abo_jassim
عضو
هذا المقال منقول من توتير
***
كتب جاسم الجاسم :
@Jassem_89
كوي مستعجل بدون غسيل*
"ولكنكم تستعجلون" سنة الله في طبيعة خلق الانسان "خُلق الانسان من عجل" يريد من الأمور كلها أن تأتي على عجالة فتخلف النتائج بعدها بالحسرة والندامة ، وإن هذه المشكلة هي مشكلتنا الحالية المتفشية التي نواجهها في كل القضايا السياسية في بلدنا الكويت سواء الخاصة أو العامة فأن غالبية الشعب لم يتعود على كشف الحقائق مما يجعل الواحد منهم :
عجول منفعل متسرع بإطلاق الأحكام ، ويعجز عن امتلاك النَفَس والباع الطويل والصبر وأخذ الأمور بالحكمة ويفقد الرؤية البعيدة والفكر ويضغط كثيرا على النواب والوزراء ولا يقبل أن يقنع بمد عمر المجلس الحالي إن لم يتغيّر كل شيء بيوم وليلة !
وأخص بالذكر جماعة "سلفي مستعجل" يريدون كي الدستور بـ"ال" التعريف في المادة الثانية بلا غسيل للمواد جلها الكائنة في الدستور التي تخالف الشريعة أساسا فتجد بعد الكي المضاف بـ"ال"التعريف ثيابها متسخة بمواد أخرى كثيرة تشوه منظرها أكثر في الأيام المقبلة ، فيضغطون على النواب بحجة أنهم أغلبية ولا يفقهون معنى تغيير المادة ولا يقبلون التمهل في هذه القضية وإن اشتموا رائحة التأجيل والتباطؤ في هذه المسألة الصقوا التهم ونشروا البهتان بين الناس وصوروهم بلباس النفاق والتخاذل الخ...
كل هذا بسبب واحد "انعدام الرؤية المستقبلية"بضرورة تأجيل بعض الأولوية وترتيب الأوراق وأن هذا الخلل والتعجل بهذا الأمر سيتسبب بإسقاط المجلس الحالي الأغلبية "الذي يريد إصلاح الكثير من الأمور" فلن يعمّر ولن يطول أكثر من شهرين أو سنة بسبب تكرار ضغطهم على النواب واستعجالهم بالأمور الشرعية والقضايا المتعلقة بالمادة الثانية..
وهذا باعتقادي فحوى معنى كلام الدكتور عبدالله النفيسي بـ"أن السلفيين لا يصلحون في الخوض للمعترك السياسي" ولا يعني الدكتور ولا يقصد من يمثلهم من النواب لأنا رأينا في المرحلة السابقة مواقفهم الحكيمة فالنائب السلفي لا مشكلة فيه لتحليه بثياب الحكمة والصبر لأنه يعايش الواقع الذي هو بصدده ويعرف كيف تسير الأمور بخلاف من هو جالس في ديوانه أو في مسجده وهو لا يقرأ الواقع ولا يتصفحه ولم يك يوما يهتم بالسياسة من قبل بل غالبيتهم "حديثوا عهد بالسياسة" فلا يبالون بما سيحصل للأغلبية وغير مستعدين لتقبل توجهاتهم وتحركاتهم في المجلس في تقديم وتأخير القضايا التي تخصهم !
فالمشكلة ليست بالنائب السلفي بل بالناخب السلفي الذي أوصله يضغط عليه ويكلفه فوق طاقته ولا يكنّ له صبرا ولا يمد له يد الثقة بل يسيء الظن به ويشتمه ويشهر فيه بالمجالس ويسقطه أمام أعين العامة ويزرع الكره في نفوس الخاصة الخ.. "وهم كثر في هذا المجتمع !" فهذا الضغط ليس حلا صائبا والعجلة بإطلاق الأحكام مطبة أمام نواب الأمة فهذه"اللحمة النيئة بعقولهم تسبب مشكلة في فهم الواقع السياسي" التي كان يقصدها الدكتور النفيسي هي بحد ذاتها مشكلة لا تدركها عقولهم البسيطة العفوية المنفعلة غرامة ما يتخذون من قرارات !
نعم هذه هي الحقيقة وما سبق كان تشخيصا للمرض وأسباب المرض وآثارها المترتبة لكن ما الحل ؟ كيف ترد على من يقول العقيدة أولا وقبل كل شيء ؟ "إضافة "ال" للمادة الثانية،إزالة الكنائس،تحطيم الأصنام التماثيل..الخ"
أقول :
أنا مؤمن وعلى يقين بأن العقيدة أولى من كل شيء حتى من حياتي وروحي ونفسي وجسدي ودمي يغلي من أجل تحكيم الشريعة ! لكن أنت أمام صنم كبير لا يمكن كسره بيد واحدة وبضربة واحدة ضعيفة ألا وهو صنم "الديموقراطية" الكائنة في عقول كثير من الشعب الحاضر الذي يعتقد بحرية التشريع الشعبي لكل فئات المجتمع سواء إسلامي ولا ليبرالي كلهم يعتقد بأن لهم الحق في التشريع ! فمجرد المساس بهذا الصنم ستعرض وتهدد بهذه الدعوة الإصلاحية الأغلبية إلى زوال فلذلك كان أمر الله للنبي في بداية البعثة والدعوة غير مبال في تكسير الأصنام الظاهرة حول الكعبة والتي كانت بمثابة الدستور الوضعي الديمواقراطي في عصرنا الحاضر بل كان مهتما بإصلاح القلوب أولا وغسيلها من التعلق بها !
فالعقيدة أولا نعم أنا معك لكن التي في قلوب الناس وعقولهم أولا !
ويأتيك آخر الظواهر السلبية والعمليات التجميلية لابد من سن قوانين تخلصنا من هذه المخالفات الشرعية !
أقول إن إيمان البشر على درجات فكما أن الصحابة عندما كانوا حدثاء عهد في الإسلام لم يهتم آلشرع الحكيم بتحريم الخمر في بداية الأمر بل جاء على فترة من الزمن بالتدرج إلى أن جاء النهي القاطع بالتحريم فقد غسلت القلوب بالإيمان التام الشامل بالتزام أمر الله وترك ما ينهى عنه فحرمه تحريما نهائيا لأن القلوب مهيئة ومتقبلة !!
هذا هو المنهج الذي رب الله تعالى به نبيه فامتثل ولم يتعجل بقراراته بل كان حكيما صبورا فهل نحن ممتثلون ؟ "ولكنكم تستعجلون"
"إنما النصر مع الصبر" !
*****
منقــــــــــــــــــــول
***
كتب جاسم الجاسم :
@Jassem_89
كوي مستعجل بدون غسيل*
"ولكنكم تستعجلون" سنة الله في طبيعة خلق الانسان "خُلق الانسان من عجل" يريد من الأمور كلها أن تأتي على عجالة فتخلف النتائج بعدها بالحسرة والندامة ، وإن هذه المشكلة هي مشكلتنا الحالية المتفشية التي نواجهها في كل القضايا السياسية في بلدنا الكويت سواء الخاصة أو العامة فأن غالبية الشعب لم يتعود على كشف الحقائق مما يجعل الواحد منهم :
عجول منفعل متسرع بإطلاق الأحكام ، ويعجز عن امتلاك النَفَس والباع الطويل والصبر وأخذ الأمور بالحكمة ويفقد الرؤية البعيدة والفكر ويضغط كثيرا على النواب والوزراء ولا يقبل أن يقنع بمد عمر المجلس الحالي إن لم يتغيّر كل شيء بيوم وليلة !
وأخص بالذكر جماعة "سلفي مستعجل" يريدون كي الدستور بـ"ال" التعريف في المادة الثانية بلا غسيل للمواد جلها الكائنة في الدستور التي تخالف الشريعة أساسا فتجد بعد الكي المضاف بـ"ال"التعريف ثيابها متسخة بمواد أخرى كثيرة تشوه منظرها أكثر في الأيام المقبلة ، فيضغطون على النواب بحجة أنهم أغلبية ولا يفقهون معنى تغيير المادة ولا يقبلون التمهل في هذه القضية وإن اشتموا رائحة التأجيل والتباطؤ في هذه المسألة الصقوا التهم ونشروا البهتان بين الناس وصوروهم بلباس النفاق والتخاذل الخ...
كل هذا بسبب واحد "انعدام الرؤية المستقبلية"بضرورة تأجيل بعض الأولوية وترتيب الأوراق وأن هذا الخلل والتعجل بهذا الأمر سيتسبب بإسقاط المجلس الحالي الأغلبية "الذي يريد إصلاح الكثير من الأمور" فلن يعمّر ولن يطول أكثر من شهرين أو سنة بسبب تكرار ضغطهم على النواب واستعجالهم بالأمور الشرعية والقضايا المتعلقة بالمادة الثانية..
وهذا باعتقادي فحوى معنى كلام الدكتور عبدالله النفيسي بـ"أن السلفيين لا يصلحون في الخوض للمعترك السياسي" ولا يعني الدكتور ولا يقصد من يمثلهم من النواب لأنا رأينا في المرحلة السابقة مواقفهم الحكيمة فالنائب السلفي لا مشكلة فيه لتحليه بثياب الحكمة والصبر لأنه يعايش الواقع الذي هو بصدده ويعرف كيف تسير الأمور بخلاف من هو جالس في ديوانه أو في مسجده وهو لا يقرأ الواقع ولا يتصفحه ولم يك يوما يهتم بالسياسة من قبل بل غالبيتهم "حديثوا عهد بالسياسة" فلا يبالون بما سيحصل للأغلبية وغير مستعدين لتقبل توجهاتهم وتحركاتهم في المجلس في تقديم وتأخير القضايا التي تخصهم !
فالمشكلة ليست بالنائب السلفي بل بالناخب السلفي الذي أوصله يضغط عليه ويكلفه فوق طاقته ولا يكنّ له صبرا ولا يمد له يد الثقة بل يسيء الظن به ويشتمه ويشهر فيه بالمجالس ويسقطه أمام أعين العامة ويزرع الكره في نفوس الخاصة الخ.. "وهم كثر في هذا المجتمع !" فهذا الضغط ليس حلا صائبا والعجلة بإطلاق الأحكام مطبة أمام نواب الأمة فهذه"اللحمة النيئة بعقولهم تسبب مشكلة في فهم الواقع السياسي" التي كان يقصدها الدكتور النفيسي هي بحد ذاتها مشكلة لا تدركها عقولهم البسيطة العفوية المنفعلة غرامة ما يتخذون من قرارات !
نعم هذه هي الحقيقة وما سبق كان تشخيصا للمرض وأسباب المرض وآثارها المترتبة لكن ما الحل ؟ كيف ترد على من يقول العقيدة أولا وقبل كل شيء ؟ "إضافة "ال" للمادة الثانية،إزالة الكنائس،تحطيم الأصنام التماثيل..الخ"
أقول :
أنا مؤمن وعلى يقين بأن العقيدة أولى من كل شيء حتى من حياتي وروحي ونفسي وجسدي ودمي يغلي من أجل تحكيم الشريعة ! لكن أنت أمام صنم كبير لا يمكن كسره بيد واحدة وبضربة واحدة ضعيفة ألا وهو صنم "الديموقراطية" الكائنة في عقول كثير من الشعب الحاضر الذي يعتقد بحرية التشريع الشعبي لكل فئات المجتمع سواء إسلامي ولا ليبرالي كلهم يعتقد بأن لهم الحق في التشريع ! فمجرد المساس بهذا الصنم ستعرض وتهدد بهذه الدعوة الإصلاحية الأغلبية إلى زوال فلذلك كان أمر الله للنبي في بداية البعثة والدعوة غير مبال في تكسير الأصنام الظاهرة حول الكعبة والتي كانت بمثابة الدستور الوضعي الديمواقراطي في عصرنا الحاضر بل كان مهتما بإصلاح القلوب أولا وغسيلها من التعلق بها !
فالعقيدة أولا نعم أنا معك لكن التي في قلوب الناس وعقولهم أولا !
ويأتيك آخر الظواهر السلبية والعمليات التجميلية لابد من سن قوانين تخلصنا من هذه المخالفات الشرعية !
أقول إن إيمان البشر على درجات فكما أن الصحابة عندما كانوا حدثاء عهد في الإسلام لم يهتم آلشرع الحكيم بتحريم الخمر في بداية الأمر بل جاء على فترة من الزمن بالتدرج إلى أن جاء النهي القاطع بالتحريم فقد غسلت القلوب بالإيمان التام الشامل بالتزام أمر الله وترك ما ينهى عنه فحرمه تحريما نهائيا لأن القلوب مهيئة ومتقبلة !!
هذا هو المنهج الذي رب الله تعالى به نبيه فامتثل ولم يتعجل بقراراته بل كان حكيما صبورا فهل نحن ممتثلون ؟ "ولكنكم تستعجلون"
"إنما النصر مع الصبر" !
*****
منقــــــــــــــــــــول