اذا ما علمنا ان مشكلة الامة اليوم هي غياب القيادة التي تجتمع عليها امة الاسلام,فان مبدأ "التشكيك" في كل من ينتفض من سباته ليقود الامة نحو خلاصها من العبودية والطغيان كان وسيكون هو من افضل الاسلحة التي يجابه بها العدو امتنا منذ القدم والى ما يشاء الله ,فانه ورغم كل ما يضحي به قادة هذه الامة المخلصين الصادقين من دماء واموال فان نجاه الله من صواريخ العدو فانه لن ينجو من خناجر التشكيك التي تغرس في ظهره سواء من جواسيس وعملاء العدو او من قبل ابناء جلدتنا ومنتسبيها.
خنجر "التشكيك" الذي يغرس اليوم في ظهور المجاهدين خنجر ذو نصلين يستخدمه نفس العملاء مع تغيير في الادوار,وهو قائم اليوم على ان يقال ان فلان عميل لايران,وان يقولوا تارة اخرى بوجه اخر ان فلان عميل لامريكا!!,فان اثخن القتل في الامريكان قالوا هو عميل لايران,وان اثخن القتل في ايران قالوا هو عميل لامريكا,اما ان اثخن القتل في الامريكان وفي الايرانيين فلن يقال عنه انه قاتل الفرس والروم في وقت واحد كما فعل سيدنا عمر ابن الخطاب,وانما يقال- وذلك من غرائب هذا العصر- انه عميل لامريكا ولايران!!!.
من تجارب تاريخنا الحاضر,
شكك العدو (القريب والبعيد) في وجود الزرقاوي ,قال البعض انه عميل امريكي,وقال البعض انه "خرافة" امريكية ,فيما راح البعض يحمله كل مشاكل الساحة العراقية ويلقي على رأسه وبرأسه كل ما تقترف من جرائم وانتهاكات حتى اوشكوا ان يقولوا بان فضيحة تعذيب المعتقلين في سجن ابو غريب كانت من تحت يد الزرقاوي وجنوده!!,فلما ان استشهد الزرقاوي بصواريخ الامريكان,ظهر هنالك من يترحم عليه ويلقي باللوم على من خلفه في القيادة!!,
اما البعض الاخر فراح يقول ان القاعدة قاعدتان قاعدة "اصلية" يديرها ابو حمزة المهاجر من خارج العراق وقاعدة ايرانية يقودها "ابو عمر البغدادي",وان القاعدتاين لا صلة بينهما,فلما ان قتل ابو حمزة المهاجر وابو عمر البغدادي في نفس البيت وفي نفس الصاروخ,انفضح تلفيق البعض لكنهم لم يتوقفوا عن الكذب فالعاهر لا تخاف الفضيحة,لذلك راحوا يقولون ان ابو حمزة وابو عمر قتلا بسبب وشاية من خليفتهما "ابو بكر البغدادي" لانهما ارادا تقويم عمل القاعدة في العراق فانتقم منهما!!,
وهكذا اصبحوا يترحمون على ابو حمزة وابو عمر بعد ان كانوا يلعنونهما ,وليس غايتهما المديح وانما غايتهما اللعن والتشكيك بمن اتى خلفهما!!!.
هل تعلمون ما هي الدعاية التي لفقتها قيادات "المقاومة الشريفة" حول ابو حمزة المهاجر وشوهوا سيرته بُعيد اعلان القاعدة قيام دولتها الاسلامية في العراق ,وهي الاشاعة التي صدقها بعض علماء الخليج وبسببها منعوا دعمهم المادي والمعنوي لهم ومن ضمن من صدقها الشيخ "حامد العلي" وراح بسببها يحرض على قاعدة العراق؟؟,
ستضحكون عندما تسمعون هذه الاشاعة,فقد قالوا: ان ابا حمزة المهاجر ممن يؤمن بوجود المهدي المنتظر,وانه اقام منبرا من الذهب بانتظار خروج المهدي!!!.
تخيلوا ان ابي حمزة المهاجر الذي قضى ثلاث ارباع عمره في السلفية الجهادية التي تحارب الشيعة وخرافاتهم يقيم منبرا ومن "الذهب الخالص" لخروج المهدي!!!,
اشاعة مضحكة لكن ورغم ذلك فان هنالك من صدقها وراح بسببها يشق صفوف المجاهدين,اتدرون على اي شيء بنى هؤلاء "المغرضون" دعايتهم هذه؟,
لان الشيخ ابو حمزة كان قد صرح في احدى خطبه قائلا بانه لا يشك بان جنود دولة العراق الاسلامية هم من سيسلم الراية لعبد الله المهدي الذي سيخرج في اخر الزمان,ومعلوم ان اهل السنة لا ينكرون خروج المهدي,لكنهم لا يؤمنون بالمهدي الذي يؤمن به الشيعة والذي يقولون انه ولد واختفى وانه سوف يخرج لاحقا,بل هم يؤمنون بالمهدي الذي سيولد لاحقا كاحد علامات الساعة وان الجيش القادم من خرسان والذي يحمل الرايات السود سوف يسلمه الراية,وهذا مما اتفق عليه اغلب علماء اهل السنة.
لقد اوردت هذه القصة لتعلموا ان هنالك من يحارب الجهاد بعيدا عن ساحات الحرب والصواريخ,وان سلاحه هو زرع بذرة التشكيك في قلوب المجاهدين حتى تخور قوتهم وتضعف شكيمتهم,وان هؤلاء الذين يتم تجنيدهم لمثل هذه الاعمال هم اناس من جلدتنا بل لعل بعض خبيرا في الفقه الاسلامي ,بل وبعضهم ينتحلون صفة الاسلام بل "شيوخا" في الاسلام ثم يحاربونه,بل ان هنالك من ينتحل صفة الجهاد ثم يطعن المجاهدين,ولقد حذرنا ذات مرة من ان المقبور "الملا ناظم الجبوري" كان احد رؤوس الفتنة ,حيث تم تسخيره مؤخرا للكتابة في المواقع الالكترونية ودخول مواقع الجهاديين والتشويش عليهم,ولم نتخلص نحن شخصيا من شره حتى سخر الله له من يفتك برأسه!.
قبل فترة روج البعض ان احد مشايخ اليمن حذر النساء من الجلوس على الكراسي لان "الجن" يمارسون الجنس مع النساء اذا جلسن على الكراسي!!,
اشاعة غبية ومضحكة خصوصا عندما تلصق بعلماء اهل السنة ,ورغم ان الشيخ الذي الصقت تلك "الفتوى" به كان قد اصدر بيانا ينفي اطلاقه لها نفيا قاطعا,الا ان قنوات الدعارة الفضائية اصرت على لصق الاشاعة بالشيخ حين اصرت مقدمة احدى برامج قناة روتانا (وهي هالة سرحان تاب الله عليها وهداها لستر نفسها) على تخصيص حلقة كاملة للتندر بذلك الشيخ وبفتواه الملفقة تلك!!!,
والاغرب ان الشيعة المجوس في العراق,وبعد مضي اكثر من شهر على انتشار تلك الفتوى الملفقة ونفيها واخمادها راحوا ينشرون تلك الاشاعة ويتندرون بها رغم علمهم ان الشيخ الذي نسبت اليه قد نفاها جملة وتفصيلا!!(شخصيا لا اشك بان تلفيق فتوى "تحريم الجلوس على الكرسي" هي من تلفيق الشيعة خصوصا عندما نبحث في خفايا ما جاء فيها ,حيث جاء ذلك التلفيق كرد فعل شيعي على فتاويهم واقوالهم المنقولة عن جعفر الصادق والتي حذوا فيها شيعتهم من مصاحبة الاكراد والسودان لانهم"جنس من الجن كشف عنهم الغطاء" كما يروون في كتبهم,وهي فتاوى كثر فيها التندر مؤخرا على الشيعة وخرافاتهم وكنا نحن قد نشرناها وعلقنا عليها اكثر من مرة,لذلك جاءت فتواهم الملفقة هذه على نفس السياق وهو استخدام "الجن" والتخويف منهم جاهلين او ناسين ان اغلب احاديث اهل السنة موثقة ومنقحة وعندهم علم كامل اسمه "الجرح والتعديل" ينقحون الحديث فيها وسنده وليسوا كالشيعة يعترفون بانفسهم بان ليس لهم كتاب صحيح في الاحاديث وان اصح كتبهم في الحديث احتوى ستة الاف حديث مكذوب,وللعلم فقد اصبح للشيعة نفوذ قوي في مصر رغم انه ما زال في مجالات ضيقة,ويشترك الايرانيون والامريكان في دعم جماعة "القرانيين" الذين اشترك في تصميمهم كل من اليهود والمجوس والصليبيين لكي يطعنوا بالسنة النبوية من خلال الادعاء ان السنة مكذوبة وان القران هو الحق الوحيد الذي ناخذ منه التشريع,ويقال بان تلفيق فتوى الكراسي هذه نبعت من الموقع الرسمي لهؤلاء المبتدعة الذين يسمون انفسهم "القرانيين" وهم اول من روجها)!!.
نعود لموضوع المقال,
فقد كنا سابقا نقول للبعض لماذا اغلب من اتهم القاعدة بانها مرتبطة بايران هم من عملاء اهل السنة للامريكان؟, ولماذا كل من اتهم القاعدة بانها عميلة لامريكا هم من عملاء امريكا الشيعة ؟؟,ثم لماذا لا زالت امريكا تحجم عن اتهام ايران بان لها علاقة بالقاعدة رغم ان اغلب عملاء امريكا في العراق والمنطقة ما زالوا يروجون لذلك؟؟,هل هم اعلم بالقاعدة من امهم امريكا؟؟.
منذ سنوات والبعض من الكتاب مدفوعي الثمن يروجون بان القاعدة عملية لايران,وان اسامة بن لادن يعيش في ايران,وان قادة القاعدة وعوائلهم موجودون في ايران,وان ,وان, وان,حتى صدق البعض هذا القول بل وصدقها حتى من روج لها لكثرة ما لاكها لسانه وقلمه,لكنهم اليوم ,وبدون سابق انذار راحوا ينقلبون على هذه الكذبة بزاوية 180 درجة ويقولون بان القاعدة عدوة لايران ,بل وعدوة لسوريا ولحزب الله !!!.
فقد نشرت اغلب المواقع "البعثية" خبرا نقلا عن صحيفة "ديلي تلغراف" للكاتب "بيتر اوبرن" حمل عنوان "الأزمة السورية تدفعنا باتجاه حلفاء غير متوقعين",حيث جاءت فحوى هذا المقال "الفلتة" و"العظيم" بقول الكاتب ان امريكا والقاعدة تميلان للتحالف اكثر من العداء ,ودليله المنطقي والعقلاني والخارق هو ان "امريكا تريد اسقاط نظام الاسد" والقاعدة "تريد اسقاط نظام الاسد",ولذلك استنتج ان "القاعدة عميلة لامريكا"!!!.
فهل رايتم اعظم من هذا الاستنتاج"الخارق" للطبيعة البشرية!!,ورغم اني لا اريد التعريض بهذه الطريقة "الخرافية" في الاستنتاج,الا ان ما أثارني هو كيف تلقف البعض هذا الاستنتاج العظيم وكيف راحوا يبنون عليه قصورهم التي تلامس عنان السماء!,حيث كتب احدهم خبرا بعنوان "أخيرا: تحالف امريكا-القاعدة في العلن!!",
مما جاء فيه ((بعد اختفاء اربعة ايام للتفكير في معضلة طرأت على الأجواء المغيمة حولنا، اعود بتساؤل قس كنيسة انجلترة الدكتور بيتر مولين حول نفس الموضوع الذي اختفيت من اجله.يقول القس مولين : تعهد الظواهري رئيس (القاعدة) في آخر خطاب له بدعم منظمته لثوار سوريا. كم يبدو من المطمئن اذن ان نرى ان وزير خارجيتنا وليام هاغ والقاعدة في خندق واحد؟ هذا انتصار كبير للسياسة الخارجية: اكتشاف اننا نتشارك بنفس الاهداف الرئيسية للقاعدة التي قضينا العقد الاخير نحاول القضاء عليها)),
اذن, اذا كنت انت تلبس النعال,و شارون يلبس النعال,اذا فانت عميل لشارون!!,منطق عظيم فعلا!.
وقد نشر موقع بعثي اخر (لكنه هذه المرة تابع لسوريا) نشر تفاصيل اكثر عن نفس المقال جاء في مقدمته ((فضح الكاتب الصحفي البريطاني بيتر اوبورن(هنالك كان اسمه بيتر مولين" ولا اعرف ان كان يقصد نفس المقال اعلاه ام ام ان تشابه الاسماء صدفة الا انهما يدوران في نفس السياق!!) تحالف الولايات المتحدة وبريطانيا مع تنظيم القاعدة للإطاحة بالحكومة السورية وأن تقارب المصالح بين القاعدة والغرب يتجاوز سورية إلى العديد من القضايا الأخرى منتقدا مواقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الخارجية وليام هيغ في هذا السياق)),ثم ادرج المقال تفاصيل مما جاء في "اعترافات" ذلك "الصحفي" البريطاني حين قال:
((أن الأدلة على وحدة الأهداف بين تنظيم القاعدة والغرب كثيرة فالطرفان مهتمان بتقويض حزب الله وحماس وكذلك يجمعها عداء واحد لكل من سورية وإيران والحكومة العراقية الحالية كما أن الغرب وفر بتدخله في ليبيا الأرضية لنشاط تنظيم القاعدة عندما قام بإسقاط القذافي عسكريا والاستعاضة عنه بنظام جديد يضم شخصيات على اتصال بتنظيم القاعدة كما أن الولايات المتحدة وبريطانيا تتحالفان مع عدة أطراف في الشرق الأوسط تربطها علاقات وطيدة بتنظيم القاعدة.)).
لا اريد ان اسلط كل "النقد" على هؤلاء "المساكين" الذين فرحوا بهذا المقال باعتباره "اعترافا" بتحالف الغرب مع القاعدة!,بقدر ما اريد ان اكشف عن حماقة التفكير الغربي وسطحيته خصوصا عندما يقول ذلك الكاتب الاخرف عن امريكا والقاعدة ((كذلك يجمعها عداء واحد لكل من سورية وإيران والحكومة العراقية الحالية)),فهل ايران "عدوة " فعلا لحكومة نوري المالكي؟؟,وهل سوريا التي يدعمها نوري المالكي اليوم بكل ما يستطيع هي عدوة لحكومة نوري المالكي؟؟,هل يعتقد الشعب البريطاني فعلا بان الحكومة التي شكلوها في العراق معادية لايران؟؟,
اذا افترضنا ان عقل ذلك الكاتب مشكل بنفس الطريقة التي شكل بها عقل الطوسي وخميني ومقتدى ,وان قوانين المنطق لدية تشتغل بالمقلوب,فبماذا يمكن ان نفسر قوله هذا بان ايران وسوريا هما اعداء لحكومة المالكي؟!!!,
الا يشبه هذا "التخريف" و"الكذب" ما صرح به احد مستشاري اوباما في احدى الجامعات الامريكية من انهم شكلوا في العراق حكومة "ديمقراطية" معادية لايران!!!!!؟,هل الشعب الامريكي بهذا المستوى من الغباء والسذاجة حتى يصدق ان المالكي عدوا لايران ؟,ام ان حكامهم هم الذين ارتقوا اعلى المراتب في فنون الخداع والكذب على الشعوب؟؟.
خلاصة المقال :
هي اعتراف رسمي من قبل الغرب بان القاعدة عدوة للنظام السوري والنظام الايراني؟,
فهل يكفي هذا الاعتراف حتى يكف البعض السنتهم عن تشويه صورة المجاهدين ولصقهم بايران وان يقضوا ما تبقي من اعمارهم في الاستغفار عما ارتكبوه من جرائم وخطايا واخطاء يعف عنها حتى الاطفال والمجانين؟(تحت اي بند يمكن ان نصنف تسليم صدام احدث طائراته لايران؟؟).
يسألنا "بقايا" البعثيين واتباع "المقاومة الشريفة" دائما عن السبب الذي منع القاعدة من تنفيذ اي عملية داخل الاراضي الايرانية,وقد قلنا لهم مرة:وكم عملية نفذ اتباعكم داخل الاراضي الايرانية حتى تطالبون القاعدة بما لم تعملوا به؟؟,لقد وقف البعثيون اليوم الى جانب بشار الاسد رغم كل الجرائم التي يقترفها ضد شعبه وتلك "جريمة" لن يغفرها لهم الشعب السوري عندما ينتصر بحول الله وقوته (بالاضافة الى ان بشار هو حليف النظام الايراني),ووقفوا بالامس القريب الى جانب القذافي رغم كل جرائمه التي اقترفها ورغم كل "شطحاته" و"خبالاته" وتلك جريمة لن يغفرها لهم الشعب الليبي وظهرت بعض قسماتها قبل فترة ,بل لقد وقفتم الى جانب بشار والقذافي رغم انهما وقفا الى جانب خميني المقبور وزوداه بالصواريخ التي كانت تقصف بها بغداد في حرب الثمانينات!(ولن نتكلم عن وقوفهم الى جانب علي عبد الله صالح رغم انه كان عميل امريكا المدلل لفترة قريبة!),
نقول:
يكفي من فضل القاعدة في العراق عليكم انها استطاعت ان تقتل "علي اللامي" الذي سام البعثيين وتوابعهم سوء العذاب ولم يستطيعوا ان يفلتوا من سهامه الا بعد ان اغتالته يد القاعدة,فهل كانت القاعدة "عميلة" للبعث لانها خلصتهم من عدوهم؟!!,فيا بقايا من لا باقية له ,هلا شكرتم القاعدة على انها خلصتكم ممن كان يبطش بكم بدلا من ان تسلعونها بما لا تملكون سواه وهو "لسانكم السيئ"؟؟!.
يقال "لا تكرهوا الفتن فان فيها تمحيص المنافقين",ولقد محصت هذه الفتن التي نمر بها الكثير من الوجوه التي لطالما تسترت باقنعة لا يعلم من وما تحتها الا الله تعالى,ولنا عودة على فضيحة "خميس الخنجر" وتمويله لقناة الرافدين,فقد سكتنا طويلا,لكن عند هذه النقطة فليعذرنا الجميع ,فليس من الحكمة ولا الشرع السكوت في مواطن يكون فيها الكلام واجبا.