كان التيار الاخواني والتيار السلفي يستعد لإكمال مسيرة المغازلة وتقديم المؤشرات الجيدة لحسن النوايا مع المملكة وخاصة على المستوى القيادي وأنا اتكلم هنا عن العمل السياسي
فخسارة الدعم السعودي بكآفة مجالاته يعني مضاعفة مدى من صعوبة أي خطة لقيادة مصر في المستقبل كم تعلمون إذ أن السعودية ليست دولة داعمة فقط في مصر بل دولة مستقطبة أيضا للدعم والشراكات الاقتصادية
التيارات الليبرالية الخاسرة سياسيا في مجملها بمصر سعت واستقتلت في المرحلة الماضية في اختلاق وصنع كل ما يمكن أن يوتر العلاقات بين الطرفين ,, السعودية من جهة والاخوان والسلف من جهة
وأخيرا ... وجدوا القشة التي ستقصم ظهر البعير , فأججوا قضية الجيزاوي وسعوا لاستغلالها بشكل شعبي غبي قابله تصاريح غير موزونة وغير واقعية من الطرف الإخواني والسلفي لن يمر على متخذي القرار في السعودية دون مراجعة ودراسة مستقبلية
لاحظوا فقط من هم الإعلاميين الذين انحازوا للسفير السعودي بشكل غير مباشر ومن يمثلون في مصر ,, هناك استقطاب للمملكة من قبل اطراف أخرى في مصر ولسان حالها يقول نحن الأصلح والأفضل لكم
عبارة (السعودية ومصر أكبر من ذلك) عبارة لن تغني ولن تسمن من جوع في عصر الاعلام الشعبي المفتوح
احراج أي حكومة أمام شعبها أمر لا يستهان به وخاصة لدولة بحجم المملكة العربية السعودية
للمملكة سياسه يعرفها المتابعين فيما يتعلق بالدعم الاقتصادي ,, فهي لا تعطي كل ما تقرره دفعة واحدة بل تخضعه للمتغيرات وللمتطلبات وتحسن التعامل في هذه اللعبة كثيرا
لقد سقط الإسلاميون في مصر سقطة مدوية وأثبتوا فشلهم السياسي وعدم فهمهم للواقع السياسي الحالي مع أنهم اكثر قربا ومودة وتعاطف مع السعودية من غيرهم إلا أن الاحزاب الأخرى في مصر تفهم أحاجي المصالح والمنافع الشعبية اكثر بكثير وتستطيع التعامل معها
السعودية لن ترد على ما حدث بردود فورية واضحة ولكن مع الوقت سيكتشف المصريون أن السعودية بدأت في التغيير التدريجي للإتجاه الآخر حتى تجد المملكة ضالتها في حكومة سياسية أخرى وستتعامل بصرامة فيما يخص أي دعم اقتصادي وسيكون نصيب الحكومة القادمة المنتظرة في مصر القليل مما سبقهم ولن تكون حريصة على وجود نجاح واستقرار تام لأي حكومة تتبنى مثل هذه التوجهات
الكارثة الأخرى على مصر ,, هو ماذا سيكون الموقف الخليجي أيضا ... التجربة السعودية أنموذجا لأي دولة خليجية وسيكون التأثر سلبيا بلا شك
مثل هذه الأحداث تحتاج إلى وقت حتى يتبين آثارها وتبعاتها
لقد خيبتوا الأمل يا إسلاميوا مصر,,,