عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من تردى من جبل فقتل نفسه ، فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا،ومن تحسى سما فقتل نفسه ، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدأ مخلدأ فيها ابدا ، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ) متفق عليه
شرح الحديث:
من الناس من يجزع للمصائب تنزل به ، ولا يقوى على احتمال الام الحياه وصدماتها ، فيلجأ الى الانتحار متعجلا نهايته ، باذلا حياته بلا ثمن .
وهذا التصرف يدل على جبنه وضعف نفسه ، وخور عزيمته ، وقلة ايمانه ، وهو كذلك اعتراض على قضاء الله تعالا وياس من رحمته وفقدان للثقه بها.
وله الى جانب ذلك اثار سيئة في المجتمع فلو استجاب كل مصاب بالارزاء الى هذه النزعة الضاله لخربت بيوت ويتمت الاطفال وارملت النساء وفقدت الامه كثيرا من قواها وسواعدها العامة .
جزاء المنتحر يوم القيامه :
لهذا كله ينفر الاسلام من الانتحار كل التنفير وذلك بما يصور من شدة العذاب الذي يلاقيه المنتحر يوم القيامة فهو يعذب النار على الصورة التي ارتضى لنفسه الخروج من الدنيا بها فان كان انتحاره بالتردي من الجبل او مكان عال فسيكون هذا شانه في جهنم يتردى فيها ابدا ، وان انتحر بشرب سم فسيتجرعه في جهنم يمزق احشاءه ويقطع امعاءه ويظل كذلك ابدا ، وان قتل نفسه بسكين فهي في يده يطعن بها نفسه في نار جهنم ابدا .
طرائق الوقاية من الانتحار :
وقد حفظ الاسلام اتباعه من الوقوع في هذه الجريمه النكراء بطرائق متعددة منها :
1- غرس الايمان بالله تعالى في النفوس ، حيث يؤمن الانسان بان كل ما يجري في هذا الكون انما يجري قضاء وقدر .
2- التسلح بالصبر لمواجهة المصيبة ؛ لانه خير علاج ولذلك كان اعظم الجزاء . قال تعالى
انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب)
3- الاعتقاد بان الكرب يعقبه الفرج والعسر يليه اليسر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (واعلم ان النصر مع الصبر ، وان الفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسرا )
4- العمل المستمر والرضا بالواقع مع بذل الجهد للوصول الى الافضل والاعتقاد بان الفشل هو الخطوة التي تسبق النجاح.