أيام .. صفراء!

البريكي2020

عضو فعال
أيام .. صفراء!



بقلم : أحمد مبارك البريكي


Twitter : @ahmad_alburaiki


قناة الجزيرة مباشر، ظهيرة يوم الإفراج عن أسرى غزة، الأهازيج تملأ الشوارع، والاحتفالات لها ضجيج الاشتياق، ورصاص النيران يعانق عباب السماء، البسمة تنتشر على محيـا الأحباب الذين غابوا عن أحبابهم سنوات أو ربما عقودا ثم عادوا.
دمعة اللقاء أحيانا أشد قسوة على العين من دمعة الفراق، هذا ما جال في خاطري وأنا أشاهد أمهات الأسرى في حفل احتضان أبنائهن المبعوثين من غياهب السجون الإسرائيلية، ما أجمل العودة إنها بداية لحياة أخرى.
في غمرة فرحة الغزاويين، سحبتني ذكرياتي إلى رفات شهدائنا الذين كانوا أسرى بيد طاغوت لم تعرف البشرية مثله ناكرا وجاحدا ومجرما، فتذكرت تلك الزوجة الكويتية المكلومة بفراق زوجها، وهي تنوح في قرارة ليل بهيم سكن فيه البشر بعد أن اشترت ثوبا جديدا للقاء زوجها وعطرا يزهو له.. فتشدو:
شريت لي ثوب علشان لقياك
الثوب راحت موضته ما لبستـه
وشريت عطر ما زهاني بلياك
أربع سنين بعلبته ما فتحتـه
ودفتر قصيد كل يوم يترجاك
ما فيه يومما سهرت ودرستـه
كانت دمعة البلد بأكمله بحرا مالحا، في انتظار الغائبيـن إلى الأبـد، وبوصلة الكويت تتجـه شمالا حيث أبناؤهـا، وشريط الأسرى الأصفر يرفرف في سماوات الأمل، يومها كان الوطن ينام ويصحو في رجاء الرجوع.
الألف فلسطيني الذين أعتق رقابهم اليهود مقابل شاليط واحد، هي معادلة تقبل القسمة على اثنين، على الفرحة وعلى طعم حزن الهوان!
أسرى أهل فلسطين عادوا، وما عاد أسرى الكويت، فأسراهم في إسرائيل وقتلانا في العراق، وإجرام طاغية بعث تكريت البائد طغى على كل جرائم بني صهيون!
 
أعلى