في نهاية العام الـ 2008 كنتُ مسافراً الى الرياض قادماً من إحدى المحافظات التابعة لمنطقة الرياض، والتي تبعد حوالي 300 كيلوا متر..
جرتْ العادة أن أسافرَ ليلاً بعد العاشرة مساءاً لأسباب أهمها قلة السيارات في الطريق، والهدوء والراحة في الليل،، وكما قيل أن الليل يقصر الطريق..
ولكن عندما يكون الأهل في صحبتي فإنني أبكّر السفر خوفاً من مفاجئات الطريق، ومع ذلك تحركتُ بعد صلاة المغرب ومعي والدتي وإحدى أخواتي وابنتيْها..
كانت سيارتي آنَ ذاك مرسيدس من الفئة ال S-class موديل 2004 وكانت السيارة آمنه مريحة للغاية وإنسجامها مع الطريق يجعلني
استمتع بالسفر عليها في الطرقات الطويلة سواءاً داخل المملكة أم خارجها الى دول الخليج الشقيقه ويجعلني اسافرُ ليلاً بدلاً عن النهار.
جرتْ العادة أن أسافرَ ليلاً بعد العاشرة مساءاً لأسباب أهمها قلة السيارات في الطريق، والهدوء والراحة في الليل،، وكما قيل أن الليل يقصر الطريق..
ولكن عندما يكون الأهل في صحبتي فإنني أبكّر السفر خوفاً من مفاجئات الطريق، ومع ذلك تحركتُ بعد صلاة المغرب ومعي والدتي وإحدى أخواتي وابنتيْها..
كانت سيارتي آنَ ذاك مرسيدس من الفئة ال S-class موديل 2004 وكانت السيارة آمنه مريحة للغاية وإنسجامها مع الطريق يجعلني
استمتع بالسفر عليها في الطرقات الطويلة سواءاً داخل المملكة أم خارجها الى دول الخليج الشقيقه ويجعلني اسافرُ ليلاً بدلاً عن النهار.
ماحدث لم يكن بالحسبان، لم أكن مسرعاً وكانت سرعتي بتقدير 130 ك/ س.
وكنت اتحدث مع والدتي ومنسجماً في الحديث وعيني على الطريق الذي كان مزدوجاً.
كنت قد خفضت النور الى القصير لوجود سيارات قادمة ولم يكن امامي سيارات
ذاهبة على نفس مساري ولا سيارات قادمه تجاوزتني حتى تعطيني اشاره لما هو أمامي.!
بل إن السيارة القادمة كانت أبعد من ذلك الشي الذي كدتُ اصطدم فيه واصطدم بها لولا عناية الله سبحانه.
وكنت اتحدث مع والدتي ومنسجماً في الحديث وعيني على الطريق الذي كان مزدوجاً.
كنت قد خفضت النور الى القصير لوجود سيارات قادمة ولم يكن امامي سيارات
ذاهبة على نفس مساري ولا سيارات قادمه تجاوزتني حتى تعطيني اشاره لما هو أمامي.!
بل إن السيارة القادمة كانت أبعد من ذلك الشي الذي كدتُ اصطدم فيه واصطدم بها لولا عناية الله سبحانه.
ماذا حدث.!
لقد تفاجأت بشيءٍ يسير على قدمين في وسط الطريق والمسار الذي اسير عليه، ولم ألْمحهُ إلا بعدما اقتربت منه لمسافةٍ لا تزيد عن عشر مترات،
مما دعاني لـ " حذف المقود" بكل سرعة وقوة على الجهة المقابله،
وفي هذه اللحظة قد اقتربت سيارة من الجهة المقابلة ولم استطع أن اعود الى مساري الصحيح
الا في الوقت الاخير بعدما اصطدمت مرآة سيارتي بمرآة السيارة الأخرى لضيق الطريق..
والحمدلله اننا تداركنا الموقف ولم يحدث أيّ حادث بعد هذا الاصطدام الخفيف..
وربما كانت السرعة الخفيفة عاملاً رئيسياً في تقليل الخطر الذي كاد أن يقع بنا..
مما دعاني لـ " حذف المقود" بكل سرعة وقوة على الجهة المقابله،
وفي هذه اللحظة قد اقتربت سيارة من الجهة المقابلة ولم استطع أن اعود الى مساري الصحيح
الا في الوقت الاخير بعدما اصطدمت مرآة سيارتي بمرآة السيارة الأخرى لضيق الطريق..
والحمدلله اننا تداركنا الموقف ولم يحدث أيّ حادث بعد هذا الاصطدام الخفيف..
وربما كانت السرعة الخفيفة عاملاً رئيسياً في تقليل الخطر الذي كاد أن يقع بنا..
الحمدلله كانت الوالدة واختي قويتان ولم تحدثان أي تخوّف كيْ لا يُسبب ارتباكي وهذا شيءٌ احسبه لهم.
وما كان مني إلا أن اعود الى ذلك الشيء الذي كان يسير..
ادرتُ المقود وكذلك السيارة الأخرى ولكن لم أجد هذا الشيء ونزلت الى جانب الطريق
وانرت بالنور العالي فوجدت شخصاً يركض.!!
وما كان مني إلا أن اعود الى ذلك الشيء الذي كان يسير..
ادرتُ المقود وكذلك السيارة الأخرى ولكن لم أجد هذا الشيء ونزلت الى جانب الطريق
وانرت بالنور العالي فوجدت شخصاً يركض.!!
تبادر لذهني اشياء كثيره.! هل هو انسان.! هل هو جان.! ماهو ياترى.!
ترجّلت من سيارتي كيْ ألحق به ووالدتي تستجدي بي أن لا أخاطر بنفسي وأنزل له
وان اواصل سفرنا على خير، ومع ذلك لم اسمع كلامها،
وانطلقت مسرعاً تجاه الشخص الذي بدأ يركض بكل قوته،
وأخذتُ أركضُ خلفه مع جهلي بكونه لأنه ظلام ولا ارى الا هيئةَ شخص فقط،
حتى تمكنت من القبض عليه.!
ترجّلت من سيارتي كيْ ألحق به ووالدتي تستجدي بي أن لا أخاطر بنفسي وأنزل له
وان اواصل سفرنا على خير، ومع ذلك لم اسمع كلامها،
وانطلقت مسرعاً تجاه الشخص الذي بدأ يركض بكل قوته،
وأخذتُ أركضُ خلفه مع جهلي بكونه لأنه ظلام ولا ارى الا هيئةَ شخص فقط،
حتى تمكنت من القبض عليه.!
كان بكاءاً وصوتاً به ألم وخوف.!؟
كانت امرأة ضعيفة الجسم والبنية ونحيلةً لدرجة تصوري أنها كالورقة التي يحركها الريح بكل سهوله.!
أخذتها الى سيارتي والى النور، وهناك قد اجتمعت عدة سيارات..
وأرى في الجهة المقابلة عدة سيارات قادمة مع طريق صحراوي تقصدنا.!
أخذتها الى سيارتي والى النور، وهناك قد اجتمعت عدة سيارات..
وأرى في الجهة المقابلة عدة سيارات قادمة مع طريق صحراوي تقصدنا.!
وعندما وصلت بها الى النور اذا بها خادمة من الجنسية السيرلانكيه.! لا
تعرف اللغة العربية الا بالاشاره.!
كانت تبكي بحرقه وكنت أنا رغم الخوف الذي اصابني قبل أن اصطدم بها إلا أنني شعرت بحرقةٍ عليها.!
لماذا هربت ومن أين هربت.!؟ فلا يوجد أماكنٌ مأهولةٌ بالسكن الا بعد حوالي 10 كيلوا مترات.!
تعرف اللغة العربية الا بالاشاره.!
كانت تبكي بحرقه وكنت أنا رغم الخوف الذي اصابني قبل أن اصطدم بها إلا أنني شعرت بحرقةٍ عليها.!
لماذا هربت ومن أين هربت.!؟ فلا يوجد أماكنٌ مأهولةٌ بالسكن الا بعد حوالي 10 كيلوا مترات.!
سألتها مابك.! وكان مجموعة من السعوديين وقفوا يتسائلون مثلي..
كانت تقول ( ماما في موت ).! وكنت اظن انها ارتكبت جريمه بحق أحد إلا أنه لا يوجد على ثوبها ويدها مايقول ذلك.!
كانت تأشر على رقبتها بيدها وتقول ماما في موت، تقصد " طريقة النحر ".!
كانت تقول ( ماما في موت ).! وكنت اظن انها ارتكبت جريمه بحق أحد إلا أنه لا يوجد على ثوبها ويدها مايقول ذلك.!
كانت تأشر على رقبتها بيدها وتقول ماما في موت، تقصد " طريقة النحر ".!
وفي هذه اللحظة وصلت ثلاث سيارات أو أكثر لا أذكر وكانت تحمل رجال ونساء واطفال، وكانوا من القرية التي هربت منها الخادمة
وقد نفروا للبحث عنها في الصحراء وعندما رأوا أنوار سياراتنا تقصدونا علهم يجدون ضالتهم.!
وقد نفروا للبحث عنها في الصحراء وعندما رأوا أنوار سياراتنا تقصدونا علهم يجدون ضالتهم.!
نزل عدة رجال واتى أحدهم وقال هذه خادمتنا وسألته لماذا تهرب.!؟
فقال أنها تعمل لدى عجوز مصابة بمرض نفسي
فقال أنها تعمل لدى عجوز مصابة بمرض نفسي
وكانت العجوز تريد أن تذبحها بسكين " تنحرها " وهربت هذه المسكينه
والسبب لأنها جديده ولا تعرف للشغل ولا تعرف للعربيه..!
والسبب الآخر أن العجوز مريضةٌ نفسياً..!
والسبب لأنها جديده ولا تعرف للشغل ولا تعرف للعربيه..!
والسبب الآخر أن العجوز مريضةٌ نفسياً..!
(يا إلاهي فاجعة عظيمة أن يتولى المجنون على العاقل)
هنا شيءٌ دار في ذهني..! لو أنني لم أرى المشهد وقاله أحد لقلتُ كذب في كذب.
لأنني لن اصدق أنه يوجد مآسي مثل هذه المأساه..
لأنني لن اصدق أنه يوجد مآسي مثل هذه المأساه..
فما كان من الرجل إلا ليمسك بيدها وهي في يدي ويريد أن يأخذها.!؟
وهنا كادت أن تقوم معركةٌ بيني وبينه وبين من معه..!؟
وهنا كادت أن تقوم معركةٌ بيني وبينه وبين من معه..!؟
غابت حكمتي لحظة التوتر الشديد، مما اضطرني إستخدام القوة معهم مع جزمي لهم بأنني لن أسير ولو على لحد الموت. ولن تذهب معهم.!
فهي في يدي الأن وكدت أن اصطدم بها واصطدم بسيارةٍ أخرى بسببها وبسبب المأساة التي جعلتها تهرب من بيت مكفولتها.
فهي في يدي الأن وكدت أن اصطدم بها واصطدم بسيارةٍ أخرى بسببها وبسبب المأساة التي جعلتها تهرب من بيت مكفولتها.
وسألته لماذا تعذيبها بهذه الطريقه.!؟ أين الرحمه.!؟
فما كان من أحدهم إلا أن يقول بهذا اللفظ: " انت وش عليك منها ماهي مسلمه علشان ترحمها".!
فما كان من أحدهم إلا أن يقول بهذا اللفظ: " انت وش عليك منها ماهي مسلمه علشان ترحمها".!
يالله.. رده هذا صدمني كأن كهرباً ضرب رأسي.. وكتمت غيظي عن طريقة الرد الاستفزازيه..
واتصلت بالشرطه وكانت نقطة أقرب شرطة تبعد حوالي عشرين كيلوا متراً.
واتصلت بالشرطه وكانت نقطة أقرب شرطة تبعد حوالي عشرين كيلوا متراً.
الموقف المؤلم/ أنها كانت تمسك بيدي بقوة وتبكي ولا تريد أن تذهب معهم.!
وتدخل المسافرون السعوديين معي مما زاد الموقف صرامة، لأنه فيما يبدو لي أنهم ليسوا بشر.!!
بل وحوشٌ كاسرة لاتعرف معنى الرحمه.!
بل وحوشٌ كاسرة لاتعرف معنى الرحمه.!
فالأطفال يتحدثون بقسوة وبكلامٍ حاد وجارح عن هذه المسكينة التي لاتعرف إلا كلمة " ماما "
النساءُ ايضاً كانوا بدرجة الجهل المركب فلم اسمع إلا ( لماذا يمسك بها .!؟
هذي الخادمه لنا موب له.!؟ اخذوها بالغصب ماعليكم منه لايورطنا ).!!
النساءُ ايضاً كانوا بدرجة الجهل المركب فلم اسمع إلا ( لماذا يمسك بها .!؟
هذي الخادمه لنا موب له.!؟ اخذوها بالغصب ماعليكم منه لايورطنا ).!!
الله وأكبر..!! لهذه الدرجة تموت الإنسانية..! لهذه الدرجة تموت الرحمه وتنعدم في مملكة الإسلام..
لقد تغرّبت هذه الخادمة تبحث عن لقمة عيش لها ولأسرتها واتت الى مكانٍ تجهله
ومجتمع لا تعرفه وبيئة لم تسمع عنها من قبل كله من أجل لقمة العيش..!!
ومجتمع لا تعرفه وبيئة لم تسمع عنها من قبل كله من أجل لقمة العيش..!!
حقيقةً كنت مسافراً هذه اللحظة الى الرياض ومن ثم سوف انطلق الى لندن لأكمل دراستي..
وكنت قد جربت معنى الغربة ومعنى البُعد عن الاهل.
معنى أن تتعذب وأنت بعيد عن أهلك ووطنك من أجل أن تحصل على لقمة عيش أو على علم يعينك على باقي العمر وتحقيق اهدافك.
وكنت قد جربت معنى الغربة ومعنى البُعد عن الاهل.
معنى أن تتعذب وأنت بعيد عن أهلك ووطنك من أجل أن تحصل على لقمة عيش أو على علم يعينك على باقي العمر وتحقيق اهدافك.
ربما انا افضلُ حالاً منها بل بالتأكيد لأنني أتمتع بإمتيازاتٍ لا يتمتع بها أغلب العالم.
ومازاد اصراري على استدعاء الشرطة إلا لأنني أعلم حجم المأساة الكبيرة في داخلها.
وأعلم أنها لو عادت إليهم من جديد فلن يكون لها نصيبٌ من الحياة.
ومازاد اصراري على استدعاء الشرطة إلا لأنني أعلم حجم المأساة الكبيرة في داخلها.
وأعلم أنها لو عادت إليهم من جديد فلن يكون لها نصيبٌ من الحياة.
فما رأيته كان مأساوياً بشكلٍ لا يُصدق. وحين وصلت الشرطه كنت على اتم الاستعداد للذهاب معهم وفعل أيّ شيء من أجلها.
استلمها الشرطه واستدعوني لمركزهم، وهناك وصلنا انا واصحابها، وقد كتبتُ خطاباً اثناء التحقيق،
جعل ضابط خفر يأمر بالتحفظ عليها، ومراسلة سفارتها أو تحويلها الى شرطة الرياض لحل موضوعها.
الحقيقة لم أعد أعلم مالذي جرى لها، ولكنني أبرئتُ ذمتي بعدما استلمها المخلصين من رجال الأمن الذين سهروا على راحة أمن المواطن والمقيم والوطن.
استلمها الشرطه واستدعوني لمركزهم، وهناك وصلنا انا واصحابها، وقد كتبتُ خطاباً اثناء التحقيق،
جعل ضابط خفر يأمر بالتحفظ عليها، ومراسلة سفارتها أو تحويلها الى شرطة الرياض لحل موضوعها.
الحقيقة لم أعد أعلم مالذي جرى لها، ولكنني أبرئتُ ذمتي بعدما استلمها المخلصين من رجال الأمن الذين سهروا على راحة أمن المواطن والمقيم والوطن.
عدتُ إلى سيارتي، وكانت قدمي قد تشققت وتجرّحت من الأشواك التي وطئتها لحظة لحاقي بها.
والأشد ألماً هو قلبي عندما يعتصر على حالها والتفكير في كثيرٍ مثلها.
والأشد ألماً هو قلبي عندما يعتصر على حالها والتفكير في كثيرٍ مثلها.
ركبتُ سيارتي وقبلت رأس والدتي ويدها، واعتذرتُ لها،
وقلت " يُمه ربما بعثني الله لنجدتها في هذه اللحظه مع علمك أنني لا أحب السفر في هذا الوقت ".!
قالت: ربما هذا هو يا ولدي.. ولكنني خفت عليك، وخفت من وحشة الطريق وظلمته. وعقبات هذا الشيء.
وقلت " يُمه ربما بعثني الله لنجدتها في هذه اللحظه مع علمك أنني لا أحب السفر في هذا الوقت ".!
قالت: ربما هذا هو يا ولدي.. ولكنني خفت عليك، وخفت من وحشة الطريق وظلمته. وعقبات هذا الشيء.
الى هنا هذا ماحدث ومازال في الذاكره، فالألم أشدّ مما يمكن أن نتصوره، وغياب الرحمة في قلوب البشر أعتبره شيئاً قاسياً بالنسبة لي..
وأتسائل،، هل يوجد غيرها يعاني مثل هذه المعاناة.!؟ ربما أكثر بكثير..
فأينَ نحن من قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل ).
وأتسائل،، هل يوجد غيرها يعاني مثل هذه المعاناة.!؟ ربما أكثر بكثير..
فأينَ نحن من قول سيد البشر صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل ).
في الأونة الأخيرة بتنا نسمع بقضايا قتل وتعنيف على يد خادمات.!!
ولكن السؤال المطروح،، مالذي يجعلهن يبادرن ويُقدمن على هذا العمل..!؟
لا أشك بأنهن أتيْن وتغربن بحثاً عن الشر..
بل من أجل لقمة العيش الكريمة لهن ولأسرهنّ الفقيره في البلدان الفقيره المتهالكه
لا أشك بأنهن أتيْن وتغربن بحثاً عن الشر..
بل من أجل لقمة العيش الكريمة لهن ولأسرهنّ الفقيره في البلدان الفقيره المتهالكه
ولكن التعامل والقسوة تجبرهن على أن يشترين راحة الموت على حياتهن..
ربما يقودهن الى الإنتقام القاسي..
وربما اشياء أخرى..
انتهى.
ربما يقودهن الى الإنتقام القاسي..
وربما اشياء أخرى..
انتهى.