الجواب: هذه -لا شك- من التقاليد الأوروبية الكافرة، وقد نهينا عن تقليدهم بمناهي عامة وخاصة، ولا يجوز لأي دولة مسلمة حقاً أن تتبنى شيئاً من تقاليد الكفار، لكن الأمر يعود إلى من كان له الخيرة في ألا يسمح بذلك، ولا شك أن الحاكم المسلم الذي ليس فوقه حاكم في الدنيا، هو الذي يستطيع أن يغير ويبدل هذه التقاليد والعادات الكافرة بتقاليد وعادات إسلامية، أما من كان موظفاً أو كان جندياً، ولا يستطيع إلا أن يتبع هذا النظام المنحرف عن الإسلام، فهذا يُظْهِرُ مراتبَ الناسِ، على حد قوله عليه السلام: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) فنحن نعلم أن مثل هذه المشاكل يقع الشيء الكثير منها في بعض البلاد الإسلامية؛ لأنها أمور -كما قلنا- تقاليد أجنبية. مثلاً: في بعض الدول العربية الإسلامية لا يسمح للجندي أن يلتحي، فالناس على هذه المراتب التي جاء ذكرها في الحديث، أكثر الناس اليوم عندما يدخلون الجندية يحلقون لحاهم هكذا النظام، وبعضهم لا يحلقها وإنما هم يحلقونها رغم أنفه، وبعض آخر -وهذا قليل جداً، وله أمثلة هنا في الأردن وفي سوريا - يصمد ويصبر ويلقى العذاب والسجن .. إلخ، ثم ينصره [URL="http://vb.noor-alyaqeen.com/t22691/"]الله [/URL]
عز وجل، فتراه جندياً ملتحياً، بينما الألوف المؤلفة بدون لحى، فإذاً القضية لها علاقة بقوة الإيمان في المكلف، هذا الذي يكلف بأن يحييّ العَلَم هذه التحية غير الإسلامية بلا شك أنه يستطيع ألا يحيي، لكنه يعلم أن أمامه السجن والتعذيب، وربما أشياء أخرى لا نعرفها، فالمؤمن القوي الإيمان يصبر، ثم ما يكون بعد الصبر إلا النصر كما وعد [URL="http://vb.noor-alyaqeen.com/t22691/"]الله [/URL]
عز وجل المؤمنين، ولا يسع آخرين -لا يصبرون هذا الصبر- إلا أن يحيوا العلم وقلوبهم منكرة لهذه التحية، وهكذا يجب أن نعلم أن هذا منكر، وأن الذي يضطر إلى القيام به على الأقلَّ ينكره بقلبه؛ لأنه (ليس وراء ذلك ذرة من إيمان) كما هو معلوم في بعض روايات الحديث الصحيحة.
السائل: وهل مجرد الانتصاب أمام العلم يخل بالتوحيد؟
الجواب: نعم، يخل بالإسلام والشريعة والآداب الإسلامية.. يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6] هذا تعظيم أشبه بتعظيم الأصنام؛ لأن هذا العلم عبارة عن قطعة قماش، لكن هو التقليد الأوروبي الأعمى مع الأسف الشديد!!
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء - وفقه الله :
( وأما تحية العلم : فالتحية تأتي بمعنى التعظيم , ولا تكون تحية التعظيم إلا لله كما نقول في تشهدنا في الصلوات : التحيات لله , أي : جميع التعظيمات لله سبحانه ملكاً واستحقاقاً , فهي تحية تعظيم وليست تحية سلام ، فالله يُحيَّا ولا يُسلَّمُ عليه ، وتأتي التحية بمعنى السلام الذي ليس فيه تعظيم , وهذه مشروعة بين المسلمين ، قال تعالى : ** فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً } , وقال تعالى : { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } , وقال تعالى عن أهل الجنة : {تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } وقال تعالى : { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ } , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم " فالسلام إنما يكون بين المسلمين ولا يكون السلام على الجمادات والخرق ونحوها , لأنه دعاء بالسلامة من الآفات ، أو هو اسم من أسماء الله يدعو به المسلم لأخيه المسلم عليه ليناله من خيراته وبركاته , والمراد بتحية العلم الآن : الوقوف إجلالاً وتعظيماً له ، وهذا هو الذي أفتت اللجنة الدائمة بتحريمه لأنه وقوف تعظيم ، فإن قيل : إن في تحية العلم احتراماً لشعار الحكومة ؟ فنقول : نحن نحترم الحكومة بما شرعه الله من السمع والطاعة بالمعروف , والدعاء لهم بالتوفيق ، واللجنة حينما تُبيِّنُ هذا للمسلمين إنما تُبيِّنُ حكماً شرعياً يجب علينا جميعاً حكومة وشعباً امتثاله ، وحكومتنا - حفظها الله وبارك فيها - هي أولُ مَن يمتثل ذلك , هذا ما أردت بيانه خروجاً من إثم الكتمان ) جريدة الجزيرة عدد 11989 يوم الثلاثاء 20/6/1426هـ .
وقــال حفظه الله : ( طاعة الدولة واجبة فيما لا يُخالف الشرع , وهي لا تريد مخالفة الشرع في جميع أنظمتها , وأيضاً : تحية العلم قد صدر بتحريمها فتوى شرعية من جهة رسمية نصبتها الدولة وعيَّنت فيها الْمُفتين .. وهل القيام للعلم إذاً من باب العبث ؟ لا إنما هو نوعٌ من التعظيم ، والتحيات في الأفعال من القيام والركوع والسجود وغير ذلك كلُّها لله ، كما في الحديث الصحيح : { التحيات لله } قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في آداب المشي إلى الصلاة : أي جميع التحيات لله استحقاقاً وملكاً , قال الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي البلاد السعودية رحمه الله في شرحه : أي : جميع التحيات لله استحقاقاً وملكاً , يعني : أنَّ الربَّ جلَّ وعلا هو المستحق لجميع التعظيمات , لأنه الكبير الذي لا أكبر منه ، والجليل الذي لا أجلَّ منه , انتهى ... ولَمَّا صلَّى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في بيته جالساً لمرض أصابه ، وقام مَن حضر خلفه يُصلُّون قياماً أشار إليهم أن اجلسوا , ولَمَّا سلَّم من صلاته قال : " كدتم آنفاً أن تفعلوا فعلَ فارس والروم , يقومون على ملوكهم وهم جلوس" فهذا يدلُّ على تحريم التشبه بفارس والروم في قيامهم على ملوكهم تعظيماً لهم ، فدلَّ ذلك على أمرين : تحريم القيام تعظيماً للمخلوق , وتحريم التشبه بالكفار ) جريدة الجزيرة عدد 12017 يوم 18/7/1426هـ .
فتوى الشيخ عبدالله الغنيمان في اللقاء الذي تم معه في منبر الدين النصيحة سنة 1424هـ
السؤال :
ماحكم القيام على وجه القنوت والخشوع للأوثان والصلبان والأعلام وماأشبه ذلك وهل هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة وهل هناك فرق بين من يسجد ويركع ويطوف حول العلم وبين من يقوم له القيام الذي فيه معنى الخشوع والسكون ؟
الجواب :
القيام كما ذكرت عبادة عبادة يجب أن تكون خالصة لله جل وعلا { وقوموا لله قانتين } فالقيام على وجه التعظيم والخضوع والذل لا يجوز أن يكون لمخلوق أما مجرد قيام مثل يستقبل قادما من سفر أو قادم على المجلس أو قام ليسلم عليه فهذا عادة لا بأس بها وإن كان تركها أولى بها كما أخبر الرسول وأمر بذلك وكان يكره أن يقوم له أصحابه وكانوا لا يقومون له وهم أحب الخلق إليهم كما هو معلوم بل أعظم من هذا أنه لما سقط عن الفرس وعاده أصحابه في بيته وحضرت الصلاة فأمهم جالسا فأشار إليهم أن اجلسوا ثم لما سلم قال((كدتم أن تفعلوا كما تفعل الأعاجم عند عظمائها))وقال في حديث آخر ((من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبؤا مقعده من النار))وكل هذا حماية لجانب التوحيد لأن القيام على وجه التعظيم والخضوع والذل عبادة فإذا كان القيام مثلا لرجل أو لصليب أو لعلم على وجه الخضوع والذل والتعظيم فإنه عبادة وفاعله ناقض للتوحيد والواجب على من وقع منه شئ من ذلك بغير علمه فعليه أن يتوب والدنيا والوظائف وغيرها والدنيا كلها بأسرها لا تكون عوضا عن الأخرة ولا تجدي شيئا نسأل الله أن يحمينا من الوقوع في المخالفات .