(كلُّ حزبٍ بما لديهم فرحون)!.مقالي في جريدة الراي.

| بقلم: عبدالكريم المنيعي |

قانون إقرار الأحزاب المزمع تقديمه من بعض أعضاء مجلس الأمة سيكون إقراره - لا سمح الله - بمثابة القشة التي ستقصم ظهر الكويت!
فالكويت مع الأسف من دون قانون الأحزاب لم يجمع أرباب السياسة على وطنية شخص، فالكل يتهم الآخر بالعمالة لدولة خارجية والسعي في تنفيذ أجنداتها، وإنشاء الأحزاب سيعزز هذه الثقافة المقيتة (ثقافة التخوين)، وسيجعل من الشعب الكويتي بأسره عميلا للدول الأخرى حسب الثقافة السائدة في المناخ السياسي.
أنا في الحقيقة لا أستغرب عندما أرى الليبراليين يسعون لهذا الغرض من إنشاء الأحزاب، فالليبراليون لا يحبون الخير لهذه الأمة وهم خنجر في خاصرتها، وتعزيز ثقافة الفرقة يصب في مصلحتهم لأنهم لا يمثلون شيئا يذكر أمام السواد الأعظم من المسلمين الذين يريدون أن يحكمُوا شرع الله في العباد والبلاد، فتفريق المسلمين يضعف قوتهم ويجعل هذا التيار الهش المنبوذ من غالبية الشعب الكويتي داخلا في الحسبة السياسية ومؤثرا فيها.
ولكن يبلغ عجبي مداه عندما أرى ممن يسمون بالإسلاميين يدعون ويسعون جاهدين لإقرار قانون الأحزاب، ألم يقرأوا قوله تعالى: «...وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ* مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ».
يقول العلامة السعدي في تفسيره لهذه الآية: «وفي هذا تحذير للمسلمين من تشتتهم وتفرقهم فرقا كل فريق يتعصب لما معه من حق وباطل، فيكونون مشابهين بذلك للمشركين في التفرق بل الدين واحد والرسول واحد والإله واحد»!!
فالواجب على من ينسب نفسه إلى الدين الإسلامي ويزعم أنه حريص على تطبيق شرع الله أن يطبق شرع الله في البداية على جمع كلمة المسلمين، على «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وألا يكون ممن يسعون في الأرض فسادا، تحت أي ذريعة أو مسمى، ويشق عصا المسلمين بتطبيق قانون الأحزاب ويتجاهل النصوص الكثيرة التي جاءت بذم الفرقة والحث على اجتماع الكلمة!
فالأحزاب مرفوضة إطلاقا والدين الإسلامي منها براء سواء تسمت أحزابا إسلامية أو أي مسمى آخر.
يقول العلامة بن باز رحمه الله: «أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها، وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق واخلاص، وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة: (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)».

كلية الشريعة - فقه وأصوله
تويتر:a_do5y
 
أعلى