(" أبو العلاء المعري بين دفاتري )"

رحم الله المحسنين
وعفا عن المسيئين 
وتولانا بعينه في الدنيا 
وحظوته في الآخرة إنه سميع مجيب


عليك أن لا تلومني في إعجابي وحبي _ وسأقول عشقي_ لأبي العلاء المعري ... في أشعاره فقط لا غير !
لا تتهمني بالإنحلال والإلحاد والخرف ... فحسبي منه أبيات أرى دفاتري المبعثرة من خلالها !
أما عقيدتي في الله تعالى _ أيها المشكك _  فهي ما قرأته في كتاب الله تعالى
 وما سمعته من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم 
وما تعرفت عليه من آثار الصحابة وأقوال علماء المسلمين


ومن لزوم ما ألزم ... ألزمت نفسي متابعة رهين المحبسين ... تسلية وتعزية
وفي بعض المرات أتركه يسبح في خياله _ المختلف في مقاصده _ لكي لا أقطعه عليه ... فهو وشأنه
وهو قد أمضى إلى ما قدم وأفضى إلى ربه
قال تعال ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون )


أحبابي .... عندما يتوجس المرء من مجتمعه
 فإنه قد يلجأ إلى التعبير بوسائل مبهمة ورسائل مشفرة !
يفهمها من يفهمها ويستصعبها من يستصعبها ... وهو ليس مكلف بالإفهام


وما كان يعانيه أبو العلاء المعري في مجتمعه هو لا يختلف عن مجتمعنا في وقتنا الحاضر
من التنكر والخداع وصداقة الطفيليين وتسويد الطغام من الناس
 وإساءة العمل وقبح النية التي هيعوامل مشتركة أزلية 
لا تزال ممتدة من عصر أبي العلاء المعري إلى عصر كاتب السطور !
قال أبو العلاء :
هل صح قول من الحاكي فنقبله ... أم كل ذاك أباطيل وأسمار
أما العقول فآلت أنه كذب .. والعقل غرس له بالصدق إثمار


انكشاف مكنون النفوس في ليل بهيم هو بادرة حميدة إما بالظفر أو الإستغناء
وأخشى أن لا نأتي إلى اللعن فلقد نهى رسول الله عنه
إن إيقاظ نفسك واستنهاض عقلك ومراعاة عملك هو ما يفترض عليك أن تتقدم إليه
قال أبو العلاء :
رويدك وقد غررت وأنت حر ... بصاحب حيلة يعظ النساء
يحرم فيكم الصهباء صبحا ... ويشربها عن  عمد مساء


الفشل مع الواقع أو جزء يسير منه ليس دافعا للإنزواء عنه أو الإنكفاء منه
فتحديد الهدف هو تعزية من الفشل ورؤية المستقبل منه هو استمرار وتحدي ونتائج
وتذكرك لمعارك الحياة هو إيقاد للهمة في جنبات روحك
قال أبو العلاء :
نراقب ضوء الفجر والليل دامس ... وما يستر الانسان إلا الروامس
فكيف ترى المنهاج والليل مقمر ... ولم تره واليوم أزهر شامس


اعتزازك بمبادئك وافتخارك برفقاء دربك وتذكرك الأيام الخوالي
 هو حري بأن يكون لك مجد زاخر 
في تجاربك معهم في مرها وحلوها ومضرتها ومنفعتها
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
وما نحن إلا سفينة نجري في مجرى نهر القدر ونسير في بحر القضاء
قال أبو العلاء :
تماجد القوم والألباب مخبرة ... أن ليس في هذه الأجيال أمجاد
والملك لله والدنيا بها غير ... خير وشر وإعدام وإيجاد
والناس شتى ولم يجمعهم غرض ... شد وحل وإتهام وإنجاد


لو كنت غريبا في دنياك مكلوما من واقعك فإن ذلك ليس طريقا ليأسك 
وسماعك للصراخ  واستماعك للقهقة ليس سبيلا إلى صمتك وسكوتك
ولو خاطبك من حولك بمثل أبيات أبي العلاء هذه :
أرائيك فليغفر الله لي زلتي ... بذاك ودين العالمين رياء
وقد يخلف الإنسان ظن عشيره ... وإن راق منه منظر ورواء
إذا قومنا لم يعبدوا الله وحده ...  بنصح فإنا منهم برآء 
أرائيك : أي أخدعك


...... كم الساعة ؟ .... مضيت وقتا كالبرق خطفني مع أبي العلاء المعري !
... عذرا ...استرسلت معه ولم أشعر بتواجدكم معي ومعه !
حسبي ... حسبي ... ما استقطعت من وقتكم لقراءة ما كتبت لكم عن علاقتي مع رهين المحبسين
... وتحدثني نفسي أني سأعود لكم معه مجددا
في أمان الله نلتقي وإياه




 

Way one

عضو مخضرم
موضوع نادر .. ومتفرد ..


كم نحن بحاجه إلى مثل هذه المواضيع المتميزه ..


شكرا" أستاذ عبدالله ..

موضوع يستحق الإحتفاء ...
 

الخالدي88

عضو مميز
للأديب الأريب عبدالعزيز الميمني كتاب فريد يتحدث فيه عن ابي العلاء المعري ويحاول إنصاف المعري أنصح باقنتائه

ثم شكرا أستاذي على هذا الموضوع الجميل:)
 
نتباحث عن شعره
شخصيته
معاناته
التهم المفتراة
الرأي الشخصي
عندئذ نصل إلى جوانب مهمة من أبي العلاء المعري رهين المحبسين

شكرا لكم جميعا
ولي عودة إن شاء الله
 
لله درك نقلت خطواتنا في أفياء الجمال ، وجعلتنا نسرح في تلك الخمائل .....

لاشك أن شاعرنا ارتقى بغرض من أغراض الشعر "وهو الرثاء" إلى المعاني

الفلسفية المعروفة عنه كقوله في قصيدته الدالية :

غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي ** نوح باكٍ ولاترنم شادِ
وشبيه صوت النعي إذا ***قيس بصوت البشيرِ في كل نادِ

فضلاً لا أمراً .... هلاً أكملت ما بدأت اخي الكريم؟!!
 
أعلى