فوجئ المراقبون ...
وصدمت بعض قواعد حدس والسلف بإعلان بعض التحالفات ...الانتخابية ...في بعض الدوائر ...رسميا ...وربما بشكل غير رسمي في دوائر أخرى ...
كيف لا يصدمون ...؟
وبعض منظري الطرفين يربون قواعدهم أن الطرف الآخر عدو يستحق المحاربة بلا هوادة ...
وأن ضرره كبير على الاسلام ...!!
والسؤال الذي يطرح نفسه ...هل كانت هذه التحالفات ...استراتيجية ... تحققها أهدافها في التعاون بين أخوة يحملون راية الإسلام والدعوة إليه ...
أم أنه مجرد تكتكيك ...انتخابي ...انتهازي ....
سرعان ما ينفرط بمجرد نهاية الانتخابات ...ويعود كل فريق حاملاً سلاحه تجاه الآخر ....!
هل يراه البعض ...تحالفاً من باب الضرورات تبيح المحظورات ...!!
ويقيسونه على جواز أكل لحم الخنزير عندة الضرورة وخشية الهلاك !!
أم يراه البعض جزء من تطبيق رسالة الاسلام في التعاون بين أفراده وجماعاته ..
في تصوري ...أن بعض القواعد تلتزم بهذا التحالف ...
لسبب بسيط ...
وهو أنها اعتادت عل الخطاب التحريضي ضد الطرف الآخر ...
ولم تعتد على كلمة التعاون أو التحالف مع الطرف الآخر ....
وهذه التربية لسنوات طويلة يصعب نسف مفاهيمها في أيام الانتخابات ...
دون تهيئة وإعادة برمجة....
لقد أخطأ الطرفان أيما خطأ ...حينما حولا التنافس إلى تناحر ...وقام بعض منظريهم بغرس الكراهية للطرف الآخر ...وتقديم حربه ربما على غير المسلم ...
ويخطأ الطرفان أيضاً ...أن يأتياً بعد سنوات التحريض ويعلنا التحالفات ...
وكأن شيئا لم يكن ...!!!
القواعد لها عقول ...ولن تقبل باستغفالها ...
وان كانت تعظم منظريها في سابق الأيام ...ربما تسقطهم من العين في هذه الأيام ....
بالنسبة لي ...أدعوا للتقارب بين الجماعات الاسلامية فيما يجمعها أكثر مما يفرقها ....
لكنني أيضاً أرفض أن يتم التلاعب بالعقول ...فتارة الطرف الآخر عدو ...وتارة شقيق نضع أيدينا بيده ...
ويجب علينا كالقطيع أن نسير وراء هذا التحالف الذي يعتبر ظرفيا ومصلحيا ولا أريد أن أقول انتهازياً ...
قد يقول لعلك تقصد دون طرف دون طرف ...فأقول لا ...
كلاهما يحرضان على بعض في السر أو في العلن ...وأنا شخصياً عاصرت ...
مثل هذه الترهات ....
وقد يقول قائل لكن الطرف فلان فيه أخطاء ...
فأقول : بل الطرفين فيهما أخطاء...
ولهما ما لهما ...وعليهما ...ما عليهما ....
ولكن ما يجعهما أكثر مما يفرقهما ...
وعلى المسلم أن يقدر المصالح والمفاسد ...
وينظر لأخوانه بعين الانصاف ...ولو اختلف معهم ....
أما أن ننساق وراء الدعوات المغرضة فنعلن الحرب على أخواننا ....
ويسلم منا أعداء الإسلام ...فهذا والله الخذلان ...
ختاماً ...
أؤيد مثل هذه التحالفات ولكني أطالب أن يكون التنسيق والتعاون استراتيجياً وليس ظرفياً...وعلى مبادئ واصول واضحة ...