سر الحقد الإيراني على طالبان
يقول أحد المدافعين عن نظام ولاية الفقيه في إيران:" أنتم - يقصد أهل السنة - لديكم هاجس التقية عند الشيعة وتعتقدون أنها تطبع على كل تصرفاتهم
أين التقية في تعاونهم كما تقولون ضد طالبان؟ وقبل أن تتحدث عن أفغانستان فيجب أن تعترفوا أولا بأخطاء طالبان يجب أن تعترفوا أن الحركات السنية
المتشددة تشكل تهديدا لايران و أن نظام صدام كان يشكل تهديدا لإيران وأن أي نظام متطرف كما هو الحال بالنسبة لدولة العراق الإسلامية هي تهديد
لإيران وأستغرب كيف تستهجنون أن تدافع إيران عن نفسها ضد كل هاته المخاطر " أ. هـ
وأنا أقول: حكومة إيران في أفغانستان أسفرت عن وجهها الحقيقي، وعبرت عن مكنون نفسها بوضوح، لأن التصريح بحقيقة الموقف في أفغانستان
أرجح لمصالح إيران من التمسك بالتقية، فالتقية هنا لم يعد لها أي محل من الإعراب، لأن الحكومة الإيرانية تعرف أنها بمأمن من ردود الأفعال التي يمكن
أن تؤثر على مكانتها وسمعتها في العالم الإسلامي. فمن عساه سيحتج ؟ ومن عساه سيحاسب إيران على هذا الموقف ؟ القاعدة ؟أنصار السلفية الجهادية
؟ وماذا في ذلك ؟ أليس هؤلاء هم أعداء إيران وأعداء أمريكا والغرب وبقية الأنظمة .
ويرى البعض أن" إيران بعد الحادي عشر من سبتمبر يختلف أسلوبها الإعلامي عن قبل تلك الأحداث فقبله كانت السياسة أن تفعل في السر ما تشاء و في
العلن حافظ على الصورة أمام المسلمين ولكن بعد الأحداث و تنامي الضعف الإسلامي اتبعت إيران سياسة الوجهين العلنية أن تطلق تصريحات لإرضاء
الطرف الأمريكي وأخرى لإرضاء الطرف الإسلامي ولا يهم التناقض في ذلك وبذلك جاء الدور الإيراني في أفغانستان معلنا عنه كما سنلاحظ ".
وتصريحات الإيرانيين حول دورهم الإيجابي في أفغانستان كان الهدف منها مخاطبة الرأي العام الغربي. يريدون أن يثبتوا أن إيران ليست عدوة للغرب بل
هي صديق نافع يمكن التعاون معه، والثقة به، بل ويريدون تقديم الإسلام الشيعي، كبديل عن الإسلام السني المتشدد التي تمثله طالبان والقاعدة
والجماعات الجهادية السلفية - كما يزعم القادة الإيرانيون -
والأهم من ذلك أنهم يريدون استعداء الغرب على الإسلام السني، الذي هو مصدر الخطر الحقيقي على الغرب الصليبي. والغـرب بطبيعة الحال يعرف من
هو عدوه الحقيقي؟ فيعرف من الذي دق أبواب باريس؟ ومن الذي دق أبواب فيننا ؟ ومن الذي أسقط القسطنطينية عاصمة الأمبراطورية
البيزنطيةالشرقية؟ ومن الذي نشر الإسلام من سور الصين العظيم إلى جنوب فرنسا؟ ومن الذي طرد الصليبيين من مشرق العالم الإسلامي ؟ ومن ومن
؟ .. الخ
أما قولك أنه علينا أن نعترف بأخطاء طالبان، والحركات المتشددة التي تهدد إيران. فهذا هو التعسف بعينة. فعلام استندت في هذا الحكم؟ ولم لا يكون
الحق على إيران؟
ولم استبعاد أن تكون إيران هي الظالمة وطالبان هي المظلومة ؟ أم أنه الهوى والحكم بالمزاج؟ والله إنه لأمر غريب. هل تريد إيران أن يكون فكر
الجماعات السنية على مزاجها ووفق هواها ؟ هل يريد آيات قم وطهران من جماعة طالبان أن يتجردواعن عقيدتهم، وأن ينسلخوا منها حتى تقبل بهم
جيرانا لها ؟ هل يريد الآيات أن نفصل لهم فكرا سنيا على مقاسهم ؟ هل يريدون حركات إسلامية على غرار حزب الله في لبنان ؟ التي يمكن اتخاذها مطايا
وتوظيفها في إطار تصدير الفكر الشيعي إلى المجتمعات السنية ؟ هل يريدون جماعات سنية كجماعات الصوفية القبورية الذين يسهل اختراقهم والضحك
على عقولهم باسم حب أهل البيت؟
المسالة …هي مسألة خوف من أهل السنة الملتزمين بمنهجهم، أهل السنة المنافحين عن عقيدتهم، أهل السنة الذين يوظفون السياسة في خدمة العقيدة،
ويطبقون مبادئ الإسلام الحق كالولاء والبراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إيران تخشى قيام دولة سنية يديرها طلبة علم لم تلوثهم أوحال السياسة وأن يسحب هؤلاء البساط من تحتها في حالة تمكنهم، ويطفئوا وهج ثورتها
الزائف. والقضاء عليها كنموذج تسعى إيران لتعميمه في العالم، ويعبر محمد خاتمي عن ذلك بوضوح عندما يشيرا بأن : أن ثورة إيران الإسلامية هي
الأكثر عرضة للخطر، بالنظر إلى اعتبار الآخرين لها نموذجا، بالإضافة إلى أن الجهود التي تبذلها طالبان لكي تقدم للعالم صورة مقبولة عن الإسلام وهم
سيتمكنون إن شاء الله، فقائد عظيم فذ متدين مثل الملا محمد عمــر، لايخاف في الحق لومة لائم، وآثر حياة الكهوف على حياة القصور، وداس على
المغريات التي يقدمها له الغرب من أجل التفاوض، داس عليها بقدميه، سينتصر بإذن الله سينتصر وستدفع إيران ثمن مؤامراتها على هذه الحركة
المجاهدة المسلمة غاليا، والبادي أظلم كما يقولون.
إن إيران تخاف من أمثال هؤلاء الأفذاذ ومن مثل هذه الحركات الإسلامية، لأنها تعرف أن عقيدتها مختلقة ملفقة، وليست بشيء ومن ثم فهي لا تستطيع
الصمود في مواجهة منهج الطالبان أو السلفيين السني الملتزم، تخاف من أفتضاح أمر هذه العقيدة التي ما أنزل الله بها من سلطان، لدى عامة المسلمين،
ومن ثم إسقاط شعار تصدير الثورة ، وبقية الشعارات الإستهلاكية التي شغلت الناس بها ، وذلك أكثر من خوفها من الغزو العسكري.
أحمد الظرافي
التعليق : هذه هي حقيقة النظام الايراني بل حقيقة كل الشيعة هم يكرهون طالبان لأنها أكبر تهديد لنظام الثورة الكاذبة التى هدفها الأول اطماع سياسية بحتة
بلباس ديني يراه الشيعة ولكناها اعني الثورة نراها عارية من أي رقعة أسلامية وغير متسترة ولا متحشمة