملي وكنت أصعد وأنزل وأتعب حتى فهمت المسألة , وابتكرت بعض المستندات والأمور ولم أدري أن هناك عين من الشركة تراقبني وتراقب عملي , حقيقة لم أكن أدري ذلك وحينها حدثت المفاجأة الأولى

بعد خمس وعشرين يوما بالتمام والكمال ناداني المدير الكبير , ثم ناولني عقد جديد وراتب مضاعف , فاستغربت في الحقيقة لأنهم أخبروني بأنها فترة لا تقل عن ستة أشهر حتى أحصل الترقية , وهو بدوره أخبرني أن هذا أمر نادر قليلا ولكننا نريدك معنا وقد أعجبنا جدا بما فعلته في هذه المدة , واستغربت عندما وجدت أنه يعلم الكثير من تفاصيل عملي في الفترة القصيرة الماضية , وأنه بنفسه رفع التزكية وسعى فيها حتى استغربت الشركة من هذا الطلب ولكنها لثقتها في مديرها وافقت على الفور...

وفي الحقيقة سعدت لهذا التأثير السريع ورأيت الغيرة في العيون الزرقاء والخضراء , وكنت أعلم أنه لابد من صدام , طالما بقي هذا الرجل يتابعني ويتابع أخباري ويُتابعني... ولكني لم أكترث لذلك إلا أني كنت مستعدا لأي تعدي إذا حدث وقد ابتعدت المسافة قليلا لما علم من سعادة الشركة بي حتى أن الشريك الأجبني استغرب هذا الأمر ولكنه أبدى ارتياحا , فمجال عملي تحت الأضواء وعليه مسئولية كبيرة جدا , بل إن الثقة فيمن يعمل في مجالي تحتاج إلى وقت ومتابعة ولهذا كان هناك استغراب من هذه الترقية السريعة..

دفعتني هذه الثقة إلى بذل المزيد من الجهد وإلى محاولة التميز أكثر وأكثر , وزاد الإعتماد علي في عملي في مجالات كثيرة , وكنت أسعد بأي معلومة آخذها في أي مجال حتى في مجال " الخواجات " لأنه يزيد من قوتي في عملي ويرفع من قيمة عملي ويكسبه نوعا من العمق , على العموم زدت من قوتي وحمدت ربي على هذا التميز الذي ندر أن يكون في الشركة , ورفعت من تدخلي في العمل حتى الأمور اليدوية التخصصية التي آمر بها في عملي , كنت اشارك بها العمال وأساعدهم فيها وآخذ الخبرة بسرعة من خلال هذه المشاركات..


وكنت أعامل العمال كإخوان لا أترفع عليهم ولا أنزل إليهم إلا بعين الرحمة لما أجده من تعب وإجهاد يواجهونه في عملهم , ولكن بعد شهرين ونصف من عملي جاءتني المفاجأة الثانية..

يتبع إن شاء الله

..




 

..lady

عضو فعال
ما شاءالله ..

بأس قوي ومثير للإعجاب .. اتمنى لك حياة مستمره بالنجاح .. والأهداف المحفزه :وردة:

مداخله .. لا ترغبُ بالرد عليها سبق واخذتُ من وقتك ردًا .. وفقنا الله جميعًا
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
ما شاءالله ..

بأس قوي ومثير للإعجاب .. اتمنى لك حياة مستمره بالنجاح .. والأهداف المحفزه :وردة:

مداخله .. لا ترغبُ بالرد عليها سبق واخذتُ من وقتك ردًا .. وفقنا الله جميعًا



اللهم آمين نحن وإياكم أختنا الكريمة , وما توفيقي إلا بالله


..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
شيخنا الحبيب غفر الله لك

لاتطل علينا التشويق ففيه عذاب رهيب



اللهم آمين , عفا الله عنا وعنك يا المطوع الطيب ..

ما كان هذا في مخططي أن أطيل الفترة ولكن دخلت عدة مرات وما استطعت أن أكمل المشاركة فخرجت , فاحتمل أخيك الصغير عسى الموضوع يستنير بوجودكم فيه

..
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
مفاجآت غير متوقعة ٢

مفاجآت غير متوقعة ٢

السلام عليكم

في الحقيقة أتأسف للغاية عن التأخر وأعلم أن إخواني يسامحوني فعندي بعض المشاغل التي نزلت بي , ولا أريد أن أهمل فكرة من الأفكار التي أريد بثها في هذا الموضوع , فأنا بين الإهتمام والمشاغل فسامحونا...

المهم تابعت جهدي في عملي وقد كنت أحبه في الحقيقة وهذه منة كبيرة , أن تعمل في مجال تحبه , لأن هذه المحبة دافعة لك لكي تنجز وتبتكر وأنت بقلب صافي لا يعكره نكد هذا ولا هذا , فضلا عن كوني متعلق بالله واثق في رزقه لا أخاف من فواته وأعلم يقينا أنه لا يتأخر عني ولو جريت منه بأسرع سرعة لسابقني حتى يقع في يدي , فرفعت المنافسة من قلبي وارتحت إلى أني آخذ ما قسمه الله لي سواء كان كثيرا أو قليلا , وإنما الذين يعنيني هو كيف أحقق استحلال رزقي على قدر ما أستطيع..

هذه كانت المشكلة الكبيرة لي في الحقيقة , فلا أريد أن آخذ ورقة من العمل أو أكتب بقلم من أقلامه , ولذلك كنت أشتري من جيبي واضع في العمل حتى أكون أنا صاحب اليد العليا في مثل هذه التفاصيل التي لو أهملتها فلن تتذكرها , فلا أحب أن أُجهد نفسي في عملي ثم تضربني الأوجاع والمصائب لكونه رزقا غير صافيا , قد دخله بعض الشبهات أو الحرام , وهذه إن كانت مشكلة لي وقد حللتها والحمد لله إلا إنها سوف تنقلب بعد ذلك مشكلة في العمل بيني وبين رؤسائي الذي أحبوني وأحببتهم وسعوا في رفعتي , وسوف يأتي بيان هذا الجزء إن شاء الله...

المهم بعد شهرين ونصف تقريبا من الترقية الأولى جاءتني المفاجأة الثانية , وللمرة الثانية يستدعيني المدير ويُظهر لي العقد الجديد والراتب الجديد والترقية التي لا تحصل إلى بعد عام ونصف , وهذه كانت مفاجأة كبيرة للغاية , فإن كانت الأولى قريبة من الذهن كوني حصلت شهادات كبيرة قبل أن ألتحق بالعمل , إلا أن الثانية كانت مفاجأة كبيرة , لأنها ليست فقط تقديرا طيبا سعدت به غاية السعادة , زادت من ثقتي في النظام الذي أعمل فيه , ولكنها نقلت مسئولية كبيرة للغاية على عاتقي , يعني خبرتي شهرين ونصف وأتحمل أعمال كبيرة ومسئولية خطيرة تبدأ من صناعة بعشرات الملايين من الدولارات انتهاء بحياة العاملين وسلامتهم بل وأمسى من واجباتي تدريبهم...

وإذا أراد الله هيأ أسبابه , فترقية أخرى ومضاعفة للراتب وتقدير لجهدي كانت بمثابة الحافز القوي للإستمرار , حتى أني ما عدت أهتم بالأجازات إذا وجدت خبرة في عمل معين أحتاج إلى معرفته وقد لا أقابل مثل هذا الموقف في القريب , فطالما أني حددت هدفا ووفقني الله تعالى فلابد أن أصل إليه بنوع من الأحترام لنفسي , ولكوني أحمل لحية تدل على الإسلام عامة والألتزام والمنهج السلفي الشريف , فكانت هذه مسئوليات كبيرة فوق عاتقي , ولكن من توكل على الله فهو حسبه..


انتقلت لي مسئوليات وصرت مسئولا عن تدريب من يلتحق بالعمل مثلي , ولكن هذا التأهل السريع ما كان يعجب أصدقائنا الذين ما حدث بيني وبينهم إلا الأمور الطيبة الفقط والمعاملة الحسنة , ولكني أقرأ ما في أعينهم فقد تربيت في القاهرة وعشت وسط الأجانب من الجنسيات الكثيرة , وكان يدرسون لنا في المدارس مدرسين ملاحدة وكنت نعرف من أعينهم بالخبرة ما نميز المحب لنا من الكاره , وهذه العيون التي تلاحقني وتقشعر جلودها من رؤية اللحية " المنعكشة " نعرفها ونعرف ما وراءها , وأدري أنها تنتظر خطئا واحدا لتضخمه , أو مواجهة يرفعون بها أقدامهم على مكاني فيمنعوني من الإحتفاء أو يمنعوا زملاءي من الإعتزاز بوجود زميل مسلم ملتزم - كما يبدو لهم - وقد أتقن عمله في فترة بسيطة...

كنت مازلت مشتركا في معهد اعداد الدعاة كما بينت من قبل , وفي الحقيقة قد ارتأيت أن أسير في منهج الدعوة على مهل , واخترت منهج يوسف عليه السلام الذي ما ان دخل السجن حتى سكت ولم يتكلم مع أحد في الدين والتوحيد , حتى احتاجوا إلى شيء ورأوا أنه صالح فذهبوا إليه فأرشدهم إلى التوحيد كما هو معروف من القصة القرآنية العظيمة , ولهذا فقد سكت هذه الفترة البسيطة إلا من نصيحة هنا أو هناك ممن يطلبها , ولكني لم أبذل نفسي أو أمر بالمعروف أو أنهى عن المنكر على الرغم مما رأيته من مخالفات , فكنت أنتظر أن يظهر ما أحبه من مظهر الداعية الذي يتقن عمله ويحسن خلقه حتى لو كنت في داخلي أتمنى التوبة من المعاصي , ولكنه حمل الدعوة الذي لا يصح لمسلم أن يهمله ...

وبالفعل بعد فترة جاءتني بعض الدعوات , ( مش انت بتقول انك بتدرس في معهد دعوة ؟ ايوة , طيب ما تصلي فينا الجمعة ؟ لا نصلي الجمعة كما ترى ما رأيك ؟ , قلت طبعا هيا نختار مكانا ونهيأه ليكون مسجدا ثم نصلي الجمعة من الأسبوع القادم ...

بصراحة عمت الفرحة في محيط العمل , وسعدت أنا أيضا لأنهم قدموا إلي يطلبون هذا مما دل على كوني بلغت معهم المبلغ الذي أحب وأرضى أن أبدأ مسيرة جانبية , ونزعل أكثر أصحاب العيون الملونة , فقد مكنني الله تعالى ورسخ أقدامي في العمل وأمسيت بمكانة مختلفة , ويمكن أن أمارس بعض السياسة الشرعية لكي أنشر ما أستطيع نشره من الدين على قدر معرفتي وفقهي ووسعي , المشكلة الكبيرة أنها كانت أول مرة أخطب جمعة في حياتي ...

كنت أعطي دروسا في القاهرة لمجموعات من هنا أو هناك , ولكن خطبة جمعة وآذان وجمهور ولو كان قليلا , وتقف في مكان النبي صلى الله عليه وسلم وترشد الناس ويرفعونك إلى منزلة الشيخ , كانت في الحقيقة مسئولية مهولة كبيرة للغاية , تبدأ من رهبة الخطابة وتنتهي من عظم الأمر....


فكيف كانت أول خطبة ؟ وهل بدأ الصدام مع الخواجات ؟ يتبع إن شاء الله

...


 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
تأسيس المُصلى وتبعات ذلك

تأسيس المُصلى وتبعات ذلك


السلام عليك

وفقني الله تعالي تعالى في عملي في فترة بسيطة , وبدأنا بالنظر إلى الإتجاه الآخر وهو الدعوة إلى الله تعالى على قدر الطاقة والقدرة والإستطاعة , وكان محيط العمل ينقسم إلى مسلمين يحبون الإسلام ولكنهم بعيدون عن فهم التوحيد , وبعض المسلمين لا يهتمون بالمسألة اصلا , وجناح مسيحي متعصب للغاية ويتدخل في كل شيء بقوة وجوده وتأثيره على مجريات الأمور , ولكن الله يسر كل شيء...

اتفقنا جميعا على اقامة صلاة الجمعة في مكاننا , وكان هناك جو بالفرحة لما لهذه الصلاة من أثر بالغ في قلب المسلم , وقد وافقت مباشرة على هذه الدعوة على الرغم من كوني لم أؤم الناس في صلاة جمعة قبل ذلك , وكلما كانت الأيام تقترب كلما كان سرعة قلبي تزداد:) , وقد بدا الأمر وكأنه لا مفر منه , فعلى الرغم من كوننا نُمتحن في المعهد الدعوي في مادة الخطابة أداء وتحريريا إلا أن مواجهة جمهور ولو كان صغيرا مسألة مختلفة يعرفها من جربها...

جاء يوم الجمعة , وكنت في فراغ من عملي من قبل صلاة الجمعة إلى بعد العصر , فجلست أراجع ما كتبته لخطبة الجمعة , مرارا وتكرارا وأذهب وأروح وأرجع في الغرفة وأنا أقول لنفسي ( ايه اللي عملته في نفسك ده :) ) , فقد كانت الرهبة والمسئولية تملأني , إلى أن طرقوا علي الباب وأخبروني بأنهم مستعدون وأن وقت الصلاة قد أزف , ووقتها استرجعت وعلمت أن المصير قادم قادم...

كلما تذكرت هذا الوقت وهذه التجربة الأولى كلما ابتسمت كما أفعل ذلك الآن , فقد كان الأمر أشبه بامتحان جماهيري ولو بسيط , المهم حملت نفسي وجررت ساقي ونزلت حتى المصلي الذي اتخذناه , وقد كان مخزنا مهجورا تقريبا , فنظفوه الزملاء والأخوة , وجملوه ووضعوا السجاد والحصير وجعلوه ملائما , وقد تغير بالفعل وصار شيئا يشرح النفس لما تحول إلى مصلى , سبحان الله ...

المهم اخترت أجودهم صوتا للآذان والإقامة وأعلمته بما سوف نفعله , ووضعوا الكرسي ودخلت صليت ركعيتن ودعوت الله تعالى أن لا أحمل على كتفي أوزار وأن لا أتكلم إلا بالحق وأن يمنعني عن الباطل ما حييت , وأن يهديني ومن يسمعني إلى كل خير وهدى ورشاد , ثم صعدت وبدأنا الخطبة والصلاة .... على ما أتذكر أن موضوع هذه الخطبة كانت عن آداب يوم الجمعة وخصوصا صلاة يوم الجمعة , وكنت أرتعش في أول الكلمات ثم قويت نفسي وبدأت أتحدث , وصلينا الجمعة وأتممناها بخير والحمد لله..

وبعدما انتهينا من الصلاة رأيت البشر في وجوه الكثير من الزملاء , ومنهم من حضر لي وقال ( كانت الجمعة جميلة للغاية , وكانت الخطبة مناسبة ولكن :...... كان صوتك واطي وما سمعناش حاجة :D ) ههههههه , بصراحة ضحكت بعد هذه التعليقات لأني علمت أن الصف الأول هو الذي سمع الخطبة وأن الباقي إنما سعد بهذا اليوم والعبادة الجماعية وفضل يوم الجمعة , وربما ظللت أضحك باقي اليوم إلا أني سعدت أن التجربة الأولى عدت على خير حتى لو لم يسمع الخطبة إلا نفر قليل...

ولكن المسائل بدأت في التطور سريعا , هكذا كان يرونها أهل العيون الملونة , ورأوا أن هذا التجمع قد يجمع المصريين على شيء واحد , مما يجعل قوتهم تتزايد ويهتمون بقضايا بعضهم البعض , وهذا ما كان يرهبه بعضهم لأسباب سوف أذكرها لاحقا , فضلا عن كراهية الإسلام من بعضهم خصوصا كبار السن الذين تربوا على جو خانق من بعض العثمانيين والخلافة الإسلامية في تركيا , ولكني لم أكن أهتم لهذه المشاعر إلا أني كنت أعد نفسي لمواجهة قريبة وقريبة للغاية , وبما أنني صرت راسخا إلى قدر كبير في العمل ونلت احترام السابقين وثقتهم , وكان وفقني الله تعالى لفقه تفاصيل كثيرة من العمل , فكان من الصعب أن يقتحموا هكذا حصن وأن يحاولوا أن يحفروا لي في عملي , فما بقي إلا مجالات الحياة العادية , ولكن ما هي الأسباب ؟ لازم يبحثوا عن أسباب تصلح..

وبالفعل , جمعني مع كبيرهم اجتماع غير متوقع , وكنا ثلاثة : رئيسي وكبيرهم وأنا , وكنا نتناول بعض المسائل المتعلقة بالعمل , وفجأة قال هذا الرجل : أنا أريد المخزن , ويقصد المكان الذي غيرناه إلى مصلى , فسكت برهة , ثم أعادها مرة ثانية وقال إني أحتاجه وأريده , وحينها رددت أنا عليه بدلا من رئيس الذي سكت وتركني أتكلم , فقلت له ( ما في مخزن , خلاص أخذناه ) فقال : وماذا أفعل في الحاجات الذي أريد أن أضعها فيه ؟ وفي الحقيقة لم تكن إلا بعض المعدات القديمة البسيطة الحقيرة في الحقيقة , وكلنا نعلم هذا الواقع ....

بصراحة لم أمله , فأجبته بلغة أكثر حزما وقطعا , وببنبرة مرتفعة ( ارميها , خلاص هذا المكان صار مصلانا الآن ) فسكت الرجل وابيض وجهه ولم يدري ماذا يقول , خصوصا وأنه رأى أني تكلمت في وجود رئيسي ولم يعقب ولا يرد , وكأنه تفويض منه , فعلم أني في مكانة تسمح لي الآن بالتحدث في هكذا مواضيع , بالإضافة إلى أني صرت " إمام " المكان الآن , والمتحدث الرسمي عن القضايا الدينية على الأقل , فمن يحاول أن يهاجم المسجد ؟


في الحقيقة كتم الرجل هذه المشاعر واراد أن يبلع هذا الكلام ليفكر في هذه المعادلة الجديدة التي دخلت في العمل والحياة الإجتماعية وكل شيء , فخرج وهو ساكت وأنا أتبعه بنظره فيها شيء من التحدي , وكان هذا أول صدام مع هذا الرجل الذي أتبعته بآخر حتى أقطع أي تدخل في خططي المستقبلية...


يتبع إن شاء الله

..






 

الدائرة الأخيرة

عضو بلاتيني
في الحقيقة أتأسف للغاية عن التأخر وأعلم أن إخواني يسامحوني فعندي بعض المشاغل التي نزلت بي , ولا أريد أن أهمل فكرة من الأفكار التي أريد بثها في هذا الموضوع , فأنا بين الإهتمام والمشاغل فسامحونا...
[/SIZE][/COLOR][/FONT]

مسامحينك يا شيخ بس كمل الموضوع :D
 
أعلى