محب الصحابه
عضو مخضرم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه ومن والاه ..,
يعلم الجميع أننا على أبواب شهر الصيام " شهر رمضان " الشهر المبارك الذي تتنزل فيه الرحمة و تفتّح فيه أبواب الجنة وتغّلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين .., وشهر رمضان من شعائر الإسلام الظاهر وهو الركن الثالث بعد الشهادة والصلاة .., ويعده الفقهاء في تقسيمهم لأبواب الفقه من أبواب العبادة المحضة .., كما هو معلوم فإن الفقهاء يقسمون أبواب الفقه إلى أبواب عبادات ومعاملات و بدنية " الصيام " وماليه " الزكاة " وهناك قسم يجمع بين العبادة البدنية والمالية " الحج " ..,
لذلك أحببت التعريج على بعض المسائل في باب الصيام لعل الله أن ينفع بهذه المدراسة معكم
من غير دخول في الخلافات ولا أدلة كل قول , أمور سهلة مختصرة نبين فيها كيف نتعبد لله بشعيرة الصيام .., وتعلّم مثل هذا العلم واجب على كل مسلم لأن هذه العبادة لا تصح فيها النيابة بل يقوم بها كل مسلم بنفسه فيلزمه تعلمها ولا يعذر بالجهل وهو قادر على التعلم ..,
1
من أرد الحديث عن كتاب الصيام فقبيل الشروع فيه و بيان ما هو الصيام و أحكامه يلزمه التنبيه على أمر مهم
وهو / العمل في العبادة لا يكون إلا باليقين ولا عبرة بالشك
وكما قال العلماء " اليقين لا يزال بالشك "
وقد سار عند بعض الناس من باب الإجتهاد والإحتياط أن يصوم يوم الشك .., و يوم الشك هو : يوم الثلاثين من شعبان وقال بعض العلماء هو يوم الغيم وقال البعض اليوم الذي يختلف فيه الناس هل هو من شعبان أو رمضان ..,
وحكم صيام هذا اليوم : محرم
ودليل ذلك :
قول عمار بن ياسر رضى الله عنه وعن أبيه و أمه " من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي
قال الحافظ ابن حجر : استُدل به على تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبيل المرفوع ..,
ومعنى قوله لا يقول لك من قبل رأيه : أي لا يحصل أن يتكلم صحابي بأمر فيه نهي أو أمر أو ثواب او عقاب عن رأي ساقه إليه الإجتهاد فيثبت حصول الأجر أو العقوبة , لأن طريق إثباتها هو النص لأجل ذلك فقد سمع عمار رضى الله عنه ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً فاللحديث حكم الرفع
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك : " وأصح هذه الأقوال هو التحريم ، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم هذا اليوم وأمر الناس بصومه فإنه لا ينابذ وتحصل عدم منابذته بألا يُظهر الإنسان فطره ، وإنما يُفطر سراً " . الشرح الممتع
وقد ذكر الشوكاني كلاماً جميلاً في هذه المسألة يقول فيه " والحاصل أن الصحابة مختلفون فى ذلك ، وليس قول بعضهم بحجة على أحد .
هذا ، والحكمة فى النهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين مختلف فيها ، والمعتمد ما ارتضاه ابن حجر فى فتح البارى من أن الصيام الاحتياطى محاولة للطعن فى حكم تعلق الصوم برؤية الهلال الذى ورد به الحديث الذى رواه البخارى ومسلم .
ويلاحظ أن النهى عن صوم يوم الشك لا يمنع صحة صومه عن القضاء قبل دخول شهر رمضان حتى لا تلزم الكفارة مع القضاء إن تأخر عن رمضان ، وكذلك من نذر صوم يوم معين فصادف يوم الشك لا يحرم صومه . " نيل الأوطار
لأجل ذلك كانت العبادة غير خاضعة للشك أو الإحتياط فجاء النص الصريح بأن الصيام ودخول الشهر معلق بالرؤية أو إكمال العدة ثلاثين يوماً
يقول عليه الصلاة والسلام " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبِّيَ ( أي خفي ) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " رواه البخاري
أما من كان له صوم يعتاده كصيام الإثنين والخميس أو يوم و يوم أو كان قضاءً أو نذراً فصادف يوم الشك فلا بأس بصيامه
لأن النية مختلفة ولأن علة التحريم القدح في الرؤيا بالإحتياط
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ "
يتبع بعون الله
الكاتب السلطان سنجر (انا المسلم)
يعلم الجميع أننا على أبواب شهر الصيام " شهر رمضان " الشهر المبارك الذي تتنزل فيه الرحمة و تفتّح فيه أبواب الجنة وتغّلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين .., وشهر رمضان من شعائر الإسلام الظاهر وهو الركن الثالث بعد الشهادة والصلاة .., ويعده الفقهاء في تقسيمهم لأبواب الفقه من أبواب العبادة المحضة .., كما هو معلوم فإن الفقهاء يقسمون أبواب الفقه إلى أبواب عبادات ومعاملات و بدنية " الصيام " وماليه " الزكاة " وهناك قسم يجمع بين العبادة البدنية والمالية " الحج " ..,
لذلك أحببت التعريج على بعض المسائل في باب الصيام لعل الله أن ينفع بهذه المدراسة معكم
من غير دخول في الخلافات ولا أدلة كل قول , أمور سهلة مختصرة نبين فيها كيف نتعبد لله بشعيرة الصيام .., وتعلّم مثل هذا العلم واجب على كل مسلم لأن هذه العبادة لا تصح فيها النيابة بل يقوم بها كل مسلم بنفسه فيلزمه تعلمها ولا يعذر بالجهل وهو قادر على التعلم ..,
1
من أرد الحديث عن كتاب الصيام فقبيل الشروع فيه و بيان ما هو الصيام و أحكامه يلزمه التنبيه على أمر مهم
وهو / العمل في العبادة لا يكون إلا باليقين ولا عبرة بالشك
وكما قال العلماء " اليقين لا يزال بالشك "
وقد سار عند بعض الناس من باب الإجتهاد والإحتياط أن يصوم يوم الشك .., و يوم الشك هو : يوم الثلاثين من شعبان وقال بعض العلماء هو يوم الغيم وقال البعض اليوم الذي يختلف فيه الناس هل هو من شعبان أو رمضان ..,
وحكم صيام هذا اليوم : محرم
ودليل ذلك :
قول عمار بن ياسر رضى الله عنه وعن أبيه و أمه " من صام اليوم الذي يُشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي
قال الحافظ ابن حجر : استُدل به على تحريم صوم يوم الشك لأن الصحابي لا يقول ذلك من قبل رأيه فيكون من قبيل المرفوع ..,
ومعنى قوله لا يقول لك من قبل رأيه : أي لا يحصل أن يتكلم صحابي بأمر فيه نهي أو أمر أو ثواب او عقاب عن رأي ساقه إليه الإجتهاد فيثبت حصول الأجر أو العقوبة , لأن طريق إثباتها هو النص لأجل ذلك فقد سمع عمار رضى الله عنه ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم قطعاً فاللحديث حكم الرفع
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ذكر الخلاف في حكم صوم يوم الشك : " وأصح هذه الأقوال هو التحريم ، ولكن إذا ثبت عند الإمام وجوب صوم هذا اليوم وأمر الناس بصومه فإنه لا ينابذ وتحصل عدم منابذته بألا يُظهر الإنسان فطره ، وإنما يُفطر سراً " . الشرح الممتع
وقد ذكر الشوكاني كلاماً جميلاً في هذه المسألة يقول فيه " والحاصل أن الصحابة مختلفون فى ذلك ، وليس قول بعضهم بحجة على أحد .
هذا ، والحكمة فى النهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين مختلف فيها ، والمعتمد ما ارتضاه ابن حجر فى فتح البارى من أن الصيام الاحتياطى محاولة للطعن فى حكم تعلق الصوم برؤية الهلال الذى ورد به الحديث الذى رواه البخارى ومسلم .
ويلاحظ أن النهى عن صوم يوم الشك لا يمنع صحة صومه عن القضاء قبل دخول شهر رمضان حتى لا تلزم الكفارة مع القضاء إن تأخر عن رمضان ، وكذلك من نذر صوم يوم معين فصادف يوم الشك لا يحرم صومه . " نيل الأوطار
لأجل ذلك كانت العبادة غير خاضعة للشك أو الإحتياط فجاء النص الصريح بأن الصيام ودخول الشهر معلق بالرؤية أو إكمال العدة ثلاثين يوماً
يقول عليه الصلاة والسلام " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُبِّيَ ( أي خفي ) عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين " رواه البخاري
أما من كان له صوم يعتاده كصيام الإثنين والخميس أو يوم و يوم أو كان قضاءً أو نذراً فصادف يوم الشك فلا بأس بصيامه
لأن النية مختلفة ولأن علة التحريم القدح في الرؤيا بالإحتياط
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلا يَوْمَيْنِ إِلا رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ "
يتبع بعون الله
الكاتب السلطان سنجر (انا المسلم)