امرأة تريدُ أن تدخل للترشيح في الانتخابات

السؤال :
أحسن الله إليكم شيخنا في السُّؤال الثامن عشر من المغربِ يقول السَّائلُ :
شيخنا - بارك الله فيك - امرأة تريدُ أن تدخل للترشيح في الانتخابات وقد حصل شيخنا نصح لها من بعض الإخوةِ لكِنَّها أبَت واستدلَّت وقالت أن المغراوي له فتوى يدعو فيها أتباعهُ للدخولِ في الانتخابات وإقامَةِ أحزابٍ ، السّؤال نريد نصيحة لهذه المرأة هداها الله وجزاكم الله خيرًا .
الجواب :

أوّلا : صحّ عن النّبي - صلّى الله عليهِ وسلَّمَ - لعنُ المُترَجِّلاتِ من النِساءِ ، فتقديمُ المرأة نفسها مُترشِحة للدُخولِ في الانتخاباتِ النِيابيِةِ بلدِيةِ أو غيرها وذلك من منَاصِبِ الرِّجَالِ هوَ تَرجُّلٌ فمن نصحها بهذَا فقد أعَانَها على سُلوكِ مَسلكِ الملعوناتِ على لِسانِ رِسولِ الله - صَلَّى الله علَيهِ وسلَّم - ومَا كانَ مِن رسُول الله فهوَ وَحيٌ من الله قالَ الله تعالى : ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿3﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ، وقال - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - « أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ » وفي بعضِ طُرُقهِ قال : « أَلا إِنَّ مَا حَرّمَ رسُولُ اللهِ مِثْلُ مَا حَرّمَ الله » .
ثالثًا : إذا أبت النَّصيحَةَ وسلكَت هذا المَسلكَ وتَمَّ ترشيحُها من قِبلِ مُصوِتينَ لَها فإنَّها آثمةٌ وهم آثمونَ وإن كانت هي المهَيئة لهُم فعَلَيها مثلُ أوزارِهم لا ينقصُ من أوزارهِم شيئا وإن كانوا هُم مُهَيئِينَ لَها فعلَيهِم مثلُ وُزرِها لاَ ينقُصُ من وُزرِهَا شيئٌ .
ورابعا : ولعل فيه الموعظة لها .
أقول لها: يا بنتي مكسبك جراء هذا المسلك هو من المكسب الحرام ، من مطعم وملبس ومشرب ومسكن وغير ذلك ، فكلما تكسبه هذه من مكاسب جراء دخولها في المنصب الذي هو من خصائص الرجال فكل ذلك محرم .
وخامسا وأخيرا : قال - صلى الله عليه وسلم – « لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً » ولهذه القصة سبب وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن بنت كسرى وُليت الحكم بعد أبيها ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، والمعنى عند أهل العلم كما هو مقرر في علم الأصول إذا ورد لفظٌ عام على سبب خاص أو في حادثة خاصة فإنه لا يسقط عمومه بل يشملها ويشمل ما هو نظيرها ، ولا يخرج من ذلك العموم إلا ما دل الدليل على تخصيصه به ، فأرجو أن تبلغوا إن كانت مسلمة أن تبلغوها سلامي وهذه النصائح .
قولكم شيخنا في فتوى المغراوي في الدخول في الانتخابات وإقامة الأحزاب .
الشيخ : أولاً : بالنسبة هل هذا صح عنه أو لا .
ثانيا : إذا صح عنه فالرجل غير موثوق به فهو من جهة التكفير متواتر عنه .
ومن جهة أخرى يظهر أن السياسة لعبت به ، مثل الحلبي ومن شابهه ، ففتواه غير معتبرة هذا على التسليم بصحتها ، ولا ندري .


المصدر : موقع ميراث الأنبياء
 
أعلى