«الكويتية» حملت هموم الكويتيين بصدق ولهذا اعتبرها البعض ملكا للفهد
الشريعان: خلافات الأسرة تجرُّنا إلى المجهول
دعا مرشح الدائرة الأولى د. أنور الشريعان إلى توقف صراع الوصول إلى ولاية العهد، معتبرا في حديث شامل أن «المرحلة الحالية في الكويت خطرة وتاريخية»، داعيا إلى صدارة «أشخاص لديهم رؤى اقتصادية لحل مشكلات البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها.. وبعدها الانتقال إلى التنمية، رافضا أن يكون محسوبا على أحد، ومؤكدا أن «الكويتية» صحيفة أخذت عهدا على نفسها أن تحمل هموم الكويتيين، ولهذا عارضت أداء حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، كما عارضت الأداء السيئ لمجلس الأمة، فاعتبرها البعض ملكا للشيخ أحمد الفهد.
وحذر الشريعان من أن «هنالك أربعة أو خمسة أشخاص من أبناء الأسرة يتصارعون للوصول إلى ولاية العهد، وكل شخص منهم يحشد عددا من النواب من أجل مساندته»، مؤكدا أن «مصلحة البلد تتطلب توقف هذا الأمر». وقال: إن خلافات الأسرة «ستقودنا إلى مرحلة مجهولة، وإن ما أجج الخلاف السياسي مؤخرا هي تلك الصراعات، ولو لم تكن موجودة لكانت الأمور هادئة، ولم تصل للمرحلة التي وصلت إليها حاليا، «داعيا الأسرة الحاكمة إلى الاتفاق على اختيار أشخاص لقيادة البلد، وإلى إبعاد المتسببين في تلك الأزمات، وهذا ما حدث في الستينيات، حينما استبعد المغفور له عبدالله السالم كلا من الشيخ عبدالله الأحمد والشيخ عبدالله المبارك، ودفع بالشيوخ الشباب آنذاك: المغفور له الشيخ جابر الأحمد والمغفور له الشيخ سعد العبدالله، وأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والذين كانت أعمارهم في الثلاثينيات».
مقابلة مرشح الدائرة الأولى الدكتور انور الشريعان:
لماذا قررت الترشح لمجلس الأمة؟
المرحلة الحالية في الكويت خطرة وتاريخية وتصادف أزمات كثيرة، منها الجمود في البلد بسبب ممارسات الحكومة وأخرى داخل المجلس، فعلى الرغم من امتلاكنا فوائض كبيرة تعد الأعلى في تاريخ الكويت، الا ان هذه الفوائض المالية لا يتم توظيفها لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية أو لاستثمارها في المشاريع التنموية، اضف الى ذلك الأزمات الاقتصادية التي نعاني منها، لذلك نحن بحاجة إلى صوت «عقلاني» داخل المجلس يعارض إن كان الأمر يستحق المعارضة، ويؤيد أي قرار يصب في مصلحة البلد، نظرا لأن المرحلة المقبلة اقتصادية بحتة، ونحن بحاجة إلى أشخاص لديهم رؤى اقتصادية لحل مشكلات قائمة حاليا، مثل البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها، وبعدها الانتقال إلى مشكلة «التنمية»، وجميع تلك القضايا والفترة المقبلة بحاجة إلى دماء شابة أكثر ديناميكية ما دفعني إلى قرار الترشح لمجلس الأمة.
غير محسوب على أحد
يقال إنك محسوب على الشيخ أحمد الفهد الصباح وربط ذلك بجريدة «الكويتية»؟
أنا غير محسوب على أحد وأنا شخص مسؤول عن مواقفي دون أن تكون لمصلحة اشخاص آخرين، والمضحك أن هذه الإشاعة امتداد لاشاعات أخرى اطلقها البعض كان آخرها أني محسوب على الشيخ فهد سالم العلي.
أما بالنسبة لجريدة الكويتية فهي فكرة الدكتور طارق العلوي وأنا كنت معه منذ البداية والفكرة في الأساس كانت موقعا إلكترونيا، وتطورت لتصبح جريدة ورقية يومية.
لكن لأنها صحيفة أخذت عهدا على نفسها أن تحمل هموم الكويتيين، وعارضت أداء حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، كما عارضت الأداء السيئ لمجلس الأمة. ولهذا اعتبرها البعض ملكا للشيخ أحمد الفهد.
ومن يتابع توجه الجريدة سياسيا أو رياضيا سيجد أنها بعيدة عن مساندة أو توجه الفهد أو أبناء الشهيد، بل هي إشاعات صدرت من أشخاص غير متابعين للجريدة، والمشكلة أن أي شخص يقف ضد رئيس الوزراء السابق ناصر المحمد، يتهم بأنه في صف أحمد الفهد، لذلك تم تعليق تلك التهم بنا بعد أن صدرت الجريدة فور خروج الفهد من الوزارة.
وأنا شخصيا كتبت مقالا ضد بعض ممارسات الفهد، وكذلك عن الجانب الرياضي الذي يهم أبناء الشهيد ونحن نقف في خط محايد بين جميع الأطراف المتصارعة.
وأود أن أضيف انني ضد ان يكون النائب محسوبا على «شيخ،» وللأسف حاليا هنالك عدد من النواب يجدون الدعم من بعض أبناء الأسرة.
وكما ان هنالك 4 او 5 من أبناء الأسرة يتصارعون للوصول إلى ولاية العهد، وكل شخص منهم يحشد عددا من النواب من أجل مساندته إلا أن مصلحة البلد تتطلب أن يتوقف هذا الأمر.
انتقاد الشيوخ
لماذا اذن لا نقرأ انتقادات كثيرة للفهد على صفحات «الكويتية»؟
«الكويتية» بشكل عام تبتعد عن انتقاد من هم خارج المناصب السياسية، وهذا الكلام ينطبق على الشيخ أحمد الفهد، كما ينطبق الأن على سمو الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي، وأي شيخ أو مسؤول يخرج من إطار المنصب السياسي.
خلافات الأسرة
خلافات «الأسرة» إلى أين ستجر الكويت؟
ستقودنا الى مرحلة مجهولة، وما أجج الخلاف السياسي مؤخرا هو تلك الصراعات، ولو لم تكن موجودة لكانت الأمور «هادئة»، ولم تكن ستصل للمرحلة التي وصلت إليها حاليا، لذا يجب على الأسرة أن تتفق على اختيار أشخاص لقيادة البلد، وأيضا أن يتم إبعاد المتسببين في تلك الأزمات، وهذا ما حدث في الستينيات حينما استبعد المغفور له عبدالله السالم كلا من الشيخ عبدالله الأحمد والشيخ عبدالله المبارك، ودفع بالشيوخ الشباب آنذاك: المغفور له الشيخ جابر الأحمد والمغفور له الشيخ سعد العبدالله وأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والذين كانت أعمارهم في الثلاثينيات.
قيادة البلد
هل ترى في دمج ولاية العهد مع رئاسة الوزراء حلاً لمشكلات الكويت السياسية؟
لا.. الحل أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قيادة البلد، ويحمل رؤى وبرامج من أجل مصلحة البلد.. وأن يحسن رئيس الوزراء اختيار وزرائه.. ويتطلع إلى أن يكون مجده هو في إنشاء كويت حديثة وتطويرها.
أما بالنسبة للشق الأول من السؤال فنحن حققنا مكسبا دستوريا بفصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء، خاصة أن ولي العهد هو الأمير القادم وله مكانته الاجتماعية والسياسية، ولابد من النأي بمقامه من أي تجريح أو محاسبة سياسية، وبالتالي ستكون محاسبته أصعب في حال وجود خطأ حكومي، لذلك الفصل في هذا الشأن يجعلك قادرا على ممارسة دورك الرقابي والتشريعي داخل المجلس.
عودة المحمد
هل تتوقع عودة الشيخ ناصر المحمد إلى رئاسة الوزراء مجدداً؟
لا أتوقع عودته مرة أخرى.
«من أين لك هذا»؟
ما القضايا التي ستتبناها في حال نجاحك بالمجلس؟
أولى القضايا التي سأقوم بتبنيها، ومن الآن هي مشروع «من أين لك هذا»؟
ومكافحة الفساد المالي وبأثر رجعي، وسيكون هذا القانون شاملا لجميع السياسيين والقياديين في البلد من عام 2006 حتى اليوم من نواب ووزراء ووكلاء وكل من هو مؤتمن على أموال عامة.
نظام القوائم
ما رأيك بمبدأ تطبيق الدائرة الواحدة؟
أفضل أن يتم تغيير قانون الانتخاب في البداية وأن يتحول إلى نظام «قوائم» لديها برنامج وأفكار وطموحات انتخابية خاصة، وحاليا فان اي نائب يريد ان يطبق برنامجه الانتخابي سيكون كاذبا، لأنه لا يمكن لنائب من بين 50 آخرين ان يطبق افكاره فقط، ولكن المجموعة باستطاعتها فعل ذلك.
النقطة الثانية في الانتخابات هي أنه لابد من إعادة توزيع الدوائر، لتصبح اكثر عدالة، خاصة أننا نرى تفاوتا في الأرقام وتأكد أن العدالة ستعود بالنفع على الانتخابات في الكويت.
أطياف المجتمع
كونك مقتنعا بفكرة «القوائم».. فلماذا لم تؤسس قائمة انتخابية تدخل فيها للانتخابات القادمة؟
أي قائمة موجودة حاليا تمثل المجتمع بكل أطيافه، وتتفق مع مبادئي، مستعد للانضمام اليها، ولكن أي قائمة تحمل أفكارا اخرى أو تحمل القبلية والطائفية بداخلها فسأرفض الانضمام إليها تماما.
تطوير العاصمة
ما المشاكل التي تلمستها في الدائرة الأولى؟
هناك مشكلات عديدة، ولكن في البداية العاصمة هي جزء من الدائرة الأولى ويجب تطويرها وتطوير الهيكل التنظيمي للبلد، كذلك وجدت ان هنالك العديد من الشقق التي تستخدم بشكل لا أخلاقي في منطقة سلوى، والتي يجب على وزارة الداخلية أن تتخذ دورها بهذا الشأن وأن تقوم بتنظيف المنطقة من تلك الظاهرة السلبية، فمنطقة الدسمة وجدت انها تفتقر إلى وجود مخفر وأيضا تفتقر للمدارس التي تم نقلها إلى مكان آخر ولا يوجد مستوصف بها أيضا، وكذلك تطوير الطرق في هذه الدائرة وفي الدولة ككل.
وفي منطقة السالمية فوجئت بوجود منازل وسط المجمعات التجارية، وهم يعانون من الزحمة المستمرة، اضف الى ذلك المدارس الخاصة المنتشرة في حولي وسلوى والتي أتحدى ان تكون قد طبقت القوانين من خلال مساحات الفصول، لذلك يجب نقلها او إغلاقها في حال عدم تطبيقها للقوانين.
هل تعتبر إقرار الكوادر.. خطأ حكومياً؟
ضعف الحكومة بإقرار الكوادر لقطاعات دون غيرها تسبب بخلل في نظام الرواتب، لذلك يجب تعديل هذا الخلل، خاصة أن القطاع الخاص وبعض القطاعات الحكومية أصبحت طاردة، ويجب تعديل سلم الرواتب وإصلاح هذا الخلل الذي أدى إلى خلق اختلال كبير بين الرواتب في القطاعات المختلفة، فلابد من تحفيز الشباب الكويتي للعمل بالقطاع الخاص مرة أخرى.
نقطة ثانية أود أن أشير إليها: لماذا تطلب الأسر الكويتية زيادة الرواتب؟ السبب في ذلك هو ان فاتورة العائلة ارتفعت سواء الاستهلاكية والتي يجب حلها عن طريق زيادة المواد التموينية التي تقدم للمواطنين أو المواد الكمالية من الملابس وغيرها زادت أسعارها ايضا، وسببها الزيادة الايجارية على التاجر في الأراضي، وكذلك ارتفاع ايجار الأماكن التخزينية، فلذلك يجب حل تلك المشاكل للتخفيف على التاجر مع إلزامه بتخفيض الأسعار، فالأساس هو مساعدة المواطن وليس التاجر.
رفاهية المواطن
كيف يتم حل تلك المشكلات؟
هنالك مشروع جاهز حول إنشاء أماكن مستودعات في الحدود، وحول الأراضي، حيث يجب ان يتم تقليل تكلفتها وإنشاء مراكز تجارية، وبالتالي تنخفض التكلفة، الأمر الثالث هو الصحة، فقد اصبح المواطن الآن لا يثق بالقطاع الحكومي، ويتوجه الى القطاع الخاص، والذي يكلفه الكثير، لذلك يجب الارتقاء بالنظام الصحي هنا حتى يلجأ اليه المواطن، الأمر الرابع يتعلق بالتعليم والذي يجب الارتقاء به حتى لا يضطر المواطن للجوء الى المدارس الخاصة والحضانات ايضا والتي تثقل كاهله بالرسوم.
الأمر الخامس ارتفاع إيجارات الشقق، والتي تأخذ احيانا نصف راتب المواطن، لذلك يجب حل تلك المشكلة عبر قرارات حكومية، والتي ان نفذت ستجعل المواطن الكويتي يعيش في رفاهية دون زيادة في الراتب
تشريعات المجلس
ما دور المجلس المقبل في حل مشكلة الإسكان ومشكلة الأراضي النفطية؟
حاليا هنالك طرق حديثة لاستخراج النفط بطريقة سهلة يجب أن تجلبها شركة نفط الكويت، والتي تتمسك بالأراضي، وشركة النفط ليست دولة بل هي تابعة للحكومة،
اضف الى ذلك عدم استغلال الأراضي بالشكل السليم، فنحن نعيش على مساحة 7 في المئة، لماذا لا نعيش على 12 في المئة من مساحة الكويت؟ فلذلك يجب تحرير الأراضي وتوزيعها وتجهيز البنية التحتية من خلال تشريعات يقرها المجلس
جريمة إنسانية
قضية «البدون».. مازالت عالقة منذ عقود مضت.
تلك القضية جريمة إنسانية ارتكبتها الحكومة من خلال حرمان أشخاص من الصحة والتعليم والوظيفة.
يجب في البداية منحهم حق الإقامة الدائمة مع إعطائهم حقوقهم الأساسية، لأنهم بالنهاية بشر، ثم يتم منح من يستحق الجنسية ومن قدم خدمات جليلة للدولة أيضا وقانون الجنسية واضح، فيجب تطبيق القانون وحل المشكلة.
داء الواسطة
هل هنالك علاج لـ «داء الواسطة»؟
العلاج بتطبيق القوانين بحذافيرها وهو من سيقضي على الواسطة.
قوانين «عايمة»
كيف نواجه الإعلام الفاسد؟
من خلال وضع قوانين للمرئي والمسموع، خاصة ان القوانين الحالية «عايمة».
الأكاذيب
ما تعريف الإعلام الفاسد برأيك؟
هو من يسوق الأكاذيب و يسيء للطوائف والأشخاص دون دليل.
ثورة تعليمية
ماذا بشأن المناهج الدراسية والخلافات حول تعديل المناهج؟
التعليم يتكون من شقين: تثقيفي وعلمي،
يجب أن نتعامل مع التعليم بطريقة علمية وأن نثقف أبناءنا بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، لا ان نخلق الكره بين أفراد المجتمع، كلنا تعلمنا في مناهج الكويت، ولم تخلق لدينا ما يتداوله البعض من أصحاب النفوس المريضة من حزازيات، نحن بحاجة الى ثورة تعليمية في المناهج وفي طريقة التعليم من أجل تطوير التنمية البشرية.