«بدي ستايل» بناتي .. !

المحيسن

عضو مميز
«بدي ستايل» بناتي .. !

اثناء ذهابي مع الأهل للتسوق في منتجع سليل الجهراء وهو مكان يجد فيه أهالي الجهراء متنفسا سياحيا، مررت بزحمة سير خانقة، وتوقعت للوهلة الأولى أنه معرض نسائي في إحدى الصالات الداخلية، لكن بعد لوحة إعلانية قرأتها أمام المجمع اتضح أنه عرض لكمال الأجسام « بدي ستايل » وبعد عناء دخلت المجمع وأثناء انشغال الأهل ذهبت بمفردي لمكان العرض ووجدته على الملأ في مكان عام اختلط فيه الحابل بالنابل وفوضى واضحة للعيان، لا أعرف كيف اوصفها إلا أنه في منتصف المجمع أمام حديقة يرتادها الأهالي بحثا عن الهدوء وبالقرب من صالة المطاعم والألعاب، الغريب في الأمر أن يوم الجمعة يمنع على الشباب الدخول لهذه الصالة إلا أنه يسمح لهم بعرض اجسادهم خارجها !

وبسبب التدافع والفوضى كما ذكرت انصرفت عن العرض قبل بدء فعالياته، وتوقعت كغيري أن يخلف هذا المنظر جدلا واسعا وتكون قضية رأي عام للحرج الشديد الذي تعرض له أهالي الجهراء، وسألت احد الأصدقاء عن العرض ووصفه بأنه منظر مقزز أن يعرض الشباب اجسادهم للمارة وعلى مرأى العوائل التي اعتادت على المكان لا سيما في عطلة نهاية الأسبوع ، وأنه يعرف المنظم شخصيا وهو صاحب نادي صحي اراد اشهار ناديه بأي طريقة ولو حتى على حساب خدش الحياء !

علق أحدهم بأن المشكلة في طبيعة وثقافة أهالي الجهراء وكأن عاداتهم وتقاليدهم مختلفة عن بقية المحافظات، فهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الكويتي « المحافظ » بطبيعته شئنا أم أبينا هذه حقيقة لا يمكن تجاوزها بذريعة الحريات والديمقراطية ، المشكلة لو كان ذا رؤية واسعة تكمن في التنظيم نفسه، لما استفز المنظم الأهالي في المنتجع ولم يحجز مكانا مغلقا وتوجه الدعوة لكل المهتمين بها وهذا من باب درء المشاكل، حتى استعراض السيارات « التشفيط » وضعت لها الدولة مكانا بفكرة الأمير الراحل الشيخ جابر رحمة الله عليه سميت برابطة هواة السيارات.


لا أريد الكلام عن الأمور فقهية وشرعية ولو أنها مرجعنا الأساسي إلا أن في ظل الضوضاء السياسي والتجاذبات بين الأطراف، نجد انحدارا في الأخلاق في عدة جوانب منها هذا المنظر المخجل، وهناك مادة في الدستور الكويتي هي المادة رقم 35 تطرقت عن الحريات مع عدم إخلالها بالنظام العام أو ينافي الآداب، وهل كان هذا المنظر مناسبا ! والحرية التي يتشبث فيها البعض تقف عند حدود الآخرين، وحتى الديمقراطية التي جبلنا عليها تعني احترام رأي الأغلبية..وتطبيقه!

ولنا مثال مع دولة سويسرا المتحضرة والمعروفة بالديمقراطية المباشرة، عندما اراد المسؤولون في احدى المقاطعات تغيير لون مجمع للتسوق عملوا استفتاء عاما للمقاطعة لاختيار اللون المناسب واعتماده بعد رأي الأغلبية، وحتى لا يزعجهم اللون لو تم بشكل فردي، سألت احد المتسابقين بمكالمة هاتفية عن رأيه قال بأنه سابقا كانت تنظم في صالة مغلقة والآن لأسباب خارجة عن إرادتنا نظمت بهذا الشكل، سألته مع كامل الاحترام له هو وشخص آخر من المؤيدين لهذا العرض بحجة الحرية، لو صادف وكنت هناك نفس الوقت ومعك والدتك او اختك هل تدعوها للمكان وترضى بتواجدها فيه...إجابة الاثنين كانت لا طبعا !!

في كل ملتقى اجتماعي ديوانية وغيرها، أجد كثير من المستائين والمعترضين ولا أخفيكم ففي البداية نصحت من ناحيتي بعدم تضخيم ما حدث والاهتمام بأمور قد تفيدنا إلا ان حالة الفراغ وتأخر التنمية حتم علينا ذلك، وبالفعل قد نهملها اليوم ومع مرور الوقت تصبح ظاهرة يتباهى فيه الشباب بأجسادهم « بدل عقولهم » ويخرج علينا دعاة المساواة بين الرجل والمرأة ويطالب بـ«بدي ستايل» نسائي !!

أحترم هوايتهم ولا انتقص منها إلا أن اضرارها تفوق فوائدها، أحد اللاعبين المشهورين تعرض لأزمة صحية «جلطة في الرأس وشلل نصفي في الجانب الأيمن من جسده » ندعو الله بالشفاء العاجل له، وذلك لانه لم يراجع الطبيب أثناء تناوله حبوب تخفيف الوزن وهي مرحلة يمر فيها متسابق «بدي ستايل»، وكثير منهم يتناول هرمونات ذكورية بجرعة زائدة له مضاعفات مستقبلا وتخل التوازن بين الهرمونات، وهرمون القروث ينشط الخلايا السرطانية في الجسم، وإذا لم يهتم بنسب السكر في أكله تزداد نسبة اصابته بمرض السكري، نسأل الله العافية للجميع.


آخرها أطيبها ...

المسألة لا تقف عند ما يقوله الإسلاميون أو الليبراليون أو الإشتراكيون أو العلمانيون...المسألة يا أخوان خدش للحياء في مكان عام !


* مقالتي المنشورة في جريدة عالم اليوم..أخوكم جراح الحسيني
 
أعلى