خلال الايام الماضية شهدت الساحة السياسية توترا شديدا نجم عن مفاجئة عبيد الوسمي الاعلان عن استجواب سمو رئيس الوزراء "المستحق" على خلفية استمرار احتجاز مجموعة من مقتحمي قناة الوطن ومجموعة من المتظاهرين غير محددي الجنسية وهو ما يبين ان النهج هو النهج وهو ما ترجمه عبيد الوسمي بعيدا عن الشعارات الانتخابية لنواب المعارضة بافعال برلمانية واجبة مثلها استجواب " الانتقائية والتعسف بتطبيق القانون "
ان ما شهدته ردة الفعل الشعبية السلبية و القوية تجاه استجواب عبيد تحت ذريعة الخوف من تشتت المعارضة وحل المجلس يبين ان الشعب الكويتي الموالي لكتلة الغالبية لم يدرك سبب امتعاضه السابق من حكومة ناصر المحمد وغالبية القبيضة بعد ان خطفت الغالبية السابقة الحق الدستوري الرقابي للنائب فأتت اليوم الغالبية المعارضة لغالبية الأمس لتقوم بفعل مماثل!
وهو ما يبين ان مؤيديهم ممن هاجم الوسمي للاسباب السابقة، مجموعة من المتكسبين السذج ممن لا هم له سوى تحقيق الغلبة على كتلة الموالاة و كتلة الا الرئيس السابقة وكأنها مباراة لكرة القدم أو حرب انتخابية عابرة لا مسيرة اصلاح مستمرة بهم ودونهم ننتصر فيها لمبادئ دستورية حقه لا ننتصر فيها لكراسي البرلمان وشخوص، فبعد ان سُحق وهُزم الراشي والمرتشي شر هزيمة تناسوا ان الخصم هو النهج المستمر إلى يومنا هذا وهو ما لا ينفع معه مهادنه في ظل استمراره و شواهده المتعددة ترونها كل يوم منذ حل المجلس السابق !
تناست القواعد الشعبية وتناسى النواب الجدد ونواب كتلتي التنمية والاصلاح والشعبي ممن قدموا تعديلا لتقليص مدة الحبس الاحتياطي !!!!!!! ان ما كان سببا لخروجنا إلى ساحة الارادة لا يزال مستمرا، ولم نلمس إلى يومنا هذا اي اشارة إلى التغيير سوى تغيير بعض الوجوه!، متناقضين فيما بينهم وبين اقوالهم وافعالهم خائفين من حل البرلمان الذي لا ادري ما الفائدة من وجوده في ظل هذا الهاجس الرجعي والمنطق المتخلف المبني على ( لا تفعل ما هو مشروع لك فيحل المجلس ) !
اليوم وبعد ان جمد الوسمي استجوابه يجب ان يعي الشعب انه عند الحديث عن اي اسحقاق سياسي قادم من ناحية تأييده او معارضته يجب ان نرجع اولا لمحاوره لا شخص من طرحه معارضة كان او موالاة، او النظر توقيته او الظروف المحيطه به ليكون الحكم بعد ذلك لممثلي الأمة بفساده او صلاحه تحت قبة عبدالله السالم ليرجع الحكم بعد ذلك إلى الشارع والناخبين، فالمسائله حق للنائب لا يمكن ان ينازعه عليه أحد، والتذرع بعدم ملائمة الوقت او اعطاء الحكومة فرصة لا يستقيم اليوم مع بوادر حكومية بدأت بشطب المرشحين ومرت بالتعسف القانوني مع المواطنين والمقيمين ممن ندعوا إلى تطبيق القانون عليهم لا التعسف بع ضدهم وانتهت بتوزير شخصيات مشبوهه سبق وان اعدمها الشعب سياسيا كأحد اركان مثلث الفساد أو صاحب نظرة الغزو من الداخل!!
إن من يظن ان الوسمي أخطأ بتقدمه هذا الاستجواب فهو واهم حيدته فرحة نتائج الانتخابات ونشوة الفوز عن المبدأ الذي نادى به قبل اشهر قليلة ونادى بإلا الدستور و بحق النائب في الرقابة والتشريع وان كان منفردا!، و من يتذاكى باتهام عبيد بتعمد الانتقام او عرقله المعارضة او الغرور والسير وفق اجندة كبريائه فهو يخدع نفسه لمعرفته جيدا بأن الوسمي بعيد عن هذه الأمور بل على العكس ان لم يقدم استجوابه لكان منافقا مناقضا لمبادئه التي رفعها وفق شعار احترمونا نحترمكم، فعبيد يلزم الحكومة احترام الشعب وكرامته وفق السبل الدستورية المتاحة امامه مؤديا ً واجبه وبارا بقسمه عندما قال " واذود عن حريات الشعب " بعيدا عن الانتصار لهوى النفس والتكسب السياسي.
* * *
- بالمختصر -
- الحق الدستوري للنائب لا يختلف فيه عبيد الوسمي عن فيصل الدويسان عن مسلم البراك، فكن مع الحق ولا تكن منتصرا للشخص.
- الموالاة والمعارضة للحكومة لا تعيب الشخص، بل ما يعيبه خذلانه للحق و انتصاره للباطل والتعاطي مع المبادئ الدستورية بازدواجية، التعاون مع الحكومة مطلوب لكن بشرط رفعها راية الاصلاح الحقيقي لا الصوري المكتوب على الورق فقط.
- ما ابداه الوسمي او ما ابداه السعدون كذلك من أراء معروفة عنهم ومعلنة سابقا وجوبهت بحملات من الهجوم و الطعن والتشكيك تبين قلة وعي وضيق افق المنتقدين ممن يسيرون وفق منطق "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" بقصر الحق وفق وجهة نظر واحدة والمشكلة انها تناقض ما ينادون به حتى ويستندون إليه كالدستور !!
- من يظن ويعتقد وجوب بقاء كتلة الغالبية وفق رأي واحد فهو مخطئ، مجلس 2006 شهد استمرار تكتل الكتل الناشئ من مجلس 2003 المعارض وقد اقوى من الكتلة الحالية الا ان اختراق الحكومة لهذا التكتل واستغلالها لخلافات النواب ادى لتشتته، فلا يعول أحدكم على بقاء التكتل متماسكا او يقصر استمرار الاصلاح باستمراره.
- الشخصانية تجاه اي رأي معارض للغالبية يفرق النفوس ويولد العبوس لدى مؤيدي الاصلاح ولا يخدم اجندته وتياره، ما حصل من محمد الوشيحي تجاه رياض العدساني من هجوم تجاوز قلة الاحترام فكاد ان يصل لاهدار الدم السياسي هو أمر يبين ما نصر على تكراره كثيرا بأن الغالبية المؤيدة للإصلاح لا تفهم معنى الاختلاف و تحترمه أو تتقبله !!
- أخيرا: من انتصر لعبيد الوسمي ودافع عنه لظنه ان عبيد فزع لقبيلته ولشباب مطير لا لمبدأ وردد كلمات " كفو " وغيره هم من هاجمه ابان مصافحته العابرة لنبيل الفضل، وهم لا يختلفون عمن ناقض مبادئه وذكر اعلاه فأتمنى ان لا يكلف احدهم نفسه عناء الرد هنا.
* * *
ابارك للجميع الاعياد الوطنية سائلا المولى عز وجل ان يحفظ الكويت و قيادتها وشعبها بكافة فئاته واختلافاته من كل مكروه وان يجمع كلمتهم على الخير والمحبة.