" التطبيل " .. عندما يكون عملاً وطنيا !

" التطبيل " .. عندما يكون عملاً وطنيا !


390340_192065217540544_105468476200219_463969_425089699_n.jpg


نحن كشعوب مسلمة تعلمنا من ديننا الإسلامي الحنيف العدل مع جميع الناس ، برهم و فاجرهم ، مسلمهم و كافرهم ، صغيرهم و كبيرهم ، الكل له منظار واحد ، و مقياس واحد ، لا يزيد و لا يحيد عنه ، و هذا المنظار و المقياس هو التقوى ، كما يقول ربنا في محكم تنزيله : ( إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم ) ، فكلٌ له قدره لا يزيد و لا ينقص .

و على ما سبق فقد نشأت في مجتمعاتنا فئات ليس لها همٌ إلا " التطبيل " و كيل المدائح و الإشارة بالبنان لمن هو فوقهم من مسؤولين يحتلون مناصب عليا أو أرفع منهم ، بغض النظر عن صدق حال الممدوح أو كذبه ، فيظهرُ لنا مِن هؤلاء المداحين غثاءٌ كغثاء السيل مِن مدحٍ و ثناء ، و ربما يضطرهم إلى " انحناء " فيكون " جلوس " و مِن ثُمَ قمة ما يكون بـ " انسداح و انبطاح " لعلية القوم ! .

كم يحزُ في النفس هذا المدح و الثناء المبالغ فيه الذي نسمعه بين فترةٍ و أخرى في إعلامنا ، أياً كان الممدوح و أيّاً كان المادح ، مع أنّ بعضاً من المسؤولين الممدوحين لا يرضون به ، فما يحصل في مجتمعاتنا لم نتعلمه من ديننا ، إنما تعلمه بعضنا مِما يُسمى بـ " الوطنية " ، و ليست الوطنية الحقيقية إنما من الوطنية " التزلفية " ، و أصبح من يفعل فعلهم هو وطني بدرجة أولى ، و من لا يفعله فهو لا يحب الوطن و ربما قالوا أنّه ضد الوطنَ و عدوٌ له ! .

إنّ أوطاننا نحن المسلمين غُرِس في قلوبنا حبها و حب من سكنها ، فهذه جِبِلة إنسانية ، لا أحد يستطيع أن يملي عليك حب وطنك ، و خصوصاً إذا كان وطناً إسلاميا ، فحب الوطن المسلم يسري في الجسد كما يسري الدم في الجسد ، فهو حياةُ للجسد المسلم ، و ذلك أنّ المسلم لم يُوجد على هذه الأرض إلا ليعمر وطنه بالخير ، فيقيم العدل و يرفع الظلم ، و كذا كانت دولة الإسلام في عصر النبوة .

فعلينا أن نضع كلُ في مكانه الطبيعي ، فلا يُزاد و يتجنى على الناس بالذم ، و لا يُمدح إلى درجة الغلو ، بل كلٌ له وزنه و مكانته ، و عدم وضع المدح أو الذم في محله هو من " الظلم " الذي نهى عنه رب العالمين ، لأننا لو رجعنا إلى معنى الظلم فهو " وضع الشيء في غير محله " ، و المدح هنا و الذم وُضِع في غير محله ، فكان ظلماً صريحا .

الكاتب : مُفسبِك | المصدر : مدونة فسبكة

اقرأ المزيد : http://www.fcbkh.com/2011/11/blog-post_20.html#ixzz1eKIhWZKx
 
أعلى