( 3 )
قناة " صفا " .. .. .. الأربعاء 30 / 7 / 1433 هـ ـ 20 / 6 / 2012 م .. .. ..
برنامج : كسر الصنم 8 .. .. ..
تقديم : عبدالرحمن الحسيني .
ضيف الحلقة : د . عمر الزيد .
المقطع : 08 : 55 / 1 : 07 : 40
قال الأفاك " عمر الزيد " : ( علماء الإســــلام في هذا البلد كفروا " القذافي " أنكر شيئاً من كتاب الله تعالى ، ويذهبون إلى قناة القذافي يؤيدونه ، ويقولون هؤلاء خوارج اقتلهم ) .
وعلى شـــاكلته وطريقته الحزبية صار الحزبي المتلون " عائض القرني " .. . فقال في مقالته المعنونة تحت اسم : " فتاوى علماء استغلها نظام القذافي " ، والمنشـــــــــــــــــــــــــــورة في جريدة " المدينة " ملحق " الرسالة " ... بتاريخ السبت 30 / 3 / 1432 هـ
( يرسل النظام الليبي رسائل نصية على جوالات الشعب الليبي فيها فتاوى لبعض العلماء بتحريم الخروج على وليّ الأمر وتحريم المظاهرات ، ويمكن أن بعضهم قصد بهذه الفتوى وليّ الأمر المبايع شرعًا الذي يحكم بشريعة الإسلام ، وبعضهم يقصد الجميع ، وأقول : هل القذافي وليّ أمر يجب طاعته ويحرم الخروج عليه ؟ ) .
وكذلك نجم وعضو ليالي فبراير والمولات والمجتمعات التجارية " نبيل العوضي " ! .الذي قال في برنامج " لقاء الجمعة " ... تقديم / عبدالله المديفر ... والحلقة المعنونة تحت اسم : ( ما بعد الربيع العربي ) . على فضائية " الرسالة " و " الخليجية " بتاريخ الجمعة 14 / 1 / 1433 هـ ـ 9 / 12 / 2011 م :
( بما أنك تؤمن داخل قلبك مصدق فقط وصل الأمر إلى درجة التصديق ، إنت مؤمن بالله واليوم الأخر ، خلاص مهما فعلت لن تخرج من الإيمان ، هذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة ، هم ليسوا مع كل الناس هكذا ، لكن للأسف مع الطواغيت ، مع بعض الطواغيت مرجئة ، تخيل يا شـــــــيخ ، القذافي ، زين العابدين ، إترك القذافي بعد شويه نجيه ) إ . هـ .
التعليق :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليَصْدُقُ ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل لَيَكْذِبُ ، حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا ) متفق عليه .
قال أبو سفيان " رضي الله عنه " في قصته مع هرقل ، وكان آنذاك مشركاً :
( والله لو لا الحياء يومئذٍ من أن يأثر أصحابي عني الكذب ، لكذبته حين سألني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكني استحييت أن يأثر الكذب عني فصدقته ) .
وفي هذا دليل على انه كانوا في الجاهلية يستقبحون الكذب ، وجاء الإسلام بتحريمه والتحذير منه.
فكيف بهؤلاء وقد اتخذوا ( الكذب ) شعاراً لهم !!! .
إن الضعف وهشاشة الحوار والنقد ، قد عجزت قيادات " الصحوة المزعومة " عن مقارعة دعاة السلفية الحقة " الجامية المدخلية " الحجة بالحجة والدليل بالدليل .
عجزت قيادات الصحوة المزعومة عن المواجهة وتفلست عقولهم الغبية في دحض الحجة بالحجة
فلم يجدوا وسيلة سوى أن يطرقوا باب ( الافتراء والبهتان ) ، وتجاوزوا إلى مستويات غير مسبوقة في التضليل !!! .
وإبتداءً لنقف وقفة تدبر وتفكر مع المقالة المعنونة تحت اسم : " هل السلفيون في ليبيا يقفون مع القذافي " ؟! دعوة للإنصاف .
( وإنّ من الفتن العظام التي ألـمّت بالمسلمين في ليبيا هذه الأحداث الجسام التي يعرفها الجميع ، ويرونها ويسمعونها ، وقد التبست فيها أمور على كثيرين ، واختلطت فيها مسائل على آخرين ، لـمّا قلّ الإنصاف ، وأُغفِل حسن الظنّ بين الناس ، فتبادل الناس التّهم بالخيانة والعمالة والتخذيل والتقاعس ) .
وقال أيضاً : ( وقد أصاب الدعوةَ السلفية وأهلها من قلة الإنصاف ما أصابها ، فعدّها بعض الناس حركة عميلة ، مستميتة في الدفاع عن القذافي وكتائبه ، وطغت أقلام آخرين فنسبوا السلفية وأهلها إلى الكفر واليهودية في ألفاظ أخرى ، ولا يحتاج العاقل المنصف إلا إلى وقفة تأمل قصيرة ليرى جليّاً براءة السلفية وأهلها من هذه التهمة ؛ التي حمل عليها الجهلُ بالواقع وقلّة الإنصاف أحياناً ، والمغالطة الظاهرة أو العداوة الخفية أحياناً أخرى .
إنّ من أساء الظن بالسلفيين لا يخلو أن يكون بنى ظنه على واحد من عدة أمور :
الأول : ما تبثه قنوات القذافي السمجة ، وإعلامه المتهالك ، من مسرحيات رخيصة لبعض البيادق الخضراء التي تدعي السلفية ، وتدعو إلى طاعة وليّ أمر موهوم . والاعتمادُ على هذا الأمر لا يجوز ، لسببين :
أحدهما : أننا متفقون جميعا على أن القذافي يخوض حربا إعلامية دنيئة ، مهمتها قلب الحقائق وتشويه الواقع ، فمن أراد أن يجعل ما تقدمه هذه القنوات دليلا وحجة مقبولة فليصدّق إذنْ بوجود جماعات إرهابية في مصراتة والزنتان ، تغتصب النساء وتدمر المساجد ، بل ليصدق بتلك الجبال المتراكمة من حبوب الهلوسة التي أكلها الكبار قبل الصغار في بنغازي والشرق كله ، وفي الزاوية ويفرن ونالوت ، بل في فشلوم وتاجوراء وسوق الجمعة.
ولا أظن عاقلا منصفا يصدق هذه الترهات ، فمن تمام العقل والإنصاف أن لا يصدق أحد هذه الكذبة التي يروجها القذافي وقنواته ؛ من أن السلفيين جنده وأنصاره ، وهذا ظاهر بيّن لا يحتاج إلى مزيد بيان.
والسبب الثاني : الذي يجعل المنصف يردّ ما تبثه هذه القنوات عن السلفية وأهلها : هو أنها لا تقدم للناس إلا ثلاثة أشخاص أو أربعة ؛ يدندنون باسم الدين والسلفية ، وقبل أن نخوض في أشخاصهم وحقيقة أفكارهم وما هم عليه ، فإن الإنصاف يقتضي أن لا نحصر رأي السلفية في هذه الشرذمة الضئيلة .
وإلا فالمشايخ السلفيون الليبيون بالعشرات ، وطلاب العلم منهم بالمئات ، والشباب الذين يدينون بها وينتصرون لها بالآلاف ، فهل من الحقّ أن نحصر رأي السلفيين في تفاهات بيدق أو بيدقين أو ثلاثة ؟! .
ثمّ هذه الشرذمة التي تظهر في قنوات القذافي ليس فيهم عالم مشهود له بالعلم ، ولا فاضل عاقل مشهود له بالعقل والفضل ، ولا هم من حملة الشهادات العليا، أو المدرسين في المعاهد أو الجامعات ، ولا يعرفون بتدريس في المساجد ولا بتأليف صحيح ، بل هم أغمار أغرار ، لم يعرفهم أكثر الناس إلا في هذه الفتنة ، وفيهم من هو منافق لا يدين بالسلفية ولا يعتقدها ، لكنه يتظاهر بها لحاجة في نفسه .
أضف إلى ذلك أن قلّة قليلة منهم لا يستبعد أن تكون رفِعت فوق أعناقهم سيوف الإكراه ، أو لامستْ ظهورَهم سياط التعذيب والإرهاب .
وإذا كان هذا الكلام فيمن يظهرون على القنوات على أنهم شيوخ وطلاب علم ، فأولى في بعض الشباب الجهال الذين لا رأي لهم ولا علم .
إنك إذا أنصفت أخي القارئ علمتَ أن ما تبثه قنوات المجرم ما هي إلا محاولة أخرى لزرع الفتنة بين الناس ، وضرب لمثقفيه ومفكريه بعضهم ببعض ، والصواب أن لا تؤخذ آراء أحد من موقف واحد لا تعرف ظروفه ، بل من تاريخ حافل وحاضر متكامل .
الأمر الثاني من الأمور التي قد يعتمد عليها من يسيء الظن بالسلفيين : هو بعض الفتاوى التي صدرت من شيوخ أو طلاب علم يحسبون على السلفية ، ومن الأسماء التي نسبت إليها فتاوى على التلفزيون الليبي في هذا الأمر : الشيخ محمد هادي مدخلي ، والشيخ عبدالرحمن محي الدين ، والنكرة المجهول حمود بن نافع العنزي ، وفي أول الأمر تمسح النظام ببعض الفتاوى العامة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان والشيخ ربيع المدخلي .
وليس لمن حكّم عقله وأنصف حجة في هذا الأمر ، لسببين :
الأول : أننا نتحدى هؤلاء الجهلة المتمسحين بالسلفية أن يأتوا بفتوى لعالم واحد مشهور يقول فيها بوجوب طاعة القذافي ، وأنه ولي أمر لا يجوز الخروج عليه ، وأن الثوار مباحوا الدماء لخروجهم عن طاعته ، بل غاية ما نقلوه إما فتوى تحرم المظاهرات عموماً – وهذا رأي فقهي موجود ليس لأحد أن ينكره - ، وإما فتوى تؤصل لطاعة ولاة الأمر بالمعروف ، وهي فتوى لا علاقة لها بالقذافي من قريب أو بعيد .
هذا باستثناء النكرة حمود العنزي الذي سمعنا أنه أفتى بفتاوى تشيب لها الرؤوس ؛ نصرة للمجرم القذافي ، والعتب في هذا ليس على السلفيين بل على من صدق أنه من شيوخ السلفيين وما هو في الحقيقة إلا نكرة مجهول ، من " بدون الكويت " ، لا يعرفه حتى السلفيون أنفسهم ، وإنما هو مجرم باع دينه في صفقة واحدة مع أخيه المجرم الأكبر " علي بو صوة " .
والسبب الثاني : هو أن السلفية لها رموزها وعلماؤها المعروفون ، في ليبيا والسعودية والكويت والشام وغيرها من البلاد ، ومن الظلم أن يختزل رأي هؤلاء جميعا في رأي واحد أو اثنين ؛ غاية ما يقال في فتواهم إنها اجتهاد يخصهم ولا يمثل رأي غيرهم . ويضاف إلى ذلك أن هذه القنوات ليست مأمونة في أي شيء تقدمه ، فمن الذي يضمن لنا عدم تلاعبها بهذه الفتاوى والتسجيلات التي تعرضها ؟! .
الأمر الثالث : تبنّت شريحة من الشباب السلفيين في طرابلس وغيرها الحياد واعتزال الفتنة ولزوم البيوت ، وهؤلاء لا تثريب عليهم من جهة أنهم استفتوا من وثقوا فأفتاهم بذلك ، والله حسيبنا وحسيبهم ، والمطلع على سرائرنا وسرائرهم . وليعلم أن موقف هؤلاء يقابله موقف المئات بل الآلاف من الشباب السلفيين في المناطق المحررة وغير المحررة ، ممن أعلنوا أنهم مع الشعب لا مع المجرم ، وفيهم من الحرقة على الدين والوطن ، والغيرة على الأعراض والحرمات ما ليس عند كثير ممن عداهم .
هذه الأمور الثلاثة هي أهم ما يمكن أن يكون قد تعلق به بعض من أساء الظن بالسلفية وأهلها ، ومن كان منصفا ستتبدّد ظنونه بعد قراءة هذه السطور .
ولا حرج أن أذكّر الناسي ، وأنبه الغافل إلى أن السلفيين هم أكثر الناس تضرّراً من القذافي ونظامه ، فالمربعات الأمنية وهيئة مكافحة الزندقة لم تعن في السنوات الأخيرة إلا بهم ، وضحايا القذافي من السلفيين قتلاً وسجناً هم أكثر من أيّ شريحة أخرى .
وأيضاً فالجبهة في الشرق والغرب مليئة بالسلفيين الشرفاء الأشاوس ، يذودون عن الدين والوطن والحرمات كما يفعل غيرهم .
والفتاوى التي صدرت من بعض العلماء بوجوب التخلص من القذافي ، والتلاحم ضده ، لم يستخرجها علي بو صوة ولا الساعدي القذافي ، بل استخرجها السلفيون الشرفاء .
وحملات الإغاثة داخل البلاد وخارجها قام عليها السلفيون كما قام غيرهم ، وهم يحملون همّ الوطن كما يحمله غيرهم .
فلا مجال للمزايدة ، وقليلاً من الإنصاف يا إخواني فإنه خلق نبيل ) إ . هـ .