طفل ولد كبيرا (( 2 ))

طريق طويل يمشيه الانسان دون أن ينظر خلفه

لكنه إذا نظر بعد فترة مديدة الى الخلف رجعت له الذكريات مع ريح الكبر

مرت أيام على الحادثة الصغيرة التي كانت وانا في الثامنة من عمري

بعد أيام لاحظ الاهل انقطاعي عن اللعب وتوجهي الى المسجد في كل وقت أذان

ارى الفرحة تغمرهم والتعجب يعلوني

كنت لا اعرف لماذا يقدم الناس رجلا واحدا الى الصلاة ؟ ولماذا هو بالذات ؟

لكن السؤال الاعجب والاغرب هو :

لماذا اذا انتهت الصلاة يمسك كتابا ويقرأ منه

كنت اترقب الناس بعد الانصراف من الصلاة

بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء


كانوا يقومون سريعا ولا ينظرون الى الخلف

لكنهم مع صلاة العصر يتمهلون قليلا لكي ينتقل الامام من وضع الى وضع

يمسك كتابا لونه قريب من الصفراء وتجليده يدل على ان قارئه طالما داعبه وانشغل به

كان الحديث غريبا علي معارك وقصص واحداث

كانت تستهويني وتستوقفني

ارى الناس تنجذب اليه وارى الامام يتلألأ وجهه وهو يحدثهم

ومع الوقت تعلق قلبي بهذا الحديث

الى ان قررت في يوم من الايام ان اطلب من الامام اعارته لي

انتهت الصلاة وانتهى الحديث وانطلق الناس كل الى وجهته

ومشيت خلف الامام اقدم خطوة وارجع خطوة

الى ان جاءه رجل يسأله فوقف يحدثه فراى جثتي ورأى في عيني سؤالا

قال : تعال ماذا تريد أيها المؤذن ...

قلت له : ما اسم هذا الكتاب ؟

قال : السيرة الحلبية

قلت : عن ماذا يتكلم ؟

قال : سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

قلت : هل يمكن ان استعيره منك ؟

ضحك ووضع يده على رأسي وانصرف كانت علامة منه انني صغير على الكتاب

فمن يومئذ قررت ان اقرأ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

فقرأت كل ما وقع في يدي

ولكن نظرة الامام تلك حجبت عني كتابه الذي رفض ان اقرأه فظننت انه ملكه فلم اقرأه ولا حاولت شراءه

واصبح بيني وبين كتابه سد منيع
 

جواهر*

مشرفة
طاقم الإشراف
مستمتعة ومتابعة لباقي الذكريات والاحداث

وفي انتظار التكملة,,,
 

بو عزوز مساعد

عضو بلاتيني
تسجيل متابعه

اتمنى من الاداره دمج الموضوع

الاخ عادل اتمنى ان تجمع الموضوع في صفحه واحده

كما اتوقع شرح الكتب التي قرأت ومافيها من سيره وسهولة نقلها لاخوانك في المنتدى

في حفظ الرحمن
 
أعلى