صانع التاريخ
عضو بلاتيني
في السابع والعشرين من أكتوبر عام 1981 م نفذت الدولة الكويتية حينما كانت ذات هيبة وسيادة حكم الإعدام بثلاثة من المجرمين الذين قاموا باغتصاب وقتل طفلتين بريئتين ، وكان اثنان من هؤلاء الثلاثة ينتمون إلى الجمهورية العراقية وواحد يحمل الجنسية السعودية ...
في ذلك الوقت كانت العراق دولة قوية إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين والذي تحول بعد سنوات تسع من ذلك الحدث إلى طاغية مجرم حينما غزا بلادنا وكأنه قبل ذلك كان حملا وديعا وحاكما عادلا !!! ،
وكانت السعودية تتمتع بقوة تأثير في المحيط الخليجي فضلا عن هيبة الدولة في الداخل التي رسخ دعائمها الملك فيصل رحمة الله عليه وليس كما هو وضع المملكة اليوم نتيجة التخبط السياسي داخليا وخارجيا !!! ،
لكن رغم قوة عراق صدام حسين ورغم هيبة سعودية فهد بن عبد العزيز الذي كان يحكم نيابة عن أخيه خالد رحمهما الله إلا أن هيبة الدولة الكويتية كانت تقابلهما ؛ فاتخذت الإجراء الحاسم بحق المجرمين دون أن تخشى أي محاولة عراقية أو سعودية للابتزاز وتوظيف القضية بشكل يسيء للكويت ويهز مكانتها ...
وقتها كانت القيادة السعودية تحترم الكويت احتراما حقيقيا لا ديبلوماسيا ؛ وكان صدام حسين يقول بعد أن قبض على خلية تخريبية خططت لاستهداف الكويت بأن أمن الكويت هو من أمن العراق ثم سلم المجرمين إلى الكويت دون مساومة !!! ...
دارت الأيام دورتها لتكشف عن حقيقة مرة مُفادها أن أوساطا كويتية عبثت بمفهوم الانتماء الوطني لتوظفه وفق أجنداتها المشبوهة تحقيقا لمصالح أملتها روح الأنانية والاستخفاف والاستعلاء الذي جعل تلك الأوساط تحطم بيدها لا بيد الأجنبي أسطورة الدولة الكويتية تحت تأثير لا شعوري أو ربما شعوري ينطلق من كون بلادنا ما هي إلا عزبة لهم !!! ،
ثم جاء الغزو العراقي الغاشم والذي لم يسمح لنا بتقصي حقائقه رغم ما يُدعى من وجود ديمقراطية لدينا ؛ جاء ذلك الغزو البربري ليكشف لنا بأن بعض تلك الأوساط الكويتية قد أساءت لمكتسبات بلدها أكثر مما أساء لها المحتل نفسه !!! ،
وفي ظل معطيات الغزو ونتائجه سقط مفهوم الانتماء الوطني لتصبح الكويت بالنسبة لحملة جنسيتها التي باتت سبيلا يريد البعض توزيعه على مَن يستحق ومَن لا يستحق إما مغرافة فلوس يأخذون منها حتى يخلص النفط وإما ساحة مستباحة للصراع الإقليمي ذي الصبغة الطائفية بين النظامين الإيراني والسعودي !!! ...
النقطة الأخيرة تحديدا ( الصراع الإقليمي ) الإيراني السعودي هي العنوان الحقيقي لقصة حبس المغردين وحارقي الأعلام ؛ فالمغرد ناصر أبل تهجم في التويتر على الملك السعودي مدفوعا بانفعالات وتفاعلات المعركة الإيرانية السعودية على أرض البحرين ؛ فقامت عليه القيامة ليس من السفارة السعودية ولا من وزير الخارجية السعودي وإنما من أوساط كويتية سنية تريد أن تلعب دور البطولة في هذا الصراع تحت بنود مختلفة !!! ،
وطبعا لاحقت السلطات الكويتية ناصر أبل وحبسته إرضاء للأوساط السنية التي انتصرت للملك السعودي على أرض الكويت في حين لم ينتصروا لإخوانهم السنة في السعودية وهم يطالبون بحقوقهم من نظامهم الدكتاتوري !!! ،
وكنتيجة طبيعية أصبح بالتالي ناصر أبل بطلا لدى أوساط شيعية روجت له على أنه رمز لحرية الرأي وضحية للقمع الفكري متهمة الحكومة الكويتية ( حليفتهم آنذاك ) بأنها جاملت التكفيريين الوهابيين حسب وصف تلك الأوساط لخصومهم !!! ...
دار الزمان دورته ؛ ثم شاء الله أن يتجرأ مغرد تويتري هذه المرة على مقام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكلام لا يقبله أي مسلم سواء كان سنيا أم شيعيا ؛ لكن لأن جذور أسرة هذا السفيه تنتمي إلى الطائفة الشيعية فقد تم تحويل القضية إلى طائفية ما بين أوساط سنية تدعو للقبض على هذا المغرد وأخرى شيعية عمدت إلى ترقيع فعلته عنادا للخصوم !!! ،
وفي ظل هذا الجو المشحون الذي زادت من توتره تفاعلات أحداث الداخل والخارج قام شاب متحمس في تجمع قيل أنه للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحرق علم جمهورية إيران ؛ وعلم الدولة الفارسية لم يكن أول علم يتم حرقه على أرض الكويت ؛ فقد تم حرق علم الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006 م رغم دورها المفصلي في تحرير الكويت والذي لولاه لم يصبح محمد هايف ولا عبد الحميد دشتي نائبين فيما يسمى مجلس الأمة الكويتي !!! ،
لم تثر ثائرة أحد بسبب حرق العلم الأمريكي ولم يطالب أحد بالقبض على حارقيه تحت بند تطبيق القانون ؛ بينما حينما تم حرق العلم الإيراني سارعت الحكومة الكويتية للقبض على حارق العلم ليس من باب تطبيق القانون وإنما من باب المعاملة بالمثل ؛ فالحكومة الكويتية اعتقدت بأن الأوساط الشيعية التي انتصرت لناصر أبل ستؤجج المسألة فقامت باعتقال حارق العلم الإيراني لتقول لهم ( مثل ما مسكنا رفيجكم مسكنا رفيجهم ) !!! ،
وطبعا انعكس المشهد ؛ إذ أصبح نهار الهاجري حارق العلم الإيراني بطلا تدافع عنه الأوساط السنية المتطرفة تماما كما كان حال المغرد الشيعي ناصر أبل عند قومه !!! ،
ويسقط بذلك الوهم الكويتي الذي نشأ خلال السنوات القليلة الماضية ؛ ذلك الوهم الذي ارتكز على الموازنة بين ربع إيران وربع السعودية وأغفل هيبة الدولة الكويتية وضرورة ترسيخ قوة بناء مؤسساتها !!! ،
نعم ؛ إن الأوساط الكويتية المتنفعة ليس في مصلحتها ترسيخ هيبة الدولة الكويتية لأن ذلك يعني ببساطة سحب بساط التسلط واستغلال السلطة من تحتها ؛ لكن هؤلاء واهمين حينما يعتقدون بأن الأمان بالنسبة لهم ينطلق من موازنة سياسية غير رشيدة ؛ ذلك لأن الحقيقة التي أعمى الله بصائرهم عنها هي أن النظام الإيراني لا يمثل الشيعة وأن النظام السعودي لا يمثل السنة ؛ أما الدولة الكويتية القوية إن عادت كما كانت فإنها ستمثل كل الكويتيين ؛ لكن إلم تعد تلك الدولة إلى سابق عهدها فإن المستنفعين سيخرجون من الكويت قريبا في رحلة ذهاب بلا عودة ولسان حالهم يقول : ( ليت اللي جرى ما كان ) !!! ...
في ذلك الوقت كانت العراق دولة قوية إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين والذي تحول بعد سنوات تسع من ذلك الحدث إلى طاغية مجرم حينما غزا بلادنا وكأنه قبل ذلك كان حملا وديعا وحاكما عادلا !!! ،
وكانت السعودية تتمتع بقوة تأثير في المحيط الخليجي فضلا عن هيبة الدولة في الداخل التي رسخ دعائمها الملك فيصل رحمة الله عليه وليس كما هو وضع المملكة اليوم نتيجة التخبط السياسي داخليا وخارجيا !!! ،
لكن رغم قوة عراق صدام حسين ورغم هيبة سعودية فهد بن عبد العزيز الذي كان يحكم نيابة عن أخيه خالد رحمهما الله إلا أن هيبة الدولة الكويتية كانت تقابلهما ؛ فاتخذت الإجراء الحاسم بحق المجرمين دون أن تخشى أي محاولة عراقية أو سعودية للابتزاز وتوظيف القضية بشكل يسيء للكويت ويهز مكانتها ...
وقتها كانت القيادة السعودية تحترم الكويت احتراما حقيقيا لا ديبلوماسيا ؛ وكان صدام حسين يقول بعد أن قبض على خلية تخريبية خططت لاستهداف الكويت بأن أمن الكويت هو من أمن العراق ثم سلم المجرمين إلى الكويت دون مساومة !!! ...
دارت الأيام دورتها لتكشف عن حقيقة مرة مُفادها أن أوساطا كويتية عبثت بمفهوم الانتماء الوطني لتوظفه وفق أجنداتها المشبوهة تحقيقا لمصالح أملتها روح الأنانية والاستخفاف والاستعلاء الذي جعل تلك الأوساط تحطم بيدها لا بيد الأجنبي أسطورة الدولة الكويتية تحت تأثير لا شعوري أو ربما شعوري ينطلق من كون بلادنا ما هي إلا عزبة لهم !!! ،
ثم جاء الغزو العراقي الغاشم والذي لم يسمح لنا بتقصي حقائقه رغم ما يُدعى من وجود ديمقراطية لدينا ؛ جاء ذلك الغزو البربري ليكشف لنا بأن بعض تلك الأوساط الكويتية قد أساءت لمكتسبات بلدها أكثر مما أساء لها المحتل نفسه !!! ،
وفي ظل معطيات الغزو ونتائجه سقط مفهوم الانتماء الوطني لتصبح الكويت بالنسبة لحملة جنسيتها التي باتت سبيلا يريد البعض توزيعه على مَن يستحق ومَن لا يستحق إما مغرافة فلوس يأخذون منها حتى يخلص النفط وإما ساحة مستباحة للصراع الإقليمي ذي الصبغة الطائفية بين النظامين الإيراني والسعودي !!! ...
النقطة الأخيرة تحديدا ( الصراع الإقليمي ) الإيراني السعودي هي العنوان الحقيقي لقصة حبس المغردين وحارقي الأعلام ؛ فالمغرد ناصر أبل تهجم في التويتر على الملك السعودي مدفوعا بانفعالات وتفاعلات المعركة الإيرانية السعودية على أرض البحرين ؛ فقامت عليه القيامة ليس من السفارة السعودية ولا من وزير الخارجية السعودي وإنما من أوساط كويتية سنية تريد أن تلعب دور البطولة في هذا الصراع تحت بنود مختلفة !!! ،
وطبعا لاحقت السلطات الكويتية ناصر أبل وحبسته إرضاء للأوساط السنية التي انتصرت للملك السعودي على أرض الكويت في حين لم ينتصروا لإخوانهم السنة في السعودية وهم يطالبون بحقوقهم من نظامهم الدكتاتوري !!! ،
وكنتيجة طبيعية أصبح بالتالي ناصر أبل بطلا لدى أوساط شيعية روجت له على أنه رمز لحرية الرأي وضحية للقمع الفكري متهمة الحكومة الكويتية ( حليفتهم آنذاك ) بأنها جاملت التكفيريين الوهابيين حسب وصف تلك الأوساط لخصومهم !!! ...
دار الزمان دورته ؛ ثم شاء الله أن يتجرأ مغرد تويتري هذه المرة على مقام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكلام لا يقبله أي مسلم سواء كان سنيا أم شيعيا ؛ لكن لأن جذور أسرة هذا السفيه تنتمي إلى الطائفة الشيعية فقد تم تحويل القضية إلى طائفية ما بين أوساط سنية تدعو للقبض على هذا المغرد وأخرى شيعية عمدت إلى ترقيع فعلته عنادا للخصوم !!! ،
وفي ظل هذا الجو المشحون الذي زادت من توتره تفاعلات أحداث الداخل والخارج قام شاب متحمس في تجمع قيل أنه للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بحرق علم جمهورية إيران ؛ وعلم الدولة الفارسية لم يكن أول علم يتم حرقه على أرض الكويت ؛ فقد تم حرق علم الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006 م رغم دورها المفصلي في تحرير الكويت والذي لولاه لم يصبح محمد هايف ولا عبد الحميد دشتي نائبين فيما يسمى مجلس الأمة الكويتي !!! ،
لم تثر ثائرة أحد بسبب حرق العلم الأمريكي ولم يطالب أحد بالقبض على حارقيه تحت بند تطبيق القانون ؛ بينما حينما تم حرق العلم الإيراني سارعت الحكومة الكويتية للقبض على حارق العلم ليس من باب تطبيق القانون وإنما من باب المعاملة بالمثل ؛ فالحكومة الكويتية اعتقدت بأن الأوساط الشيعية التي انتصرت لناصر أبل ستؤجج المسألة فقامت باعتقال حارق العلم الإيراني لتقول لهم ( مثل ما مسكنا رفيجكم مسكنا رفيجهم ) !!! ،
وطبعا انعكس المشهد ؛ إذ أصبح نهار الهاجري حارق العلم الإيراني بطلا تدافع عنه الأوساط السنية المتطرفة تماما كما كان حال المغرد الشيعي ناصر أبل عند قومه !!! ،
ويسقط بذلك الوهم الكويتي الذي نشأ خلال السنوات القليلة الماضية ؛ ذلك الوهم الذي ارتكز على الموازنة بين ربع إيران وربع السعودية وأغفل هيبة الدولة الكويتية وضرورة ترسيخ قوة بناء مؤسساتها !!! ،
نعم ؛ إن الأوساط الكويتية المتنفعة ليس في مصلحتها ترسيخ هيبة الدولة الكويتية لأن ذلك يعني ببساطة سحب بساط التسلط واستغلال السلطة من تحتها ؛ لكن هؤلاء واهمين حينما يعتقدون بأن الأمان بالنسبة لهم ينطلق من موازنة سياسية غير رشيدة ؛ ذلك لأن الحقيقة التي أعمى الله بصائرهم عنها هي أن النظام الإيراني لا يمثل الشيعة وأن النظام السعودي لا يمثل السنة ؛ أما الدولة الكويتية القوية إن عادت كما كانت فإنها ستمثل كل الكويتيين ؛ لكن إلم تعد تلك الدولة إلى سابق عهدها فإن المستنفعين سيخرجون من الكويت قريبا في رحلة ذهاب بلا عودة ولسان حالهم يقول : ( ليت اللي جرى ما كان ) !!! ...